عمل فريق من العلماء البريطانيين في حدائق كيو النباتية الملكية على مشروع لإنشاء قاعدة بيانات موحدة لأنواع النباتات الطبية في العالم.
وقال العلماء إن ” المعلومات المتعلقة بأنواع النباتات المفيدة غير منظمة بل مشتتة هنا وهناك، كما أنها معقدة ولديها أسماء مختلفة”، وأضافوا أنهم “يهدفون من خلال هذا المشروع إلى العمل جنباً إلى جنب لمساعدة الصيادلة والجهات المختصة بمراقبة الأدوية، فضلاً عن البحوث العلمية ذات الصلة”.
واستطاع العلماء إدراج نحو 18 ألف نوع مختلف من النباتات حتى يومنا هذا.
وقال بوب اليكين من مشروع خدمات النباتات الطبية في حدائق كيوإن ” إنه من ضمن 18 الف نوع مختلف من هذه النباتات التي تم تفنيدها، هناك نحو 90 الف اسم مختلف لهم يتم تداولها من قبل المجتمعات الطبية وكذلك الجهات المنظمة لتداولها، إنهم يستخدمون العديد من الأسماء لنفس النبتة، كما أن بعض هذه الأسماء غامضة، فضلاً عن ذلك فإن هذه النباتات لديها 230 الف اسم علمي لها”.
ووصف اليكين الحاجة إلى توحيد أسماء النباتات وإيجاد مرجعية موحدة وذلك لتزايد الاهتمام بالأدوية العشبية على المستوى العالمي.
وتابع إن ” الصيادلة يميلون إلى إعطاء الكثير من التفاصيل عند الإشارة إلى دواء معين وكيف تم تحضيره، ويحرصون على الإشارة إلى ماهية النبتة وأي جزء منها تم استخدامه، إن كانت الجذور أو فقط الأوراق، وان أسماء النباتات مختلف من بلد إلى آخر، مضيفاً إلى أن ” اللغة هي المعضلة هنا، إلا أن هذه المشكلة تنطبق حتى بين الدول التي تتحدث اللغة الإنجليزية”، وأوضح أنهم ” يطلقون أسماء مختلفة لنبتة واحدة وهذا أمر يثير الكثير الغموض، وعندما يتعامل المرء مع الدواء، فإن الغموض يؤدي بلا شك إلى نتائج غير مرجوة، أكثر من 100 شخص في بلجيكا أصيبوا بالفشل الكلوي جراء تناولهم حبوب لإنقاص الوزن”، مضيفاً “أنه لسوء الحظ فإن عدد كبير منهم توفي نتيجة لذلك”.
وشرح اليكين أن ” السبب وراء هذه الحادثة المؤلمة، استبدال مادة بمادة أخرى حملت نفس الاسم، وهذا يدل على العواقب الوخيمة التي يؤدي إليها عدم توحيد أسماء هذه النباتات، نحن نجمع كل أسماء النباتات المستخدمة في المنتجات الطبية العشبية، التي تستخدم في دستور الأدوية، مشيراُ إلى أنهم يستخدمون العديد من الأسماء الشائعة في مختلف اللغات، كما أنها تعرف باسم بأسماء الأدوية – والتي تكتب في كثير من الأوقات باللغة اللاتينية- كما أنهم يستخدمون أسماء علمية”.
وأشار “إلى أن هناك العديد من دساتير الأدوية ( أي الكتب التي تحتوي على إرشادات تقنية لمعرفة مكونات الأدوية) – ومنها الصينية واليابانية والنسخ الأوروبية – إضافة إلى البيانات التي يستخدمها مراقبو الأدوية مثل إدارة الطعام والأدوية الأمريكية، و هناك مشكلة أخرى أن أسماء النباتات تتغير باستمرار، إذ هناك نحو 10 آلاف اسم علمي جديد كل عام، هذا الأمر يعود إلى اكتشاف أنواعاً جديدة من النباتات، فهناك 4 آلاف نوع جديد سنوياً”.
وختم اليكين بالقول إن “مشروعنا جعل الخبرة النباتية في كيو متاحة للجميع”.
المصدر: بي بي سي