تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 08-11-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بيروت والتي كان سبقها زيارة الموفد الرئاسي السوري ولقاؤه الرئيس ميشال عون في بعبدا
السفير
الرياض تأمل زيارة رئاسية.. وفرنسا تدرس عقد «باريس 4»
إيران وسوريا تدشّنان «الموسم الرئاسي».. و«الخليج» يتوجّس
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “لم ينظر السعوديون بعين الرضا إلى أول زيارتي تهنئة إيرانية وسورية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لذلك، قرروا التعويض سريعا، فكانت زيارة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أول دليل على صعوبة تحييد لبنان عن الاشتباك الإقليمي، ولو بروتوكولياً!
من الواضح أن خطاب التحييد الرسمي عن أزمات المنطقة وحرائقها، سيجعل لا لبنان فقط بل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تحديداً يسيران «بين الألغام»، فيما أظهر لقاء رئيس الحكومة المكلف مع سفراء دول خليجية أنّ دولهم قرأت بتوجّس وحذر كبيرين كل حرف من حروف وكلمات خطاب القسم الذي ألقاه عون أمام المجلس النيابي في جلسة الحادي والثلاثين من تشرين الأول الماضي.
وبينما تلقف الإيرانيون خطاب القسم بحماسة شديدة، فإنهم سجّلوا لرئيس الجمهورية لا تأييده فقط للمقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة وحماية لبنان من الأطماع الإسرائيلية في أرضه ومياهه وثرواته الطبيعية، بل العبارة التي قال فيها إنه سيتم التعامل مع الإرهاب «استباقياً وردعياً وتصدياً حتى القضاء عليه»، وهي جملة لم «يبلعها» كثيرون في الداخل والخارج.
من هذه الزاوية، مثلت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للبنان رسالة دعم للعهد الجديد، وهو الذي انتقل فوراً من مطار بيروت الى القصر الجمهوري، ناقلاً تهاني الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، موجهاً الدعوة الى عون لزيارة طهران في أقرب فرصة ممكنة.
وقبيل وصول ظريف الى القصر الجمهوري، كانت بيروت على موعد مع أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤول سوري الى بيروت منذ الثلاثين من تموز 2010 يوم زار الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز القصر الجمهوري في بعبدا برفقة الرئيس السوري بشار الأسد في إطار «معادلة السين سين».
فقد سلم وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام، أمس، رسالة تهنئة من الرئيس الأسد الى نظيره اللبناني في حضور السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، وجاءت الرسالة بعد أسبوع من انتخاب عون ومن اتصال التهنئة الذي أجراه معه الأسد، وسبقه أكثر من اتصال من مسؤولين سياسيين وأمنيين في سوريا، عبّرت كلها عن حماسة دمشق لانتخاب عون رئيساً للجمهورية.
وشدد عزام على عمق العلاقات السورية اللبنانية والعلاقات الأخوية التي تربط عون بالأسد، متمنياً أن يحمل العهد الجديد الخير والاستقرار للبنان، نافياً أن تكون هناك صفحة قديمة في العلاقات بين البلدين «كي تكون هنالك صفحة جديدة، وطالما لدينا عدوّ واحد هو إسرائيل والإرهاب، فنحن مشتركون تماماً في تحديد هذا العدوّ وهذا هو المطلب النهائي لاستقرار بلدينا».
وعما إذا كانت سوريا ستهنئ الحريري بعد تشكيل الحكومة، قال عزام: «عندما يتم تشكيل الحكومة اللبنانية، فسيكون كل شيء في حينه».
ظريف أول زائر أجنبي
وفي زيارة هي الأولى لمسؤول أجنبي الى لبنان منذ انتخاب عون رئيساً للجمهورية، قدم وزير الخارجية الإيراني التهاني لعون، وذلك في إطار زيارة عمل على رأس وفد سياسي اقتصادي كبير، وذلك عشية افتتاح مؤتمر اقتصادي في بيروت يفتتح اليوم في فندق «الفينيسيا»، ويناقش آفاق الفرص الاستثمارية اللبنانية في إيران والفرص الاستثمارية الإيرانية في لبنان، خصوصاً في مجال الطاقة.
ولم يكتف الزائر الإيراني بتأكيد أنّ عدوّين أساسيين يتربصان بإيران ولبنان هما العدوان الصهيوني والتكفيري، «ولكن الأهم والأجدر هو وجود علاقات ومصالح سياسية واقتصادية وتاريخية وشعبية تجمع بلدينا ما يشكل أفقاً واسعاً لتطوير وتعزيز العلاقات على مختلف المستويات».
وقال ظريف إن ما ورد «من كلام دقيق وصائب وحكيم» في خطاب عون، يدل على «عمق النظرة السياسية الحكيمة الموجودة» لديه، ويدل على الأخطار الأساسية التي لا تهدد فقط إيران ولبنان بل كل دول هذه المنطقة والعالم.
وعلمت «السفير» أن ظريف تحدث طويلاً وبلغة إيجابية عن خطاب القسم، وما تضمنه من فقرات تؤكد توجهات الرئاسة ومواقفها المعروفة، وأشار ظريف الى الإرادة الحرّة التي ظهرت بانتخاب عون، وأبدى الاستعداد للتعاون في كافة المجالات، خصوصاً أن الشعب اللبناني عرف كيف يتجاوز الصعوبات بصموده وسيكون مع الرئيس عون أكثراً ثباتاً وصموداً في مواجهة الصعوبات والتحديات.
وشكر عون الضيف الإيراني على العاطفة التي أبداها، معرباً عن أمله تعزيز التعاون وتطوير العلاقات بين البلدين، وتطرق الجانبان الى الوضع في سوريا، وشدد على وجوب التوصل الى حلّ سياسي. وفي هذا السياق، أكد ظريف أن إيران تعمل لأجل هذا الأمر، وقال إن لبنان يستقبل النازحين السوريين لكن تداعيات النزوح هي مأساة كبيرة، وبالتالي فإن الحل في سوريا يعيد الاستقرار الى المنطقة كلها.
يذكر أن ظريف سيلتقي اليوم قياديين لبنانيين عدّة، أبرزهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فيما تردد ليلاً أنه اجتمع بالأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
عون الى الرياض.. قريباً!
في المقابل، وبينما اكتفى سفير الكويت عبد العال القناعي بعد اجتماعه وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، برئيس الحكومة المكلف، أمس، بتأكيد دعم دول المجلس للبنان، قال الرئيس الحريري «إن دول مجلس التعاون الخليجي تشكل المدى الحيوي الاقتصادي للبنان لما توفره من فرص عمل للّبنانيين وأسواق لصادراتهم ومصادر للاستثمارات المباشرة في لبنان وروافد أساسية للسياحة فيه إضافة إلى كون الحكومات الخليجية وصناديقها التنموية المصدر الأول تاريخياً للمساعدات والتمويلات الميسرة لمشاريع إعادة الإعمار والتنمية في لبنان».
