أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .
الإخوة والأخوات، الحفل الكريم، السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته وأرحب بكم جميعاً في هذا الحضور المبارك، من مدينة الهرمل في مجمع سيد الشهداء عليه السلام، ومن مدينة بعلبك في حسينية المرحوم الحاج حمود عواضة، ومن مدينة النبطية في النادي الحسيني، ومن بلدة ديرقانون النهر النادي الحسيني، ومن الضاحية الجنوبية في مجمع شاهد.
أبارك لكم في البداية هذه الايام الطيبة والعطرة نحن في شهر شعبان، شهر رسول الله صلى الله عليه وأله وسلّم، شهر العبادة والمناجاة والصيام والتقرب الى الله والتمهيد والتحضير والتهيّؤ للياقة الحضور في ضيافة الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان المبارك الذي أسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن عليكم جميعاً بالعافية والسلامة وطول العمر لإدراك هذا الشهر العظيم، أيضاً أبارك لكم جميعاً أيام وأعياد هذا الشهر العظيم والمبارك، وفي ما نحن فيه ذكرى ومناسبة ولادة الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام في 3 شعبان، وولادة أبي الفضل العباس عليه السلام في 4 شعبان، وولادة الإمام علي بن الحسين السجّاد عليه السلام في 5 شعبان، هذه الأيام التي نحن فيها.
يجب أن نبارك للأخوة والأخوات الجرحى في يومهم الذي نلتقي فيه من كل عام والذي اختير بحق يوم ولادة أبي الفضل العباس عليه السلام ليكون يوماً للجريح، هذا اليوم هو يوم لكل الجرحى، جرحى المقاومة الاسلامية في لبنان، لكل جريح مقاوم على امتداد الارض، لكل المضحّين والصّابرين ومن الذين هم معنيّون بهذه المناسبة ومن عداد هؤلاء الجرحى هو سماحة الإمام القائد السّيد الخامنئي دام ظله الشريف، الجريح الذي لا يزال يحمل أثار جراحه، أيضاً أبارك للإخوة والأخوات الجرحى يومهم وعيدهم هذا. نحن في مثل هذا اليوم من كل عام نجتمع نحتفل نلتقي لنعبّر عن اعتزازنا بكم، لنحتفي بكم، نحتفل بكم ونعبّر عن اعتزازنا بكم، عن اعتزازنا وافتخارنا بجهادكم، بتضحياتكم، بصبركم وتحمّلكم وثباتكم حتّى النهاية، نحتفي ونحتفل لنعبّر عن اعترافنا بفضلكم، عن اعترافنا بجميلكم في الزّمن الذي يعيش فيه بعض الناس نكران الجميل وكفران النعمة، نحتفي ونحتفل لنشكر الله سبحانه تعالى في حضرتكم على ما أنعم الله علينا بكم وبسببكم وما أعطانا بكم وبسببكم من أمن وأمان وسلامة وكرامة وعزّة وشرف في هذا البلد وفي هذا الوطن وفي هذه الارض المباركة، نحتفي ونحتفل لنعبّر لكم عن شكرنا لكم ما دمنا نعترف بفضلكم، بجميلكم، بالنعمة الإلهية المتجسدة بكم. هذا يوم شكر الله سبحانه وتعالى على النعمة وهو يوم شكركم أنتم لأنكم أنتم بملئ إرادتكم إخترتم هذا الطريق، بملئ إرادتكم حضرتم في ساحات وميادين الجهاد والمقاومة، بملئ إرادتكم دافعتم عن هذا البلد وعن شعبه وعن عرضه وعن خيراته وعن سيادته وعن استقلاله وعن حريته وعن مقدسات الأمة، ولأنكم أنت بملئ اختياركم ضحيتم وصبرتم وثبتتم وأنجزتم وصنعتم النّصر أنتم وبقية المضحين وفي مقدّمهم الشهداء.
أيها الأخوة والأخوات الجرحى أنتم الشهداء الأحياء وأنتم الشهود الصادقون في زمن كفران النعم ونسيان الفضل، أنتم الشهود الذين تذكّرون الناسين والناكرين من خلال وجودكم الحي، عندما ترفعون أيديكم المقطّعة، عندما تنظرون الى العالم الى الناس من وراء عيونكم التي اطفئت وهي تحاول ان تدفع ظلام الاحتلال وتصنع نور الحرية، أنتم الشهود الصادقون على تضحيات مسيرة المقاومة الاسلامية منذ اربعين عاماً، وأنتم الشهود الصّادقون على إنجازات وانتصارات المقاومة الاسلامية على مدى أربعين عاماً، وأنتم اليوم الشهود الصّادقون الأحياء على ثبات أبناء هذه المقاومة ورجالها ونسائهم وكبارها وصغارها وبيئتها وجمهورها على أنها ستمضي في طريق الشهداء والجرحى والمضحّين وأنها لن تبدّل تبديلا، أنتم الأدلاّء على طريق الحق أنتم الأباة الهداة والسّادة القادة الى سبيل الخلاص، أنتم الذين تقولون للناس صباحاً ومساءً وفي كل مناسبة إنّ سبيل خلاصكم وعزّتكم وكرامتكم هو في مقاومتكم فتمسّكوا بهذه المقاومة، هذه دائماً كانت رسالة الجرحى ورسالة الأسرى المحرّرين ورسالة الشهداء.
