يواصل الجيش الروسي ضرب المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية لليوم الـ36، وسط أنباء عن إمكانية استئناف المفاوضات بين الجانبين خلال أسبوعين. وفي السياق، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في حديثه لقناة “A Haber”، أنه بحث الأربعاء مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميتري كوليبا احتمال تنظيم لقاء بيئهما خلال الأسبوعين المقبيلن.
من جهته، أعلن الكرملين عن “غياب أي جدول زمني محدد حتى الآن للقاء قمة محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي”. وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين الخميس أن “موقف موسكو إزاء إمكانية عقد هذه القمة لا يزال ثابتا”، موضحا أنه “لا يمكن عقد مثل هذا اللقاء إلا بعد صياغة اتفاقية ستتيح وضع حد للأعمال القتالية بين الطرفين”. ويأتي ذلك على خلفية إحراز بعض التقدم في المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، خلال اجتماع استضافته اسطنبول التركية الثلاثاء الماضي.
على المستوى الميداني، قالت وزارة الدفاع الروسية إن “المقاتلات دمرت ليلاً 52 منشأة عسكرية أوكرانية وأنظمة دفاعية مضادة للصواريخ و18 مسيرة”.
وجاء في بيان الوزارة الخميس “دمرت مقاتلاتنا الحربية، خلال الليل، 52 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نظام دفاع جوي من طراز (S-300) ومنظومة (Buk-M1)، ومستودعين للوقود، و38 معقلا ومناطق تركيز من المعدات العسكرية الاوكرانية”، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي التابعة للقوات الجوية الروسية 18 طائرة أوكرانية بدون طيار خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأضاف البيان، “كما تم تدمير قواعد وقود كبيرة في دنيبروبيتروفسك وليزيتشانسك وتشوغيف ونوفوموسكوفسك، بصواريخ كروز عالية الدقة”. ولفت البيان إلى أنه “منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، تم تدمير 124 طائرة أوكرانية و77 مروحية، و 216 نظاما صاروخيا مضادا، و341 طائرة بدون طيار، و 1815 دبابة ومدرعات قتالية أخرى، و 195 قاذفة صواريخ متعددة، و762 مدفعاً”.
هذا وقالت الدفاع الروسية إن “الوضع في مدينة خاركوف هو الأكثر سوءاً في أوكرانيا، وسط امتناع المستشفيات في المدينة عن تقديم خدمات صحية للمدنيين واقتصارها فقط على العسكريين والمقاتلين”. وقال رئيس مركز إدارة شؤون الدفاع بوزارة الدفاع الروسية، ميخائيل ميزينتسيف، “إن الوضع الإنساني في عدد من المناطق السكانية التي تقع تحت سيطرة كييف مستمر في التدهور بشكل سريع، في حين أن الوضع الأكثر خطورة اليوم هو في خاركوف، حيث تم فرض حظر تجول في المدينة”.
وأوضح أن “السكان في مدينة خاركوف يلجؤون إلى الأقبية، خوفاً من استفزازات القوميين المتطرفين، وأنه في العديد من المنازل لا توجد تدفئة وكهرباء وغاز”.
كما قالت وزارة الطوارئ الروسية إن عدد اللاجئين من جمهوريات دونباس وأوكرانيا إلى روسيا قد تجاوز نصف مليون شخص. وجاء في بيان الوزارة “منذ بداية تصعيد الصراع العسكري، عبر 529347 شخصا بالفعل الحدود (إلى روسيا) ، من بينهم 107065 طفلا”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن “البيت الأبيض يمكن أن يصبح ضامنا أمنيا لأوكرانيا، لكن السلام في هذا البلد ليس جزءا من الخطط الأمريكية”. وأكدت زاخاروفا “على العكس واشنطن تخطط فقط لتوريد الأسلحة، وإنشاءالمختبرات البيولوجية، والرقابة اليدوية للأنظمة العميلة لزعزعة استقرار الوضع في منطقة أوراسيا”.
في سياق آخر، اتهم وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو، القيادة الأوكرانية بمحاولة التدخل في الانتخابات المقبلة في بلاده، “لصالح تحالف من أحزاب المعارضة”. وقال سيارتو إن هناك “تنسيقاً مستمراً بين اليسار المجري وممثلي الحكومة الأوكرانية”، وإن أوكرانيا تحاول التأثير على انتخابات المجر في 3 نيسان/أبريل المقبل لصالح تحالف من أحزاب المعارضة”. وأفاد أن “وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، اتصل بسفير أوكرانيا في بودابست لمناقشة كيفية تأثير أوكرانيا على انتخابات هنغاريا، حيث يسعى رئيس الوزراء الهنغاري الحالي فيكتور أوربان لولاية رابعة على التوالي”.