وقال الحريري: «رهاني شخصياً هو أنّ سُحُب الصيف التي عبرت سابقاً، قد ولّت إلى غير رجعة في العلاقات الأخوية اللبنانية ـ الخليجية».
وعلمت «السفير» أن ثمة توجهاً خليجياً لتوجيه دعوات رسمية الى عون، فيما ينتظر السعوديون أن تبادر دوائر رئاسة الجمهورية الى طلب تحديد مواعيد مع القيادة السعودية، لتبدأ التحضيرات للزيارة الرئاسية في أسرع وقت ممكن.
مؤتمر باريس 4.. تريّث فرنسي
وقالت مصادر ديبلوماسية أوروبية في بيروت لـ «السفير» أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيوجه قريباً دعوة الى عون للقيام بزيارة رسمية قبل نهاية العام الحالي، وذلك بالتزامن مع استعداد باريس لاستضافة اجتماع لمجموعة العمل الدولية من أجل لبنان قبل نهاية العام الحالي. وكشفت المصادر أن فكرة الدعوة الى عقد «باريس 4» طرحت في الدوائر الفرنسية فور انتخاب عون رئيساً للجمهورية، «لكن تقرر التريث ودرسها أكثر لأن المؤتمر يحتاج الى تحضيرات وجهود كبيرة، فيما ستكون فرنسا قد بدأت تنشغل في الانتخابات الرئاسية المقررة في الربيع المقبل».
يذكر أن وزير الداخلية نهاد المشنوق، أعلن، أمس، أن الفرنسيين أبلغوا الحريري أنهم سيبدؤون ببذل جهد لعقد مؤتمر باريس 4 الذي من شأنه أن يشكل دعماً مادّياً من قبل كل الدول المعنية التي حضرت مؤتمرات باريس السابقة 1و2 و3.
النهار
دمشق وطهران “أولى الاطلالات” على العهد
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “بعد اسبوع كامل من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بدا من الصعوبة بمكان تجاهل الدلالات الاقليمية والداخلية التي اكتسبتها “اطلالتان ” ديبلوماسيتان لكل من دمشق وطهران في توقيت متزامن على المشهد اللبناني المنشغل بأصداء الحدث الرئاسي وبعملية تأليف الحكومة التي يعكف عليها الرئيس المكلف سعد الحريري. ذلك ان قصر بعبدا شهد امس الزيارة الاولى لمسؤول سوري للبنان منذ عام 2010، كما شهد الزيارة الاولى لمسؤول ايراني للبنان بعد انتخاب الرئيس عون. ونظراً الى “الخصوصية ” المشتركة التي تجمع دمشق وطهران في “محور الممانعة ” ان على الصعيد الاقليمي أم على مستوى العلاقات التي تربط النظام السوري وايران بفئات لبنانية معروفة، فان تزامن الزيارتين بدا “أقرب الى رسالة اقليمية من العاصمتين عن اتجاههما الى “احتضان ” التطور اللبناني واثبات حضور ونفوذ كل منهما عند مشارف انطلاقة العهد والحكومة الجديدتين، مع فارق ان ما ينطبق على النظام السوري لا ينسحب تماما على ايران التي سيكون لموفدها لقاء والرئيس الحريري خلافا للموفد السوري الذي لم يقابل الا الرئيس عون. وفي أي حال، شكلت زيارتا كل من وزير شؤون رئاسة الجمهورية السوري منصور عزام ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للرئيس عون، مع انهما لم تكونا مفاجئتين، طليعة زيارات موفدين وزوار آخرين وان تكن مسارعة دمشق وطهران الى تهنئة الرئيس عون عدت في اطار اظهار “انتصار” لمحورهما على رغم حديث الوزير الايراني عن انتخابات رئاسية لبنانية من دون تدخل خارجي.
فالوزير السوري عزام الذي نقل رسالة تهنئة من الرئيس السوري بشار الاسد الى الرئيس عون، رفض القول بوجود “صفحة قديمة وصفحة جديدة ” في العلاقات اللبنانية – السورية معتبراً ان “هناك صفحة مستمرة عنوانها المصلحة المشتركة للبلدين والامن والاستقرار”.
بينما نقل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الذي يزور بيروت على رأس وفد سيشارك ايضا في مؤتمر اقتصادي، الى الرئيس عون تهاني الرئيس الايراني حسن روحاني وحرص على التنويه ” بالارادة الحرة والمستقلة والبعيدة عن أي تدخل خارجي للشعب اللبناني في تحقيق هذا الانجاز المهم”، ورأى ان انجاز الاستحقاق الرئاسي ” يعد نصراً لكل اطياف الشعب اللبناني ” وقال ان ” تربص العدو الصهيوني والعدو التكفيري الارهابي بلبنان وايران يشكل عامل وحدة وتلاق وانسجام بين بلدينا “. كما أشاد بخطاب القسم للرئيس عون. وبعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس، من المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الايراني اليوم الرئيس تمام سلام في المصيطبة، ثم الرئيس الحريري في “بيت الوسط” ومن ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.
ولعل المفارقة اللافتة التي واكبت زيارتي الموفدين السوري والايراني تمثلت في لقاء جمع الرئيس الحريري وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي وقد أكد لهم ان تولي العماد عون سدة الرئاسة والحكومة العتيدة الجاري تشكيلها ” يمثلان فرصة لتجديد تأكيد هوية لبنان العربية ولاعادة الزخم والحرارة الى علاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي “. كما ان وزير الداخلية نهاد المشنوق اعلن ان الرئيس الحريري تبلغ من الفرنسيين انهم سيبدأون ببذل الجهد لعقد مؤتمر باريس 4 الذي من شأنه ان يشكل دعما ماديا من الدول المعنية كما يشكل دعما معنويا للعهد الجديد ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة المقبلة.
الملف الحكومي
اما في الملف الحكومي، فعلمت “النهار” ان الاتصالات الجارية لم تؤد بعد الى بلورة تصور اولي لشكل الحكومة المقبلة وتوزع الحصص فيها، علماً ان اجتماعا عقد ليل اول من امس بين المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري عرضا فيه عددا من الافكار. كذلك عقد اجتماع مماثل امس بين الوزير باسيل والسيد نادر الحريري في وزارة الخارجية وتركز على ملف تأليف الحكومة. وعلم ان الرئيس عون لم يمانع في تولي وزير شيعي حقيبة المال، لكنه يفضّل ان يتولاها وجه جديد، في حين ان الوزير علي حسن خليل لا يزال الاوفر حظاً في تسلم هذه الحقيبة كما يصر على ذلك الرئيس بري. وعلم أيضا ان بري يبدي اصرارا على الاتفاق على قانون الانتخاب وتعهد اجراء الانتخابات النيابية في موعدها بعد التوافق على البيان الوزاري الامر الذي يغني عن “الثلث الضامن”، لكن ذلك لا يلغي المطالبة باعطاء “تيار المردة ” حقيبة أساسية وهو أمر اتفق عليه مع الرئيس الحريري، وتوزير النائبين اسعد حردان وطلال ارسلان. وقالت أوساط متابعة لـ”النهار” إن بورصة الاسماء لم تثبت بعد في انتظار توزيع الحقائب، وبعدها يتم ” اسقاط ” الاسماء عليها، وأكدت ان اسماء كثيرة يجري تداولها حاليا ليست مطروحة جدياً.