أيّها الأخوة والأخوات، كان يوم ولادة العباس عليه السلام يومكم وكان العباس رمزكم وقدوتكم، العباس المجاهد الذي ناضل وقاتل وجُرح حتى قطعت يمينه فأكمل الطريق وقطعت يساره فأكمل الطريق وأطفأت عينه فأكمل الطريق، وامتلأ جسده بالجراح والسهام ولم يثنه ذلك عن مواصلة الطريق حتى الشهادة. العباس عليه السلام هو الكفيل وأنتم كنتم كالعباس لأن كل عُرض من أعراضنا هو زينب، هو سكينة، هو رقية، هو أم كلثوم، هو ليلى، هو الرباب في كربلاء. أنتم كنتم الكفيل لأعراضنا، لنسائنا وبناتنا وكراماتنا، وأنتم كنتم حمَلَة الراية التي بفضل صبركم لم تسقط، وانتقلت من يدٍ الى يد، ومن كتفٍ الى كتف، ومن هامة الى هامة. من دروس العباس العظيمة وصفاته الكبيرة نفوذ البصيرة، عندما يمتدحه الامام الصادق عليه السلام يقول: كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلبَ الايمان، والتفتوا، حيث قدّم البصيرة على الايمان إذ كان بإمكانه أن يقول صلبَ الايمان نافذ البصيرة، جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً، الإيمان التقوى، الاستعداد للتضحية، الروح الجهادية، كل هذه اساسيات في شخصية الانسان المؤمن والمجاهد والمقاوم، ولكن هناك أمر على درجة عالية من الأهمية والخطورة وهو البصيرة والوعي، عندما يفقد الانسان الوعي والبصيرة مع أنه يملك الايمان والتقوى والروح الجهادية والاستعداد للتضحية قد يقاتل في المكان الخطأ، قد يقف حيث يجب ان يقعد أو يقعد حيث يجب ان يقف، ولذلك كان العباس عليه السلام نافذ البصيرة هذه من أعظم صفات العباس عليه السلام وهي اليوم من أعظم صفات مجاهدي المقاومة وشهداء المقاومة وجرحى المقاومة واسرى المقاومة المحرّرين وجمهور المقاومة وبيئة المقاومة ومؤيّدي المقاومة لأنهم يعبّرون عن هذه البصيرة وعن هذا الوعي، يعني ان تعرف زمانك، أن تعرف بيئتك، ان تعرف بلدك ومنطقتك وما يجري حولك في الاقليم وما يجري حولك في العلم، أن تعرف العدو واهدافه ومخططاته، ان تعرف الصّديق والحليف، ان تعرف من تثق به ومن لا تثق به، من تراهن عليه ومن لا يجوز ان تراهن عليه، ان تعرف التهديدات وان تعرف الفرص ايضاً، ان تعرف اين تقف واين تقعد ولماذا تقف ولماذا تقعد، ان تكون ثابت القلب وثابت القدم لا تزيغ ولا تتزحزح، لا تزلّ كالعواصف لا تميل مع كل ريح ولا تنعق مع كل ناعق، بكلمة مختصرة ان تعرف الحق وبالتالي تعرف اهله وتقف مع الحق وتنصر الحق وان تعرف الباطل لتخذل الباطل وتبتعد عن اهل الباطل، هذه هي البصيرة، هذا هو الوعي المطلوب، هذا الذي جسّده العباس عليه السلام في واقعة كربلاء ومن كان مثل العباس من أصحاب الحسين عليه السلام من الرجال والنساء.
أيها الأخوة والاخوات، ما يجري من حولنا من احداث يجب أن يقوي وعينا وبصيرتنا وفهمنا للأمور واستنتاجنا للمعادلات وأخذنا للعبر والدروس، من هنا أدخل الى مجريات الاحداث التي تشغل بال الناس في هذه المرحلة.
أبدأ من أحداث روسيا – اوكرانيا لأقول هي أحداث مهمة جداً لجهة أخذ العبر والدروس، وكما في المرة الماضية اتوقف عند نقاط سريعة لأدخل الى النقاش اللبناني المحلي.
النقطة الأولى، تقول مندوبة الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الامن الدولي ما نصّه: إنَّ أي هجوم على المدنيين – هي تخاطب روسيا – يعتبر جريمة حرب ونحن نوثّق كل شيء – اننا نحن نوثق لكم كل شيء وسنحاسبكم لاحقاً يا جماعة روسيا على جرائم الحرب التي ترتكبونها – هي تقول هذا لروسيا، لكن ماذا تقول عن مجازر المدنيين التي ارتكبها الامريكيون في كل حروبهم، ليس هنالك من حرب خاضها الامريكان تخلو من هجوم على المدنيين ومجازر وقتل للمدنيين وبشاعات بحق المدنيين والاهداف المدنية، من هيروشيما ونكازاكي والقنبلة النووية التي ما زالت تداعياتها واثارها البيئية والصحية حتى اليوم، الى العراق والحصار على العراق وتجويع العراق وموت عشرات الالاف من اطفال العراق نتيجة الحصار وبعد ذلك الغزو، وباعترافهم هم انهم قتلوا عشرات الالاف من المدنيين العراقيين، وفي افغانستان عشرات الالاف من القتلى الشهداء المدنيين الافغان، لطالما قامت الطائرات الامريكية بقصف اعراس افغانية حولوها الى جنائز وادّعوا بعد ذلك انها كانت معسكرات تدريب وفيها نساء واطفال وكبار في السنّ ويدّعون بأنها معسكر تدريب، حسناً ماذا عن مجازر الصهاينة في فلسطين منذ أكثر من سبعين عاماً والمجازر التي يرتكبها بين الحين والاخر، وجرائم الحرب الصهيونية الاسرائيلية في فلسطين، ماذا عن حصار غزّة!؟ اليوم العالم كلّه يبكي بسبب ان المدينة الاوكرانية الفلانية محاصرة وهي لم تتعدى ايام من الحصار، غزّة منذ سنوات طويلة، 15 سنة محاصرة والعالم صامت، ماذا عن مجازر العدوان السعودي الامريكي في اليمن!؟ وعشرات الاف الشهداء المدنيين في اليمن من أطفال ونساء ورجال وكبار وصغار! وكل الاثار المدنية تدمّر في اليمن! ماذا عن حصار اليمن منذ 7 سنوات والان يشتد الحصار في المشتقات النفطية ورأينا أمس المظاهرات الغاضبة في المدن اليمنية والعالم كله صامت، لانهم ببساطة هؤلاء جميعهم ليسوا من ذوي البشرة البيضاء وعيونهم ليست زرقاء وإن كان فيهم من هو من ذوي البشرة البيضاء وذات الشعر الاشقر والعيون الزرقاء – لا يخلو الامر – لكن لأن هؤلاء لا ينتمون الى عالم الرجل الابيض، انا ادعي اكثر من هذا، حتى من ينتمي الى عالم الرجل الابيض عند امريكا هو مجرّد وسيلة وسلعة واداة وليس له قيمة انسانية وعندما نتحدّث عن اوكرانيا ايضاً نفس الأمر، على كل، إذاً إنطلاقاً من منطق مندوبة الولايات المتحدة الامريكية كان يجب اليوم قبل ان تهدد روسيا وغيرها بالمحاكمة كان يجب عقد عشرات ومئات الاف المحاكمات للامريكيين والبريطانيين وللجيوش الغربية والاوربية على جرائمها في الجزائر في ليبيا في تونس في افريقيا في كل اصقاع العالم، الهند، باكستان.. إذا اراد احد ان يفتح هذه الملفات ينطلق من هذه المعايير..يوماً بعد يوم يتأكد هذا المعنى، يوم الجمعة الماضي في باكستان في بيشاور صلاة جمعة يأتي انتحاري ويفجر نفسه ويقتل عشرات الشهداء ومنهم امام المسجد، وعشرات الجرحى والعالم كله يسكت، ومن الطبيعي ان يسكت لأن هؤلاء التكفيريين الانتحاريين هم صنيعة الـ سي اي اي، هم صنيعة أمريكا، هم خدم المشروع الأمريكي، يجب أن يسكت العالم لأن أميركا وأدوات أميركا في الموضوع.