ونفى كوليبا قال لصحيفة “ايفروبيسكا برافدا” الأوكرانية “لم نتدخل أبداً في الشؤون الداخلية للمجر، ولا سيما قبل أي انتخابات”.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أدلى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بالعديد من التعليقات الأخيرة التي انتقدت بشدة نهج حكومة هنغاريا الحالية تجاه الحرب في أوكرانيا. وفي سياق ردود الأفعال، أعلنت واشنطن والاتحاد الأوروبي أن دبلوماسيي الطرفين عقدوا الأربعاء أول اجتماع رفيع حول روسيا، بحثوا فيه خطوات إضافية لـ”تشديد عزلة” الاقتصاد الروسي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها “رحب الطرفان بالتنسيق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تنفيذ إجراءات الرقابة على الصادرات ردا على العدوان الروسي، وبحثنا مواصلة العمل عن كثب بالتنسيق مع مجموعة السبع لضمان التطبيق الصارم لهذه الإجراءات”.
وأضاف البيان “كما بحثنا خطوات جديدة لزيادة عزلة روسيا عن اقتصادات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعن النظام المالي الدولي” وتم التطرق إلى الحد من اعتماد الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية. وأكد البيان أن الطرفين اتفقا على مواصلة حث الصين على عدم تقديم “أي دعم” للعملية الروسية في أوكرانيا، ومحاولة مساعدة موسكو في الالتفاف على العقوبات التي تفرضها الدول الغربية.
واتفق طرفا المباحثات على عقد اجتماع جديد رفيع حول روسيا نهاية العام الجاري.
وعقد الاجتماع في واشنطن، ومثل الجانب الأمريكي نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند وعن الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا مساعد الأمين العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك، قالت شبكة “CNN” إن كييف تقدمت إلى الولايات المتحدة بطلب لنقل طائرات هجومية روسية الصنع من طراز Su-25 إليها كمساعدة عسكرية من ضمن قائمة الأسلحة والمعدات التي طالبت بتزويدها بها. وبحسب، شبكة “CNN”، تضمنت قائمة الأسلحة التي طالبت كييف واشنطن بتزويدها بها، طائرات هجومية روسية الصنع من طراز Su-25 كمساعدة عسكرية.
وقال النائب جيسون كرو، وهو ديمقراطي من كولورادو، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب يوم الأربعاء، إن “القائمة الأخيرة التي قدمت إلى الكونغرس هذا الأسبوع تعكس الاحتياجات الملحة “للقيادة العسكرية والمدنية الأوكرانية.. وقد تضمنت القائمة أيضا الطائرات المقاتلة، على وجه الخصوص Su-25، وهي طائرة هجومية روسية الصنع مماثلة للطائرة الأمريكية A-10 Warthog”. وبحسب القناة الأمريكية، أعلن الجانب الأوكراني في القائمة، أيضا عن ضرورة نقل طائرات الاستطلاع والهجوم بدون طيار إلى كييف، والرادارات التكتيكية، وأنظمة الحرب الإلكترونية بطائرات بدون طيار.
وفي وقت سابق، لم يدعم البنتاغون خطط بولندا لإرسال عدة عشرات من طائرات MiG-29 السوفيتية الصنع إلى الجيش الأوكراني، لأنه “يرى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تعتبرها روسيا بمثابة “تصعيد” وتنطوي على مخاطر جسيمة”.
من جهة ثانية، أفادت الخارجية الصينية أن بلادها “لا تستبعد إمكانية التحول إلى عملة “الروبل” أو “اليوان” في سياق تجارة الطاقة مع روسيا”. وجاء في بيان الوزارة “الشركات الصينية تعتزم استخدام عملاتها بنشاط أكبر في التجارة مع روسيا “على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، مع مراعاة التغيرات في وضع السوق”. وأضافت الوزارة “عند إجراء تسويات متبادلة ثنائية، يمكن لكيانات السوق اختيار عملة وفقا لاحتياجاتها الخاصة.. فيمكن أن يساعد استخدام عملتك الوطنية في عملية التجارة المنتظمة والتفاعل الاقتصادي في تجنب مخاطر العملة وتقليل التكاليف المرتبطة بصرف العملات”.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق، نقلا عن مصادر، أن السعودية تدرس استخدام اليوان بدلا من الدولار لدفع مستحقات جزء من النفط الذي تصدره إلى الصين. ووفق الصحيفة، فإن مثل هذه الخطوة “يمكن أن تضعف هيمنة العملة الأمريكية، الدولار، في سوق الطاقة العالمية، فضلا عن إظهار التقارب بين هذا المصدر الرئيسي للنفط، السعودية، مع شركاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
المصدر: روسيا اليوم