أكد البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرت مباحثات مباشرة مع حركة حماس، وذلك عقب تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية حول الموضوع. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في حديثها للصحفيين، إن إدارة ترامب أجرت محادثات مع حماس، وإن هذه المحادثات “مستمرة”.
وفي وقت سابق، ذكر موقع “أكسيوس” أن إدارة ترامب تجري مباحثات مباشرة مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء العدوان.
وأشار الموقع، في تقرير مترجم عن مصدرين مطلعين، إلى أن المحادثات قادها المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، وكانت غير مسبوقة، حيث لم تنخرط الولايات المتحدة سابقًا في مفاوضات مباشرة مع حماس منذ عام 1997. وأوضح التقرير أن اللقاءات بين بوهلر وقيادات حماس جرت في الدوحة خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف الموقع: “في الوقت الذي تشاورت فيه إدارة ترامب مع إسرائيل حول كيفية التعامل مع حماس، كانت تل أبيب على دراية بجوانب المحادثات عبر قنوات أخرى”، وفقًا لأحد المصادر.
ورفضت المصادر الكشف عن هويتها لعدم تخويلها بمناقشة الاجتماعات الحساسة، وأوضحت أن المباحثات ركزت جزئيًا على إطلاق سراح الأسرى الحاملين للجنسية الأمريكية، وهو ما يندرج ضمن اختصاص بوهلر كمبعوث لشؤون الرهائن. لكنها أشارت إلى أن المحادثات تطرقت أيضًا إلى مناقشة اتفاق شامل للإفراج عن كافة الأسرى المتبقين والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وفي هذا السياق، أفاد مسؤول أمريكي بأن مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، كان يخطط للسفر إلى الدوحة هذا الأسبوع للقاء رئيس الوزراء القطري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه ألغى رحلته مساء الثلاثاء بسبب “عدم إحراز تقدم من جانب حماس”، وفقًا لما نقله الموقع.
وأضاف التقرير أن نهج إدارة ترامب يختلف جذريًا عن نهج سلفه جو بايدن، بما في ذلك تهديداته المتكررة لحماس ومقترحه لتهجير سكان قطاع غزة. وأشار إلى أن التفاوض المباشر مع حماس، لا سيما دون موافقة الاحتلال، يمثل خطوة غير مسبوقة لم تتخذها الإدارات الأمريكية السابقة.
مصدر قيادي في حماس يؤكد إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن
من جانبه، وصف مصدر قيادي في حركة حماس المفاوضات التي جرت في الدوحة مع ممثل عن الإدارة الأمريكية بأنها “استطلاعية”. وقال القيادي، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، إن المباحثات التي شارك فيها آدم بوهلر جاءت مباشرة بعد تصريحات ترامب التي دعا فيها حماس إلى تقديم بادرة حسن نية بإطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأمريكية.
وأضاف المصدر أن الحركة أطلقت، بالتزامن مع بدء المفاوضات، الأسير الإسرائيلي-الأمريكي ساجوي ديكل تشين، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل المرتبطة بالمرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكشف القيادي أن حماس طرحت خلال المحادثات صفقة شاملة تتضمن وقف الحرب، مؤكدًا أن الأسرى الذين تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنهم كانوا جنودًا مقاتلين أُسروا من مواقع عسكرية، وليسوا مدنيين. ووفقًا له، يتراوح عدد هؤلاء الأسرى بين أربعة وستة.
وأشار المصدر إلى أن إدارة ترامب لم تكن الأولى التي حاولت التفاوض مع حماس، لافتًا إلى محاولات غير مكتملة أجرتها إدارة بايدن قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكنها اصطدمت بصعوبة التوصل إلى اتفاق في ظل وجود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما دفعها حينها لمحاولة إبرام صفقة جزئية تتعلق بالأسرى الأمريكيين.
من جهتها، أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر لم تكشف هويتها، حدوث هذه المحادثات، مشيرة إلى أن بوهلر التقى بممثلي حماس بصفته الرسمية. وأضافت المصادر أن المباحثات ركزت بالأساس على إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، لكنها شملت أيضًا جميع الرهائن، ووصفت هذا التواصل بأنه “بادرة حسن نية” تمهد الطريق لمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي استمرت 42 يومًا، يوم السبت الماضي، دون الانتقال إلى المرحلة الثانية بسبب مماطلة الاحتلال ومحاولة حكومة نتنياهو التنصل من التزاماتها. ورغم عدم استئناف الحرب، أوقفت إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، حيث نزح نحو 1.9 مليون فلسطيني، أي ما يعادل 90% من السكان، وسط مخاوف من مجاعة وشيكة.
في سياق متصل، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، في مؤتمر صحفي قبل أيام، إن الاحتلال الإسرائيلي ورئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، يسعيان للعودة إلى العدوان رغم سريان وقف إطلاق النار. وأوضح أن انتهاكات الاحتلال خلال المرحلة الأولى “تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن حكومة الاحتلال كانت تسعى إلى انهيار الاتفاق”.
وأشار حمدان إلى أن قرارات نتنياهو الأخيرة، التي تتعلق بقبول مقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وفق ترتيبات تخالف بنود الاتفاق الأصلي، تمثل “محاولة مكشوفة للتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية”.
المصدر: مواقع