في يومها السابع والخمسين تستمر العملية العسكرية الروسية، إذ تسعى القوات الروسية إلى تحرير كامل أراضي دونباس، وسط تصريحات لموسكو عن استمرار المفاوضات المباشرة مع كييف. وفي السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي أن “القوات الصاروخية والمدفعية الروسية قصفت خلال 24 ساعة 1001 هدف عسكري أوكراني”. وأضافت الوزارة في بيانها، أن “القوات المسلحة الروسية تمكنت مع قوات لوغانسك من السيطرة بالكامل على المركز السكني “كريمينايا”، الذي حوله النازيون الأوكرانيون إلى منطقة محصنة. وبفضل التنسيق الجيد من جانب المهاجمين، تم تجنب حدوث دمار كبير في البنية التحتية الحضرية والمباني السكنية”.
وذكر البيان، أن “الطيران الحربي الروسي قصف الليلة الماضية 20 موقع تمركز للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية في مناطق شوركي، ونوفونيكولايفكا، وألكساندروفكا”. وأشارت الوزارة إلى أن القوات الصاروخية والمدفعية الروسية قصفت “58 موقعا للقيادة، و 162 موقع إطلاق نار للمدفعية الأوكرانية، و 771 نقطة محصنة ومناطق تكديس الأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية في المراكز السكنية ماياكي وديبرفنيو ودلبينا كراسنوبوليه، وكاميشيفاخا فيليكويه وتشيرفونو، و فيرنوبولي وباشكوفا ودميتروفكا، وسلاتينو وفيسكويه وتشيرنوغلازكويه وغيرها”.
وتمكن الدفاع الجوي الروسي من “تدمير 13 طائرة بدون طيار أوكرانية في بلدات ومدن بيريزوفايا وبرازكوفا وفيركهنيتوريتسكو وديبروفكا وإيزيوم، وكالينوفكا وكيسليفكا ولوزوفايا ونوفوبوغدانوفكا، ونوفوبوغدانوفكا ونوفوكاند، كم تم تدمير صاروخ أوكراني من طراز “توتشكا أو” قرب دونيتسك”.
هذا ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الجيش بعدم اقتحام منطقة مصنع “آزوفستال” بمدينة ماريوبول، مؤكداً ضرورة إحكام الطوق عليها “كي لا تقدر حتى الذبابة على المرور”. وقال بوتين خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو الخميس “أعتبر الاقتحام المقترح للمنطقة الصناعية أمرا غير مجد”.
وعزا بوتين إلغاء اقتحام “آزوفستال” لضرورة الخفاظ على أرواح الجنود الروس وقال ” في مثل هذه الحال خاصة، وكما الحال دائما يجب أن نحرص أكثر من أي وقت آخر على الحفاظ على حياة وصحة جنودنا وضباطنا. ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية”. وأكد بوتين أن روسيا تضمن الحياة والمعاملة اللائقة لعناصر الجيش الأوكراني إذا قرروا الخروج من “آزوفستال”.
من جهته، قال مدير الدائرة الثانية لرابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية أليكسي بولشوك، إن “المفاوضات بين موسكو وكييف تجري عملياً بشكل يومي”. وأضاف الدبلوماسي الروسي في حديث لوكالة “تاس” “تتواصل في الوقت الحالي المفاوضات الروسية – الأوكرانية المباشرة. وخلالها يتبادل الوفدان وجهات النظر ويجري بحث ومناقشة الاتفاقات الممكنة بشأن تسوية الوضع في أوكرانيا، ووضعها المستقبلي المحايد وغير التكتلي وكذلك بعض القضايا الأخرى”.
وأشار إلى أنه “جرت حتى الآن، ثلاث جولات مباشرة في بيلاروس، وهي المكان الرئيسي للمفاوضات، وواحدة في تركيا، وتجري المفاوضات الآن عبر الفيديو بشكل شبه يومي”. وبدأت المفاوضات الروسية الأوكرانية في 28 شباط/فبراير، ويرأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس فلاديمير بوتين.
من جهة ثانية، صرح مدير الدائرة الثانية لرابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بوليشوك أن ضغوط العقوبات على روسيا الاتحادية وبيلاروس تعمل على تحسين التكامل في إطار دولة الاتحاد.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء “تاس”، قال بوليشوك “سيكون من الخطأ حقيقة أن الضغط غير المسبوق على روسيا وبيلاروس يؤثر على اتحادنا. هذا الضغط يعمل بشكل أكبر على اندماجنا، ولا يقسم، بل على العكس، يوحد دولة الاتحاد أكثر”.
وشدد المسؤول في الخارجية الروسية من جهة أخرى، على أنه لا يحسن الربط بين ديناميكيات عمليات التكامل بين موسكو ومينسك والوضع الخارجي، مرجعا ذلك إلى أن إقامة دولة الاتحاد تقوم على المصالح الحقيقية للروس والبيلاروس. في سياق ردود الأفعال، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمنت بون، إنه يجب فرض حظر على واردات النفط من روسيا في الأسابيع القريبة المقبلة.
وأضاف الوزير في حديث لقناة Public Senat الخميس، “اتفقنا بالفعل على أننا سنفرض حظرا على استيراد الفحم من روسيا. وبالطبع نحتاج الى فرض حظر على استيراد النفط الروسي في الأسابيع المقبلة”. ولم يستبعد الوزير الفرنسي، أنه “بمرور الوقت، قد يتم اتخاذ قرار مماثل فيما يتعلق بواردات الغاز من روسيا”.
في سياق ردود الأفعال، أعلنت بريطانيا الخميس عن تبنيها حزمة جديدة من العقوبات الموجهة ضد روسيا، على خلفية استمرار العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا. وأدرجت الحكومة البريطانية على قائمة العقوبات الخاصة بها أسماء 26 فردا وكيانا يعدون مرتبطين بالحكومة الروسية. وذكرت الخارجية البريطانية في بيان لها أن القائمة السوداء الجديدة تشمل أسماء مسؤولين عسكريين روس، وتتضمن قائمة العقوبات البريطانية ضد روسيا إجمالا أسماء 1224 شخصا و115 كيانا.
إلى ذلك، قال السكرتير الصحفي لحكومة بولندا بيوتر مولر، إن بلاده زودت أوكرانيا بأسلحة تقدر قيمتها بمليارات الزلوتي. ويشار إلى أن سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ حاليا حوالي 4.26 زلوتي.
وأشار إلى أن الحكومة البولندية، تدرس في الوقت الحالي إمكانية تقديم تقرير عن تكلفة الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا منذ بدء العملية الخاصة الروسية. وقال “لأن البعض، للأسف، حتى داخل البلاد، يحاولون خلق انطباع بأن بولندا لا تساعد بالقدر الذي تستطيعه”.
في وقت سابق، أبلغت السلطات البولندية عن إمداد أوكرانيا بأسلحة مختلفة، بما في ذلك قذائف الهاون والطائرات بدون طيار والذخيرة.
المصدر: روسيا اليوم