بعد ان اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موافقة لبنان رسميا على اتفاق الترسيم البحري، وهي موافقة اتت بعد اعلان الحكومة الصهيونية موافقتها عليه، دخل الاتفاق مرحلة الاجراءات المتعلقة بالسير نحو سكة التنفيذ .
وفي هذا الاطار يتوقع عقد اجتماع في مقر القوة الدولية في الناقورة مع الامم المتحدة والموفد الاميركي لتسليمهم من قبل الطرفين الاوراق الموقعة، وهو امر من المفترض ان يتم اواخر هذا الشهر.
وحسب صحيفة الاخبار بدأت دوائر القصر الجمهوري التشاور مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين ومع الأمم المتحدة في ما يتعلق بالترتيبات الخاصة بلقاء متوقع في مقر القوة الدولية في الناقورة بين 27 و 29 من الشهر الجاري.
الى ذلك قالت مصادر معنية لـ”الجمهورية” انه بعد الموقف النهائي الذي أعلنه رئيس الجمهورية امس بعد التشاور مع كل من رئيسَي مجلس النواب والحكومة، بات لبنان في مرحلة الإنتظار لمعرفة الموعد المحتمل الذي سيكون فيه الموفد الاميركي في بيروت من اجل تبادل الوثائق الموقعة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي في مقر قيادة القوات الدولية (اليونيفيل) في الناقورة وإيداعها الإدارة الاميركية تمهيداً لنقلها الى الامم المتحدة.
وبعد اجتماع عقده رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض واعضاء هيئة ادارة قطاع البترول اشار فياض الى ان الاجتماع اتى “بعد زيارة قمت بها لفخامة رئيس الجمهورية لتهنئته بالإنجاز التاريخي بشأن ترسيم الحدود ، وترسيخ حق لبنان بالمباشرة منذ الآن، بأعمال الاستكشاف في حقل قانا وسائر البلوكات في مياه البحر عندنا”.
وكشف الوزير فياض عن رغبة قطرية في الدخول إلى التحالف للتنقيب عن النفط في البلوكين 4 و9. وقال:” لقد وردت الرغبة القطرية عبر رسالة من معالي وزير النفط القطري سعد الكعبي أعلن فيها نيات دولة قطر الشقيقة بمشاركة لبنان بالدخول الى التحالف الذي سينقب في البلوكين 4 و9 لتصبح قطر الشريك الثالث لشركتي ” توتال” “وأيني” في هذين الحقلين، وهذا أمر مهم جدا، لأننا نعرف قدرة قطر الاستثمارية”.
اضاف:أما الموضوع الثاني فهو ضرورة دعم هيئة إدارة البترول بالكادر البشري لمواكبة هذه المرحلة وادارتها وخصوصا العلاقة مع الشركاء وإدارة العقد الذي يسمح بإدارة أعمال الاستخراج والاستكشاف التي ستبدأ قريبا ان شاء الله”.
وفي كيان الاحتلال، تراجعت حدة السجال في وقت صارت مسودة التفاهم في يد أعضاء الكنيست.. حول اخر الاجواء بين اوساط العدو يتحدث محلل الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي:
وقد اكدت الاوساط الصهيونية انَ تهديدات الامينِ العام لحزب الله اخضعت تل ابيب في ملفِ الترسيم على عكسِ ما يقوله رئيس حكومةِ العدو يائير لابيد وفريقه. وقالت وسائل إعلام صهيونية ان وزراء وأعضاء في حزب لابيد اعترفوا بأن السبب في الهرولة للتوقيع على الاتفاق مع لبنان هو الخشية من حرب فورية.
ومساء امس أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسمياً موافقة لبنان على الصيغة النهائية وانها تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة، مشددا على اهمية الموقف الموحد ودور الشعب والمقاومة في انجاز الاتفاق.
في هذه الاثناء اشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى أنه لعب دوراً وراء الكواليس في المحادثات لترسيم الحدود البحرية وأوضح أنه شارك شخصيا في المفاوضات مضيفاً: “من الطبيعي أن يكون لي دور، فالجميع يعلم وهذا واجبي، واستطيع ان اربط سياسياً بالأحزاب في الداخل والخارج “.
وحسب صحيفة الاخبار برز عنصر لافت تمثل في محاولة المزايدين على الفريق الذي أنجز التفاهم عرض المشروع على الحكومة لإقراره وإرساله إلى مجلس النواب لمناقشته وإقراره. وهي خطوة رفضت من قبل الرئيس عون الذي أوضح أن ما يجري لا يمثل اتفاقاً أو معاهدة تستوجب قراراً حكومياً أو قانوناً من مجلس النواب، بل مجرد تفاهم لا يفرض أي تداعيات على السيادة اللبنانية.
نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش اكد ان “لبنان بفضل المقاومة والتضامن الوطني ووحدة وثبات الموقف اللبناني، استطاع ان ينتزع من العدو حقوقه النفطية وان يحصل على كل مطالبه الاساسية”، معتبرا ان “هذا الانجاز هو انجاز وطني حققه لبنان بفعل القوة وصلابة الموقف وليس منّة من الامريكي والاسرائيلي”. ولفت الى ان “الإنجاز الأبرز الذي تحقق من خلال الاتفاق هو كسر الحظر الامريكي الذي كان مفروضا على التنقيب عن النفط واستخراجه، والسماح للشركات استئناف عمليات الإستكشاف والتنقيب في كل البحر اللبناني حيث كانت الشركات ممنوعة من العمل بقرار امريكي”.
النائب السابق إميل رحمه اعتبر أن “كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كانت موفقة من ناحية الشكل والمضمون واكدت ثبات الموقف اللبناني الرسمي في الدفاع عن حقوق لبنان” واضاف “كان الرئيس عون واضحا في رفض اعتبار أن ما حصل هو تطبيع، وأن ما قام به لبنان هو تحصيل حقوقه وليس منة”.