ادانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الثلاثاء، بشدة اعتقال المقاوِمَين مصعب اشتيه وعميد طبيلة من قبل أجهزة أمن السلطة في نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي أ. طارق سلمي-في بيان صحفي- إن المسؤولية الوطنية تستوجب حماية الشعب الفلسطيني ومقاوميه في محافظات الضفة، والحفاظ على مسار المواجهة ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين، مطالباً بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين، والتوقف عن سياسة الاعتقال والملاحقة.
ووجهت كتيبة نابلس، اليوم، رسالة عاجلة لأجهزة الأمن التابعة السلطة عقب اعتقالها المطارد مصعب اشتيه في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وأكدت أنها لن “تسمح باعتقال المقاوم اشتيه”، مطالبة في مؤتمر صحفي تلاه مقاوم ملثم- السلطة بالأفراج عن اشتيه، وقالت :”نمهل السلطة الافراج عن مصعب اشتيه في أقل من ساعة”.
وأضافت الكتيبة أن مدينتي نابلس وجنين دخلتا في عصيان مدني احتجاجًا على هذا التصرف الذي اعتبرته أنه لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي فقط، موضحة أن عملية الاعتقال تمت عبر اعداد كمين محكم من عناصر أمن السلطة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، إصابة ثلاثة مواطنين بجروح مختلفة، بعد قمع عناصر من أمن السلطة لمتظاهرين في نابلس، خرجوا احتجاجًا على اعتقال السلطة للمطارد مصعب اشتية.
وأفاد في بيان له بـ “وقوع 3 إصابات من بينها إصابة خطيرة بالرأس الإصابتان الأخيرتان بشظايا، برصاص أمن السلطة”.
مصادر محلية، أعلنت، عن مقتل المواطن فراس يعيش (53 عاماً) إثر إصابته بجراح بالرأس، نقل على أثرها للمستشفى بحالة حرجة وأعلن الأطباء وفاته في وقت لاحق.
وعلى إثر اعتقال السلطة للمطارد اشتيه، عقد مقاومين ملثمين مؤتمرًا صحفيًا في جنين، نددوا باعتقال السلطة للمطارد مصعب اشتية، وأكدوا أن هذا العمل يخدم الاحتلال فقط، وطالبوا السلطة بالكف عن ملاحقة المقاومين.
بدورها أدانت حركة حماس، اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، المطارَدَيْن المقاومين مصعب اشتية وعميد طبيلة من نابلس، وطالبت بضرورة الإفراج الفوري عنهما وعن كل المقاومين والمعتقلين السياسيين.
وقالت الحركة في بيان لها” بينما يستمر العدو في عمليات القتل والاعتقال والتهويد والاستيطان، تتماهى السلطة معه باستمرار التنسيق الأمني وقمع أبناء شعبنا وملاحقة واعتقال المقاومين؛ في سلوك خارج عن كل أعرافنا الوطنية”.
ودعت الحركة السلطة وأجهزتها الأمنية إلى الكف الفوري عن سياساتها اللاوطنية بحق الشرفاء والمقاومين، والكف عن منح الاحتلال خدمات أمنية على حساب شبابنا وثوابتنا الوطنية.
وتابعت” ندعو أبناء شعبنا وفصائلنا وقوانا الوطنية إلى إدانة سياسة الاعتقال السياسي، وبذل كل جهد لإنهاء هذه المهزلة المتواصلة، والعمل الفوري للإفراج عن المعتقلين المناضلين كافة في سجون السلطة وأجهزتها الأمنية”.
من جانبه قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس” جريمة اختطاف المطارد مصعب اشتية مخزية ومعيبة ولا يقبل بها شعبنا”، مضيفاً ” لا يمكن للشعب الفلسطيني والمقاومة أن يقبلا بتصرفات أجهزة أمن السلطة التي تخدم الاحتلال”.
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم حركة الأحرار ياسر خلف إن اختطاف السلطة مصعب اشتية جريمة أخلاقية مرفوضة من شعبنا. وأشار خلف إلى أن عمل السلطة هو حماية للاحتلال ومستوطنيه وليس حماية الشعب الفلسطيني، ولولا جود التنسيق الأمني لما استمر الاحتلال في تقديم الدعم والمال للسلطة.
واعتبرت حركة المقاومة الشعبية أن اعتقال السلطة المطارد مصعب اشتية إساءة لنضال شعبنا، واستمرار لنهج التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وملاحقة كوادر المقاومة.
وكانت أجهزة السلطة قد اختطفت المطارد للاحتلال مصعب اشتية مساء اليوم، من مدينة نابلس.
وأفادت مصادر محلية، أن قوة من جهاز الأمن الوقائي، اعتقلت اشتية برفقة اثنين آخرين من وسط مدينة نابلس. يذكر، أن المطارد مصعب اشتية، أسير محرر ومطارد لقوات الاحتلال، هددت قوات الاحتلال والده بتصفيته أكثر من مرة.
واستهجن والد الفدائي المطارد مصعب عاكف اشتية، اختطاف السلطة الفلسطينية برام الله، لنجله، أمس الإثنين، مؤكدًا أن هذه الحادثة امتداد لمسلسلها في الاعتداء على المطلوبين والمطاردين وتسليمهم، موضحاً أنّه في لحظة الاعتقال أفاد شهود عيان، بأنه تم الاعتداء على مصعب وربطه وأخذه إلى مقر الأجهزة الأمنية بمحافظة نابلس. وقال “بناء على ما وصلنا من معلومات، حاولنا أن نتواصل مع المحافظ والأجهزة الأمنية، لكن لا حياة لمن تنادي، قوبلنا بردود سلبية، وبدلا من أن يطمئنونا عن نجلنا ذهبوا للاعتداء على المحتجين وقتلهم وضربهم”.
