باسمه تعالى
* العالم: بداية من وحي المناسبة.. ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ايران، باي روحية يحتفل السيد حسن نصر الله بالعيد الثالث والاربعين للثورة الإسلامية؟
السيد نصر الله: بسم الله الرحمن الرحيم.. اهلا وسهلا بكم.. بطبيعة الحال الانسان يستعيد مشاعر الفرح والسعادة والبهجة العارمة لذكرى الانتصار في تلك الايام.. يعني انا اذكر في عام 1979 العالم كله العدو والصديق كان يتابع حركة الامام الخميني قدس سره الشريف في باريس واعتقد ان قلوب عشرات الملايين كانت مع الامام وهو على متن الطائرة التي انتقلت به من فرنسا الى طهران، والقلوب معلقة مع الامام بين الارض والسماء، هل سيصل الامام الى مطار طهران؟ هل سيتم اسقاط الطائرة؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ دائما هذه الاحاسيس والمشاعر والخواطر والانطباعات يستعيدها الانسان، وبالتالي فرحة وصول الامام الى مطار طهران والاستقبال المليوني العظيم المنقطع النظير في التاريخ، لا يوجد استقبال كهذا الاستقبال الذي حصل للإمام، خطابه في مقبرة جنة الزهراء، يعني مقبرة الشهداء، والاحداث التي حصلت وصولا الى اعلان الانتصار، حقيقة هي من اروع واعظم مصاديق ايام الله عندما نتحدث عن ايام الله.. هذا يوم من ايام الله العظيمة ، الانسان عندما يستعيد تلك الذكرى دائما يشعر بالبهجة وبالفرح والامل بالمستقبل، هذه هي مشاعرنا كما هي مشاعر كل المحبين .
العالم: سماحة السيد دائما سمات القيادة في ايران كانت بارزة منذ زمن الامام الخميني الى زمن سماحة السيد القائد آية الله علي الخامنئي، هناك الكثير من السمات التي اعطت الثورة بروزها حتى الآن بهذا الواجب المستمر، برأيكم ما ابرز سمات القيادة في ايران التي حققت هذا الانجاز؟
السيد نصر الله: يعني سواء عندما نتحدث عن الامام الخميني (قدس) او عن سماحة السيد القائد الامام الخامنئي دام ظله، هناك مواصفات عالية، يعني نحن اولا امام شخص هو فقيه على درجة عالية من الفقاهة والاجتهاد والعلم والتخصص في العلوم الاسلامية وفي الشريعة الاسلامية، امام انسان مؤمن قبل ان نتحدث عن الفقيه، المؤمن التقي الورع الذي يخاف الله ولا يخاف احدا سوى الله سبحانه وتعالى ، واصل الى الفقيه الى العالم الى المفكر الى الانسان الحكيم الى الانسان الشجاع، يعني ميزة الحكمة والشجاعة هي اهم ميزة يجب ان تتوفر في قائد ثورة او قائد نظام بهذا المستوى، العقل الاستراتيجي، الخلفية التاريخية ، الافق الواسع والكبير، هو لا ينظر فقط الى مدينته او الى بلده، هو دائما كان يرى العالم كله، يعني من خلال خلفيته العقائدية والايمانية والمعرفية، لديه قدرة هائلة على التحمل على الصبر على الجلد، الاستعداد العالي للتضحيات، الخبرة المتراكمة، نحن نتحدث عن قادة لديهم خبرة عالية ومتراكمة نتيجة تجربة وليس فقط نتيجة الدراسة او التحصيل العلمي، فمما لا شك فيه أن شخصية سماحة الامام شخصية سماحة القائد من اهم العوامل الاساسية المؤثرة في انتصار الثورة في قيام نظام الجمهورية الاسلامية ، في صمود هذا النظام وفي تطور الجمهورية الإسلامية الايرانية الى ما وصلت اليه الان.
* العالم: طبعا القيادة تقلق اعداء ايران لدرجة انه احد الجنرالات الاسرائيليين يقول انه اكثر ما يخيفنا في ايران هي كاريزما القيادة الروحية ويقصد القيادة الموجودة حاليا، برأيكم ايران اليوم بعد 43 عاما اين موقعها في العالم اين موقعها في المنطقة، ماذا يمكن ان يقال عن هذه الـ”ايران” التي حوصرت منذ 43 عاما وحوربت حتى الآن وهي بهذا الواقع؟
السيد نصر الله: يمكن ان تنظر الى تقييم هذه النقطة من اكثر من زاوية، من زاوية النموذج ، اليوم الجمهورية الإسلامية في ايران والتي هي حصيلة ونتيجة الثورة الاسلامية الشعبية التي حصلت فيها، هي تشكل نموذجا في العالم الإسلامي وفي العالم الثالث بل في كل العالم، لدولة ذات سيادة حقيقية، تعرف نحن لدينا مشكلة في العالم الثالث هي مشكلة السيادة والاستقلال والحرية، هذه شعارات تطرح في كثير من الدول عند كثير من الشعوب ولكن في التطبيق الخارجي في الواقع الخارجي الامر يكون مختلفا، هناك كثيرون يتحدثون عن السيادة وهم اتباع سفارات، كثيرون يتحدثون عن الاستقلال وهم اتباع دول خارجية ويغلّبون مصالح الدول الخارجية على مصالح اوطانهم، ايران اليوم عندما تنظر اليها من هذه الزاوية هي دولة ذات سيادة كاملة، هي دولة ذات استقلال حقيقي، هي دولة ذات حرية مطلقة، الذي يحكم في ايران هو الشعب الايراني، الشعب الذي يختار القائد الشعب الذي يختار رئيس الجمهورية، الشعب الذي يختار نواب مجلس النواب اعضاء مجلس الخبراء اعضاء البلديات الى اخره، هناك سيادة شعبية حقيقة وبالتالي هذا نموذج يقدم اليوم .. من جهة ثانية ايضا ، اي من جهة النموذج نحن امام تجربة رائعة اسمها دولة اسلامية، في العالم الاسلامي يقال لكل الدول دولة اسلامية بإعتبار انتمائها على الهوية ، يعني متولد من ابوين مسلمين اغلب الشعب في هذا البلد هو شعب مسلم اذن هذه دولة اسلامية، هذا تسامح بالتعبير، الدولة الإسلامية يعني التي تقيم حكم الإسلام، الجمهورية الإسلامية منذ اليوم الاول ومن موقع الإمام والقائد والمسؤولين والمؤسسات والشعب والنخب والعامة هي جهد دؤوب لإقامة حكم الإسلام الحقيقي، طبعا لا سماحة الإمام ولا سماحة القائد ادعّوا في يوم من الايام ان ما لدينا في ايران هو تطبيق كامل للإسلام، هم يقولون نحن نسعى بكل طاقة بكل جهد بكل اخلاص لنقيم الإسلام ونطبق الإسلام ونقدم دولة إسلامية حقيقية نموذجية للعالم.. هذا من جهة النموذج اريد ان اختصر ولا اريد الإطالة اكثر من ذلك، لكن من جهة اخرى عندما تذهب الى التقييم السياسي، اليوم انت امام دولة اقليمية قوية كبيرة عظمى، وهذا ليس كلامي انا يعني العالم كله يتعاطى مع ايران على انها قوة إقليمية عظمى ولها تأثيرها وحضورها الكبير في قضايا المنطقة وايضا في مصير العالم ولا يمكن تجاهل ايران ومحاربتها بهذه السهولة.
ومع ذلك الجمهورية الاسلامية تجاوزت ذلك كله. أيضاً عندما تنظر الی ايران من ناحية التطور، يعني شوف ايران في زمن الشاه، ايران 78، 79، حتی مانروح قبل، 1978، 1979، وايران اليوم، بالعلم بالتكنولوجيا بالتمدن، بالجامعات، بعدد طلاب الجامعات، داخل وخارج، بالتخصصات العلمية، بالاكتشافات العلمية، بالتطور العلمي، بالبنية التحتية، بالمطارات والموانئ والاوتوسترادات، والمساكن والبلدات والنهوض المالي الكبير، في موضوع الاكتفاء الذاتي والزراعة والصناعة والتجارة، في موضوع التصنيع العسكري والقدرات العسكرية . في الذكری الاربعين لانتصار الثورة؛ انا القيت خطاب، كنت جمعت يعني وتكلمت الساعة الساعة ونصف، أرقام لم آت بها من مصادر ايرانية وانما من مصادر الامم المتحدة، يعني ما يقوله العالم عن درجة ايران في أي مسألة من المسائل العلمية أو التكنولوجية أو المقام الذي وصلت اليه، ولذلك اليوم، عادة عندما يحكي العالم عن ايران، يحكي عن الملف النووي والمفاوضات النووية والمشاكل السياسية الموجودة بالاقليم ولكن خلال هذه العقود، يجب تسليط الضوء لنقول هذا النموذج، هذا النظام الاسلامي، هذه الثورة الاسلامية، هذه القيادة الحكيمة والشجاعة كيف طورت ايران وأين اصبحت ايران علی كل صعيد. وهذا أيضاً بابه يحتاج الی وقت طويل وسنكتفي بالاشارة.
