تتواصل العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا، مع تسجيل موسكو مزيداً من التقدم الميداني بالسيطرة على منطقة آزوت الصناعية بالكامل. في المقابل، وفي سياق الدعم الغربي المستمر لكييف أعلنت الولايات المتحدة مدها بأنظمة دفاع صاروخي متوسطة وبعيدة المدى، في حين أعلنت موسكو عن “جهلها بنية واشنطن”، معلنة ايضاً عبر خارجيتها عن منع 43 من مواطني كندا من دخول اراضيها ردا على “الإجراءات العدائية التي تتخذها السلطات الكندية”.
في سياق التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه “تم تنفيذ هجوم صاروخي على ورشات مصنع أرتيوم بمنطقة شيفتشينكوفسكي في كييف أمس الأحد”. كما نشرت الدفاع لقطات لتحليق أطقم مروحيات “مي-8” المزودة بأنظمة حرب إلكترونية حديثة مثبتة على متنها، وهي تنفذ مهام تشويش على وسائل الاستخبارات الإلكترونية الأوكرانية.
من جهته، قال سفير جمهورية لوغانسك في روسيا روديون ميروشنيك، إنه “تم إطلاق سراح جميع الرهائن من “آزوت” في سيفرودونيتسك”. وأضاف ميروشنيك، “تم تحرير منطقة آزوت الصناعية بالكامل من المسلحين الأوكرانيين، وبقي بعض السكان هناك، منهم من لا يريد مغادرة إقليم سيفيرودونيتسك، ويقوم جنودنا بتأمين الطعام والماء والأدوية لهم”.
وأضاف السفير أنه “هناك ما يزيد قليلا عن 500 شخص قرروا مغادرة الملجأ في إقليم سيفيرودونيتسك بمصنع آزوت، وقد تم نقلهم بوسائل النقل، بشكل أساسي إلى ستارلوبسك..إذ توجد هناك نقطة توزيع حيث يتخذ الناس فيها قرارا إلى أين يريدون التوجه بعد ذلك إلى الأقارب أو إلى مراكز الإيواء المؤقتة”.
هذا وعلّق دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة ديميتري بيسكوف على “الأنباء حول نية الولايات المتحدة مد كييف بأنظمة دفاع صاروخي متوسطة وبعيدة المدى”، قائلاً إن “موسكو لم تتلق إخطاراً بشأن نوايا واشنطن”.
من جانب آخر، أكد بيسكوف أن “روسيا تحترم حق جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين في حق تقرير مسألة مستقبلهما”. وفيما يخص تهديدات مسؤولين أوكرانيين بشن هجمات إرهابية وتخريبية داخل الأراضي الروسية، قال بيسكوف “إن السلطات الروسية عززت الإجراءات الأمنية داخل البلاد قدر الإمكان”.
ورداً على “الإجراءات العدائية التي تتخذها السلطات الكندية بحق روسيا”، قالت وزارة الخارجية الروسية إنه “تم منع 43 من مواطني كندا من دخول الأراضي الروسية”. وجاء في بيان الخارجية الروسية “استجابة للعقوبات الأخيرة التي فرضتها السلطات الكندية في أيار/مايو من هذا العام ضد الموظفين التنفيذيين للشركات الروسية وأفراد عائلاتهم، تم حظر الدخول إلى روسيا بشكل دائم لـ 43 مواطنا كنديا، بينهم مسؤولون فيدراليون وإقليميون من الحزب الليبرالي الحاكم والشخصيات العامة”.
وشملت القائمة على وجه الخصوص رئيسة الحزب الليبرالي الكندي سوزان كوان، ونائب وزير الموارد الطبيعية جون هانافورد، والمساعد الخاص لرئيس الوزراء جيمس أرمبروستر وآخرين.
في المقابل، أفادت مفتشية الدولة للرقابة النووية في أوكرانيا أن كييف علقت عددا من الاتفاقات والمعاهدات مع روسيا في مجال الأمن النووي. وفي وقت سابق، وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف منع نشوب صراع مباشر بين الدول النووية بأنه أولوية بالنسبة لروسيا. كما أعرب عن أمله في أن يكون لدى الولايات المتحدة والساسة الغربيين “رغبة وتوجه” بعدم استخدام الأسلحة النووية وعدم إعادة الوضع في أوكرانيا إلى صدام مباشر بين روسيا والغرب.
يأتي ذلك في وقت هدد فيه رئيس المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف، بشن هجمات تخريبية وإرهابية على أراضي روسيا. جاء ذلك في حديث أدلى به لصحيفة “فاينانشال تايمز”، إذ صرح بودانوف أن “نشاط حرب العصابات في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا يتصاعد”، مشيرا إلى تفجير السيارة المفخخة في خيرسون، والذي أدى إلى مقتل مسؤول في الإدارة العسكرية-المدنية هناك. وبحسب بودانوف، فإن مثل هذه الهجمات وأعمال التخريب “تحدث في كل مكان، وقد نفّذت وستنفّذ في روسيا وأماكن أخرى كثيرة”. ورفض بودانوف توضيح ما إذا كانت السلطات الأوكرانية تقف وراء هذه الأحداث.
وكان الجيش الروسي قد سيطر، في إطار العملية العسكرية على منطقة خيرسون وجزء من منطقة آزوف التابعة لمنطقة زابوروجيه، جنوبي أوكرانيا. وتم تشكيل إدارات مدنية-عسكرية في تلك المناطق.
المصدر: روسيا اليوم