انه الوقتُ الخانقُ بحراً وبرا، الفارضُ على الجميعِ مسابقتَه بحثاً عن حلولٍ لعلَّها تُنقذُ لبنانَ واهلَه..
فعندَ الخطوطِ البحريةِ وترسيمِها لم يعد هناكَ وقتٌ للمماطلةِ والتأخير ، ويجبُ السماحُ للشركاتِ التي رَسَت عليها المناقصاتُ بمباشرةِ عملِها .. هذا ما سَمِعَهُ وفدُ مجموعةِ العملِ الأميركيةِ من أجلِ لبنانَ عندَ الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ولا مبررَ على الإطلاقِ لهذا التأخيرِ أو المنعِ كما سمعَ الوفدِ القادمِ للاستطلاعِ على ارضِ الواقعِ اللبنانية، المحترقةِ بالعقوباتِ والممارساتِ الاميركية..
اما الممارساتُ اليوميةُ على البرِّ السياسي اللبناني فخطوطُها متداخلة، بل مجدولةٌ بعُقَدٍ باتت تأكلُ كلَّ المهل ، اما مأكلُ ومشربُ اللبنانيينَ فما زالا حَبيسَينِ عندَ بعضِ قُطَّاعِ الطرقِ من تجارٍ ومحتكرين، حيثُ ازمةُ الرغيفِ المفروضةُ على جميعِ المناطقِ باقيةً وتَتمدَّد، تحتَ اعينِ الدولةِ العاجزةِ امامَ تلكَ العصاباتِ المتحكمةِ بالاقتصادِ وبارزاقِ اللبنانيين، اما اضرابُ الموظفينَ الممتدُّ لاسابيعَ ستةٍ فقد كانت محاولةٌ اليومَ في السرايِ الحكومي لوضعِ حلولٍ مؤقتة، ابرزُ مقرَّراتِها صرفُ راتب اضافيٍ لكل موظفٍ عن شهري تموز وآب، اضافةً الى رفعِ بدلِ النقلِ عن كلِّ يومِ عملٍ الى خمسةٍ وتسعينَ الفَ ليرةٍ، على ان يكونَ حضورُ الموظفينَ ليومينِ على الاقلِ لتسهيلِ امورِ الناس.
حلولٌ وَصلت الى روابط الموظفينَ بانتظارِ جوابٍ منهم، وخصوصاً انَ رواتبَهم – كما الدولة – في خطرٍ ما لم يَعُودوا الى العملِ لتسييرِ المرفقِ العام، وتأمينِ ما امكنَ من واردات، على ما قالَ الوزراءُ المجتمعون .
في الاقليمِ لم تُطَمئِنْ اقوالُ الرئيسِ الاميركي ولا زيارتُه الحلفاءَ الغارقينَ في تشعبِ الازمات، وقبلَ ان تنتهيَ ترجمةُ قمةِ جدةَ وخيباتُها، باتت الاعينُ شاخصةً الى القمةِ المرتقبةِ في طهرانَ بينَ قادةِ ايرانَ وروسيا وتركيا، والقراءاتِ في جدولِ اعمالِها وخاصةً انها تترافقُ معَ زيارةِ وزيرِ الخارجيةِ السوري فيصل المقداد الى الجمهوريةِ الاسلامية..
اما كلامُ رئيسِ المجلسِ الاستراتيجي للسياساتِ الخارجيةِ في ايرانَ كمال خرازي عن قدراتِ بلادِه النوويةِ فقد وضعَ العدوَ في قمةِ المأزقِ معَ دعوةِ كبارِ المحللين العسكريين والامنيين الحكومةَ العبريةَ الى مراجعةِ واعادةِ تحليلِ معلوماتِها الاستخبارية..
المصدر: قناة المنار