اطار وبورصة
وعلمت “النهار” أن الرئيس الحريري الذي وسع إطار الاتصالات مع الجهات الخليجية والدولية، يحرص بالتشاور مع الرئيس عون ومن خلال القنوات المفتوحة مع الرئيس بري على تحديد اطار عمل الحكومة الجديدة حيث يتم التركيز على الملفات الاقتصادية والاجتماعية وحماية الوضع المالي وتفعيل المساعدات للاجئين السوريين والبيئة اللبنانية الحاضنة لهم.كما يتم التركيز على دورات تشريع واسعة وفتح دورات إستثنائية وإعداد قانون للانتخاب من أجل إنجاز الاستحقاق الانتخابي.
وفي بورصة الترشيحات للحكومة الجديدة,علمت “النهار” ان “جبهة النضال الوطني” و”اللقاء الديموقراطي” سيتبنيان ترشيح أيمن شقير والنائبيّن مروان حمادة والامير طلال إرسلان. وتردد ان الدكتور غطاس خوري والنائب جان أوغاسبيان من الترشيحات المتداولة. ويدور بحث في الشخصية الاورثوذكسية التي ستتولى منصب نائب رئيس الوزراء ويتردد اسم الوزير الياس ابو صعب لهذا المنصب. كما تردد ان الوزير باسيل عائد الى الحكومة من دون تحديد حقيبته بعد.
الأخبار
الخارجية «شبه محسومة» لباسيل وجنبلاط «يوزّر» مروان حمادة
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “ينهمِك رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري في عملية تشكيل حكومة ترضي مختلف الأطراف. الجميع يؤكد نيته تسهيل تشكيل الحكومة سريعاً، غير أن تداخل المطالب لناحية الحقائب وعدد الوزارات، يؤكد أن مسار ولادتها لن يكون سهلاً.
فقط في لبنان يُمكن أن تختفي المتاريس فجأة بين الأفرقاء السياسيين، ويرتسم مشهد جديد يلامس حدود السريالية. صورة لبنان بعد انتخاب العماد ميشال عون هي غيرها ما قبل إنهاء عهد الفراغ.
فجأة طويت سنوات بأكملها من الطحن السياسي والإعلامي، كان أساسه الهجوم على تحالف فريق الثامن من آذار مع سوريا وايران، والتأكيد على عدم الرضوخ لرغباته. فمكوّنات ما كان يُسمى فريق الرابع عشر من آذار، التي كانت تعتاش يومياً على بيانات مناهضة للنظامين السوري والإيراني، متّهمة كل حلفائهما ــــ ومن ضمنهم الجنرال ميشال عون ــــ بتسليم البلد للسياسة الإيرانية، لم تُصدر بياناً واحداً مندّداً بمشهد قصر بعبدا أمس، حيث استقبل الرئيس عون كلاً من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وموفد الرئيس بشار الأسد منصور عزام. وهذا إن دلّ على شيء، فعلى فحوى «التسوية» التي ساهمت في انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، ودفعت كل المناهضين لسوريا وايران إلى التزام الصمت! مصادر مطلعة أكدت أن اللقاء بين عون وعزام «كان إيجابياً جداً، وتم خلاله التأكيد والتشديد على عمق العلاقة بين الرئيسين». وأشارت إلى أن «الرئيس عون استفهم من ضيفه عن المجريات الميدانية في سوريا، وأبدى اهتماماً كبيراً بها، وسمع منه تطمينات بشأنها». أما ظريف الذي التقى عون على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، فقد رأى أن «ما ورد من كلام في خطاب القسم يدل على عمق النظرة السياسية الموجودة لدى عون، التي تضع الإصبع على الجرح وتدل على المخاطر التي تهدد كل دول المنطقة». كذلك التقى ظريف نظيره الوزير جبران باسيل الذي «شكر إيران على مساعدتها في مقاومة إسرائيل»، وأكد أننا «معنيون سوياً في مواجهة الإرهاب الذي يتغلغل في المنطقة».
وعلمت «الأخبار» أن وفوداً عربية وأجنبية من بلدان وازنة ستبدأ بالوصول هذا الاسبوع لتهنئة الرئيس عون بانتخابه، وأن دعوات عدة وُجهت وستوجه لرئيس الجمهورية لزيارة عدد من الدول.