كان يجب اليوم قبل أن تهدد روسيا وغيرها بالمحاكمة، كان يجب عقد عشرات ومئات آلاف جلسات المحاكمة للأميركيين وللبريطانيين وللجيوش الغربية والأوروبية على جرائمها في الجزائر، في ليبيا، في تونس، في أفريقيا، في كل أصقاع العالم، في الهند، في باكستان، إذا كنا نريد أن نفتح هذه الملفات ننطلق من هذه المعايير.
يوماً بعد يوم يتأكد أن معايير أميركا لا تخضع للقيم الإنسانية وللقيم الأخلاقية والقانون الدولي والحقوق وما شاكل، هناك مصلحة أميركا السياسية والاقتصادية وهيمنتها، حيث تقتضي مصلحتها السياسية أن تدين، تدين، حيث تقتضي مصلحتها السياسية أن تدعم، تدعم، هي في مجازر إسرائيل هي ليست فقط لا تدين، هي تمنع مجلس الأمن أن يدين، تمنع العالم أن يدين، تدافع عن القاتل والجزّار وسفّاك الدم، هذه هي حقيقة الولايات المتحدة الأميركية التي نعرفها، لكن نقول هذا ونستفيد من الأحداث لمن لا يتبين فليتبين ولمن تبين ليزداد وعياً وبصيرةً ووضوحاً في الرؤية.
النقطة الثانية، كل يوم تقدم شواهد في العالم على أن الثقة بالولايات المتحدة الأميركية غباء – أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع لأدخل منه إلى لبنان – الثقة بالأميركيين غباء، الثقة بالأميركيين حماقة، الثقة بالأميركيين جهل، الثقة بالأميركيين تفريط بالأمة وبالوطن وبمصالح الناس، هذا يعني الثقة بالأميركيين.
قبل أشهر عشنا جميعاً، كل العالم شهد بعينه تجربة الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان وكيف تخلت وكيف تركت، ومشهد الطائرة والمطار لا يغيب عن بال أحد، والتصريحات التي نقلت عن المسؤولين الأفغان الذين كانوا عملوا لسنوات طويلة مع الأميركيين، رئيس أفغانستان الهارب يقول خطئي كان – هذا من؟ هذا كان عند الأميركي 100% ، الأميركي يقول لا تجلس مع طالبان لا يجلس ولكن هم يجلسون، لا تذهب إلى طهران لا يذهب، إذهب إلى هذا البلد يذهب، كان خاضعاً بالكامل للأميركي – يقول خطئي كان الوثوق بالولايات المتحدة وشركائها الدوليين، ويدعي أنه كان يقول لهم أفكاره ورأيه ولا يسمعوا له ولا يعبؤوا بأفكاره وآرائه، كانوا يعتبرون أنهم هم من يفكرون بطريقة صحيحة وهم الاستراتيجيين وهم الذي لديهم معطيات، وهم من يقدّرون النتائج والعواقب، وكانت النتيجة ما شاهدناه في أفغانستان، تركوا الناس.
اليوم في أوكرانيا، كل العالم يعرف بأن أميركا وبريطانيا بشكل خاص وباقي الدول الأوروبية حقاً مساكين، يعني الواضح أن هناك عدد من الدول الأوروبية لم يكونوا يريدون هذا المشكل، مثل ألمانيا مثلاً بالدرجة الأولى، إلى حد ما فرنسا، دول أوروبية أخرى كان عندها إحساس ” أنها ستذهب دعوسة بين الأقدام”، سيضيعون، سيضيع دمهم بين القبائل، مصالحهم هي المهددة بالخطر. أميركا وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي ساقت أوكرانيا ودفعت بها إلى فم التنين، وطبعاً من خلال حساب دقيق لأن بايدن أعلن باستراتيجيته أن أولويته المعركة مع روسيا ومع الصين، مع الصين لها حسابها ولها مساراتها، المعركة مع روسيا كيف؟ هل سيشن حرباً عالمية!؟ لن يشن، لا يستطيع، إذاً كان المخطط الدفع بأوكرانيا، الزج بأوكرانيا، تعطيل أي إمكانية اتفاق بين أوكرانيا وروسيا ودفعها إلى الحرب.
الشاهد هنا، اليوم يمكنكم بعد مضي هذه الأيام أن تسمعوا رئيس أوكرانيا، رئيس وزرائها، وزير الخارجية ونائب وزير الخارجية والمستشارين وكلهم، يمكنكم أن تفتحوا على الفضائيات وتسمعوا التصريحات، ماذا يقولون؟ تركونا نقاتل وحدنا، يعني هم يا إما كانوا موعودين أنه إذا قاتلتم سنقاتل معكم، أو كانوا نتيجة ثقتهم بالأميركي كانوا يتوقعون أنهم إذا قاتلوا سيقاتلون معهم، ولذلك هو اليوم يعبر عن خيبة أمل ويقول تركونا وحدنا نقاتل، هذا رئيس أوكرانيا. يقولون لهم تعالوا وقاتلوا معنا فيردوا عليهم أننا لا نستطيع، أنعرّض دولنا وشعوبنا للخطر، نذهب إلى حرب عالمية مدمرة من أجل أوكرانيا – هنا عندما قلت أنه حتى الرجل الأبيض لا يعني لهم شيء – من أجل أوكرانيا وشعب أوكرانيا والرجل الأبيض في أوكرانيا!! لا، لسنا جاهزين، قاتلوا لوحدكم أحبائي، نحن غير جاهزين للقتال. ولذلك كل يوم يقول لن نرسل أي جندي أميركي إلى أوكرانيا، لن نرسل أي طائرة أميركية إلى أوكرانيا، أنت من ” دفشتهم”، أنت من وضعتهم بهذه المصيبة، طبعاً لا أدعو الأميركي للقتال، لا، نحن نأخذ عبرة ودرس للذين يثقون بالأميركي ويراهنون عليه. يقول لهم – رئيس أوكرانيا – أقيموا حظراً جوياً في سماء أوكرانيا حتى لا تأتي الطائرات الروسية وتقصفنا، يقولون لهم نعتذر ولا نستطيع لأنه إذا أقمنا حظراً جوياً معنى ذلك أن أي طائرة روسية سنضربها يعني ستحصل حرب ونحن غير جاهزين للذهاب إلى الحرب من أجل أوكرانيا. يقول لهم أقيموا حظراً كاملاً لصادرات النفط والغاز، هناك دول ليس عندها مشكلة ولكن هناك دول بصراحة قالت لا نستطيع أن نستغني عن الغاز الروسي، وبعده الغاز يُباع وارتفع سعره، انظروا من ناحية عقوبات ومن ناحية أخرى هو مضطر أن يشتري من روسيا غاز بأسعار عالية، هذا مثل. أعطونا طائرات، سلاح جو، لا نستطيع لأنه إذا أعطيناكم بشكل مباشر يعني دخلنا في الحرب. هذه أليست عبرة؟ أليس بدرس؟ يعني يقولون لهم أنتم قاتلوا نحن غير جاهزين لأن نقاتل من أجلكم، أقصى شيء نقوم به هو العقوبات والحصار لأنه لدينا هدف أن نضعف روسيا من أجلنا وليس من أجلكم في الحقيقة، هذا حقيقة الموقف.