* العالم: بكل حال سماحة السيد حضرتكم ذكرتم بأنه هناك مواقف كثيرة بهذا الموضوع ويمكن الاطلاع عليها ولكن نحن نتحدث اليوم عن ايران وسط عداء كبير جداً ، رأس العداء هو الولايات المتحدة الاميركية، كل مصائبنا من اميركا، قالها الامام الخميني وأكدها سماحة السيد القائد وكل المسؤولين في ايران، ولكن سؤالي سماحة السيد هل هذا العداء الاميركي لايران هو عداء مبدأي لنظام اسلامي ثوري أم هو عداء يمكن ان ينتهي في يوم من الايام بتحقيق المصلحة للولايات المتحدة الاميركية؟
السيد نصرالله: انت يجب ان تعود الی اصل المسألة، ايران في زمن الشاه كانت محكومة من قبل الولايات المتحدة الاميركية؛ صح كان هناك شاه وكانت هناك حكومة شاه، ولكن ايران في ذلك الوقت الذي كان عدد سكانها 30 أو 35 مليون، كان فيها 60 ألف مستشار اميركي، يعني المستشارون الاميركيون موجودون في كل القطاعات؛ بالامن، بالعسكر، بالنفط، بالنقل، بالاسكان، بالاقتصاد، بالمالية، بالثقافة.. الی اخره. جاءت الثورة الاسلامية في ايران، شوف ايران الثورة ماذا عملت.. لنعرف ماذا كان الموقف الاميركي.. في بلد تسيطر عليه الولايات المتحدة الاميركية، تنهبه، تنهب ثرواته، نفطه، غازه الی اخره.. تديره كما تشاء، حاولت خلال عقود ان تغير هويته العقائدية والثقافية والفكرية، موضوع التغريب اشتغل فيه الشاه وابوه. طيب.. والشاه كان معروف انه عميل للولايات المتحدة الاميركية وكان يخدم المشاريع الاميركية والصهيونية في المنطقة، شرطي الخليج (الفارسي) وتخافه كل دول الخليج (الفارسي) وحليف استراتيجي للعدو الاسرائيلي. طيب.. جاء الامام الخميني رضوان الله تعالی عليه ومن معه والشعب الايراني الثائر، جاءت الثورة الاسلامية في ايران، وأسقطت هذا النظام واخرجت هذا العميل واخرجت الـ60 ألف مستشار.. يعنی ما سقطت الشاه والنظام وخلت المستشارين الاميركان، اخرجت اميركا مع الشاه وأخرجت “اسرائيل” مع الشاه ولذلك قطعت العلاقات مع ”اسرائيل”، صادرت السفارة الاسرائيلية، سلمتها لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح عندها سفارة هناك وبعدها هي ذات السفارة، وأخرجت اميركا بالكامل من ايران، طيب.. يعني بتعبير الامام، قطعوا يد اميركا عن ايران، بطبيعة الحال، اميركا هنا بالحقيقة ليست مشكلتها معانا اننا نصلي او لانصلي، نصوم او لانصوم.. لا.. مش حي الله النظام الاسلامي.. اذا نظام اسلامي أصيل يريد لشعب هذا البلد ولهذه الدولة ان تكون حرة سيدة مستقلة لاتسمح بنهب خيراتها طبعاً هي ضد هذا الاسلام، اما الاسلام الذي تصلي وتصوم وتحج وتعتمر ، وتسكت عن الاحتلال أو تطبع مع الاحتلال أو تقبل بالهيمنة الاميركية هذا النوع من الاسلام لامشكلة لاميركا معه وهذا الذي سماه الامام الخميني بالاسلام الاميركي. ما هو الاسلام الاميركي ؟ هو هذا ، الاسلام الذي لامشكلة له سوى يصلي، يصوم، يحج، كل سنة اذهب الی الحج، الاميركان ليس لهم مشكلة معه، وعمر مساجد حتی بالولايات المتحدة الاميركية ليس لهم مشكلة مع ذلك، لكن انت أين من موضوع فلسطين، موضوع القدس، موضوع بلدك، وخيرات شعبك، وأوطانك، وامتك وقرارك ومصيرك، انت ماذا؟ انت أداة عندهم؟ انت عبد عندهم؟ انت خاضع عندهم؟ أو انت عبد لله؟ الاسلام الذي يجعلك عبداً لله، هذا طبعاً اميركا ضده، وهذا الاسلام الذي انتصر في ايران.
* العالم: يعني البعد الشمولي الثوري التحرري، ليس فقط ايران، نظام في ايران.. هو نظام…؟
السيد نصرالله: هم ورثوا الانجليز، الانجليز بالتجربة الطويلة تراهم ما عندهم مشكلة ، انه والله هذه الحركة اسمها حركة اسلامية، حركة علمانية، شيوعية، تصلون، تصومون، أو لاتصلي ولاتصوم، هذا لايفرق عندهم؛ المهم انت في موضوع الهيمنة والتسلط والاستعمار، والاستكبار والاحتلال ماهو موقفك. طبعاً الاسلام الاصيل، يضعك في موقف الرافض والمواجه والمجاهد والمقاوم والثائر في وجه أي ظلم أو سيطرة أو هيمنة او استبكار وبالتالي هذا النوع من الاسلام بطبيعة الحال هو ضده. وهذا الاسلام الذي رفعه وآمن به وثار من خلاله الامام الخميني والشعب الايراني وانتصر في الـ79.
* العالم: يعني لامجال بالافق المستقبلي ان يزول هذا العداء للولايات المتحدة الاميركية بوجود النظام الاسلامي في ايران.. ؟
السيد نصرالله: النظام الاسلامي في ايران، شوف مثلا، حتی داخل ايران هناك ناس يحاولون خلط بعض المسائل نتيجة الشغل الذي يصير في الاعلام الخارجي. البعض يقول ان موقف ايران من فلسطين ومن القدس هو السبب الوحيد للعداء مع ايران، انا أقول هذا أحد الاسباب، قطعاً هذا من الاسباب مما لاشك فيه، ولكن من أهم الاسباب أيضاً ان النظام في ايران هو نظام سيد وحر ومستقل ولايقبل الخضوع وليس أداة عند الولايات المتحدة الاميركية ولايسمح بنهب ثرواته وخيراته. طالما ان الذي يحكم في ايران هو هذا النوع من النظام وهذا النوع من القيادة، طالما الارادة الشعبية في ايران، هي ارادة استقلال وسيادة وحرية والاستفادة من خيراتها ومنع المستكبرين من نهب خيراتها سيستمر هذا العداء.
* العالم: الولايات المتحدة جربت كل انواع الحروب ، العسكرية من خلال صدام، الامنية من خلال اغتيال القادة ، الاقتصادية من خلال الحصار والحظر، وفشلت. رغم ذلك تستمر بالعداء. ولكن سماحة السيد نحن اليوم امام تهديدات ، البيت الابيض، البنتاغون، ووزارة الخارجية تتحدث عن خيارات غيردبلوماسية ممكن التعامل فيها مع ايران، برأيكم هل هذه التهديدات العسكرية الاميركية قادرة فعلاً ان تكون في الواقع ، هل اميركا تحارب ايران؟
السيد نصرالله: الامر مستبعد في ظل الادارة الحالية، هذا الاحتمال كان وارداً ويمكن البعض يعطيه نسبة معينة عالية في زمن ادارة ترامب، بالتعبير العامي ترامب وطنطنته، وهدد بالحرب وأخذ الامور الی حافة الحرب ولم يذهب الی الحرب، هذه الادارة من المستبعد جداً ان تذهب الی الحرب. الحديث عن الحرب هو دائماً للتهويل، للتهديد وللضغط علی ايران، اما ان اميركا قادرة علی ان تذهب الی حرب، هذه بالنهاية ايران ليست دولة عادية، هذه دولة اقليمية قوية حاضرة لها دور كبير في المنطقة وأي حرب مع ايران.. في ذلك الوقت انا قلت وقال اخرون، هذا سيؤدي الی تفجير المنطقة بالكامل.. وهذه ليست من مصلحة اميركا علی الاطلاق. أضف الی ذلك ان أولويات الادارة الحالية هي ليست الحرب مع ايران، يعني هي اولويتها لعله محاولة التفاهم مع ايران حول موضوع الاتفاق النووي، أولوية امريكا في مكان آخر، يعني الصين وروسيا، يعني هذا ما يقوله رئيس الولايات المتحدة الامريكية ووزير الخارجية والبنتاغون، والمسؤولون الاخرون في امريكا، فمن الواضح ان الاولوية الان ليست اولوية حرب على ايران، خيارهم ان وقع اتفاق نووي يعني ان الامور ذاهبة الى انفراجات معينة، واذا لم يحدث هناك اتفاقاً فيكون خيارهم المزيد من استمرار العقوبات، التحريض والضغوط والرهان على الداخل الايراني كما كان في زمن ترامب.
* العالم: هناك ايضاً تهديدات اسرائيلية بضرب المنشآت النووية، حيث يقول الجنرالات الاسرائيليون انهم اعدوا الخطط ونحن جاهزون لضرب ايران، هل ترى بانه مقابل امتناع الولايات المتحدة عن خوض حرب، يمكن للكيان الاسرائيلي ان يقوم بذلك خاصة مع الحلفاء الموجودين الان في المنطقة؟
السيد نصرالله: ان حلفاء الاحتلال الاسرائيلي لا ينفعون شيئاً، بل ان الحلفاء يريدون من يدافع عنهم، انا اميل اكثر الى فرضية ان ما يقوله الاسرائيلي هو تهويل، حيث ان هناك انقسام حقيقي في “اسرائيل” على المستوى السياسي وايضاً على المستوى الامني والعسكري، ما اعرفه انا من خلال متابعتي، ان اغلب المستوى الامني والعسكري، هو يخالف القيام بضربة عسكرية من هذا النوع في ايران، لسببين، الاول: يقول ان هذه الضربة لن تكون مجدية، لانه ما تفترضونه من معامل نووية هي ليست موجودة في مكان واحد، بل هي موزعة، والاهم من الوجود المادي هو الوجود العلمي، لان هناك آلاف العلماء الايرانيين المتخصصين، وبالتالي هل يمكن قتل الالاف من خلال القصف الجوي. حتى العمليات الامنية هي لم تستطع ان توقف تطور البرنامج النووي السلمي الايراني، فاذن من جهة هم يقولون ان هذا لا جدوى منه، بل بالعكس هذا قد يسرع البرنامج النووي الايراني بما يخشونه، وان كانوا هم لا يريدون ان يصدقوا لا هم ولا الامريكان او يخوضون ذلك كذريعة، لان سماحة الامام الخامنئي اعلن في مناسبات كثيرة والمسؤولون تبعاً له اعلنوا انه ليس في نية ايران وايران ليست في وارد صنع السلاح النووي او الاستخدام العسكري النووي.