حكومياً، تستفيق البلاد كل يوم على جديد مشاورات الحراك الحكومي، التي يقودها الرئيس المُكلف سعد الحريري. وعليه، تتّجه الأنظار نحو شكل الحكومة المنتظرة، وما إذا كان سيلتزم بمبدأ الوحدة الوطنية التي وعد بها الحريري بعد تسميته، وكذلك العناوين العريضة التي سيتضمّنها البيان الوزاري لحكومة العهد الجديد. فُتح باب بازار الحقائب الوزارية على مصراعيه، وأكدّت مصادر مطلعة على أجواء النقاشات النيابية أنّ «كلّ ما نُشر في الصحافة حول توزيع المقاعد الوزارية والأسماء والحصص غير دقيق»، إذ إن أي فريق سياسي لم يرشّح حتى الآن أي اسم لديه لتولّي حقيبة وزارية، باستثناء النائب وليد جنبلاط الذي طالب بتوزير النائب مروان حمادة. وفيما بات بقاء الوزير باسيل على رأس الديبلوماسية اللبنانية شبه مؤكد، أشارت المصادر إلى أن «الرئيس المكلف لم يحدّد بعد من هم وزراؤه في الحكومة»، علماً بأن «لديه رأياً إيجابياً بوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي مثّل تيار المستقبل بشكل جيّد». ولفتت المصادر إلى أن عون يحاول مع الحريري إقناع الكتل بترشيح 3 أسماء لكل مقعد وزاري ليختارا منها واحداً، لكن دون ذلك رفض غالبية قوى الائتلاف الحكومي. يبقى القاسم المشترك بين معظم الكتل النيابية هو رغبتها في الحصول على وزارة المال. فحركة أمل كانت واضحة حين أكدت أنها «تريد المالية وكل الحقائب الأخرى قابلة للنقاش». لكن شركاء بري في المفاوضات يرون أن «اتفاق الطائف لم ينصّ على أن المالية محسومة للطائفة الشيعية». وبحسب المصادر، فإن «التيار الوطني الحر أيضاً طالب بالحصول على وزارة المالية». وماذا يريد سمير جعجع؟ تجيب المصادر متهكّمة «شو ما بدو سمير جعجع؟ ما يقوله نوابه في الإعلام يقولونه في النقاشات الداخلية أيضاً، يريدون وزارة المال». على الرغم من ذلك، تتوقع المصادر أنّ الكل في النهاية «سيتنازل عن هذه الحقيبة لمصلحة حركة أمل»، وهي ترى أنّ الحريري «غير ملزم بالموافقة على اتفاق لم يكن جزءاً منه»، في إشارة إلى إعلان النوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ومطالبة الأخير بنصف عدد المقاعد الوزارية المسيحية. وحول الحركة الأخيرة للقوات اللبنانية، قالت مصادر قريبة من معراب لـ«الأخبار» إنه «خلافاً للأجواء التي تشير إلى أن القوات غير مرتاحة للمفاوضات حول الحكومة، بدليل زيارة جعجع للرئيس الحريري، واستقباله أمس أمين سرّ تكتّل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان، فإن جعجع لبّى دعوة الحريري الى العشاء، وأن الأجواء كانت إيجابية، وتم خلال اللقاء استعراض الأفكار المتداولة لتشكيل الحكومة، وأنه مع نهاية الأسبوع سيظهر التصور إلى العلن». أما في ما يتعلّق بزيارة كنعان لمعراب، فقد قالت مصادر التيار الوطني الحر إنه «حصل تبادل للأفكار، وقد وضع كنعان الرئيس عون والوزير باسيل في أجواء الاجتماع»، وأبرزها أن «القوات لا تزال مصرّة على حصولها على حقيبة سيادية. وبما أن الطرفين السنّي والشيعي سيتمثلان بوزارتين سياديتين، فكذلك يجب أن يتمثل الطرفان المسيحيان بوزارتين سياديتين أيضاً»، علماً بأن جعجع كان قد قال عبر تويتر أمس إن «أقصى اهتمامه في الوقت الحاضر هو نجاح العهد الجديد». وفي هذا الإطار، لفتت مصادر مطّلعة على أجواء اللقاء بين جعجع وكنعان أن «العمل جار على خط التأليف وتذليل العقبات، مع إمكان حصول لقاءات واتصالات في الساعات المقبلة». وأشارت إلى أن «تصوير الإشكالية على أنها في مكان واحد غير صحيح. هناك تداخل في المطالب بين مختلف الأفرقاء، ما يتطلب جوجلة جدية للمعالجة، لناحية الحقائب وعدد الوزارت التي تطالب بها كل كتلة». أما عن الكتائب، فقد أشارت المصادر إلى أنه «قد لا يشارك في الحكومة في حال عُرضت عليه حقيبة واحدة».
من جهته، بدأ تكتّل التغيير والإصلاح البحث في إنشاء ما يشبه «حكومة الظل»، أو تكليف فريق عمل مختص بكل وزارة (الاقتصاد، المالية، الاتصالات، الأشغال، الطاقة، البيئة، الصحة، الدفاع، الداخلية، التربية والثقافة)، ويمكن لكل فريق أن يكون متابعاً لعمل أكثر من وزارة في آن واحد، إضافة إلى ملفات غير مشمولة بالوزارات، كملف الانتخابات واللامركزية. وتحقيقاً لهذا الهدف، لا يزال البحث جارياً، ومن المتوقع أن تُناقش مسوّدة أولى في اجتماع تكتل التغيير والإصلاح اليوم. وتقول مصادر متابعة إن «انطلاقة العهد يجب أن تكون مدعمة بفرق عمل في كافة المجالات، وخاصة أن سقف خطاب الرئيس عون الأحد الماضي كان مرتفعاً، وكل فشل أو نجاح سيُحتسب للتيار الوطني الحر، وأنه لا بد من المحافظة على زخم العهد الجديد الذي رافق انتخاب عون في ظل التحديات الاقتصادية والمالية»، وبناءً عليه «ستجري الاستعانة في تأليف هذه الفرق بتكتل التغيير والإصلاح، وبطاقات موجودة في التيار الوطني الحر». وفيما يتوقع أن يفتح الرئيس عون معركة تغيير مجلس الخدمة المدنية وديوان المحاسبة وشورى الدولة»، علمت «الأخبار» أن «الحريري سيقود معركة استباقية مع المصارف لبقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في منصبه، لعلمه بأن هناك بعض القوى التي ستقترح بديلاً منه، ولذا سيخوض المعركة إعلامياً وسياسياً لرسم خطوط حمراء تمنع المس بسلامة».
اللواء
المحور يسعى لتطويق عون.. ودعم خليجي لتكليف الحريري
حصة بعبدا تثير «إشكالية رئاسية».. و8 آذار تتهم جعجع بمحاولة إقصاء خصومه
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “بين استقبال الرئيس سعد الحريري سفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدين في لبنان، وتأكيده على «هوية لبنان العربية»، وأن «سُحب الصيف ولت إلى غير رجعة في العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون»، وتأكيد دول المجلس، بلسان سفير الكويت عبدالعال القناعي «وقوف دول المجلس قاطبة الى جانب لبنان»، وتهنئة الرئيس ميشال عون ودعمه والتمني للرئيس المكلف التمكن في اقرب وقت من تأليف حكومته، وبين هجمة محور إيران – سوريا باتجاه العهد الجديد لاستثمار دعم «حزب الله» في تسهيل وصول الرئيس عون إلى قصر بعبدا، بدا لبنان أمام مشهد مختلف عربياً واقليمياً وربماً دولياً، مع ما كشفه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق من ان باريس تستعد لتنظيم مؤتمر باريس -4 لتوفير الدعم الاقتصادي والسياسي للبنان، بعد طي صفحة الفراغ الرئاسي، وانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة.
في هذا الوقت، كانت مساعي تأليف الحكومة تدخل في سباق مع الوقت، مع مرور مهلة الأسبوعين المتبقية قبل عيد الاستقلال يوم الثلاثاء في 22 تشرين الثاني، وسط استراحة في الاتصالات بين «بيت الوسط» و«عين التينة» ورهانات ليست واحدة على إنجاز تأليف الحكومة وإصدار مراسيمها، أو أخذ الوقت لمعالجة المشكلات الأساسية والطارئة بما خص الحقائب السيادية والخدماتية والحصص المسيحية، في ضوء ما يتظهر من اصرار فريق «تفاهم معراب» (أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) على الاستئثار بحصة المسيحيين في الحكومة، سواء كان عدد أعضائها 30 أو 32 وزيراً، الأمر الذي يعني إبعاد حزب الكتائب وتيار «المردة» ومسيحيي 14 آذار، بما في ذلك وزير الداخلية السابق الياس المر عن التشكيلة العتيدة.
