ما هي فصيلة دمك؟ إذا كنتَ تجهل الإجابة عن هذا السؤال، فأنت تفتقد أحد المؤشرات والدلالات الصحية المهمة؛ إذ كشفت سلسلة من الأبحاث الطبية الحديثة أن فصيلة دمك (سواء كانت A أو B أو AB أو O) قد تؤثر على فرص إصابتك بعدد كبير من الأمراض، بدءاً من أمراض القلب وحتى السرطان.
وعلى الرغم من أنك لا تستطيع تغيير فصيلة دمك، فإن معرفة المزيد عن المخاطر الصحية المتعلقة يعتبر أمراً مفيداً بلا شك، وها هي عدة طرق يمكن لفصيلة دمك أن تؤثر بها على صحتك، وما يمكن فعله للحد من تلك المخاطر.
أمراض القلب
قالت الدكتورة في أمراض الدم بجامعة فيرومنت، ماري كاشمان، والمشرفة الرئيسية على الدراسة الجديدة: “ترتبط فصيلة الدم بالعديد من الأمراض؛ مثل: الأزمة القلبية، والسكتة الدماغية، والجلطة الوريدية”.
إذ إن الأشخاص أصحاب فصيلة الدم A و B و AB أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدموية بنسب تتراوح بين 60 إلى 80% مقارنة بالأشخاص أصحاب فصيلة الدم O، والخطير أن هذه الجلطة قد تتفتت وتصل إلى الرئة ومن الممكن أن تتسبب في نتائج كارثية.
كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية مقارنةً بأصحاب فصيلة الدم O، وذلك وفقاً لدراسة حديثة أشرف عليها باحثون من كلية هارفارد للصحة العامة، كما أكدت دراسات أخرى أنهم أيضاً معرضون للإصابة بالالتهابات، التي قد تفسر سبب حدوث الجلطات.
فيما قالت كاشمان: “لا تقلق إذا كنت تمتلك فصيلة دم أخرى بخلاف O؛ لأن السيطرة على عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر، بالإضافة إلى اتباع أسلوب حياة صحي وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب – ستقلب الموازين، وتساهم في حمايتك من تلك المخاطر الصحية ولا تقلق إذا كنت تمتلك فصيلة دم أخرى بخلاف O؛ لأن السيطرة على عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر، بالإضافة إلى اتباع أسلوب حياة صحي وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب – ستقلب الموازين، وتساهم في حمايتك من تلك المخاطر الصحية”.
مشاكل الذاكرة
أظهرت الدراسة الحديثة التي شملت 30 ألف شخصاً، وأشرف عليها باحثون من جامعة فيرمونت، أن الأشخاص أصحاب فصيلة الدم AB يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل التفكير والذاكرة بنسبة 82% مقارنة بأصحاب فصائل الدم الأخرى، كما أنهم قد يتعرضون للإصابة بالخرف.
وقالت كاشمان: “فصيلة الدم ترتبط منذ زمن بعيد بالكثير من الأمراض؛ مثل السكتة الدماغية التي تحدث في الأساس بفعل مشكلة في الأوعية الدموية، لذا كنا نعتقد أن اضطرابات الأوعية الدموية تساهم في حدوث مشاكل الذاكرة، لكن لحسن الحظ، يظل تأثير فصيلة الدم محدوداً، إلا أنه من المهم جداً أن نحاول التمتع بصحة جيدة قدر الإمكان عن طريق ضبط ضغط الدم والابتعاد عن التدخين والتمتع بلياقة بدنية عالية واتباع حمية غذائية صحية”.
وأضافت: “كل واحدة من هذه الممارسات الصحيحة من الممكن أن تساهم في الحد من تطور مشاكل الذاكرة، وبإمكانك أيضاً أن تحافظ على نشاط مخك عبر القراءة وحل الألغاز والتواصل الاجتماعي مع الآخرين “.
أمراض المعدة والأمعاء
قال جوستاف إدجرين، أستاذ مشارك علم الأوبئة بمعهد كارولنسكا بالسويد: “كشفت دراسات عديدة أن الأشخاص أصحاب فصيلة الدم A يصبحون أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، ومن ناحية أخرى، فأصحاب فصيلة الدم O يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بقرحة المعدة”.
ونظراً لأن هذين المرضين ناجمان عن بكتيريا الميكروب الحلزوني (h pylori)، يعتقد الدكتور إدجرين أن الأبحاث والنتائج العلمية يجب أن تكشف عن الإصابات البكتيرية التي قد نصاب بها بفعل فصيلة الدم التي نمتلكها، وأضاف: “لا نستطيع أن نفعل الكثير لتجنب السرطان الذي يصيب المعدة بهذه الآلية، لكن يظل ارتباط فصيلة الدم بكل هذه المخاطر محدوداً، ومع ذلك فيجب على كل شخص أن يتجنب عوامل الخطورة؛ مثل: التدخين، وزيادة الوزن”.
المصدر: هافينغتون بوست