اليوم لو قدر لأحد أن يدخل إلى قلوب وعقول المسؤولين في أوكرانيا لوجد قمة الشعور بالخذلان والخيبة، ولذلك بدأ النزول عن الشجرة، الآن أصبح جاهزاً للتفاوض وأصبح جاهزاً للنقاش بحياد أوكرانيا وأصبح جاهزاً للناقش بالمطالب الروسية، لماذا الآن أصبح جاهزاً؟ – إذا تركوه طبعاً – لأنه أدرك جيداً أن من وعده أن يقف إلى جانبه ومن وثق به ومن راهن عليه ومن عوّل عليه تركه في منتصف الطريق.
هذه عبرة ودرس، هذا واضح، يعني نحن كلنا أنا وأنتم ” حافظينوا بصم” منذ زمن ولكن نقوله لأنه أيضاً شاهد جديد.
وأختم في الموضوع الدولي لأدخل إلى لبنان، السقوط الأخلاقي للغرب، يتحدثون عن الحضارة الغربية والأخلاق والقيم الانسانية وحقوق الانسان، هذا مشهد سقوط، شاهدوا كيف يتعاطون مع اللاجئين، لأنه أسود أفريقي له حساب، الآسيوي له حساب، المسلم له حساب، يعني التمييز على أساس الدين، على أساس العرق، على أساس اللون، هذه هي الحضارة الغربية ” لي طابلينا فيها” وتقدموها لنا نموذجاً لنقتدي به، أحد رؤساء هذه الدول عندما يدافع عن القرار يقول هذه إرادة شعبنا، شعبنا انتخبنا على هذا الأساس، يعني هذه ثقافة عنصرية لا تمت إلى القيم الانسانية والأخلاقية بصلة.
ندخل إلى لبنان، من نفس الباب أيضاً وبنفس العنوان سأتحدث، ندخل إلى لبنان أولاً لنقول بالعنوان العريض، أقول للمسؤولين اللبنانيين في السلطة السياسية وللشعب اللبناني وللقوى السياسية جميعها، لأن هذه مشكلة عامة في البلد، إن الخضوع للاملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان، بل سيزيد من مآسيه ومصائبه، إذا كنتم تريدون إرضاء أميركا – لأنه سندخل إلى المشاكل الحالية – فأنا أقول لكم من الآن لن تستطيعوا أن ترضوا أميركا، لأنه ليس هنالك حدود لمطالبها، أنت يمكن أن تفكر كسياسي أو مسؤول في البلد أن الأميركيين الآن طلبوا منا هذا الطلب، يا أخي نرضيهم به وينتهي الموضوع، غداً سترى يريدون واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة ومئة وألف ولا حدود تقف عندها المطالب الأميركية، وعندما بدأت تقول ألف ستنطلق، إلى لا حدود، مرة تقول طلبوا مني هذا الطلب سنمررها لهم وهذا الطلب سنمرره لهم وكفى الله المؤمنين القتال، ليست هكذا، مع الأميركي ليست هكذا، تجربة كل الدول بالمئة سنة الماضية بالحد الأدنى ليست هكذا، لماذا يجب أن نعيد نفس التجارب؟ ما هو المقابل الذي تحصلون عليه في مقابل الخضوع للاملاءات الأميركية، ماذا حصلتم وماذا تحصلون؟ ماذا؟ دلونا يا أخي حتى نقتنع معكم؟
أريد أن آخذ شاهداً من الأحداث التي انطلقنا منها قبل قليل، موقف لبنان الرسمي في الأمم المتحدة، نحن موقف لبنان الرسمي صوت مع أميركا وكان يستطيع أن يكون ممتنعاً وخير إن شاء الله، كان هناك أكثر من 35 دولة ممتنعة، كنت تستطيع أن تكون ممتعناً، يعني ماذا سيفعل لك الأميركي!؟ يقطع عنك الكهرباء؟ هو في الأصل قطعها، يقطع عنك الدولار؟ هو في الأساس قطعه، يقطع عنك الغاز؟ هو في الأساس قطعه، ماذا سيفعل لك الأميركي!؟ ولو!؟ لا سنذهب ونصوت مع الأميركي. هذا ليس مصلحة لبنان بالتأكيد، مصلحة لبنان كانت الامتناع، مثل كثير من الدول في العالم. رئيس وزراء باكستان منذ يومين وثلاثة عندما ضغطوا عليه ماذا قال لهم ” لسنا عبيداً عنكم”، ممتاز، هذا موقف ممتاز، المطلوب من اللبناني أن يقول للأميركي وللسفارة الأميركية لسنا عبيداً عندكم، هذا المطلوب، الوطنية تقول ذلك، السيادة تقول ذلك، الحرية تقول ذلك، الاستقلال يقول ذلك، وغير هكذا تزييف. وقبلها بيان وزارة الخارجية بموضوع روسيا وأوكرانيا، أقول لكم الأسوأ ببيان وزارة الخارجية، أنا الفترة الماضية لم أعلق عليه لأني اعتبرت أن التعليقات كانت كافية، لكن بعدما جاء التصويت الرسمي لا، الأسوأ ليس فقط أنه إملاء في الموقف، حتى البيان – وهذا مؤكد، هذا ذكر في وسائل الاعلام لكن هذا مؤكد، أنا أؤكد لكم هذه المعطيات – ذهب إلى السفارة الأميركية والسفارة الأميركية طلبت تعديل المضمون ليكون أشد، يعني هذا البيان الذي صدر باسم وزارة الخارجية اللبنانية مكتوب بالسفارة الأميركية، أهذه هي السيادة؟ هذا هو الاستقال؟ هذه هي الوطنية؟