وأكد والد مصعب، أنه حتى اللحظة لا يزال مصير ابنه مجهولا، محذرًا من تدهور وضعه الصحي، كونه يعاني من بعض الأمراض، غير أنه تم ضربه من الأجهزة الأمنية لحظة اعتقاله، محملاً السلطة الفلسطينية المسؤولية كاملة عن تبعات اختطاف ابنه، مردفًا “ابننا مطارد لدى الاحتلال، وليس لأجهزتكم الأمنية، ولا يوجد أي إشكالية لمصعب سواء أمنية أو جنائية لدى السلطة”.
وأضاف “لن نستغرب لو سلمت أجهزة السلطة ابننا لـ”إسرائيل”، تاريخهم حافل بتسليم فدائيين ومطاردين بنفس الطريقة لجهاز الشاباك”.
واستطرد بالقول “وسط تصاعد العمل المقاوم في الضفة والمخيمات بدلا من أن تحمي السلطة المطاردين، تعتقلهم وربما تسلمهم، هذا مستهجن في كل الأعراف الوطنية والشعبية”.
وحمّل اشتية “السلطة المسؤولية كاملة على اعتدائها على شعبنا المقاوم في نابلس، الذي يرفض اعتقال الشرفاء، وندد اعتدائهم بهمجية وفتح نيران أسلحتهم على المحتجين ما أدى إلى ارتقاء الشهيد فراس يعيش”، داعياً الشعب الفلسطيني لإيقاف هذه المهزلة التي يتعرض لها صباح مساء، بدون أي مبرر، وأن يكون له الدور الفعّال أمام مؤسساته العامة والخاصة لمعرفة أين الحقيقة من هذه الأحداث.
من جانبها، أدانت عائلة المطارد اشتية، محاصرة الأجهزة الأمنية له واعتقاله ورفيقه المطارد عميد طبيلة، ونعت العائلة في بيانٍ لها، الشهيد فراس فارس يعيش الذي ارتقى إثر الأحداث المؤسفة وإطلاق الأجهزة الأمنية النار عشوائيا على أبناء شعبنا في مدينة نابلس.
وقالت: إنّ “الأجهزة الأمنية نصبت كميناً لاعتقال ابننا مصعب قرب كلية الروضة، وننفي نفيا قاطعا ما تروجه الأجهزة بأننا قمنا بتسليمه أو طلبنا اعتقاله”.
وحمّلت الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن حياة ابننا، وما تلى ذلك من أحداث، مطالبة بالاطمئنان عليه وعلى صحته بعد حادثة اعتقاله، داعية الشرفاء والعقلاء بالتدخل فورا لحقن الدماء والافراج عن المعتقلين، ووحدة الصف أمام الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت القيادية الفلسطينية خالدة جرار، أنّ ما حدث أمس الإثنين باعتقال المطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة، هي بمثابة رسالة تريد السلطة أن توصلها إلى الجهاز الأمني الإسرائيلي أنها قادرة على ضبط الأوضاع، بعد أن تعرضت لانتقادات بضعف دورها.
وقالت جرار “إن هناك حالة من الرفض الشعبي لسياسات السلطة، إزاء اعتقال المطاردين وملاحقة المقاومين، وهذا الضغط هو الضامن على ألا يكون دور السلطة الأمني هو محاولة تطبيق وتنفيذ رغبة الاحتلال على الأرض مستقبلا”.
ورات ان “على السلطة التخلي عن دورها الحالي الذي يخدم سياسيات الاحتلال، منوهة إلى عدم الرهان على مفهوم الحماية للمطاردين وغيره، كونها لا تستطيع أن تحمي أحد”.
وأضافت أنّ “ملاحقة المطاردين واعتقالهم تستوجب تدخل لوقفها، وعلى السلطة إطلاق سراح الشابين اشتية وطبيلة وكافة المقاومين والمعتقلين السياسيين”.
واستهجنت ممارساتها الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، مشددة على أنه بدلا من أن تكون حاضن وحامي للمطاردين، تعتقلهم وتسلمهم لقوات الاحتلال.
واستهجنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، ما جرى من عملية اعتقال السلطة للمطلوبيْن مصعب اشتية وعميد طبيلة واستخدام القوة المفرطة تجاه المواطنين المحتجين على تصرفات الأجهزة الأمنية.
وقالت الفصائل في بيان وصل وكالة “شهاب” نسخة عنه: إن الأحداث المؤسفة التي بدأت في نابلس الليلة باعتقال أجهزة أمن السلطة للمطاردَين اشتية و طبيلة وما تلا ذلك من قمع للاحتجاجات وقتل المواطن فراس يعيش، أمرٌ مستنكر ومستهجن. ودعت الفصائل، السلطة برام الله إلى الإفراج العاجل والفوري عن المعتقلين وتوفير السبل اللازمة لحمايتهم من بطش الاحتلال الصهيوني.
وطالبت الفصائل، القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية بالقيام بدورها لحقن الدماء وحماية الممتلكات العامة وتهدئة الأوضاع هناك وفتح تحقيق في استشهاد المواطن يعيش ومحاسبة الجناة.
واضافت “نحن في أمس الحاجة في هذه الأوقات للوحدة لمواجهة مخططات اقتحام الأقصى، لاسيما وأن عيون الشعب الفلسطيني ترقب بأمل ما يحدث في الجزائر من جهود لاستعادة الوحدة الوطنية”.
المصدر: مواقع فلسطينية