غطّت العاصفة الترابية، فجر اليوم الإثنين، سماء العراق، بعد أن بدأت ليل أمس أولى موجات الغبار في حدود البلاد الغربية، وسط حالة من الاستنفار الصحي والخدمي، فيما حُبس العراقيون داخل منازلهم على أثر ذلك.
وبدت شوارع العاصمة بغداد، وأغلب المحافظات العراقية، شبه خالية من أي حركة، بعد أن أقدمت الحكومة على تعطيل الدوام الرسمي، وإطلاق تحذيرات للمواطنين لعدم الخروج من منازلهم.
وقال مدير إعلام الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية عامر الجابري إن “التحديثات الأخيرة للهيئة بينت أن العاصفة الترابية اشتدت فجراً وفي الصباح الباكر، لتصل سرعتها إلى 40 كيلومتراً في مناطق الوسط بضمنها العاصمة بغداد”، مؤكدا، في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، أن “العاصفة ستزول يوم الثلاثاء تدريجياً، مع بقاء الغبار عالقا في المنطقة الوسطى والشمالية، وتستمر إلى يوم الأربعاء في المناطق الجنوبية”.
بدورها، أعلنت إدارة مطار بغداد الدولي إغلاق الأجواء وإيقاف الحركة الجوية في المطار، اليوم الإثنين، وذكرت في بيان أن “مدى الرؤية انحسر إلى 400 متر فقط بسبب العواصف الترابية، وأن إدارة المطار أغلقت الأجواء وأوقفت الحركة الجوية في المطار لهذا اليوم”، مضيفة أنه “سيتم إعلام المسافرين بطبيعة أي مستجدات طارئة للظروف الجوية التي تتأثر فيها البلاد”.
وكانت وزارة الصحة قد استنفرت كوادرها استعدادا للتعامل مع الحالات المرضية الناجمة عن موجة الغبار، وأكدت أن الكوادر الصحية على استعداد تام على مدار 24 ساعة لاستقبال الحالات الطارئة”.
وعلى الرغم من استنفار وزارة الكهرباء كوادرها لمواجهة العاصفة، فإن التيار الكهربائي شهد انقطاعات مستمرة في جميع المحافظات، ومنها العاصمة بغداد، وقال المواطن أبو خالد البياتي (60 عاماً)، وهو من أهالي العاصمة بغداد، إنه “رغم شدة العاصفة التي أجبرتنا على عدم الخروج من المنازل، فإن وزارة الكهرباء استمرت بقطع التيار الكهربائي عن مناطقنا وعلى فترات”.
ومنذ بداية حلول فصل الصيف، تشهد المحافظات العراقية موجات متتابعة من العواصف الترابية، تتركز في محافظات الأنبار ونينوى وأجزاء من محافظات إقليم كردستان، فضلا عن محافظات صلاح الدين وكركوك وبغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، وقد تسببت بتسجيل وفيات ومئات من حالات الاختناق.
وكانت وزارة البيئة العراقية قد عبّرت عن قلقها من جراء التأثيرات السلبية لاستمرار العواصف الترابية في عدد من محافظات البلاد، مطالبة بمعالجات تحد منها، وسط تأكيدات بوجود عقبات كثيرة مالية وأمنية، وأخرى تتعلق بشح المياه، تحول دون إمكانية توسيع الغطاء النباتي والأحزمة الخضراء في البلاد.
المصدر: العربي الجديد