تترقب الأوساط الإعلامية مدى تطبيق قرار إلزام المذيعات السعوديات بارتداء العباءة والطرحة أثناء ظهورهن على شاشة قناة الإخبارية السعودية، بعد تحويلها إلى شركة خاصة، في إطار برنامج الخصخصة الذي بدأت هيئة الإذاعة والتلفزيون تنفيذ أولى خطواته، وذلك بعد الإعلان عن تحويل قناة الإخبارية السعودية إلى شركة بالتعاون مع وكالة الأنباء السعودية.
وفي ظل هذه الخطوة، تتساءل العديد من المصادر عن إمكان تنفيذ هذا القرار أم أنه سيذهب أدراج الرياح كما هو حاصل في القنوات الخاصة ذات الملكية السعودية، في الوقت الذي تم فيه درس هذا القرار باستفاضة في مجلس الشورى، إذ تبنت لجنة الإعلام والثقافة توصية الالتزام بالزي الموحد، ورفضت اللجنة نفسها درس خصخصة التلفزيون والإذاعة من دون إبداء مبررات واضحة. وكانت توصية عضوي المجلس الدكتور عطا السبيتي والدكتورة لطيفة الشعلان، أشارت إلى أن الإعلام الحكومي، سواء المحلي أم الإقليمي، يلاحظ أنه يعاني خسائر مالية كبيرة متوالية وغياب الاحترافية التي تؤدي إلى عدم القدرة على منافسة قنوات مملوكة للقطاع الخاص، ونزف الصدقية، وتحول المشاهدين لقنوات أخرى أكثر احترافية ومهنية وتراجع الإعلانات.
وجاء في التوصية، «وبما أن العمل الإعلامي أصبح عملاً احترافياً يتصف بالمنافسة الشديدة ويحتاج إلى استقطاب كفاءات وخبرات مميزة والاحتفاظ بها، فإن استمرار تبعية هذين القطاعين للهيئة لا يوفر لها هذه الميزة مع ارتفاع نفقاتها التشغيلية التي لم تنعكس على احترافية العمل الإعلامي المنتج».
وبتركيز أكثر، فإن هذين القطاعين بحاجة إلى خطة تحول حقيقية في الأجهزة والأنظمة والمسارات وثقافة العمل وفلسفته، إذ لم تتغير فلسفة الإعلام أو سياساته أو مهنيته، ويغلب على القنوات الرسمية غياب المهنية والرقابة، وذلك يجعل المستمع والمشاهد السعودي يتخطى القنوات المحلية ويبحث عن قنوات بديلة توفر له مهنية واحترافية مميزة في تقديم نشرات الأخبار أو البرامج الحوارية أو الترفيهية أو التخصصية.
وأوضحت التوصية أن هذين القطاعين بحاجة إلى رؤية جديدة هاجسها خدمة الوطن والمجتمع بطريقة نوعية تستفيد من القفزات التي حققتها محطات الإذاعة والتلفزة العالمية والإقليمية، وتنتهج أساليب عصرية في العمل الإعلامي تستجيب لتطلعات المشاهد وحاجاته.
وكانت وزارة الثقافة والإعلام استشرفت هذا الأمر باكراً، إذ سبق أن أكد وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة في تصريحات صحافية أن خصخصة التلفزيون ستتم بعد إنشاء هيئة ومؤسسة عامة للتلفزيون، لتكون البداية الحقيقية للخصخصة بشكل سليم.
وكان وزير الاقتصاد والتخطيط عند حديثه التلفزيوني عن الموازنة العامة للدولة قبل شهرين، أكد أن الموازنة ستواصل تنفيذ مجموعة كبيرة من الإصلاحات الإدارية والهيكلية في الاقتصاد والإصلاحات المالية، وسيتم إطلاق حزمة من الإجراءات لتيسير أعمال القطاع الخاص وتفعيل برامج الخصخصة بشكل أكبر.
المصدر: جريدة الحياة