بهذا الموضوع ننظر حولنا، من سنوات هناك فريق سياسي في البلد، النأي بالنفس، النأي بالنفس، النأي بالنفس، “هلكونا” بالنأي بالنفس، وقبلنا أن تلتزم الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس، موقف الدولة اللبنانية هو النأي بالنفس، يجب أن يكون بالنأي بالنفس، طبعاً نحن كحزب لسنا مع النأي بالنفس، لا أحد يطالبني بالنأي بالنفس، نحن موقفنا واضح ومعلن من كل أحداث المنطقة والعالم، لكن نعم الحكومة اللبنانية لأنها حكومة اللبنانيين وتدير البلد اتفقت القوى السياسية أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها، أين النأي بالنفس؟ عندما أخذت الدولة اللبنانية هذا الموقف المنحاز للولايات المتحدة الأميركية لماذا صمت دعاة الحياد ودعاة النأي بالنفس في لبنان!؟ سكتوا جميعاً، لا أحد خرج وقال هذا يخرّب علاقتنا مع روسيا، روسيا دولة كبيرة وغداً إذا دخلت الصين ولا أعرف ماذا، لا شيء، سكتوا تماماً، صمت القبور، والآن بدأ يصدر تحليلاً جديداً للنأي بالنفس، أنا حقيقة قرأت من يومين تحليلاً جديداً لفكرة الحياد والنأي بالنفس اسمحوا لي لم أفهمه، أريد إعادة قراءته مرة ثانية وثالثة وأن أبحث عن أستاذ يشرحه لي ما هو هذا المفهوم الجديد للحياد والنأي بالنفس، حقيقة لم أستطع فهمه، لا أمزح ولا أجامل. عندما علق إخواننا على هذا الموضوع هناك أناس ماذا قالوا، انظروا حزب الله الآن أصبح يطالب بالنأي بالنفس، كلا، نحن لا نطالب بالنأي بالنفس كمبدأ، نحن نقول الشعب اللبناني ولبنان ليس هنالك داعٍ أن يلزم نفسه لا بالنأي بالنفس ولا بعدم النأي بالنفس، يضع أصولاً ينطلق منها بالمواقف، هنالك مواقف يجب أن يأخذها وهنالك مواقف يجب أن يمتنع وهنالك مواقف يجب أن يصمت وهنالك مواقف يجب أن يرفع صوته، ليس هنالك شيء اسمه على طول الخط حياد ونأي بالنفس، ولا شيء اسمه على طول الخط تدخل وإعلان موقف لهذا الطرف أو لذاك الطرف، كل شيء له حسبته.
على كل هذه التجربة ماذا تعطي نتيجة، أخواني وأخواتي في لبنان، أن كل الحديث الذي سمعناه ونسمعه عن الحياد والنأي بالنفس هو مجرد حجة، هو مجرد ذريعة للتهرب من مسؤوليات انسانية وأخلاقية ودينية ووطنية وقومية ملقاة على عاتق لبنان وهناك أناس في لبنان يريدون التهرب من المسؤولية. مسؤولية لبنان تجاه الصراع العربي الاسرائيلي، مسؤولية لبنان تجاه شعب فلسطين وفلسطين واللاجئين الفلسطينيين والمقدسات في فلسطين، مسؤولية لبنان التي كانت وما زالت تجاه الحرب الكونية على سوريا، مسؤولية لبنان تجاه الحصار على سوريا التي يعاني منها الشعب السوري اليوم في أسوأ أزمة اقتصادية وحياتية ومعيشية، هذه مسؤوليات انسانية وأخلاقية ووطنية وقومية وقانونية، مسؤولية اتخاذ موقف صريح وواضح تجاه العدوان البشع والوحشي والمكشوف على شعب عربي في اليمن، لكن من أجل أن نهرب من المسؤولية، لأنه لا نريد مشكلة مع الأميركي وهنا لا نريد مشكلة مع السعودية وهنا لا نريد مشكلة اخترعوا الحياد والنأي بالنفس، ولذلك عندما تكون القصة أميركا لا يكون هناك حياد ونأي بالنفس، هذا من جهة.
أيضاً هذا الذي حصل بهذا الموضوع هو شاهد يومي وجديد على أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية – هذا سنعود إليه في الانتخابات – أصبح لنا عدة سنوات ولكن هاتين السنتين أضاء هذا الشعار كثيراً أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، هناك أناس اليوم ذاهبين إلى الانتخابات ليس عندهم مشروع، إلى الآن لم نسمع منهم، لاحقاً يمكن أن يقدموا، يمكن، أنت أنشأت ماكينة انتخابية وحملة انتخابية هل تقول لي الوضع الاقتصادي كيف ستعالجه؟ الأزمة المالية كيف ستعالجها؟ موضوع تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد منتج كيف ستعالجه ووو….
كلّ المصائب الموجودة في البلد، لا يوجد هذا، هناك شعار كاذب له مضمون كاذب وخادع اسمه حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، انتخبوا لنسقط هيمنة حزب الله، لنحرّر الدولة اللبنانية من هيمنة حزب الله. طبعًا هناك أناس يقولون لك الاحتلال الإيراني، هذه شغلة سخيفة وتافهة الاحتلال الإيراني، خلينا بهيمنة حزب الله. هذا كذب لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، هل كان يمكن أن تصدر وزارة الخارجية اللبنانية بيانًا من هذا النوع وترسله للسفارة الأمريكية، وتعدّل فيه السفارة الأمريكية وترفع لهجته. لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، هل يمكن أن يصوّت لبنان إلى جانب أمريكا ولا يمتنع في الأمم المتحدة هذا شاهد جديد. ودائمًا هناك شواهد، وكلّ يوم نتحدّث عن شواهد، ولكن هذا من وحي الأحداث ومن وحي المناسبة. إذا كنتم تنتظرون الأمريكيين مقابل أي شيء الآن نريد أن نفهم يا أخي علام حصلتم، ماذا أعطوكم الأمريكان؟ ماذا تنتظرون من الأمريكان؟ يعدونكم مواعيد كاذبة كلّنا نتذكر في يوم العاشر من محرم أنا أعلنت عن انطلاق سفينة المازوت الإيرانية خرجت السفيرة الأمريكية، وتحدّثت أنّ الغاز من مصر والكهرباء من الأردن والبنك الدولي والأموال جاهزة وا وا وا.
