تجدّدت الاشتباكات المسلحة وتبادل القصفِ المدفعي في شبوة، بين مسلحي الإصلاح تحت مسمى القواتِ الخاصّة، ومسلحي العمالقة، التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.
وشهدت مناطق مديرية عتق، اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وامتدت المعارك الى منطقة البراق الصحراوية. كما شهدت مناطق متعددة في مديرية عياذ، ومنطقة جردان اشتباكاتٍ بين الطرفَين، وتبادلاً للقصف المدفعيّ.
وتأتي هذه الاشتباكات، بعد ساعات قليلة من وصولِ لجنة للمسلحين إلى عتق، لترتيبِ مهامِّ القياداتِ الأمنية والعسكرية الجديدة، التي أزاحت الموالينَ لحزبِ الإصلاح ، وعيّنت آخرينَ مدعومينَ من الإمارات.
ياتي هذا، في وقت يؤكد خبراء يمنيون أن السعودية تسعى إلى تصفية حزب الاصلاح اليمني، خصوصاً وأن ما يجري في شبوة لا يقف عند حدود المحافظة، بما تتمتّعُ بها من ثروةٍ نفطية، وموقع ٍاستراتيجيٍّ مهم.
ويجري تنفيذ مخطط تجريف حزب الإصلاح على قدم وساق من المحافظات الجنوبية والشرقية ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، بعد أن قاتل به التحالف لما يقارب الثمان سنوات.
وتشي المعطيات الميدانية، بأن مشروع التصفية لن يقف عند تخوم محافظة شبوة، إذ جرى نقل المعارك خلال الساعات الماضية إلى الخط الدولي الرابط بين شبوة وحضرموت، بعد أيام دامية في عتق تكبد خلالها الإصلاح خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والنفوذ.
وبالموازاة تداول ناشطون محسوبون على أطراف الصراع قراراً يقضي بنقل مقرات ما يسمى بوزارتي الدفاع والداخلية من مارب إلى عدن، بعد أن جرى نقل الكلية الحربية، فيما كشفت مصادر خاصة أن الخطة “ب” تقضي بتغيير نبيل شمسان المعين من قبل التحالف محافظا لتعز، وغيره من المحسوبين على الإصلاح، وإحلال عناصر محسوبة على جناح الإمارات بدلاً عنهم.
مراقبون اعتبروا أن هذه الخطوات الناعمة، تأتي في سياق مشروع تجريف وعزل قيادات الإصلاح، فإن رفضوا جرى تصنيفهم كمتمردين على قرارات ما يسمى الشرعية، تمهيداً لاستنساخ ونقل سيناريو شبوة إلى محافظتي تعز ومارب ومحافظات أخرى.
الإصلاح في ورطة إذن والمفارقة أنه بات في نظر التحالف متمرداً على شرعية أدوات الإمارات، بعد أن كانت تصفه السعودية بـ “الشرعية” والجيش الوطني” فيما كانت تصف خصومه بالمتمردين بنظر التحالف بل إن قيادات الصف الأول للإخوان كانت ترى أن التحالف بأمر من الله.
ويقول مراقبون، إن “ما لم تدركه جميع الفصائل المتناحرة ذات الارتباطات الخارجية المشبوهة في المعارك المتنقلة بين المحافظات النفطية، أنها مجرد كروت حارقة، تستخدمها أطراف إقليمية ودولية لخدمة أهداف استراتيجية أمريكية غربية”.
وأوضحت أنه “في خضم الصراع تعزز واشنطن حضورها العسكري في حضرموت، فيما المعلومات تعزز هذه الحقيقة بأن ثمة تحضيرات تجري لتصدير الغاز من مارب وعبر منشأة بلحاف في شبوة، وبما يقدم تفسيراً لخلفيات الأحداث الدائرة، بأنها ثمرة حراك أمريكي فرنسي نشط مع أطراف إقليمية تحرك أدوات يمنية منحة أوسمة من توتال الفرنسية وكانت لها دور أساسي في الصفقة”.
وتشير المعلومات بأن فرنسا تسعى لرفع إنتاجية الغاز عبر ميناء بلحاف، ولا شيء مستبعد في ظل الحاجة الغربية الماسة أما النقص الحاد في الإمداد الروسي من الغاز الضغط الروسي على أوروبا، وتوفير الحماية للمنشاة عبر الفيلق الفرنسي الأجنبي.
المصدر: يونيوز