معالجات العقد
وتكشف المعلومات المتوافرة عن الاتصالات، سواء المستترة أو الطافية على السطح، أن المعالجات تتركز على النقاط التالية:
1- ما تردّد عن حصة للرئيس عون على غرار الحصة التي كانت للرئيس السابق ميشال سليمان أي ثلاثة وزراء، يبدو انه غير مرغوب لا في عين التينة ولا في «بيت الوسط».
وترد مصادر المعلومات على هذا الطلب بأن الرئيس سليمان لم تكن لديه كتلة نيابية، وهو أتى من المؤسسة العسكرية مباشرة، في حين أن الرئيس عون هو نائب في البرلمان ولديه كتلة نيابية وازنة.
وإذا ما اعتمد هذا التقليد، فان الرئيس نبيه برّي يمكن أن يطالب بحصة له وأخرى لحركة «امل»، والرئيس الحريري سيطالب أيضاً بحصة له ولكتلة «المستقبل»، فيتقاسم والحال الرؤساء الثلاثة غالبية التشكيلة الوزارية أياً يكن عددها.
ويرى مصدر وزاري قريب من أجواء الاتصالات انه في مثل هذه الحالة يتعذر تمثيل باقي القوى السياسية، وهذا أمر لا يمكن هضمه في بلد مثل لبنان يتمتع بفسيفساء طائفية وسياسية ونيابية وحزبية متعددة.
وفي السياق، نقل عن رئيس المجلس النيابي أن رئيس الجمهورية لو طالب بوزير شيعي ضمن حصته فان «حزب الله» وحركة «امل» سيطالبان بوزير مسيحي ضمن حصتهما.
2 – الوزارات السيادية، في ضوء مطالبة حزب «القوات اللبنانية» بوزارة سيادية أو وزارة المال، إضافة الى وزارة خدماتية وأخرى عادية، على قاعدة تقاسم الحصة المسيحية مناصفة مع التيار العوني، الأمر الذي تعتبره اوساط 8 آذار بمثابة وضع العصي في الدواليب، وبالتالي فان مثل هذا الطلب من شأنه أن «يفرمل» تأليف الحكومة، وفقاً لمصادر «حزب الله».
وترددت معلومات أن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي التقى أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان موفداً من الرئيس عون، ألمح صراحة إلى أسماء الوزارات التي يرغبها كالصحة والتربية والأشغال، فضلاً عن الاقتصاد والإعلام.
وفهم من هذه المصادر أن جعجع سمع كلاماً مؤداه أن الحقيبة السيادية المسيحية يمكن أن يتفاهم عليها مع «التيار الوطني الحر»، ولا مانع بالتالي اذا ما تخلى له التيار العوني عن وزارة الخارجية من أن تكون من حصة «القوات»، «فالمسألة عند العهد وفريقه».
إتهامات «للقوات»
3- تتهم أوساط «حزب الله» والرئيس بري رئيس حزب «القوات» بالسعي إلى «وضع العصي في دواليب التأليف»، من خلال ثلاثة مؤشرات:
{{ إنتقاده قيام حكومة وحدة وطنية، لأن هذه الحكومة تجمع التضادات، وبالتالي لا قدرة لديها على الإنتاج، فيما العهد بأمسّ الحاجة إلى حكومة منتجة.
{{ دعوته لعدم إشراك الكتل التي صوّتت بورقة بيضاء في الإنتخابات الرئاسية، لا سيما حزب الكتائب وتيار «المردة».
{{ تكبير حجره الحكومي وتلميحه «الإستفزازي» إلى وزارة المال.
4- تنصح أوساط «حزب الله» العاملين على خط التأليف بتمثيل غالبية الكتل الممثلة في البرلمان، ولا مانع بالتالي من أن تكون الحكومة ثلاثينية أو أكثر. وتعتبر هذه الأوساط أن العدالة في توزيع الحصص والحقائب يجب أن تراعي التنوّع الطائفي والمذهبي والمناطقي، واحتساب عدد الوزراء على أساس عدد نواب الكتلة البرلمانية الواحدة.
وتُشير هذه الأوساط إلى أنه من الخطأ في هذه الظروف العبث بالعرف المعمول به في ما خصّ توزيع الحقائب السيادية، من دون إغلاق الباب أمام إعادة توزيع هذه الحقائب على الطوائف الكبرى في مرحلة لاحقة.
أجواء بعبدا
أما في بعبدا، ففهم أن الأجواء تُشير إلى ترقّب تشكيلة الرئيس الحريري التي يعمل على إنجازها.
ودعت أوساط القصر إلى «بعض الواقعية في المطالب حتى يمكن إنجاز التشكيلة، والإستفادة من الزخم الذي انطلق به العهد الجديد، والعلاقات الجيّدة بين الرئيسين عون والحريري»، مشيرة إلى أن رحلة التأليف ما تزال في بداياتها، وأن مهمة الرئيس الحريري قد لا تكون سهلة مع ازدياد المطالب بشأن الحقائب الأساسية والسيادية وكيفية توزيعها.
وفي تقدير المصادر المطلعة، أن العقدة ما تزال تتركز في التمثيل المسيحي، لا سيما على صعيد التوفيق بين مطالب «القوات اللبنانية» مع حصة الكتائب و«المردة» إلى جانب «التيار الوطني الحر» بالإضافة إلى حجم مطالب الرئيس برّي الذي كشفت المصادر أنه يطالب بحصة متكاملة له أي للثنائي الشيعي، مع حلفائه في فريق الثامن من آذار، نافية أن يكون التمثيل السنّي مشكلة، خصوصاً بعدما لم يمانع الرئيس الحريري من تمثيل سنّة من خارج تيّار «المستقبل».
ونفت المصادر أن يكون الرئيس عون اطّلع على تشكيلة حكومية معيّنة، مشيرة إلى أن ما يتم تداولة من أسماء إما من أجل حرقها أو تسويقها، ولا شيء محسوماً أو مؤكداً حتى الساعة.
ونفت أيضاً أن يكون ثمة موعد اليوم للرئيس الحريري للصعود إلى بعبدا لإطلاع الرئيس عون على ما لديه من تصوّر لتشكيلة معيّنة، لكنها قالت أن المواعيد لهذا الأمر مفتوحة، في حال استجد شيء إيجابي على صعيد تذليل صعوبات تأليف الحكومة، علماً أن الرئيسين عون والحريري يرغبان في أن تكون ولادة الحكومة قبل عيد الإستقلال لكي يشاركان مع الحكومة الجديدة في العرض العسكري الذي سيقام للمناسبة في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت.