قلنا عظيم عظيم وخرجت تقول للبنانيين نحن نحلّ مشاكلكم، ونحن سنأتي لكم بالكهرباء كم مضى حتى الآن هل تعلمون أيّها اللبنانيون، أيّها الشعب اللبناني، وأتحدّث معكم كلام مسؤول من مسؤولين معنيين، صحيح الوزراء اجتمعوا الأردني، المصري، السوري، اللبناني والتقوا وطلعوا ونزلوا ووقعوا لكن هل تعلمون حتى هذه اللحظة لم تقدّم الخارجية الأمريكية مستندًا خطيًا لمصر وللأردن، يقول هذا المستند الخطي إذا أدخلتم الغاز من سوريا أو مرّرتم الكهرباء من سوريا أنتم محميون من عقوبات قانون قيصر حتى هذه اللحظة. حتى هذه اللحظة كلّ ما قالته السفيرة الأمريكية في لبنان كذب وخداع وتضليل وهناك أناس يطبّلون لها ويصفّقون لها ويصدّقونها. النتيجة أين الكهرباء؟ لا يوجد كهرباء على أساس نننتظر الغاز من مصر والكهرباء من الأردن والأمريكي جاء بهم ودفعوا البنك الدولي ليدفع مالًا، أين هذا السراب؟ أين هذه الأوهام؟ أنا أتحدّث عن حقائق، ولا أتحدّث عن شعارات دلّونا عليها.
من هنا سأدخل إلى القصة التي سأرويها لكم، وما دفعني لرواية هذه القصة الآن أنّنا بدأنا مجددًا النفط ارتفع سعره والله أعلم إلى أين سيصل؟ وبدأنا نسمع أنّ الوقود سيفقد من السوق والمازوت أيضًا وارتفاع الأسعار بالدولار ومشكلة الدولار، وعدنا للاحتكار وعدنا لطوابير الذلّ. اسمعوا هذه القصة واحكموا: من سنة ونصف عندما تحدّثنا عن الاتجاه شرقًا، نحن شجّعنا وبالفعل جاءت شركات صينية إلى البلد وجاءت شركات روسية إلى البلد وعرضوا مشاريع، مشاريع حقيقية طبعًا، إمّا لم يحصلوا على الجواب أو الجواب لا، لماذا؟ لأنّ الأمريكان رفضوا. أنا لا أحلّل، أنا سألت وقالوا لي الأمريكان ما فينا يا سيد، ما فينا يا حبيبي يا عيوني لا نقدر، مثال واحد، أتت شركة روسية لها علاقة بالنفط ومصافي النفط والمشتقات النفطية منذ سنة ونصف، ودخلت بمفاوضات مع الجهات الرسمية اللبنانية وعرضت، والأمر بدأ بالحكومة السابقة عندما كانت مستقيلة وقتها بدأت المفاوضات، واستمرت مع الحكومة الحالية. يقول الجماعة الروس أنهم جاهزون لإنشاء مصفاة أين تريدون بطرابلس؟ بالزهراني؟ أين تريدون؟ لا مشكلة ننشئ مصفاة نحن نأتي بالنفط الخام، أنتم لا تعذّبوا أنفسكم لا داعي لفتح اعتمادات ولا تبرموا عقودًا ولا شيء. نحن الشركة ننشئ مصفاة، والمصافة حسب الحجم الذي نتفق عليه، لدينا مصفاة يمكننا إنشاؤها بكلفة مليار ومئتي مليون دولار، وهناك مصفاة يمكننا إنشاؤها بملياري دولار. المال علينا أي على الشركة الروسية، أنتم الحكومة اللبنانية لا تدفعوا شيئًا، تريدون مصفاة بمليار ومئتي مليون دولار أو مصفاة بملياري دولار حسب الكمية التي سنصفيها هذا رقم 1.
2 نحن لا نريد ضمانات منكم لا بنك دولي، ولا صندوق نقد دولي، ولا نريد كفيل، نحن نتحمل المسؤولية وتقدّموا بمستند رسمي أنّهم لا يريدون ضمانات.
3 يأتون بالنفط الخام وبالمصفاة الموجودة على الأرض اللبنانية، ويقومون بالتكرير وتتوفّر مشتقات نفطية وقود مازوت إلخ. وبالتالي غير محتاج لا البنك المركزي أن يفتح اعتمادات ويدفع دولار ودولار، ودولار منصة وما بعرف شو وسفن ذاهبة وسفن قادمة لا.
المشتقات النفطية وكلّ حاجة لبنان نحن نؤمّنها لكم بنزين، مازوت، وكلّ المشتقات النفطية التي يحتاجها لبنان نحن نؤمّنها من خلال هذه المصفاة. ونحن قادرون على تكرير 150000 برميل يوميًا الحد الأدنى 150000، وإذا كان الاتجاه المصفاة الكبيرة 210000 برميل يوميًا يغطي كامل حاجة لبنان الذي يتحوّل أيضًا إلى مصدر للمشتقات النفطية ليس مستوردًا يصبح مصدّر للمشتقات النفطية. وأنت يا دولة تريدين الشراء منّا، نبيعك وللشركات التي تسمحي لها نبيعها ونبيعكم واسمعوا جيدًا يا لبنانيين نبيعكم بالليرة اللبنانية وليس بالدولار. هذا كم يوفّر على خزينة الدولة؟ مليارات الدولارات كم يخفّف أعباء على اللبنانيين؟ لا الشركات تحتكر، ولا هذا يخزّن بنزين ولا ذاك بالعكس يصبح لدينا فائض عن الحاجة، ولبنان يصدّر مشتقات نفطية ولا نريد منكم شيئًا. وطبعا هم سيربحون خلال عشرين سنة وبعد عشرين سنة هذه المصفاة لكم لأنّ الموضوع BOT. سنة ونصف سنة ونصف مفاوضات وحتى الآن لا جواب ويضعون لهم شروط ويقبلون بشروطهم.