والسبب الثاني، هو حجم رد الفعل الايراني، ايران لا تمزح، وايران بصوت سماحة القائد والمسؤولين هم قالوا: ايران سترد، يعني البعض قد يتصور ان “اسرائيل” اذا قصفت ايران، فان الجمهورية الاسلامية ستعتمد على اصدقائها في المنطقة. الجمهورية الاسلامية اذا قصفت من قبل الاسرائيليين هي من سترد بالمباشر، وردها سيكون قاسياً وعنيفاً وشديداً، وهذا ما يعرفه الاسرائيليون جيداً، ولذلك فان الاغلبية في المستوى العسكري والامني هم يخالفون الذهاب الى العمل العسكري من هذا النوع، وانا استبعد قيام العدو الاسرائيلي بشيء من هذا، واذا أقدم عليه فانها ستكون حماقة لها تداعيات خطيرة جداً.
* العالم: هل ستكون حرباً واسعة بمشاركة محور المقاومة، نحن نتحدث عن وحدة محور المقاومة؟
السيد نصرالله: من الواضح بانه سيكون ردا عنيفا من الجمهورية الاسلامية في ايران، على ضوء هذا الرد الايراني القاسي هذا، سنرى مدى التداعيات والتطورات، وفي تلك اللحظة، فان محور المقاومة ايضاً هو مستعد ويقرر بما يتناسب مع الظروف في ذلك الحين.
* العالم : المسؤولون الصهاينة سماحة السيد يتحدثون عن تحالف عسكري اليوم، بمعنى انه يريدون اقامة تحالف عسكري مع الدول المطبعة كالبحرين والامارات وربما السعودية، ويتحدثون عن امكانية ان يكون هذا التحالف في مواجهة ايران، والحديث اصبح جديا في عملية اقامة هذا التحالف والمناورات التي تجري بهذه الحالة هل ترون التهديد الاسرائيلي سيبقى تهديدا فقط ؟
السيد نصرالله: ان الدول عندما تطبع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، ممكن هذا التطبيع ينفع “اسرائيل” مالياً عبر استثمارات بعض الدول الخليجية في فلسطين المحتلة، بمعنى منفعة اقتصادية من خلال العلاقات الاقتصادية، من الممكن ان ينفعها اعلامياً وسياسياً، وكسر الحواجز النفسية، ينفعها بالجيوش الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن عسكرياً هذه الدول لا يمكن ان تقدم نفعاً لـ”اسرائيل”، بل ستتحول الى عبء على اسرائيل، مثال النموذج الاخير، ففي التطور الاخير الذي حصل بين انصار الله والامارات العربية المتحدة بمعزل عن الظروف، لكن الغريب ان مثلا دولة الامارات منذ تأسيسها الى اليوم باعتبار انها دولة حديثة، اشترت بعشرات مليارات الدولارات صواريخ وطائرات واسلحة وتكنولوجيا عسكرية والخ، وامام اول مواجهة مباشرة مع انصار الله، علا الصراخ في دولة الامارات، وبدأوا بمطالبة الامريكان في ارسال السفن والصواريخ والطائرات من اجل حماية دولة الامارات، وايضاً بريطانيا وفرنسا من اجل حماية دولة الامارات، وطلبوا ايضاً المساعدة الاسرائيلية. دولة الامارات في مقابل انصار الله، وفي مواجهة اولى، لجأت الى القوى العظمى في العالم، والى “اسرائيل” من اجل ان تساعد في حمايتها، ماذا يمكن ان تقدم دولة الامارات مثلا او البحرين على المستوى العسكرية للاسرائيلي في منطقة الخليج الفارسي او غيرها.
* العالم: يأملون بحماية اسرائيلية لهم؟
السيد نصرالله: هم يبنون آمالاً من رمال وفي احسن الاحوال من زجاج.
* العالم : نبقى مع التهديدات الاسرائيلية ، ولكن هذه المرة مع حزب الله ، الامن القومي الصهيوني صوب على زنار النار المحيط بالكيان ، وعلى الصواريخ الدقيقة لحزب الله ، موصيا باعداد الخيار العسكري لضرب حزب الله وضرب هذه الصواريخ ، اولا هل هذا التقييم منطقي وما ردكم عليه ؟ خاصة وان هذا التهديد واضح، هو خيار عسكري ضد حزب الله ؟
السيد نصرالله: هم دائماً يتحدثون عن تهديد بشكل دائم، فلبنان منذ 1948، قبل حزب الله، قبل ما نخلق انا وانت ايضاً، كان لبنان دائماً في دائرة التهديد، حيث كان العدو الاسرائيلي يهدد لبنان، وان هذا التهديد موجود وقائم وسيبقى مستمر، في موضوع المقاومة يصبح التهديد محدد، ونحن نتعاطى مع هذه التهديدات بشكل جدي، لا نتصرف فقط انها حرب نفسية، ما لاشك هي جزء من الحرب النفسية، ولكن ايضاً نتعاطى معها على انها تهديدات جدية، لكن هل هو قادر على ان ينفذ هذه التهديدات؟ يعي مثلاً عندما يقول الاسرائيلي انا اريد ان اقضي على الصواريخ الدقيقة الموجودة لدى حزب الله، فهل هو يعرف اعدادها؟ وهل يعرف اماكنها المنتشرة والموزعة؟ هي ليست موجودة في مكان واحد او اثنين او ثلاثة، او اربعة، كي يأتي ويغير عليها وينتهي الموضوع. حجم انتشار القدرة الصاروخية للمقاومة، وعدد الصواريخ، والاجراءات الامنية المتخذة، كلها لا تتيح له ان يقوم بشيء من هذا النوع، ويبالغ عندما يتحدث عن مسألة بهذا المستوى، فعندما يقول انا اريد ان اقضي على الصواريخ الدقيقة لدى المقاومة في لبنان، يعني هو يحتاج الى حرب، لا تكفيه العملية العسكرية، وفي كل الاحوال فان العملية العسكرية سيكون لها ردود الافعال المتناسبة والقوية والرادعة من قبل المقاومة في لبنان، وهذا التزام علني، في آخر حادث قصف الاسرائيلي الفلوات، ولم نسكت عن قصف الفلوات، فكيف اذا قصف اهدافاً حقيقية وليست فلوات، لكن انا اقول لك انه ليتمكن وهو لن يتمكن ولكننا نتكلم نظرياً ، اذا كان يريد ان يواجه القدرة الصاروخية ويقضي عليها الموجودة لدى المقاومه فهو يحتاج إلى حرب. هل هو جائز أن يذهب إلى حرب؟ إلى حرب حقيقية؟ حرب كاملة؟
* العالم: سماحة السيد هناك وجهة نظر في داخل الكيان الإسرائيلي حول قوة حزب الله.. أنها إذا تركت ستتطور مع الوقت وسوف تكون قوة متعاظمة أكبر وأكبر، وعندها سيصعب ضربها أو تصفيتها أو مقاومتها..إذا نحن نتحدث عن عامل الوقت.. هناك وجهه نظر داخل الكيان الإسرائيلي تقول لا ويجب أن تكون هناك حرب ضد حزب الله حتى لو كلفت، حتى نتخلص من إمكانية أن يتطورا هذا الحزب إلى قدرات عسكرية أكبر؟
السيد حسن نصرالله: لاحظ.. نحن والحمد لله عز و جل قطعنا هذه المرحلة، مرحلة أن يستطيع العدو الإسرائيلي أن يشحن حربا ليقضي على قدرات المقاومة.. قدرات حزب الله في لبنان.. هذه قطعناها.. والدليل أن حجم القدرات الموجودة كمّا ونوعا والقدرة البشرية المتوفرة أيضا، وهي لا سابق لها في تاريخ لبنان وفي تاريخ حركات المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.. هذا قطعناه.. فهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا من هذا القبيل، حتى لو ذهبوا إلى حرب فهي لن تستطيع أن تحقق هذا الهدف، لذلك خيارهم الحقيقي في السنوات الأخيرة ليس خيار الحرب، أنا طبعا لا أنفيه بشكل قاطع.. ولكن نتحدث عن ترجيحات.. لو كان العدو الإسرائيلي ، القيادات السياسية والجنرالات العسكرية لديهم 50% وليس 51%.. لو كان لديهم 50% أن شن حرب اليوم أو أمس أو أول أمس أو غدا على لبنان يمكن أن ينهي قدرة المقاومة.. التي ينظرون إليها كتهديد أو كمدافع حقيقي -حسب التوصيف الدقيق- لفعلوا ذلك، ولكن لأنهم ليسوا واثقين من النتائج وخائفين من حجم ردة الفعل.. خائفون جدا من الإخفاق.. خائفون جدا من الهزيمة وما هو أكبر من الهزيمة.. هم لا يلجأون إلى خطوة بهذا الحجم.. رهاناتهم هي في مكان آخر، وهي نفس التي تحدثنا عنها خلال السنوات الماضية، وما زالت قائمة، الضغط الاقتصادي، الحصار الاقتصادي، دفع لبنان كدولة ووطن وشعب إلى انهيار اقتصادي.. إلى انهيار أمني إلى ما يسمونها ثورة شعبية على المقاومة.. أي الضغط و وسائل الضغط الدولية والإقليمية واستخدام الموضوع المعيشي والمالي والاقتصادي.. عسى و لعل أن يتمكنوا من الوصول إلى نتيجه تقول “خذوا هذا السلاح”، إذا تذكر قبل كم شهر ذهب وزير حرب العدو غانتس إلى فرنسا و كان هناك كلام أن الفرنسيين يريدون مساعدة لبنان ويريدون أن يقدموا مساعدات ويريدون أن يقيموا مؤتمرا دوليا وما شاكل.. ذهب إلى فرنسا والتقى مع الرئيس ماكرون.. وهذا ما قيل في الإعلام وليست معلومات خاصة.. وطلب وأعلن أني أتيت إلى فرنسا وطلبت من المسؤولين الفرنسيين ألا يقدموا أي مساعدات اقتصادية أو مالية للبنان إلا في مقابل نتيجة ما.. في الحد الأدنى “حلوا لنا مشكله الصواريخ الدقيقة”.. لو كان لديه طريق أن يحل مشكلة الصواريخ الدقيقة.