إلى ذلك، علمت «اللواء» أن الرئيس عون يرغب في أن يكون تمثيل الأقليات وهي حقيبة واحدة من حصته ولديه إسم يتم تداوله في أوساط الطائفة.
موفدان سوري وإيراني
في هذا الوقت، لفت الانتباه وصول موفدين سوري وإيراني إلى بيروت في يوم واحد، في إشارة إلى حرص المحور السوري – الإيراني على أن يكون أول المهنئين رسمياً للرئيس عون، فيما تزامن وصول هذين الموفدين مع استقبال الرئيس الحريري لسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، في زيارة تهنئة ودعم، بحسب ما أكد السفير الكويتي بعد زيارته «لبيت الوسط».
وتبيّن أن الموفد السوري الذي وصل إلى قصر بعبدا، من دون إعلان مسبق، هو وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام الذي قال أنه نقل رسالة تهنئة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرئيس عون والشعب اللبناني، متمنياً أن يكون «في العهد الجديد الخير والاستقرار والأمن للبلد الشقيق لبنان، والذي يعكس بدوره استقرار المنطقة واستقرارنا حتى في سوريا».
أما الموفد الإيراني، وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي كانت زيارته معلنة مسبقاً، نظراً لمشاركته اليوم في مؤتمر الفرص الاقتصادية الإيرانية – اللبنانية في فندق فينيسيا، فقد استهل لقاءاته بزيارة الرئيس عون ناقلاً له تهنئة الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤكداً حرص بلاده على توثيق عرى التعاون مع لبنان، منوّهاً بما ورد في خطاب القَسَم.
وفي المعلومات الرسمية، أن رئيس الجمهورية حمّل الوزير الإيراني تحياته إلى مرشد الجمهورية الإسلامية السيّد علي خامنئي والرئيس روحاني، معتبراً أن المؤتمر الاقتصادي المنوي عقده في بيروت سيساهم في زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، مؤكداً على أهمية تعاون الدول لمحاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن لبنان ماضٍ في مواجهته للتنظيمات الإرهابية التي اعتدت على أرضه وشعبه، مشدداً على أن لا بديل عن الحل السياسي في سوريا الذي من شأنه أن يُعيد الاستقرار إلى المنطقة ويضع حداً لمأساة النازحين السوريين في لبنان.
ومن المقرّر، بحسب برنامج الزيارة التي وزعته السفارة الإيرانية في بيروت، أن يزور ظريف اليوم كلاً من الرئيس تمام سلام في المصيطبة، ثم يلتقي الرئيس المكلّف في «بيت الوسط» ظهراً، ثم الرئيس برّي في عين التينة عند الأولى بعد الظهر.
وخلا بيان السفارة من أي إشارة إلى لقاء محتمل بين ظريف والأمين العام «لحزب الله» السيّد حسن نصر الله، لكن معلومات رجحت أن يكون اللقاء عُقد ليلاً بين الرجلين.
البناء
احتمالات حصول ترامب على الأغلبية وفوز كلينتون بتصويت كبار الناخبين
سورية وإيران في بعبدا: تأكيد خيار الشراكة في الحرب على الإرهاب
الحكومة ثلاثينية موسَّعة: من مرحلة تحديد الحصص إلى توزيع الحقائب
صحيفة البناء كتبت تقول “في منافسة تشبه تلك التي شهدتها الانتخابات الأميركية عام 2000 وحملت الرئيس جورج بوش إلى البيت الأبيض، رغم عدم حصوله على تصويت أغلبية الناخبين، بعدما فاز بتصويت المجمع الانتخابي الذي يعود له انتخاب الرئيس الأميركي وفقاً للدستور، والذي يضمّ ممثلين للولايات الخمسين وفقاً لتوزيع مقاعدها على مجلسَيْ النواب والكونغرس والعدد ذاته الذي تتمثل فيه من النواب والشيوخ، مضافاً إليهم ثلاثة مندوبين لولاية نيويورك. وهكذا يتشكل المجمع من 435 مندوباً هو عدد أعضاء النواب ذاته الذين يمثلون الولايات بنسب السكان، و100 يمثلون عدد الشيوخ الذين يمثلون الولايات بالتساوي باثنين لكلّ ولاية و3 لنيويورك فيكون العدد الإجمالي 538 مندوباً يفوز بالرئاسة من ينال تصويت أغلبيتهم المطلقة، أيّ 270 صوتاً من المندوبين الذين تنتخبهم الولايات، وفقاً لتصويتها لأيّ من الحزبين بأغلبية أصوات المقترعين في كلّ ولاية، بحيث يفوز بكامل عدد مندوبي الولاية الحزب الذي ينال أغلبية أصوات مقترعيها ولو بفارق ضئيل، وغالباً تختار الولايات عدداً من مندوبيها في الاقتراع المسبق الذي بدأ قبل يومين، وينتج قرابة المئة مندوب من المجمع، ينتمون إلى فئة الوجوه النافذة من نواب سابقين وحكام سابقين وصناع رأي عام ويتمتعون بقدر من الاستقلالية في تصويتهم الذي قد يجيء معاكساً لما ستختاره الولاية بتصويت مقترعيها، فيصير لهؤلاء الذين يطلق عليهم تسمية كبار الناخبين الكلمة الفصل في الرئاسة عندما يتقارب تصويت الولايات لكلّ من المرشحين، كما هو الحال بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون.
ما بين ترامب وكلينتون من فوارق تصويتية في الناخبين، وفقاً لاستطلاعات الرأي، لا يعكس حقيقة المسار الانتخابي، فقد يفوز ترامب بأغلبية الناخبين في مجموع الولايات رغم إعلان الشرطة الفدرالية تبرئة كلينتون عملياً من ارتكابات جرمية في القضية المعروفة بقضية البريد الإلكتروني الشخصي الذي استخدمته بديلاً للبريد الرسمي المفترض أن تحصر فيه مراسلاتها يوم كانت وزيرة للخارجية. وفي المقابل تبدو كلينتون مهيأة للحصول على تصويت أغلبية الناخبين الكبار الذين توضحت هوية تصويت أغلبهم، وفقاً لمصادر متابعة في واشنطن، مقابل تأرجح ست ولايات في توجّه مندوبيها، ما يعني يوماً انتخابياً ساخناً مليئاً بالمفاجآت، رغم الأرجحية لحساب كلينتون.