مثالٌ آخر قالوا لهم نريد المصفاة أن تكون من النوع الذي يكرّر الصنف الفلاني من النفط لأنّ هذا الموجود عندنا في مياهنا سيتمّ استخراجه قالوا لهم موافقون. لماذا لا تقبلون؟ لمَ لا يقبلون؟ حتى الآن لم يقدّموا جوابًا لكن أنا اعرف الجواب لأنّني دخلت على الخط في الآونة الأخيرة، وأحاول أن أتابع، هذا فيه مصلحة كبيرة جدا للبلد، حسناً إذًا ننتهي من طوابير الذلّ، هذا حل والجماعة يقولون بستة أشهر، بستة أشهر ننشئ مصفاة وندخل إلى الحل. قالوا لهم نحن أولويتنا الغاز، قال لهم الروس وقّعوا معنا بمجرد التوقيع على هذا الاتفاق نحن نبدأ باستجرار الغاز بالمواصفات التي تريدونها لكلّ معامل الكهرباء في لبنان، ولا داعي للغاز المصري ما في داعي خلص. لماذا لا يقبلون؟ بصراحة عوكر فقط، لا يوجد سبب ثانٍ مع احترامي للجميع لا يوجد سبب ثانٍ.
المشروع واضح بين مصلحة ضخمة جدّا لبنان وبين قول عوكر ممنوع ممنوع، هذا المنع طبعًا قبل حرب روسيا أوكرانيا، الآن بعد حرب روسيا أوكرانيا إذا كان “بدك ركاب الآن صار بدّك تشدّ أكثر”. بهذه العقلية لا يمكن إنقاذ لبنان ولا شيء، لا يعمل شيء لا كهرباء ولا مازوت ولا بنزين ولا شيء ولا شيء. حسناً الأمريكان يقولون لك لا نستطيع، الأمريكان يضعون عقوبات على البنك المركزي، الأمريكان يعملون، الأمريكان يساوون، حسناً يا أخي بدّك تسمع للأمريكان، طالبهم بالبديل، تأتي شركة أمريكية، أنا حزب الله أنا حزب الله أقول لك ليأتي الشيطان الأكبر”تبعك” يأتي بشركة أمريكية تعرض مثل العرض الروسي، ووقّعوا معهم أنا أقول لك أمضي معهم إذا في حل، إذا في بديل يؤمن لك فيول وغاز للكهرباء ويؤمن البنزين والمازوت والمشتقات النفطية بالليرة اللبنانية بدون عذاب النقل والاعتماد ويوفّر عليك عملة صعبة بالمليارات لماذا لا.
الأميركي يمنع من هذا الخيار ولا يقدم البديل، هذه هي أميركا، المعركة اليوم في الحقيقة هنا السؤال عن أي هيمنة نتحدث، ايضا هذا شاهد آخر من خطاب اليوم لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية كان هذا المشروع مشي من سنة ونصف، كان من سنة يوجد في لبنان مصفاة تكرر 160 الف برميل نفط خام، كان لبنان إكتفى ذاتيا بنزين ومازوت ووو وتحول إلى دولة مصدرة، كان وفرّ لبنان على نفسه مليارات الدولارات، لأنه لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، السفارة الأميركية وكل أميركا لا تعني له شسع نعل، عندما يكون هناك مصلحة لبنان وشعب لبنان، هذا حزب الله، وهكذا يفكر حزب الله، وهكذا يتصرف حزب الله، هذا دليل أخر على أكذوبة هذا الشعار المطروح في الإنتخابات الذي أسمه، منع أو إسقاط أو تحرير الدولة من هيمنة حزب الله على قرارها، تصوروا اليوم يوجد من هو ذاهب الى الانتخابات بقضية كاذبة وشعار كاذب وعنوان كاذب، غير موضوع المقاومة وسلاحها، هذا واحد من العناوين المطروحة اليوم، طالما لا يوجد جواب رسمي انا اليوم في يوم الجريح من قلب هذه المناسبة من امام الجرحى المضحين والذي أطالب الدولة ان تكون في مستوى تضحيات هؤلاء المضحين، وأطالب القوى السياسية أن تكون بمستوى تضحيات هؤلاء المضحين من أجل مصلحة لبنان وشعب لبنان ومعالجة أزمات لبنان، أسمحوا لي أن أناشد فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء والحكومة والوزارة المعنية لأن هذا لديه السلطة التنفيذية، تفضلوا خذوا هذا القرار وتحملوا المسؤولية وقولوا نعم، وإلا غدا لا يوجد حل، يوجد طوابير ذل، ستعود الناس وتطلق النار بعضها على بعض على محطات البنزين، على كل حال الناس عانت خلال الفترة الماضية، ستعود الدولة مضطرة أن تنزل الجيش ويتقاتل مع الناس، والله هو العليم الى أين سيذهب البلد، في الوقت الذي يوجد فيه طرح يقول لك أنا من هنا الى ستة أشهر من الان أؤمن لك غاز ومن هنا الى ستة أشهر احل لك مسألة البنزين والمازوت ولا أريد منك ولا فلس، لا أريد منك ولا ليرة، يا أخي فليخرج أحد ويحدث الناس بمنطق غير المنطق الذي أتحدث فيه، يقول كلا، هذا الكلام غير صحيح، ونحن مواقفون ونريدكم ان توافقوا، نحن غير مستفيدين من شيء، نحن خارج الموضوع بالكامل، ونحن محترق قلبنا لأننا نعرف الى أين سيذهب البلد.