* العالم: لما ذهب إلى فرنسا ..
السيد حسن نصرالله: لفعل ذلك منذ وقت طويل، بأشكال عسكرية أو بأشكال أمنية، تعرف أن الإسرائيلي عنده خيارات من هذا النوع، ولكنه يدرك جيدا أنه لن يصل إلى نتيجة، ما زال رهانهم على الوضع الداخلي اللبناني، رهانهم على الوضع الاقتصادي.. على الوضع الشعبي.. وحتى الآن هم أصيبوا بخيبة أمل كبيره جدا، حتى رهانهم على الانتخابات النيابية والتي سوف نتكلم عنها إذا صارت فرصة، أنا أقول لهم من آخرها ، هذه أوهام.. يعني المقاومة اليوم حضورها والاحتضان الشعبي الكبير لها وقوتها المجتمعية وقوتها الشعبية وبيئتها وانسجامها و وحدتها وصلابتها و ثقتها و معنوياتها.. الأمر أنا برأيي الشخصي إننا تجاوزنا مسالة الخطر على المقاومة، لكن هذا لا يعني أن أذهب وأنام، سنبقى حذرين وحاضرين.
* العالم: في المقابل سماحة السيد، بعد الصواريخ الدقيقة والدخول إلى الجليل والمئة ألف مقاتل هل من مفاجئات للاحتلال الإسرائيلي في هذا الوقت؟
السيد حسن نصرالله: المفاجآت دائما موجودة، طبعا الذي أكشفه لك سوف لن يكون مفاجأة {يضحك}.. في نهايه الأمر في زمن الحرب -إذا حصلت لا سمح الله- دائما كما كنا نقول كلنا في حزب الله نقول لا نسعى إلى الحرب، لا نهواها.. الله سبحانه وتعالى يتحدث عن الطبيعة البشرية “كتب عليكم القتال وهو كره لكم”.. نحن نفهم المحاذير والتداعيات وآثار الحرب، ولكن لا نخشاها، لا نهابها، لا نستسلم أمام التهديد بها، لا نتخلى عن بلدنا و عن مصالحنا الوطنية مقابل التهديد بالحرب.. على كل حال.. هناك بالتأكيد أمور مخبأة لمفاجأة العدو، لكن طبعا خلال سنوات التطورات تحصل، مثلا أهم تطور وبدأ الإسرائيليون يتحدثون عنه.. أنا كنت أفكر منذ مدة أن نقدم تقريرا تفصيليا ، لكن لم تتاح الفرصة لحد الآن.. هو الموضوع الذي بدأناه أي الدفاع الجوي، بعد حادثة المحلقات التي أتت على الضاحية الجنوبية وأعلنا أننا سنواجه ذلك بمسيرات، ولأول مرة نحن نفعل سلاح الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية، ذهبنا إلى هذا التفعيل، وحتى الآن أعطى نتائج ممتازه جدا، لأنه طبعا إذا تسقط المسيرات يكون أفضل ولكن الهدف ليس فقط إسقاط المسيرات وإنما إبعاد خطرها وتهديدها، وأهم خطر لها في زمن السلم هو الجانب المعلوماتي، المسيرات كانت تأتي وتغطي وتنزل وتأخذ تفاصيل يومية على مدار اليوم، خلال السنتين الماضيتين أي منذ أن بدأنا هذا الإجراء أستطيع أن أقول لك وللمشاهدين الكرام أن هذه الحركة الإسرائيلية تراجعت بشكل كبير جدا جدا جدا، طبعا يمكن للإخوة أن يعدوا تقريراً إن شاء الله وينشروه بالأرقام والتفاصيل، مثلا على سبيل المثال في منطقه البقاع التي كانت يوميا المسيرات تأتي إليها وضمن مديات متفاوتة.. إحيانا يمر شهر.. شهران.. ثلاثه أشهر ولا تأتي حتى مسيرة واحدة، وهذا طبعا لا سابقة له منذ أن بدأ العدو الإسرائيلي بإرسال مسيرات إلى سماء لبنان، في الجنوب كذلك تراجعت بشكل كبير جدا، طبعا في الجنوب لا أستطيع أن أدعى أنه خلال أسبوع أو أسبوعين أنه لم تأت مسيرات.. فالمسيرات لا تستطيع أن تختفي كليا من السماء.. لكن هم غيروا مساراتهم، أي أنهم بدل من أن يمشوا فوق اليابسة إلى هذه القرية أو تلك المدينة فهو مضطر أن يذهب غربا.. أي يذهب عبر البحر ويمشي فوق البحر ويفوت أفقيا أي يفوت بالعرض.. حتى يكون على أقل مساحة ممكنة فوق البر، وأيضا ضمن مديات عالية ومرتفعة، لما يعتقده أن قيادة المقاومة قد أذنت بتفعيل هذا المستوى من السلاح.
* العالم: سماحة السيد أنتم تتحدثون الآن عن السلاح المضاد للمسيرات فقط.. إعلام العدو يتحدث.. ونقل عن شعبة المعلومات في أركان الجيش الإسرائيلي أن حزب الله بات يمتلك منظومات دفاع جوي حقيقي، وتحدث عن صواريخ روسية إس أي 8 وإس أي 17.. الكلام هذا ماذا يمكن أن تقول عنه سماحة السيد؟
السيد حسن نصرالله: طبعا سوف لن أقول عنه شيئا {يضحك} هذا كله سيبين -إذا كان موجودا-..
* العالم: هم يتحدثون عن دفاع جوي.. طائرات حربية وليس فقط مسيرات..
السيد حسن نصرالله: كل شيء وارد.. كل شيء ممكن.. كل شيء محتمل.. في نهاية المطاف المقاومة تعتبر أنها معنية بأن تمتلك أي سلاح يمكنها من الدفاع عن هذا البلد وهذا الشعب في مواجهة الإسرائيلي.
* العالم: هل يمكن أن نقول إن قواعد الاشتباك الجوي مع العدو الإسرائيلي قد تغيرت الآن؟
السيد حسن نصرالله: جزء منه قد تغير، والذي قلته، أي التفعيل.. عندما تقول تغيرت يعني أننا ذهبنا إلى التفعيل.. “التفعيل في مواجهة المسيرات” هذا قرار قد اتخذ منذ حادثة المسيرات التي سقطت فوق الضاحية أي أسقطت. الضاحية الجنوبية مستوى آخر هذا متروك للظروف موجود او ليس موجود يبقى للحرب او لا يبقى للحرب.
* العالم: هناك هجمة شرسة وواسعة ممنهجة داخليا وخارجيا على حزب الله في هذه المرحلة في لبنان، وهناك من يتهم حزب الله إنه حزب ايراني وليس حزبا لبنانيا، يريد ان يقول بانه ليس لكم “انتماء لبناني وطني” ماذا تقولون؟
السيد نصرالله: هذا كلام سنسمعه كثيرا من الان حتى الانتخابات، لكن هذا الكلام قديم، يمكننا ان نقول بانه كلام فاضي ، لكني اريد ان اجيب باجابة علمية على الموضوع، لنقول ان هذا الحزب الموجود في لبنان ينتمي اليه مئة الف مقاتل دون الحديث عن المؤسسات والاطر الاخرى الاطر المدنية ، اعداد كبيرة جدًا. اذا كان هناك حزب وله اطار وقيادة ومؤسسات وتشكيلات وجمهور طويل وعريض وهو يقول انا حزب لبناني، ويتهم بانه حزب ايراني او حزب سعودي او حزب اميركي، في النهاية هناك معايير، ماهي المعايير والموازين التي تحكم على هذا الحزب انه حزب لبناني، أو حزب غير لبناني، تحت اي عنوان تريد، من ابسط المعاييران هؤلاء لبنانيون اوغير لبنانيين، قيادة حزب الله، وافراد ورجال وكوادر حزب الله ونساء وكبار وصغار كلهم لبنانيون بالمعنى الشخصي والهوية الشخصية، وحاملين الجنسية اللبنانية منذ ان وجدت الجنسية اللبنانية، ولبنانيون من مئات السنين وهم اهل هذا البلد، هذا معيار، وعادة هذا المعيار ليس كافيا، ونقول ان قيادة حزب الله التي تاخذ القرار وتقود العمليات وتديرالمؤسسات هؤلاء كوادر ايرانية وشخصيات ايرانية او غير لبنانية وبالتالي هذا حزب غير لبناني او حزب مختلط طبعا ليس كذلك. حزب الله من رأسه الى اخمص قدميه هو يتشكل من اللبنانيين واللبنانيات. المعيار الثاني وهو الاهم : معيار ان هذا الحزب او هذه المجموعة او الجماعة هي تعمل لمصلحة لبنان او لمصلحة الخارج؟ وهذا هو المعيار الاساسي، لانه على صعيد الإدعاء كل حزب يقول انا حزب لبناني وحزب وطني، المعيار الحقيقي هل انت تنتمي الى هذا البلد والى تاريخه وثقافته ونسيجه الاجتماعي؟ الجواب نعم، والمعيار انت تعمل للمصالح الوطنية لهذا البلد او لمصالح الدول الخارجية، اذن حسب هذا المعيار، هل تستطيع ان تعتبر جيش انطوان لحد جيش او حزب لبناني او منظمة لبنانية لا، هذا جيش عميل ويعمل بالكامل في خدمة الاحتلال الاسرائيلي في الشريط الحدودي المحتل في ذلك الحين، اذن هو يعمل لمصلحة العدو وتحت خدمة العدو دفاعا عن العدو ، المعيار هو المصالح الوطنية.
سوف احكي حكاية، مرة كنا على طاولة الحوار في عام 2006 قبل الحرب والكل كان موجودا، وتذكر طاولة الحوار والمجلس النيابي برئاسة دولة نبيه بري وانا كنت احد الموجودين، وصار هذا النقاش حول العلاقة مع ايران والتبعية والقرار السياسي وما الى ذلك، وانا قلت لهم جيد معيار الحزب الوطني البناني انه هل يعمل لمصالح بلده او لمصالح الدولة الخارجية؟ ، هل تستطيعون ان تاتوا بمثل واحد منذ تاسيس حزب الله في عام 1988 الى اليوم مثل واحد قام به حزب الله لمصلحة ايران وليس لمصلحة لبنان، احضروا لي مثالا، ولم يجب احد وبعد نصف ساعة وبعد انتهاء الموضوع تذكر احدهم ان هناك مثل فطالبه الرئيس بري بالتحدث، فرد قائلا خطف طائرة تي دبليو 8 من مطار بيروت، التي وقعت بالثمانينيات وادعى انها لمصلحة ايران ، اردت ان ارد عليه فطلب مني الرئيس بري ان انتظر، ورد الرئيس بري عليه وقال له: انه ليس له علاقة بالسيد فهناك شباب خطفوا الطائرة وانا تفاوضت معهم على معالجة هذه العملية ، وكان من نتائجها اطلاق سراح الاف المعتقلين اللبنانيين ولا علاقة لايران بهذا الموضوع ، فصمت هذا الشخص ولم يستطيع الرد ، وذكرت لهم اكثر من مرة اذا تذكر احدكم موقفا او اداء وسلوكا وممارسة قام بها حزب الله ليس لمصلحة لبنان وانما لمصلحة ايران فليتفضل ويذكره وهذا الامر وقع عام 2006، والان في شهر شباط 2022 اوجه هذا السؤال للكل الذين يتهمون ويتحدثون وانا ليس لدي اي مشكلة بان يتحدثوا فما يقولونه لن يقدم ولن يؤخر شيئا ولكن اذا كنا نتحدث بالمنطق فليأتي احدهم ويقول يا سيد يا حزب الله انتم فعلتم الامر الفلاني وقمتم بالامر الفلاني وهذا لم يكن لمصالح لبنانية وانما لمصلحة ايران ويضربون مثالا واحدا. اهم شيء يعبر عن علاقتنا واستنادنا بالجمهورية الاسلامية في ايران هو المقاومة ، المقاومة في لبنان هي مصلحة وطنية كبرى هي مصلحة سيادية وامنية ووجود وامن وامان وكرامة وحرية ، من يتهمونا بان هذا الامر لا يعني اننا حزب لبناني بل هو اكثر لبنانية من اي قضية اخرى، واقول بالحقيقة نحن نصنع قرارنا، وهذه مشكلة فمثلا يتصورون وفق ما تتعامل به الدول مع الاحزاب ويقارنون بالقياسات القديمة ، فعندما قلت باخر خطاب في ذكرى الشهيد حاج قاسم سليماني رحمه الله عليه ورديت على ملك السعودية ، اعتبروا ان المفاوضات بين ايران والسعودية فشلت لذلك يرد السيد نصرالله على الملك السعودي، اما بعضهم تصور ان الامور في فيينا غير واضحة، وقال وزير الخارجية الايراني اليوم التالي اميرعبداللهيان قال ان المفاوضات مستمرة مع السعودية وهناك ترتيب للعلاقات مع السعودية ، هنا بطلت حجتهم.
في لبنان احيانا يقولون هناك اختلاف بين حزب الله وايران وهناك من يقول ان هناك توزيع للادوار ليبرروا اخطاءهم لان المبدا الذي يستند عليه هؤلاء في مزاعمهم غير صحيح ، ذلك لان حزب الله قراره لبناني ويضع مصالح بلده وشعبه في عين الاعتبار بشكل اساسي، وبالتالي يمكن لايران ان تكون صديقة لهذه الدولة او تلك ونحن لا نكون اصدقاء معها ، فالصداقة مع الجمهورية الاسلامية مع دولة ما، صداقة حليفك لاتلزمك بهذه الصداقة. نحن نكون اصدقاء مع هذه الدولة او تلك انطلاقا من مبادئنا ومن حساباتنا و مصالح بلادنا ، لذلك هم يقرأون خطأ لانهم لايستطيعون استيعاب ان حزب الله هو صاحب القرار . ففي اليمن انصار الله و قيادة انصار الله هم اصحاب القرار وليست ايران التي تقول لهم افعل ولا تفعل وتملي عليهم ، وكذلك عندما نذهب للساحات الاخرى، نتيجة هذا الالتباس يحللون خطأ ويتخذون قرارات خطأ. ومن المعروف اننا بالحزب انا واخواني نقول حقيقتنا بروح تواضع، بالحقيقة الذي يجب مناقشته ما اذا كان لبناني او غير لبناني او حزب لبناني او غير لبناني هو بعض الاحزاب والاشخاص في لبنان التي تأتمر بأوامر السفارات وتلتزم بتوجيهات السفارات وتتامر على المقاومة المدافعة عن سيادة لبنان وخيرات لبنان ومياه لبنان وحدود لبنان ، انا من اريد ان اناقشك هل انت لبناني او غير لبناني ، لكننا لا نقوم بهذا النقاش لا نوجه الاتهامات ولا نقول هذا حزب امريكي هذا حزب سعودي واخر اماراتي وغير ذلك لان هذا يجعلك تشعر انك تدخل في مهاترات لا قيمة لها.
* العالم: هناك ايضا تجني على ايران ودورها ، فالجمهورية الاسلامية دائما كانت تقول عبر مسؤوليها انها تدعم استقرار لبنان وسيادة لبنان و حكومته وشعبه ومقاومته وتدافع عن حقوق لبنان في المحافل الدولية والدبلوماسية ولا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية ومستعدة لتقديم اي مساعدة تطلبها الحكومة اللبنانية في ازمتها الحالية ، بالمقابل نرى ان هناك مصطلحات عجيبة غريبة ضد ايران انها تسيطر على الدولة اللبنانية والنفوذ الايراني وما شابه ذلك
السيد نصر الله : هم لا يملكون شيئا فالفريق الذي يعادي المقاومة في لبنان ، فلنتحدث عن ما بعد عام 2005 لان قبل ذلك سيقولون الوجود السوري ومنعونا وما الى ذلك ، انتم من 2005 موجودون في الحياة السياسية بمجلس النواب والحكومة وادارات الدولة بالداخل والخارج ، فليقول هؤلاء ماذا قدموا الى لبنان وانا لا اوجه السؤال الي شخص واحد بل للمجموعة كلها التي الان ليس لديها برنامج لتقول كيف تنقذ لبنان من المشكلات التي يعاني منها بالملف الاقتصادي والمالي ولا يملكون خطة سوى الهجوم على المقاومة وحزب الله وايران واختراع شعارات ، فليقولوا ماذا قدموا من عام 2005وحتى الان ، فلتجعلوا الناس تلمس انجازا قمتم به غير الضوضاء والاتهامات والصراعات واحيانا وضع البلد على حافة الحرب الاهلية. بينما نحن نستطيع منذ 2005وحتى الان ان نذكر الانجازات الملموسة على اكثر من صعيد قدمناها الى بلادنا وشعبنا ، المشكلة لان هؤلاء الاخرين واتحدث عن اعداء او خصوم ويمكن التسامح في هذه العبارة انهم اعداء لكنهم يقومون فعلا بممارسة العداء ويتصرفون بروح العدو وعقل العدو ومصلحات العدو عندما نسألهم ما هي انجازاتهم وما هي خططهم يردون تسليم سلاح المقاومة هل هذا الذي ينقذ البلد. لا يملك شيئا اخر لتقديمه ولذلك بهذا الموضوع نحن نتوقع المزيد من هذه الشعارات الرنانة والاتهامات والشتائم وهم يعلمون ان هذا غير صحيح، اما في امتحان السيادة والاستقلال والحرية هؤلاء سقطوا منذ وقت طويل فنحن لا نحتاج ان نقول انظروا لقد سكتوا عن هذا الامر او ذلك لكن التذكير بها لا باس به ، اليوم على سبيل المثال في ملف الانتخابات النيابية او اي ملف اخر الجميع يعرف ان السفارة الامريكية تتدخل لا يوجد اسرار، فالسفيرة الامريكية تتحدث بوسائل الاعلام عن الانتخابات النيابية وتجري لقاءات مع قادة سياسيين وفي ختام اللقاء يخرجون بتصريحات انهم تحدثوا عن الانتخابات ، وفود من السفارة الامريكية تجول في البلد وتتدخل بموضوع الانتخابات، لذلك اقول بكل صدق ان السفارة الايرانية من السفير الى أصغر موظف في السفارة الايرانية لا تتدخل ولا يوجد أي جهة ايرانية تتدخل في الانتخابات اللبنانية وهذا موضوع لبناني متروك لحزب الله وهكذا عندما نذهب لبقية الشؤون ولذلك فهم لا يحق لهم الكلام لا بالسيادة ولا بالاستقلال ولا بالحرية بل ان هؤلاء أعداء المقاومة هؤلاء في الحقيقة هم يخدمون المشروع الأجنبي الغريب عن لبنان.