السياسة التي حركت قضية البريد الإلكتروني لكلينتون في الأسبوع الانتخابي الأخير هي السياسة التي برأتها، وهي السياسة التي ستمنحها الفوز بتصويت كبار الناخبين لصالحها، لتقيّدها بالسياسة التي يرسمها صناع القرار الحقيقيون الممسكون بمفاصل الأمن والدبلوماسية، والذين تقيّد الرئيس باراك أوباما وإدارته بما رسموا حتى فاز، وجدّد ولاية ثانية. وهذا يعني أنّ الهوامش التي بشّرت كلينتون بها بعض حلفاء واشنطن إذا دخلت البيت الأبيض قد سقطت لصالح مواصلة سياسات أوباما، مادام هذا هو طريق البيت الأبيض وتفادي الفضائح التي كادت تقضي على آمالها بالفوز.
في لبنان كان قصر بعبدا على موعد مع نموذج سيصير مألوفاً مع تكريس سياسة الانكفاء الأميركي والسعودي، عن السطوة على السياسة اللبنانية، كما قال المشهد الرئاسي اللبناني يوم ولادته، وكما قالت زيارات التهنئة السورية والإيرانية التي حملها من الرئيسين بشار الأسد وحسن روحاني الوزيران منصور عزام ومحمد جواد ظريف.
الحكومة الجديدة تسير بطريق سلس، وفقاً لمصادر متابعة بعد حسم الحصص السياسية بالذهاب لحكومة ثلاثينية تضمّ جميع القوى، وفقاً لمعادلة لكلّ تمثيل بثلاثة نواب وما دون بوزير واحد، وتتمثل القوى الأخرى نسبياً بأحجامها النيابية، ما أسهم بحلّ عقدة التمثيل المسيحي عموماً، والقواتي خصوصاً، بحيث رست حصة القوات على ثلاثة وزراء بينهم وزير دولة ووزارة خدمات، مقابل حجز الحقيبتين السيادتين المسيحيتين للتيار الوطني الحر، وحسم توزير القوميين والمردة والكتائب والأمير طلال إرسلان على أن يقايض الرئيس سعد الحريري مقعد الوزير السابق فيصل كرامي بمقعد لوزير شيعي من كتلته، أو يعتبره مشتركاً مع حزب الله وحركة أمل، بمثل ما يرغب بتقديم توزير كرامي كحاصل تعاون معهما تمهيداً للتحالف الانتخابي معه، بينما بقيت الحقائب مجرد مسودات متضاربة كما بورصة الأسماء التي لم يحسم منها أكثر من النصف، وفقاً للمصادر ذاتها، ليجري تركيب «البازل» السياسي والطائفي للأسماء والحقائب على مسودات مختلفة يحملها الرئيس المكلف إلى رئيس الجمهورية نهاية الأسبوع.
سورية وإيران في بعبدا
منذ اللحظة الأولى لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية توالت سلسلة الاتصالات الهاتفية المهنئة من الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس السوري بشار الأسد الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الى مستشار الإمام السيد علي الخامنئي علي أكبر ولايتي، وتكاملت يوم أمس مفاعيل هذه الاتصالات بحضور مباشر في لبنان لوزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كأول وأرفع مسؤولين من دولتين حليفتين يزوران قصر بعبدا ويباركان للرئيس الجديد.
للزيارتين المنسقتين دلالات سياسية تتعلق بموقع لبنان في صراع المنطقة، وعاطفية تجاه شخص العماد عون، وما يمثله على رأس الدولة في هذه اللحظة الحساسة في تاريخ لبنان والمنطقة وذروة المعركة المحتدمة في الإقليم.
أن يكون أعضاء حلف المقاومة أول الحاضرين إلى أحد عواصم محور المقاومة بعد انتخاب الرئيس إذا اتبع بحضور روسي مؤثر في الأيام المقبلة كما تردّد، يؤكد أنّ انتخاب عون جعل لبنان في موقع استراتيجي أكثر وضوحاً تجاه الصراع في المنطقة وجعل عون محطّ آمال سياسية واستراتيجية في المرحلة المقبلة من قبل الدولتين المعنيتين في الصراع الكبير، ما سيفتح صفحات أكثر اتساعاً في مسار علاقة لبنان الرسمي مع سورية وإيران، إنْ لجهة اصطفاف لبنان في محور العداء لـ«إسرائيل» ورفض التطبيع الذي جنحت إليه معظم الأنظمة العربية، وإنْ في التصدي للإرهاب ومعالجة أزمة النازحين السوريين في لبنان، وإنْ لجهة فتح الآفاق لمرحلة اقتصادية جديدة مع إيران ما بعد توقيع الاتفاق النووي والتعاون في ملف استخراج النفط وغيره.
الموفد السوري: صفحة علاقتنا مستمرّة
وقد نقل مبعوث الرئيس السوري منصور عزام رسالة تهنئة من الرئيس الأسد إلى الرئيس عون في حضور السفير علي عبد الكريم علي، ولفت عزام رداً على سؤال إلى أنه «لم تكن هناك صفحة قديمة في العلاقات اللبنانية – السورية كي تكون هناك صفحة جديدة. هي صفحة مستمرة في علاقات متواصلة ومتوازنة. والعنوان الرئيس لها المصلحة المشتركة للبلدين والأمن والاستقرار. وما دام لدينا عدو واحد هو «إسرائيل» والإرهاب، فنحن مشتركون تماماً في تحديد هذا العدو، وهذا هو المطلب النهائي لاستقرار بلدينا». وعما إذا كانت سورية ستهنّئ الرئيس الحريري على توليه رئاسة الحكومة، قال: «عندما يتمّ تشكيل الحكومة اللبنانية، سيكون كلّ شيء في حينه».
أما الوزير الإيراني الذي يشارك اليوم في المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في بيروت، فقد أكد من بعبدا «حرص بلاده على توثيق عرى التعاون مع لبنان»، منوّهاً «بما ورد في خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون يوم تسلّمه سلطاته الدستورية».
في المقابل حمّل عون ظريف تحياته إلى السيد خامنئي والرئيس روحاني، مؤكداً «أهمية تعاون الدول لمحاربة الإرهاب»، مشيراً الى أنّ «لبنان ماضٍ في مواجهته للتنظيمات الإرهابية التي اعتدت على أرضه وشعبه».
وتمّ خلال اللقاء التداول في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفي الوضع في سورية، حيث أكد الرئيس عون أن «لا بديل عن الحلّ السياسي في سورية الذي من شأنه أن يعيد الاستقرار الى المنطقة ويضع حداً لمأساة النازحين السوريين في لبنان».
ويلتقي الوزير ظريف اليوم الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، كما يزور رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام في المصيطبة، ثم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ «البناء» أنّ «زيارة ظريف إلى الحريري اليوم تؤكد أنّ إيران حريصة على مخاطبة الخصوصيات اللبنانية وإخراجها من معادلة النزاع ربطاً بالعناوين الخارجية، كما أنّ الزيارة هي بداية تجسير أعمق نحو العلاقة مع الحريري، لكنها تحتاج الى مزيد من الوقت لكي تتوضح».
