أشار رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الى انه “في الوقت الذي نأسف فيه لما يحدث بين روسيا واوكرانيا وما يمكن ان ينتج عنه من ارتدادات على الصعيد الدولي، ونحن نرى من ينفخ في نارها ندعو اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة الى العودة الى الحوار والتواصل للوصول الى حلول سريعة نظراً للمخاطر المتوقعة لهذه الحرب الناشبة ،وقد بانت نذرها في المخاوف حول الحصول على بعض المواد الضرورية كمادة القمح والزيوت، وهي اذا ما استعرت واتسعت فان الخوف من فقدان هذه المواد وغيرها من المواد الضرورية من الاسواق العالمية يصبح امراً محتماً ولذلك فان التضامن الوطني بين كافة المكونات اصبح اكثر من ضروري”.
وخلال خطبة الجمعة، لفت الشيخ الخطيب الى ان “بقاء الانقسام الداخلي يصبح اكثر من خيانة فالانقسام لايمكن تحمله والسكوت عنه في الظروف العادية، فكيف بظل هذه الاوضاع الشديدة الخطورة لان ما يحدث اليوم يذكرنا بمآسي الحرب الكبرى التي مات فيها الآلاف من اللبنانيين جوعاً ، نسأل الله تعالى ان ينجي العالم ولبنان منها”، معتبرا انه “اذا كان اجراء الانتخابات ضرورياً فانما هو للخروج من حالة الانقسام الوطني واحلال الوفاق بديلاً عنه فليكن الاسراع للخروج من حالة الانقسام سريعاً باللجوء الى الحوار والا فالقوى السياسية الرافضة تتحمل المسؤولية التاريخية والوطنية لما يمكن ان يحدث من كوارث لا يمكن التنبؤ بحجمها ، وفي الواقع نحن في صلبها وما بتنا نلمسه من غلاء في اسعار المحروقات وما ينعكس على سائر المواد نذير خطير لا ينكره الا اعمى البصر والبصيرة “.
وشدد الشيخ الخطيب على ان “الحكومة اللبنانية مطالبة بتحمل المسؤولية المباشرة في ايجاد الخطط اللازمة للحؤول دون المزيد من الكوارث، فنحن لسنا في وضع طبيعي ولا الوضع الدولي يسمح لنا بالتراخي وانتظار الفرج من الخارج حتى البنك الدولي لن يقدم اية مساعدة اذا ما تأزمت الاوضاع الدولية اكثر”.
ورأى ان “الزيادة الخجولة التي اقرتها الحكومة لموظفي القطاع العام والخاص لا تسد رمقاً ولا تسمن ولا تغني من جوع، ولا توفر ابسط مقومات العيش الكريم مع التضخم الحاصل، وكنا نأمل من الحكومة ان تتصدى بفعالية اكبر للاحتكار المتفشي وغلاء اسعار المواد الغذائية والتوجه نحو استرداد المال العام من ناهبيه ، وكنا ننتظر خطوة جريئة للافراج عن اموال المودعين في المصارف، ولكن للاسف تمارس بعض المصارف اليوم بدلا عن ذلك عملية تقييد جديدة بتحديدها قيمة السحوبات الشهرية على المواطنين”.
وطالب الشيخ الخطيب الحكومة اللبنانية بالقيام بمسؤولياتها تجاه الطلاب اللبنانيين في اوكرانيا واتخاذ اجراءات سريعة لتأمين عودتهم، ولاسيما ان الاوضاع الخطيرة تستوجب تحركاً عاجلا لانقاذ حياتهم، ونتوجه بالشكر من كل المساهمين لعودة البعض منهم سالمين الى ربوع الوطن.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام