من الارضِ التي نبتَ فيها اولُ ربيعِ المقاومين، الى الاربعينَ ربيعاً وما بعدَ بعدَها، وكلِّ الفصولِ المزهرةِ بتباشيرِ الانتصارِ الكبير.. من جنتا حيثُ زُرعت الارضُ رجالاً فأَنبتت سهولُ البقاعِ وجبالُه ، بل كلُّ مساحاتِ الوطنِ أجملَ ايامِ الحصادِ العزيز..
من هناكَ أحيا حزبُ الله “الاربعونَ ربيعاً” وجددَ القسم، ووقفت اجيالُ المقاومينَ على الارضِ التي ما اهتزت الا لسواعدِهم، وخبطِ اقدامِهم، ودماءِ شهدائِهم، وصبرِ اهلِهم ..
من هناكَ احيا حزبُ الله احدى محطاتِ الذكرى، مذكّراً العالمَ اننا لم نعد في الزمنِ الاميركي – كما قالَ رئيسُ مجلسِه السياسي السيد ابراهيم امين السيد – ولا زمنِ المتكبرين، ولا الخونة، ولا المتواطئين، وانما زمنِ الاقوياء، والمقاومين، والمجاهدين الذين ينتظرونَ ايَ حربٍ قادمةٍ ليَصنعوا النصرَ الكبير..
ومن هذه المنصةِ الظافرةِ على الدوام، نظرةٌ الى مآسي اللبنانيينَ اليوميةِ التي صنعتها السياساتُ الماضيةُ التي اَثبتت فشلَها وهدَمت بلدَنا، دعوةٌ من رئيسِ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الى عدمِ انتظارِ حلولٍ حقيقيةٍ من الخارج، بل العملِ على سياساتٍ جديدة، وعدمِ التذرعِ باتمامِ الاستحقاقاتِ للبدءِ باجتراحِ الحلول.
ففي ذلكَ مظنةُ تآمرٍ ربما يمارسُه البعضُ من اجلِ افقارِ الشعبِ اللبناني أكثر، وكلُّ لحظةٍ تَضيعُ تزيدُ من مآسي واوجاعِ الوطنِ واهلِه كما قال السيد صفي الدين..
في الاقوالِ الامميةِ ما يوصِّفُ المأساةَ اللبنانية، والضيقَ الذي يعانيهِ ملايينُ اللبنانيينَ ويَزيدُهم مئاتُ آلافِ النازحين، ولا من يمدُّ يدَ العونِ لهذا البلدِ الذي يتحملُ الكثيرَ من الاعباء، من دونِ ان تُكمِلَ المسؤولةُ الامميةُ عن المسؤولِ الاولِ عن هذه المأساةِ وهو الحصارُ الاميركيُ المطبقُ على كلِّ مصادرِ الحياةِ فيه وليس اقلَّهُ انقاذُ قطاعِ الكهرباءِ والمياهِ ومنعُ اللبنانيينَ من استثمارِ نفطِهم وغازِهم المدفونِ في اعماقِ بحرِهم.
ومن اعماقِ الوجعِ اللبناني كانَ تأكيدُ رئيسِ الجمهوريةِ على مسمعِ المتجمعين من وزراءِ الخارجيةِ العربِ في بيروتَ عدمَ قدرةِ لبنانَ على تحملِ اعباءِ الاعدادِ الكبيرةِ من اللاجئين والنازحين على ارضِه، طالباً منهم المساعدة، معَ علمِ اللبنانيينَ جميعِهم انَ بعضَ هؤلاءِ هم جزءٌ من الازمةِ التي يرزحُ تحتَها لبنان..