ورفضت مصادر قيادية في تيار المستقبل تحميل زيارة ظريف إلى لبنان أكثر مما تحتمل، معتبرة أنها زيارة بروتوكولية لتهنئة رئيس الجمهورية، أما زيارته المرتقبة للرئيس الحريري فهي بروتوكولية أيضاً كرئيس مكلف تشكيل الحكومة ولا تحمل أبعاداً سياسية، لكنها أشارت لـ«البناء» الى «إيجابيات للزيارة من الناحية الاقتصادية»، مرحبة بإيران إذا أرادت الاستثمار في لبنان، ومن الطبيعي حينها أن يلتقي الوزير الإيراني بالحريري، حيث سيكون فريق عمله على رأس الإدارة الاقتصادية في لبنان.
وعن زيارة الموفد السوري الى بعبدا رأت مصادر «المستقبل» أنها إحراج لرئيس الجمهورية، لكن عون هو رئيس الجمهورية وأدرى بتحديد طبيعة الزيارات الخارجية.
علاقة حزب الله و«المستقبل»؟
إلى ذلك، لفتت المصادر نفسها أنّ «رسائل الغزل السياسي بين حزب الله وتيار المستقبل خلال جلسة المشاورات لم تكن الأولى من نوعها، بل هناك حوار قائم منذ أكثر من سنة بين الفريقين برعاية الرئيس بري في المجلس النيابي ولا يمكن استنتاج أبعاد سياسية وبناء نظريات على كلمات ملاطفة من الحريري باتجاه السيد نصرالله، لكن انتخاب رئيس وفتح صفحة جديدة بين جميع الأطراف والانطلاق الى مرحلة جديدة عنوانها حلّ الأزمات في لبنان وبناء المؤسسات وتعزيز منطق الدولة لا يلغي أنّ تيار المستقبل والدولة اللبنانية يجب أن يغضا النظر عن تدخل حزب الله في سورية وأنّ خروجه من سورية وجعل السلاح في إمرة الدولة هو الذي يحقق الاستقرار».
بينما قالت مصادر في 8 آذار لـ «البناء» أنّ «العلاقة بين حزب الله والمستقبل تتجه نحو الإيجابية وتفرضها التطورات والمستجدات»، متوقعة أن تنعكس هذه الإيجابية سرعة في تأليف الحكومة التي قد تولد بين عيدي الاستقلال والميلاد.
وكان ظريف قد التقى وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً، أكد باسيل خلاله «أننا معنيون سوياً بمواجهة الإرهاب الذي يتغلغل في المنطقة، كذلك تربطنا علاقات سياسية تترجم في المحافل الدولية، حيث نتبادل الدعم السياسي»، وأشار الى أنّ «لبنان وإيران يواجهان الخطر الإسرائيلي العنصري والخطر الداعشي».
بينما أكد ظريف أننا نواجه تحديات مشتركة، ونحن نعتقد أنّ الخطر الذي يمثله الكيان الصهيوني هو خطر يستهدف كلّ شعوب المنطقة والعالم.
وتابع: «إضافة إلى التحديات المشتركة التي تجمعنا، نحن نعتقد أنّ هناك آفاقاً واسعة من المصالح لا سيما على مستوى العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري».
… والسفراء الخليجيون يعودون
على صعيد آخر، برز اللقاء بين الرئيس الحريري وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي كأول لقاء بعد الموقف التصعيدي الذي اتخذوه ضدّ لبنان على خلفية موقفه من حرب اليمن ومن التباين السعودي ـ الإيراني في المؤتمرات العربية والإسلامية، وأكد الحريري بعد اللقاء أنّ «تولي العماد عون سدة رئاسة الجمهورية والحكومة الجاري تشكيلها يمثلان فرصة لتجديد التأكيد على هوية لبنان العربية ولإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي».
من جهته، أكد سفير الكويت عبد العال القناعي، «وقوف دولنا قاطبة الى جانب لبنان الشقيق في كلّ ما من شأنه أن يؤدّي إلى ازدهاره وتقدّمه وأمنه واستقراره».
وقال مصدر دبلوماسي سابق لـ «البناء» إنّ «التوافق الدولي والإقليمي على حماية الاستقرار في لبنان موجود منذ اندلاع الحرب السورية، رغم الأحداث الأمنية التي حصلت لأن لا مصلحة لأيّ طرف خارجي بعودة الحرب والفوضى الى لبنان». ولفت المصدر إلى أهمية زيارة ظريف لبنان، معتبراً أنّ هدفها «إظهار أنّ إيران مهتمة بالاستقرار في لبنان وأنها تبارك الاتفاق الذي حصل بين اللبنانيين على انتخاب رئيس، والذي بدوره يثبت هذا الاستقرار فضلاً عن رسائل تريد إيران إيصالها بأنّ انتخاب عون رئيساً يشكل ربحاً سياسياً لحليفها حزب الله».
ولفت الى أنّ «تضمين برناج لقاءات ظريف زيارة الى الحريري تأكيد على أنّ إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية وتريد فتح صفحة جديدة مع الأطراف حتى التي تعتبر نفسها خصماً لإيران»، موضحاً أنّ «الاستقرار في لبنان نقطة تقاطع للمصالح الإيرانية السعودية، وبيّن أنّ المواقف التصعيدية للمملكة العربية السعودية ضدّ لبنان في الآونة الأخيرة لم تكن لصالح السعودية واكشتفت لاحقاً أنها سياسة خاطئة، لذلك عادت الآن لتعدّل سياستها بعد التسوية الرئاسية واستلحقت نفسها بزيارة للوزير السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان الى لبنان».
ويرى المصدر أنّ «سفراء دول الخليج يحاولون من خلال زيارتهم للرئيس المكلف إظهار أنهم موجودون على الساحة اللبنانية ويدعمون استقرار لبنان السياسي والاقتصادي ويرون أنّ التسوية الرئاسية فرصة لتوظيف أموالهم واستثماراتهم في لبنان».
وأكد الدبلوماسي السابق أنّ «هناك اتفاقاً غير معلن بين السعودية وإيران على فصل الملف اللبناني عن الملفات الخلافية في المنطقة، لكن لا يعني ذلك الاتفاق بينهما على الملفات الأخرى، فالخلاف مستمرّ في اليمن وسورية والعراق، كما أنّ التقارب الإيراني السعودي له شروطه الأبعد من الاتفاق على الاستقرار في لبنان، بل يتعلق بترتيبات واتفاقات على ملفات المنطقة، تدخل فيها الولايات المتحدة، لا سيما أمن الخليج والنفط والنفوذ في المنطقة».
المصدر: صحف