* العالم: نريد أن نتحدث عن سبب هذه الهجمة الشرسة على المقاومة وعلى حزب الله في لبنان ولكن مقابل إيران، هنالك أمريكا في لبنان وسماحتكم تحدثتم كثيرا عن النفوذ الأمريكي والتغلغل في المؤسسات وما شابه ذلك ونريد أن نسألكم إذا كان هنالك تقييم من جانبكم حول موضوع النفوذ الأمريكي الأمني الاستخباري العسكري في لبنان وعن هذه السفارة التي تبنى في لبنان وهي أكبر سفارة في المنطقة ماذا يريد الامريكي؟
السيد نصر الله: طبعا ان النفوذ الامريكي في لبنان موجود، ونحن لا نريد ان نشتغل بالضوضاء الاعلامية كما يعملون فهم يتحدثون عن احتلال ايراني وهذا كلام سخيف ثم نرد عليه نقول احتلال أمريكي، كلا بل نعتبر أن أحد اصدقاءنا واخواننا يقول احتلال امريكي للبنان وهذا نعتبره انتقاصا من تضحيات جميع الذين ناضلوا وجاهدوا وقاتلوا وقاوموا بالحد الادنى من عام 1982 حتى اليوم من مختلف الاحزاب والفصائل والجبهات، فلا يوجد احتلال أمريكي في لبنان، نعم يوجد نفوذ امريكي في لبنان هذا صحيح ونفوذ سياسي ونفوذ مالي ونفوذ عسكري وامني.
على سبيل المثال فيما يتعلق بالنفوذ المالي ، هل يستطيع البنك المركزي ان يتجاوز اي حدود أو ضوابط او تفاصيل تمليها وزارة الخزانة الامريكية، استسلام مطلق، ما هو النفوذ؟ هذا هو النفوذ يوجد جهة مطيعة مستسلمة وان النظام المصرفي اللبناني جميعه خاضع لقرارات وزارة الخزانة الامريكية ، وهذا معروف، من أمريكا يتلقون الامر بشطب حساب فلان فيشطب، وهم لا يناقشونه ، ياتي نائب وزير الخزانة او معاون وزير الخارجية للشؤون الكذائية المالية يجمع رؤساء المصارف والجهات المعنية بالشان المالي والنقدي ويبلغهم قراراته وهم ينفذون، فماذا يسمى ذلك يسمى نفوذ هيمنة لاأقول احتلال بل ذلك ما يسمى بالنفوذ والسيطرة، وهذا فيما يتعلق بالموضوع المالي، وهذا مثال على بعض المؤسسات المالية.
في الموضوع السياسي فله انعكاس اقنتصادي، مثلا نحن حتى مجموعة بواخر المازوت التي احضرناها كان هنالك معاناة كبيرة يقولون كيف تحضر البواخر الى بانياس من مسافة 270 كيلومتر الى منطقة البقاع ليتم التوزيع، لماذا كل هذا؟ لانه لا يمكن أن نحضر باخرة مقابل السواحل اللبنانية لا أمريكا لا تسمح فماذا يسمى ذلك؟ نسميه نفوذ سياسي وان الحكومة اللبنانية تقول لا نستطيع تحمل هذا الموضوع وهم واضحين اننا من تلقائنا اغضينا النظر عن السواحل اللبنانية، بل تمت مخاطبتنا بشكل رسمي في انهم محروجين وممكن ان تسقط الحكومة في لبنان الى هذا الحد، أن تأتي بباخرة من أجل أن تبيع مادة المازوت بسعر أرخص من السوق من الممكن جراء ذلك أن تسقط الحكومة في لبنان وهذا يعتبر نفوذا سياسيا أمريكيا.
ومثلا عند التحدث بالموضوعات الاقتصادية ما يتعلق بالاستثمارات الروسية أو الصينية ما الذي يمنع؟ الذي يمنع النفوذ السياسي الامريكي. وفيما يتعلق بالموضوع العسكري فان القوات الامريكية في لبنان لا تتواجد في لبنان فلا توجد قواعد عسكرية أمريكية، بل يوجد بعض الضباط وبعض الجنود يقومون بحراسة السفارة الامريكية أو تدريب أو مستشارين في الجيش اللبناني وهذا من المعروف موجود باعداد محدودة لكن يوجد لهم حضور دائم لدى المؤسسة العسكرية حيث يوجد أناس يجلسون في وزارة الدفاع ، ضباط امريكيون وجنرالات أمريكيون والله أعلم الى اي مستوى يتدخلون في المؤسسة العسكرية اللبنانية ، هم موجودون وهذا معروف ولا اكشف سرا.
كما أن السفيرة الامريكية موجودة دائما فاذا تم احضار مركب مائي كانت السفيرة حاضرة واذا تم جلب طائرة هليكوبتر صغيرة كانت حاضرة او تموين كانت جالسة وملتصقة بالجيش اللبناني، وذلك يعتبر أمرا ليس سويا وليس جيدا، وبالتالي بجد توجد ملاحظات عليه ويجب معالجته بشكل أو بآخر. لكن الاهم هو الموضوع الأمني فمن المعروف قديما وحديثا أن السفارة الامريكية في لبنان هي المركز الرئيسي للمخابرات المركزية الامريكية على مستوى المنطقة وليس على مستوى لبنان فقط، وهذه السفارة الأمريكية ليست مصنوعة من أجل لبنان هي من أجل المنطقة، وبالتالي لبنان سوريا والاردن وتركيا وقبرص اكثر بقليل توجد سفارة ضخمة في العراق وسفارة كبيرة في لبنان، وان دور السفارة ليس فقط لبناني، لكن النفوذ الامني وتجنيد الـCIA وتجنيد المخبرين الذي يعملون لدى المخابرات الامريكية الى ما شاء الله وهذا موجود.
ونقول أن المخابرات الامريكية التي تعمل ضمن مستوى معين مرت بمرحلة أصبحت هي السفارة الامريكية الموجودة في عوكر تجند اللبنانيين لتجمع معلومات عسكرية يحتاجها الاسرائيلي ولا يحتاجها الـCIA حيث كانت تعمل امنيا حتى في خدمة الاسرائيلي، لذلك نعم نحن أمام نفوذ سياسي وامام نفوذ أمني ومالي واقتصادي وكل من يقول نحن نريد دولة ذات سيادة يتحدث عن السيادة عن الحرية وعن الاستقلال يجب أن يواجه هذا النفوذ المخرب ، لو كان هذا النفوذ يريد أن يخدم البلد فهذا قابل للنقاش، الا أن هذا النفوذ المخرب ماذا سيقدم الى لبنان؟.
* العالم: سماحة السيد هنالك عقوبات فرضت على حزب الله على مدى السنين الماضية كان اخرها عقوبات على بعض الاشخاص اللبنانيين منهم رجل الاعمال عادل دياب وآخرين وشركة سفريات فما تأثير هذه العقوبات على حزب الله وبيئة المقاومة تحديدا؟
السيد نصر الله: اذا ادعى أحدهم ان تلك العقوبات ليس لها تأثير وانها لا تساوي الا الحبر الذي كتبت فيه فذلك نعتبره غير واقعي وهو مبالغة معنوية، وبالتالي فان تلك العقوبات تلحق الأذى على سبيل المثال، فان الكثير من هؤلاء التجار هم مظلومين في الواقع، لا أموالهم لحزب الله ولا هم شركاء لحزب الله ولا يمولون حزب الله ، يكفي أن يكونوا من البيئة ويكفي أن يكونوا مؤيدين أو اصدقاء حتى يظلموا بهذه الطريقة وبطبيعة الحال يتم الحاق الضرر بهم فالبنوك تتسبب بمشاكل بالنسبة لاموالهم ، وتجارتهم تتعطل ولا علاقة لهم بحزب الله وليس له اي اساس، بل أن ذلك يلحق الاذى بالافراد وتعطل الشركة ويصرف موظفوها والتاجر يفتش عن اساليب اخرى لمواصلة تجارته.
أما ان في زعمهم ان العقوبات تعيق حزب الله قلت سابقا ان حزب الله ليس لديه مشاريع اقتصادية ولا شركات تجارية حتى يتأثر بهذه العقوبات، من قيادة حزب الله الى كل أفراد حزب الله حتى ولا يوجد أملاك ولا أموال لحزب الله في الخارج، وان الحزب كحزب ممكن أن يتاثر كبيئة واصدقاء يتضررون وبعض الذين يتبرعون له ببعض الاموال قد يحجموا عن ذلك لكن بكل الاحوال ان حجم التبرعات التي كانت تقدم سابقا وتقدم حاليا لحزب الله ليس لها تأثير جوهري على مسير حزب الله ومسيرة حزب الله حتى تترك تداعيات سلبية وخطيرة ، لذلك الاثار نقول أنها مؤذية لبعض البيئة مما لا شك فيه لكنها لا يمكن أن تؤثر سلبا على تطور واستمرار حزب الله وذلك اثره نفسي ومعنوي اكثر مما يكون له أثرا ماديا وتحدثنا سابقا كيف جاء الامريكيون وضغطوا على المصارف، ونتذكر قبل عامين او اكثر بانه كل شخص من حزب الله لديه حساب في البنوك اللبنانية يجب ان يسحبه وتضرر هؤلاء وتحدثوا مع المصارف وردت المصارف بعدم علاقتها وتدخل الامريكان بذلك.
فأخرجوا كل من هو من حزب الله او في شبهة علاقة مع حزب الله او انتماء الى حزب الله طردونا من الـ…، انا اقول طردونا يعني بكل احترام، من البنوك وحذفوا لنا كل ودائعنا، ولما جاءت مصيبة الودائع، نحن لا نشمت بأصحاب الودائع، بالعكس نحن متألمون جدا وكثيرا منهم أهلنا وناسنا، لكن كنا نقول عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، الذين زمطت (نجحوا في استلام) ودائعهم من البنوك هم كل من تم اتهامه بالانتماء الى حزب الله لانهم تم طردهم من البنوك، اذن هنا كانت مفيدة لنا، وهذه من مصاديق عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
* العالم: هناك تفاصيل لديكم سماحة السيد عن الطلب الاميركي للاجتماع بحزب الله، كان هناك طلب من هذا النوع؟
السيد نصر الله: اكثر من مرة واكثر من وقت..
