شدد الملحق الثقافي الإيراني السيد محمد رضا مرتضوي، في احتفال أقامه “حزب الله” في صيدا لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، على أن “إيران اليوم تزداد قوة يوما بعد يوم، وتثبت أنها دولة قوية يحسب لها العالم ألف حساب، فيسارعون لإجراء المفاوضات معها لأنهم يدركون تأثيرها وقوتها في المنطقة. وبالمقارنة مع مرحلة ما قبل الثورة، حققت إيران خلال العقود الأربعة الأخيرة، أفضل المراتب في الاقتصاد والتعليم والصحة والعلم والتنمية البشرية، والطاقة والفضاء وإنتاج المعادن وصادراتها وفي مجال القدرات والموارد الطبيعية، وذلك وفقا لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة ومنظمة “نيو ساين تست” البريطانية”.
وقال”نرى اليوم الآثار الإيجابية للثورة في كل المجالات. قبل الثورة مثلا، كان اعتماد البلد في العلوم والتقنيات على الغرب تماما، أما اليوم فكل الاعتماد على الأدمغة والشباب من المواطنين وطاقاتهم وإبداعاتهم في مجال النانو والتكنولوجيا والعلوم والطب والهندسة. قبل الثورة، لم تكن هناك صناعة، كانت الصناعة تجميعية فقط من دون ابتكار أو إبداع. بعد الثورة أصبحت هناك ثقة بالذات العلمية، والاعتماد على الذات الوطنية. ونرى اليوم كل هؤلاء العلماء البارزين والكبار في مختلف حقول العلم في داخل البلاد إذ لا نرى الكثير من أمثالهم في العالم. هكذا تقدم علماؤنا منذ فجر الثورة وتدربوا في مدارسها وجامعاتها وكلياتها ومعظم القامات العلمية والفكرية وحتى الفنية، هم من جيل الشباب اليوم. هذا الخط هو ما يجب على كل دولة تبحث عن الاستقلال والقوة والسيادة أن تسير عليه. وهذا ما أرادته الثورة لإيران وما أراده الإمام الخميني قدس سره”.
وأضاف “إذن، يمكن القول إن الثورة الإسلامية كانت أعظم الثورات المعاصرة وأكثرها شعبية حتى اليوم. فهناك جيل جديد محب للثورة ويحمل الروح الثورية والقضية التي سار عليها أصحاب العقيدة والنهج الخميني، قضية الحق ضد الباطل، قضية المقاومة والجهاد والتقدم العلمي، قضية فلسطين ومحاربة الكيان الصهيوني الغاصب، والكثير من القضايا التي تصب في أهداف الثورة. كما أكد قائد الثورة الإسلامية في بيان الخطوة الثانية للثورة، أن مبادىء الثورة الإسلامية ومنطلقاتها كانت الحرية، الأخلاق، المعنوية، العدالة، الاستقلال، العزة، العقلانية والأخوة، وهي كلها أمور ومبادىء لا يمكن أن تنتهي صلاحيتها لأنها توازع إنسانية فطرية مستقاة من المبادىء الإلهية والتعاليم القرآنية، وكل ما هو قرآني سماوي يبقى قويا ويعلو صوته ليشمل كل البشرية. الثورة الإسلامية الإيرانية هي الثورة الوحيدة التي صانت مبادئها وتطلعاتها خلال الأربعين عاما الماضية وما زالت تدافع عنها وتؤكدها وتطبقها في مختلف الميادين”.
وأشار الى أن “ثورة إيران قامت مبانيها على العقيدة والإيمان، وليس على الانفعال والتهور والعواطف، وإنما تم توجيه هذه العواطف نحو تعاليم الثورة العملية، من أخلاق وإخلاص وإيثار وإنسانية وتوكل وإيمان. وهي ثورة التحمت بثورة أبناء القدس وانتفاضتهم ومقاومتهم، فكانت أفضل الثورات التي حملت أحق القضايا وأعمقها. وخاطب السيد القائد في بيانه الجيل الرابع بأن عليه السعي والجهد لتحقيق أهداف الثورة الأولى في الخطوة الثانية من أجل حفظ استمرارية التقدم والتطور والبناء والازدهار والتعبير عن الوفاء لدماء كل الشهداء من الدفاع المقدس حتى الشهيد قاسم سليماني الذي أتم الحجة على القوى الاستكبارية، فانتصر الدم على السيف مجددا، وخط بدمائه ملامح المرحلة المقبلة باتجاه تحرير القدس بإذن الله”.
وبارك “للمقاومين والأحرار والمجاهدين في ذكرى انطلاقة مسيرتهم المباركة نحو التحرير والعزة والإباء، المسيرة الخمينية التي خطت ملامح المراحل المقبلة لكل الأوطان التي ترفع الصوت في وجه الظلم والهيمنة والاستكبار”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام