اتضح أن الجفاف الذي يضرب أمريكا الشمالية على مدى 22 عاما، هو الأقوى منذ 1200 عام.
وتشير مجلة Nature Climate Change، إلى أن علماء جامعة كولومبيا، اكتشفوا أن الجفاف المستمر، الذي بدأ في أمريكا الشمالية في مطلع القرن الحادي والعشرين وازدادت شدته في العام المنصرم، هو أشد جفافا منذ 1200 عام، وهذا يشير إلى أسوا سيناريو لتغير المناخ.
وتتعرض لهذا الجفاف الذي بدأ في مطلع القرن الحالي، مناطق جنوب-غرب الولايات المتحدة، وخلال الفترة بين أكتوبر 2020 وسبتمبر 2021 انخفض هطول الأمطار في هذه المناطق بنسبة 8.3 بالمئة عن المعدل المتوسط، في حين ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجة واحدة تقريبا عن المعدل العام.
ويشير العلماء، إلى أنه منذ عام 1901 لم تستمر أي فترة جفاف مدة 22 عاما. وفي عام 2018 افترض علماء المناخ بعد هطول أمطار غزيرة، أن فترة الجفاف ستنتهي عام 2020 . ولكن الذي حدث كان اشتداد الجفاف، حيث في صيف عام 2021 انخفض مستوى المياه في أكبر خزانين للمياه في أمريكا الشمالية .
وحلل الباحثون بيانات رطوبة التربة خلال ألف عام، والتي يعود تاريخها إلى عام 800 بعد الميلاد، حيث أعيد بناؤها استنادا إلى حلقات الأشجار، وقارنوا موجات الجفاف الكبيرة 2000-2022 مع موجات الجفاف الضخمة التي حدثت خلال أعوام 800- 1600 م. واتضح أن فترة الجفاف الحديثة التي تستمر 22 عامًا هي الأشد، تليها فترة استمرت 22 عامًا خلال الأعوام 1571- 1592.
ووفقا للباحثين ساهم الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري في هذا الجفاف المستمر بنسبة 42 بالمئة. كما تساهم التغيرات المناخية في تقلص سمك الغطاء الثلجي على الجبال الذي يغذي الأنهار، ما يزيد من حاجة الغلاف الجوي إلى بخار الماء، الذي تؤدي قلته إلى انخفاض هطول الأمطار.
ويشير الباحثون، إلى أنه من المرجح أن يستمر الجفاف 23 عامًا، وهذا يتناسب مع مدة أقصر جفاف ضخم أعيد بناؤه. كما أنه كلما طالت مدة فترة الجفاف الحالي ، زاد احتمال حدوث موجات جفاف كبيرة جديدة طويلة الأجل.
المصدر: روسيا اليوم