* العالم: ما كان الهدف من ذلك ؟
السيد نصر الله: انظر الامريكان هم يقولون عن انفسهم انهم براغماتيين وواقعيين، هم ليس لديهم مشكلة، هو يقول لا اتفاوض مع الارهابيين، وهو يتعاون مع الارهابيين لا يتفاوض.. هو يصنع المنظمات الارهابية ويديرها ويتعاون معها وهذا مايعترف به ترامب ويتهم به اوباما وكلينتون في صناعة “داعش” وما تعترف به كلينتون في صناعة القاعدة.. اذن هذه مواضيع اننا لا نفاوض منظمات ارهابية ولا نتصل بها هذا كلام فارغ… ومع انهم يصنفونا منظمة ارهابية، على مدى سنوات كان هناك محاولات قبل عام 2000 وبعدها وبعد احداث 11 ايلول وقبل عام 2006 وبعدها وفي الآونة الاخيرة ايضا، دائما هناك محاولة فتح قناة اتصال، وطبعا نحن لسنا مضطرين لهذا الموضوع ولا نفاخر به، نريد ان نثبت صدقيتنا، لان القنوات التي استخدموها ولجأوا اليها اكثر من قناة، الجهة الفلانية وقلنا لهم لا وذهبوا على الجهة الفلانية وقلنا لهم لا، اربع خمس جهات وسطاء من اجل ذلك، وتعرف لبنان فيه الكثير من الاصدقاء المشتركين (مع اميركا).
* العالم: ما كان الهدف سماحة السيد من هذا الطلب، خاصة الآن الحملة الاميركية عليكم كبيرة؟
السيد نصر الله: هم ليس لديهم مشكلة، ممكن ان يعمل حربا معك ويعمل عليك عقوبات وحصار ويريد ان يفاوضك بشكل مباشر ويحكي معك بشكل مباشر ليوظف كل هذا الذي يقوم به ضدك، كما يعمل مع ايران. والآن كل قصة ايران وفيينا ماذا؟ انه الاميركان يريدون من ايران اي يتكلموا معهم بشكل مباشر، هذه كل القصة الآن، اليوم فيينا واقفة عند هذه النقطة بشكل اساسي. يقول لك انا اجلس معك ولذلك هو من خلال الوسطاء صار نقاش، انه نحن لا توجد حاجة ونلتقي نحن عدوان متباعدان ، انا لا اريد ان اناقش ايها الاميركي ماذا تعمل في المنطقة وماذا تعمل في العالم، انا اكلمك لبنانيا فقط، انت تدعم العدو الاسرائيلي، كل حروب “اسرائيل” على لبنان انت تتحمل مسؤوليتها، كل مجازر “اسرائيل” بلبنان انت تتحمل مسؤوليتها، انت تعمل جاسوس بلبنان لمصلحة العدو الإسرائيلي، انا ما الذي بيني وبينك لاجلس واتكلم معك، هم ردوا علينا ان الاعداء يفتحون قنوات خلفية، بالنهاية الاعداء يتكلمون مع بعضهم، قلنا لهم اما نحن فلسنا من نوع الاعداء الذين يتكلمون معكم. هو يريد ان يفتح.. هذه مشكلة الفتحة مع الاميركان، بالنهاية عندما يجلس الاميركي معك يريد ان يقول لك واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة، يريد ان يضغطك ويريد ان ياخذك على مساومات، مساومة على اساسيات انت ليس واردا انك تتنازل عنها، حتى نتكلم بالمنطق السياسي الواقعي، فلنترك الموضوع المبدئي والاصولي والعقائدي على جهة، هو يريد ان يتكلم معك بالصواريخ الدقيقة وبالسلاح وبفلسطين وبالقدس وبالموقف من “اسرائيل” ، هو بلبنان ليس لديه مشكلة اساسية معنا بمعزل عن موضوع الاسرائيلي، حزب سياسي وعدد من النواب بالبرلمان ووزيران او ثلاثة بالدولة وعدد من المدراء العامين، ما هي تركيبة الدولة. هذا هو ما يريد، هو عرضهم علينا من سنة 2000، هو يريد ان يقول لنا انا اذا اريد ان ارفع العقوبات اذا تريد ان اعمل كذا وكذا كل الهجمة التي يعملها عليك، اذا تريد هؤلاء الذين يسبوك ويشتموك ويكتبون مقالات ان اسكتهم عنك يجب ان تعمل واحد اثنين ثلاثة اربعة، ونحن لسنا في هذا الوارد اساسا.
* العالم: ما هي هذه الواحد اثنين ثلاثة اربعة؟
السيد نصر الله: قلت كله له علاقة بالمقاومة.
* العالم: يعني تأمين الامن الاسرائيلي وليس تهديد الامن الاسرائيلي؟
السيد نصر الله: في عام 2000 بعد احداث 11 ايلول انا تكلمت بهذا الموضوع ولكن اذكّر به بإختصار شديد، جاء شخص الي وانا بعد ذلك قلت اسمه، وجاء من طرف ديك تشيني وكان نائب الرئيس، وقال نحن نشطبكم من اللوائح وقرأ لي الرسالة، وانا أخطأت خطأ وهو انا لم اقبل ان اخذ الرسالة، لهذه الدرجة كنت ثائرا! قال لي اعطيك الرسالة قلت له لا خليها معك انا لا استلم ورقة من الامريكان، بدأ يقرأ لي نشطبكم من لائحة الارهاب، اثنين نعمل اعترافا دوليا بكم مثل حركات التحرر الوطنية في العالم، الفيتو الذي وضعناه لمنع دخولكم الى الحكومة اللبنانية نحن نطلب ان يتم تمثيلكم بالحكومة اللبنانية، وفي وقتها لم نكن طالبين ذلك، وسلاحكم يبقى معكم لا توجد مشكلة، طبعا الصواريخ لا، لان السلاح لحرب اهلية لا مشكلة فيها ولكن الصواريخ لا.. حزب سياسي نعترف بكم، كتنظيم عسكري نعمل لكم معالجة قانونية ونعطيكم كذا مليار دولار، وقتها انا على سبيل المزاح قلت له تعطون لنا ام للحكومة اللبنانية، قال لي لا لك انت نعطيها لك حقائب، قلت له ماذا افعل بهذه الاموال، قال تعمروا لاننا كنا طالعين من تحرير الالفين، تعمروا المناطق التي تهدمت بسبب الحرب وتعوضوا على الناس وتعززوا شعبيتكم وتعملوا مشاريع انمائية، مليارات الدولارات، قلت له هذا الكرم ما شاء الله ما المقابل له؟ قال ابق الق خطابات ضد ”اسرائيل” لا توجد مشاكل، نحن نريد ثلاثة امور، الاول نريد موضوع فلسطين والقدس وشعب فلسطين والمقاومة فلسطينية ودعم وسلاح وتدريب وتمويل هذا يجب ان يتوقف، اثنين اي تعرض لـ”اسرائيل” يجب ان تلتزم بعدم تنفيذ أي شيء لا طلقة نار ضد “اسرائيل” ، قلت له حتى وان اعتدت “اسرائيل” على لبنان لم يستطع الاجابة.. انا عملت نقاشا معه ليس اني قلت له لا ومشيت…
النقطة الثالثة في وقتها، يريدنا ان نعمل لديه كجهاز امني في مواجهة تنظيم القاعدة.. تعرف انهم خارجين من 11 ايلول يعني، هذا کلام قديم يعني هم قصتهم معانا انا اقول لك، الان الاميرکان بالنسبة للموضوع الايراني علی جانب، يأتي حزب الله يقول يا أخي انا موضوع “اسرائيل” وفلسطين والقدس والشعب الفلسطيني والمشروع الصهيوني وغيره انا هذا الموضوع بريته بالکامل، سيقبلوا بك، يبقوا سلاحك معك، تنظيم مسلح، حزب سياسي ويمکن ان يغيروا حتی النظام السياسي بلبنان وهذا يتم الکلام فيه، وقيل في مرحلة من المراحل، يعني مرحلة من المراحل لما تم الکلام عن المثالثة انه تعرف هناك مناصفة مسلمين ومسيحيين، لما تم الکلام عن المثالثة، يعني عملياً حصة المسلمين عموماً تصير ثلثين، انه ثلث سنة ثلث شيعة وثلث مسيحيين، حصة الشيعة ستزيد حکماً ضمن اطار الثلثين وتصير ثلث انه هذا فقط لتغيير النظام السياسي أو ان هذا له ثمن؟ هذا ويأتي يقول لك تعال يا أخي انت تريد ضمانات؟ ماهي الضمانات التي تريدها؟ نحن هذه الموضوعات ليست قابلة للنقاش عندنا أساساً. يعني أي شئ يمس المقاومة وسلاح المقاومة ووجود المقاومة التي تعني الضمان الوحيد لحماية لبنان لايوجد شئ ثاني.
