الملح ضروري للحياة. إنه يتكون من كلوريد الصوديوم. وجسمنا يحتاج إلى الصوديوم بشكل خاص لأداء مهام مختلفة، مثل تنظيم توازن الماء بالجسم، وضمان عمل الأعصاب والعضلات، وتعزيز الهضم. ونحتاج حوالي غرام واحد من الملح للجسم للقيام بهذه المهام.
لذا فإن تناول الملح باعتدال هو أمر صحي، يقول ماتياس ريدل، خبير التغذية والمدير الطبي لمركز ميديكوم التخصصي في هامبورغ: “كما هو الحال مع العديد من الأطعمة الأخرى، فإن الأمر يعتمد على الكمية”. في حالة الملح “القليل جدًا من الملح سيئ. بعد ذلك يأتي مقدار صحي، لكن يتم تجاوزه بسرعة كبيرة”.
والسؤال هو في أي نقطة نعبر هذا المقدار الصحي؟ وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن الحد الأقصى هو خمسة غرامات من الملح يوميًا. وهذا يساوي ملء ملعقة شاي حتى حافتها.
يقول خبير التغذية ريدل: “نتجاوز بالفعل هذا المقدار بتناول بيتزا واحدة مجمدة”. والشيء نفسه ينطبق على ملعقتين كبيرتين من صلصة الصويا. ووفقًا لريدل، لا توجد مشكلة إذا حدث هذا بشكل استثنائي في أحد الأيام، لكن كثيرًا من الناس يتجاوزون مقدار الخمسة غرامات الموصى به.
تقدر منظمة الصحة العالمية أنه سيكون هناك 2.5 مليون حالة وفاة أقل من السكتات الدماغية والنوبات القلبية سنويًا إذا قلل سكان العالم بأكمله من تناول الملح إلى خمسة جرامات يوميًا. لكن كيف ننجح في تحقيق مستوى صحي من الملح؟
هناك استراتيجيات مختلفة لهذا. على سبيل المثال، عند الطهي استخدم كمية أقل من الملح. ويجب أيضًا أن نتخلى عن عادة وضع الملاحة على المائدة. في بوليفيا، مثلا، تم حظر وضع رشاشة الملح على طاولات المطاعم منذ عام 2015.
ومع ذلك، في كثير من الحالات، لا تظهر مشكلة استهلاكنا المفرط للملح عند الطهي أو إضافة الملح على المائدة. يقول ريدل: ” حوالي 75 في المائة من استهلاكنا للملح يتكون من منتجات سابقة التجهيز تحتوي على الكثير من الملح المخفي”.
يشمل ذلك البيتزا المجمدة المعتادة، وكذلك المخبوزات والنقانق مثل السلامي والجبن وكاتشب الطماطم والصلصات الجاهزة والحساء ورقائق البطاطس والمعلبات. إذا كنا نريد حقًا تقليل تناول الملح إلى مستوى صحي، فيجب أن نحاول تجنب هذه المنتجات.
بعد كل شيء، الكمية المناسبة من الملح هي مسألة عادة. إذا استهلكنا الكثير من الملح على مدى فترة طويلة من الزمن، فإن اللسان يعتاد على المذاق ويطلب أطعمة أكثر ملوحة. من ناحية أخرى، إذا استخدمنا الملح بحكمة، نجد أن الوجبات التي لا تكاد تكون مالحة تكون لذيذة. لذا حتى نجد توازنًا صحيًا، نحتاج إلى قليل من الصبر.
المصدر: dw.com