أكّد الكرملين استمرار المفاوضات مع أوكرانيا، على الرغم من مزاعم ارتكاب “جرائم حرب” ضد المدنيين في بوتشا الأوكرانية، والتي يستغلها الغرب لفرض المزيد من العقوبات على روسيا، في حين توعّدت الخارجية الروسية باتخاذ “اجراءات انتقامية” لحماية مصالح بلادها الاقتصادية.
محاولات الدفع بالمفاوضات الروسية الاوكرانية، التي استضافتها مدينة اسطنبول التركية، ما زالت تصطدم بتصاعد سلاح العقوبات المتصاعدة ضدّ موسكو، والتي تترافق مع اعلان المزيد من تقديم الدعم العسكري الى اوكرانيا، في مواجهة العملية العسكرية الروسية، التي تنهي اسبوعها السادس، على مشارف استكمال القوات الروسية اعادة تموضعها باتجاه المناطق االشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية من اوكرانيا.
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكّد أنّ المفاوضات مع أوكرانيا مستمرة على الرغم من مزاعم ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في بوتشا الأوكرانية. وشدّد بيسكوف، في تصريحات صحفية، على ضرورة أن تخضع الأوضاع في بوتشا لتحقيق محايد ومستقل بصورة جدية. وأشار إلى أن مثل هذه الاتهامات “قادرة بسهولة” على تعطيل عملية المفاوضات، لكنه أكد أن العمل الخاص بالمفاوضات مستمر. وأعرب عن أمله في تسريع عملية التفاوض مع الجانب الأوكراني، قائلًا: عملية التفاوض مع أوكرانيا مستمرة، وهناك طريق طويل أمامنا، الآن كل شيء يسير ببطء، ونرغب في المزيد من الديناميكية من كييف.
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، وفي حوار مع قناة “LCI” الفرنسية، أكّد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو من أصدر أمرا بسحب قوات الجيش الروسي من مقاطعة كييف، كبادرة حسن نية، لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات، يمكن خلالها اتخاذ قرارات جادة. وقال بيسكوف يمكننا اتخاذ قرارات جادة خلال المفاوضات، لذلك أمر الرئيس فلاديمير بوتين بسحب القوات من مقاطعة كييف.
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أكّد بالمقابل، في مداخلة أمام النواب الأوروبيين خلال جلسة عامة في ستراسبورغ إن على الاتحاد الأوروبي عاجلاً أم آجلاً فرض عقوبات على قطاعي النفط والغاز الروسي، مندداً بما وصفها “جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في بوتشا الكثير من المدن الأخرى في أوكرانيا.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيفرض المزيد من العقوبات على روسيا إلى جانب الحزمة الأخيرة التي أعلن عنها ، ومن المرجح أن تشمل العقوبات الجديدة إجراءات ضد واردات النفط الروسي، مشيرة الى انّ هذه العقوبات لن تكون الأخيرة.
وشدّدت أورسولا فون دير لاين على ضرورة أن تشمل لائحة العقوبات النفط والعائدات التي تحصل عليها روسيا من الوقود الأحفوري. وكانت المفوضية الأوروبية قد اقتراحت على الدول الأعضاء السبع والعشرين وقف مشترياتها من الفحم الروسي، الذي يشكل 45% من واردات الاتحاد الأوروبي وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.
بالمقابل، توعدت وزارة الخارجية الروسية الغرب، بأنّ موسكو تعمل على إعداد رد على الحزمة الخامسة من العقوبات الأوروبية المنتظرة ضد روسيا، وقالت الوزارة إنّه سيتم اتخاذ “إجراءات انتقامية”، وتطوير “تدابير مناسبة” لحماية مصالح بلادها المشروعة في المجالات الاقتصادية وذلك في مواجهة العقوبات الغربية.
القضية الأوكرانية حضرت خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع نظيرته الكندية ميلاني جولي، حيث تبادل الجانبان أيضاً وجهات النظر حول القضية الأوكرانية. وأشارت الخارجية الصينية، أنّ وانغ قدم شرحاً شاملًا ورسمياً حول موقف الصين بشأن هذه القضية، وقال إن بلاده تدعو جميع الأطراف إلى التفكير بهدوء وعقلانية، وخلق فرص للسلام وفتح آفاق المفاوضات.
وكانت الصين، دعت السلطات الأمريكية الى إظهار التزامها بحل الأزمة في أوكرانيا من خلال رفع العقوبات المفروضة على روسيا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إنه يتعين على السلطات الأمريكية إظهار التزامها بحل الأزمة في أوكرانيا من خلال رفع العقوبات المفروضة على روسيا.، ولفت الى أنّه إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة حقا بحل الأزمة الأوكرانية، فينبغي لها أن تكف عن التلويح بالعقوبات، والتوقف عن تهديد موسكو، وتعزيز محادثات السلام الروسية الأوكرانية.
وبشأن الادعاءات بقتل المدنيين في بوتشا، وصف كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، الأحداث التي شهدتها بوتشا بالقرب من كييف بأنها “جريمة حرب”. واعتبر ماتسونو أنّ “قتل العديد من المدنيين الأبرياء يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب”، داعياً الى معاقبة المسؤولين الروس عن هذه الجريمة، على حدّ تعبيره.
وفي ردّها على الاتهامات الغربية، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الادعاءات بشأن مدينة بوتشا بـ”الاستفزاز الإجرامي”، وقالت زاخاروفا “إن كل جهود الاتجاه العالمي السائد، بما في ذلك منصات الإنترنت الأمريكية، حشدت للترويج للقصص التي تدور حول مدينة بوتشا والاستفزاز الإجرامي الذي حدث هناك، مشددة على أن ما جرى في بوتشا “يتجاوز كل الحدود، لأنه تم عن قصد”.
ولفتت زاخاروفا، إلى أن هذه الأعمال تم تنفيذها وفقاً لخطة مسبقة، وأشارت زاخاروفا إلى أنها لا تفصل هذا “الاستفزاز “عن الدعم الإعلامي المقدم من قبل آلة الإعلام الأمريكية والغربية، متهمة من وصفتهم بالمشرفين الغربيين باستخدام أدواتهم الإعلامية، لتنفيذ هذه “الأعمال الاجرامية”.
وفي سياق متصل بالأزمة الاوكرانية، تعتزم الجمعية العامة للأمم المتحدة التصويت، يوم الخميس، على قرار غربي لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا. ونوّهت المتحدثة باسم رئاسة الجمعية، بولينا الى أنّ قرار التعليق ينبغي أن يحصل على أغلبية الثلثين من الدول الأعضاء البالغ عددهم 193، خلال جلسة الاقتراع المخصصة لهذا الأمر.
المصدر: يونيوز