يوجد شيء أخير أريد أن أتكلم به في بضع دقائق، من تداعيات الحرب القائمة، بدأنا نسمع عن أزمة قمح وزيت إضافة إلى أزمة النفط، عادت نفس القصة التي نعاني منها لسنوات، إرتفاع الأسعار فجأة، أنت أشتريت وخزنت ما الذي رفع الاسعار؟ الاحتكار، إخفاء هذه المواد التي يمكن أن تتأثر بتداعيات الحرب، والشجع المتوحش لبعض التجار، حسنا هذا ما هو حله؟ في السابق وجهنا نداء للدولة والان نعود ونوجه نداء للحكومة، هذا الحل عندكم، هذا لا يستطيع لا حزب الله ولا حركة امل ولا التيار الفلاني ولا الحزب الفلاني أن يعالج هذا الموضوع، هذا يعني إشتباك في كل ضيعة وكل مدينة وكل حي، هذا الوحيد من يستطيع علاجه هو الدولة، والجيش والاجهزة الامنية، يا أخي إذهبوا وقوموا بإستطلاع للرأي، ستجدون مطلبا شعبيا كاسحا ماسحا عابرا للطوائف إسموه إستخدموا القوة لمنع الاحتكار، القوة نعم، هؤلاء المحتكرين زجوا بهم في السجون، صادروا لهم ممتلكاتهم وأموالهم، حسنا بعد ذلك بيعوها ضمن الضوابط القانونية والشرعية، إضبطوا موضوع الأسعار وإضربوا بيد من حديد على هؤلاء الذين يرفعون الاسعار، غير ذلك لا يوجد حل، والا أيضا البلد ذاهب إلى مشكل، الحل لديكم، اذا الحل عندكم ولا تريدون أن تمارسوه، فإذا ما هي وظيفة هذه الدولة ؟ ما هي وظيفة هذه الحكومة؟ أصل وجودها لماذا؟
ايضا يجب ان نذكّر ببقية اللبنانيين الذين ما زالوا عالقين في أوكرانيا بوجوب إنقاذهم وباللبنانيين الذين جاؤوا من اوكرانيا بوجوب رعايتهم، لأن الجماعة خرجوا بلا شيء، حملوا حقائبهم واتوا مثل أي أناس خرجوا من منطقة حرب، أيضا هذه من المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، على كل، اليوم تكلمت قليلا من حرقة قلب لأنه في الحقيقة أنا واحد من الناس أحب أن أكون صريحا معكم، مع كل الناس، مع الشعب اللبناني، الخضوع للإملاءات الاميركية، أحيانا تسألهم يقولون لك والله الاميركيين لم يتكلموا معنا، هذه مصيبة أكبر، يعني إذا تكلموا معنا مصيبة وإذا لم يتكلموا معنا مصيبة أكبر، يعني هو لوحده يفترض أن الاميركيين يريدون هذا وإذا لم نفعل ذلك سيزعل الاميركيون فيقوم بفعل ذلك، هذه مصيبة، إذا هذه العقلية والذهنية وهذه الثقافة إذا هي الحاكمة في إدارة البلد وشؤون البلد، هذا البلد سيزداد فقرا وفاقة وذاهب الى المزيد من الكوارث الاجتماعية والمعيشية والحياتية وذاهب الى المزيد من المصائب، من الجيد أنه من نعم الله سبحانه وتعالى أنه لدينا معادلة ذهبية في وجه الاسرائيلي ولا يزال هناك جيش وقوى أمنية يحفظون الامن في البلد، وإلا إلي أين ذاهب هذا البلد في هذه العقلية؟ لم يطلب أحد من المسؤولين اللبنانيين أن يعلنوا الحرب على أميركا، لانه هناك من سيخرج ليقول غدا، السيد يطالب لبنان أن يعلن… كلا كلا يا أخي، تأخذوهم في الاحضان هذا شأنكم، تجلسوا معهم هذا شأنكم، تتحاورون معهم هذا شأنكم، أنا لا أقول لكم شيئا أخر، ولكن أقول لكم في الحد الأدنى لا تخضعوا للإملاءات، لا تكونوا عبيدا لهم، كونوا أسيادا في بلدكم، فكروا في مصلحة بلدكم، خذوا القرار الذي يخدم بلدكم وشعبكم، فقط هذا هو المطلوب، وليس مطلوب منكم لا أن تعلنوا الحرب ولا أن تقطعوا العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية ولا أن تسميها الشيطان الأكبر مثل ما نسميها نحن ولا شيء، نحن نفهم ظروف وتركيبة بلدنا ونحن متفهمين ظروف وتركيبة بلدنا والوضع الاقليمي والدولي ولا نطالب الدولة والمسؤولين فيها والقوى السياسية بما لا يطاق، نحن نطالبهم بالحد الأدنى من السيادة والحرية والاستقلال والوطنية والتفكير بمصلحة البلد، اما إذا وجد ان مصلحة البلد أنه لا نستطيع أن نخالف الأميركيين لأن يضعنا مع العقوبات حتى نجوع، أنظروا الى البلد، هو ذاهب الى كل شيء، كل شيء تخافون منه يتحقق وذاهبون اليه، بينما إذا وقفتم، كلا، إذا وقفتم يوجد امال كبيرة جدا، بالعكس يمكن أن يأتوا ليفاوضوكم، يمكن أن يعرضوا عليكم بدائل، عندما يجدونك جديا تريد أن تسير مع هذه الشركة وتأتي بالكهرباء والغاز والنفط والبنزين ومواد غذائية، سوف يأتي لك ليقول حسنا لا تمضي سوف أؤمن لك بديل، حسنا، ما هي كذبة السفارة الأميركية في بيروت؟ هي كلها كانت ردة فعل عندما نظروا الى باخرة المازوت ماشية، رد فعل، لم يكونوا يفكرون بهذه الطريقة، حسنا، إذا رد فعل وصل إلى هنا فلتقوم أنت بفعل، ودعه هو يقوم برد الفعل، لعلك تحصّل شيئا ما لبلدك، اليوم الدولة والشعب ونحن جميعا في محضر الجرحى يجب أن نتعلم منهم، من إخلاصهم ومن صدقهم ومن إيمانهم الصلب ومن بصيرتهم النافذة ومن صبرهم الجميل ومن ثباتهم الاصيل ومن بقائهم في هذا الطريق رغم الالام التي ما زالت في أجسادهم وفي أرواحهم، ويجب أن نكون بمستوى إنجازات هؤلاء الجرحى، كما يجب أن نكون بمستوى هؤلاء الجرحى، هذا البلد وهذا الوطن وهذا الشعب وهؤلاء الناس وهذه العائلات الشريفة اللبنانية في كل المناطق هؤلاء أمانة الشهداء في أعناقنا أمانة الجرحى والمضحين في أعناقنا، ويجب ان نكون بمستوى هذه الأمانة.
في ختام الكلمة أجدد التبريك للجرحى وللأخوة والأخوات في عيدهم وفي يومهم المبارك واتوجه بالشكر أيضا إلى عائلاتهم الشريفة التي تحتضن وتصبر وتواكب وتتصرف بالشكل اللائق والمناسب خصوصا مع بعض الحالات الصعبة التي يعاني منها الجرحى وأيضا أتوجه الى الاخوة والاخوات في مؤسسة الجرحى التي تقوم بواجباتها ووظائفها تجاه هؤلاء الكرام وهؤلاء الشرفاء وإلى كل البيئة التي تحتضنهم وتحترمهم وتقدرهم وتعترف لهم بالجميل وتشكرهم على هذا الجميل واولا وأخرا الشكر لله سبحانه وتعالى على أن منّى علينا بالهداية والامان والبصيرة وفتح لنا باب الجهاد لنحمي بلدنا وشرفنا وأعراضنا ومقدساتنا، ونسأل الله أن يتمم علينا هذه النعمة وهذه النعم بالنصر الإلهي. كل عام وأنتم بخير السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الإعلامية