* العالم: سماحة السيد هناك کثير من النقاط نرجوا ان نتمکن من طرحها، موضوع ترسيم الحدود، سماحة السيد، يعني هناك قضية الموفد الاميرکي الذي جاء الی بيروت ويتحدث عن ترسيم الحدود.. هل لکم موقف من هذا الموضوع ام هو موقف الحکومة اللبنانية وانتم تدعموه؟
السيد نصرالله: شوف، انا ارجع اشرح هذا الموضوع لأن هذا الموضوع حي اليوم. نحن عشية التحرير في عام 2000، لان في ذلك الوقت قيل ان “اسرائيل” ممکن تنسحب من منطقة وتبقی في منطقة، فبالخطاب انا قلت کنا درسنا في حزب الله هذا الموضوع وکان القرار.. نحن کمقاومة لانتدخل في موضوع ترسيم الحدود، لانه بالنسبة لنا، لايوجد شئ اسمه “اسرائيل” ، لايوجد شئ اسمه حدود مع “اسرائيل” لنذهب ونکون جزءاً من الترسيم معها، نحن لانعترف بوجود “اسرائيل” وبالتالي بالمقابل هناك ارض فلسطينية وبالماء هناك مياه فلسطينية، فلذا نحن عندنا موقف مبدئي وخلفيته عقائدية بکل ما للکلمة من معنی، يعني أول مرة يمکن ان اشرحه قليلاً
فلذلك من أول الطريق قلنا نحن يا أخي الدولة اللبنانية طبيعي تريد ان ترسم الحدود، فلترسم الحدود، لکن نحن لانتدخل في ترسيم الحدود. هذا في الکلام، وقتها کان عموماً بري بحري. ولذلك لما صارت الحرکة بعد التحرير بالـ2000 ووفود وامم متحدة وعادوا.. ماکان هناك ترسيم، کان هناك تطبيق الحدود المرسومة وکان هناك بعض النقاط الخلافية ومزارع شبعا کانت نقطة خلاف مع العدو، نحن لم نتدخل ولم نقل ان هذه التلة لنا وهذه التلة ليست لنا وهذا الوادي لنا وذلك الوادي ليس لنا، الدولة ماذا تقول؛ في ذلك الوقت کان الجيش هو الذي يتابع، ما يقولون هم معنيون به. عندما جئنا للبحر، في البحر لم يکن هناك حدوداً مرسومة هذا فرقه مع البر، في البر، هناك حدود مرسومة، هناك تطبيق وهناك مواضع خلاف ميدانية، في البحر کانوا يريديون ان يرسموا الحدود. من أول الطريق نحن لم نکن معنيين بترسيم الحدود، الدولة اللبنانية هي الحدود التي تقبل بها وتقررها مؤسسات الدولة، يعني هذا القرار لايأخذه واحد في الدولة اللبنانية، هذا موضوع سيادي له علاقة بالمساحة، له علاقة بمياه لبنان والمنطقة الاقتصادية وغيره. فما تقرره الدولة اللبنانية وتقول هذه حدودنا، تکون تلك حدودنا وانتهی. انا کمقاومة، التزم بهذه الحدود ولکن لا أتدخل في ترسيمها ولذلك، دعني أضيف.. حقيقة نحن کثير من سألونا خلال فترة قلت لهم حقيقة نحن داخل حزب الله رغم انه لدينا مؤسسات معنية بنقاشات من هذا النوع، عندنا معلومات، وعندنا خرائط وعندنا وعندنا وعندنا.. لم نعمل نقاشا داخليا يقول حدودنا البحرية أين. بجد أقول لم نعمل نقاشا داخليا، يعني انه انت تقول لي انتم تؤيدون خط 29، تؤيدون خط 23، مابينهما، أقول لك نحن أصلاً لم نعمل هکذا نقاش لاننا لانريد ان نعمل هکذا نقاش، نحن نعتبر حالنا اننا لسنا معنيين بهذا النقاش لا من قريب ولامن بعيد. الان، هناك مسألتين، کمواطن لبناني مثل أي لبناني، ارغب واحب مثل کل اللبنانيين انه کم تکون المساحة التي يتم تحريرها من خلال هذه المفاوضات القائمة ، کبيرة وواسعة يکون أحسن هذا شئ طبيعي ومنطقي لکن عندنا قيد، لان هناك کلام عن بعض الطروحات ليس اسمه ترسيم حدود، نحن عندنا قيد اسمه أي شبهة تطبيع أي شبهة تعاون، أي شبهة تنسيق مع العدو، نحن طبعاً ضدها ومن الان نعلن اننا ضده، الان، المصاديق يکون فيها نقاش، انها هذه تشکل نوع من انواع التطبيع ام لا، لکن هذا قيد، لان هناك قرار رسمي لبناني، أليس کذلك، نحن لانفرض رأيا. قرار الحکومة اللبنانية حتی الان وان شاء الله تبقی ثابتة علی هذا الموقف، قرار الدولة اللبنانية انه لايوجد تطبيع مع العدو، فاذا الذهاب الی أي خيار فيه تطبيع أو شبهة تطبيع طبعاً نحن کلنا نکون ضده، غير هذا نحن لانتدخل.
* العالم: سماحة السيد، اريد ان اغتنم الفرصة قبل الفاصل، اتحدث عن الورقة الکويتية التي قدمت للبنان وکان هناك رد للبنان. ما موقفکم من تلك الورقة بشروطها الـ12، خاصة 1559، النأي بالنفس والعدوان اللفظي علی دول مجلس التعاون؟
السيد نصرالله: انظر، الان، نحن في وقتها بالحقيقة لم نحب ان نعلق، لم يطلب احد منا جواب، الجواب مطلوب من الدولة اللبنانية، من المسؤولين اللبنانيين، هم تداولوا مع بعضهم بعثوا جواب وينتظرون الاجابة العربية ولذلك خلال الفترة الماضية نحن لم نعلق لأننا لم نکن معنيين بأن نجيب علی هذه الورقة، لسنا الجهة التي أرسل اليها هذه الورقة لتقدم اجابة عليها، لکن انا احب ان اعلق تعليقا عاما علی الورقة، يعني علی هذا الموضوع بالشکل وبالمضمون. بالشکل، لبنان بالنهاية دولة ونقول دولة وذات سيادة ونطمح ان تکون ذات سيادة، لايصح ان يأتي أحد ويريد ان يملي عليها املاءات، يعني يتکلم عن الشکل، يعني انه هناك 12 نقطة هيّا اجيبونا ولديکم 5 أيام فرصة، هذا ليس جيداً. هذا أول شئ، هذا بالشکل. أريد ان اقول اکثر من هذا. اثنان، مرة تأتي وتقول في هذه الورقة يا دولة لبنان يا حکومة لبنان هي مسودة نريد ان نحاورکم حولها. نحن دول عربية عضو مجلس التعاون الخليجي وحريصين علی لبنان ونحب لبنان فهناك نقاط نحن لدينا وجهة نظر فيها ونعتقد ان هذه المطالب نريد ان نطالبکم فيها، فمن المفيد ان نعمل حوارا ونعمل آلية حوار لبناني – عربي أو لبناني – خليجي. نحن ليس لدينا مانع أن يعقد حوار من هذا النوع، لأن نحن لانريد ان نأخذ موقفا سياسيا أو نتظاهر أو نقول الدولة اللبنانية لايجب ان تعمل حوارا لبنانيا عربي أو لبنانيا خليجيا، لا بالعکس، ليعملوا حوارا، حتی لبناني سعودي، لبناني اماراتي وما يريدوه. لان الحوار، لامشکلة مع الحوار، هذا أيضاً بالشکل کان أفضل ان کان يطرح هکذا، لا أن يعمل أحد امتحانا للثاني ويطلب ان يرد له الامتحان، ويجيب بهذه صح وتلك لا، هذا الموقع من لبنان، غيرمناسب. طيب.. عندما نأتي الی المضمون نحن نفضل ان يتم حوار، ان الدولة اللبنانية تعمل حوارا، اذا اريد منا ان نکون جزءاً من الحوار سيکون قابلا للنقاش يعني انا واخواني لم نخطو کثيراً مع هذه الفکرة. لماذا اقول انا حوار، لأنه…
* العالم: حوار علی النقاط الموجودة…
السيد نصرالله: وينضاف اليها، انه لبنان ليس فقط متلقي، يعني علی سبيل المثال، طيب تقول التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج (الفارسي) او للدول العربية، جيد. تفضلوا نجلس ونتکلم، انا لدي سؤالين، طيب بالورقة لايوجد وقف التدخل السعودي في لبنان، هل هناك من يناقش انه هل يوجد تدخل سعودي في لبنان او لا؟ کل العالم يعلم ان هناك تدخل سعودي ولانريد ان نضيع وقت الحوار، السعودية تتدخل في لبنان، الامارات تتدخل في لبنان، دول خليجية اخری تتدخل في لبنان، دول عربية تتدخل، العالم يتدخل. طيب لما انت تطلب من لبنان او من اللبنانيين أو من جهة لبنانية انه لاتتدخل في لبنان وانا من الان اقول لك نحن لم نتدخل لا بالامارات ولابالسعودية نتدخل ولا في أي دولة من هذه الدول نتدخل، اذا کان موقفنا الی جانب الشعب اليمني الذين هم عاملين عليه حرب وليس تدخلا في شؤونه، عاملين عليه حرب طاحنة، انا هنا أساند الشعب المظلوم اليمني، انا لا اتدخل بالشأن السعودي انت الذي ذهبت الی اليمن وتعتدي عليه ليس انه هو آت الی السعودية وانا اتدخل بالشأن السعودي. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية، لکن اريد ان اسلم يا أخي، حسناً تهمة انه انتم تدخلوا، طيب انتم أيضاً تتدخلوا، هکذا تکون لبنان دولة محترمة وسيدة ومستقلة. تريدون لبنان واللبنانيين وأي جهة لبنانية لاتتدخل بشؤونکم الداخلية، عظيم أيضاً لاتتدخلوا بشؤوننا الداخلية. هذا منطق عاقل ومسؤول ومنطقي أم لا؟ کل دول العالم کذلك، طيب.. انتم تريدون ان لايتدخل لبنان بشؤونکم الداخلية، هذه النقطة الثانية انتم لاتتدخلون فقط في شؤون لبنان الداخلية بل تتدخلون بکل الشؤون الداخلية بالمنطقة، تتدخلون بسوريا ولازلوا يتدخلون.. انتم في سوريا عملتم حرباً لعشر سنين. ألا يسمی هذا بتدخل؟ بالعراق کل ساعة تتدخلون، في ليبيا تتدخلون، في تونس تتدخلون، باليمن تتدخلون بالحرب وبالسياسة، بالسودان تتدخلون وهذا معروف، طيب، الذي يريد ان يطلب من الدولة اللبنانية او حزب لبناني ان لايتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الاخری، عليه ان يبدأ بنفسه أولاً، هذه نقطة للنقاش، يعني انا اذا اکون لبناني اريد ان افاوض لاتوجد مشکلة تعال أعمل اتفاق معك، لاتريد ان اتدخل انا في شؤونك الداخلية التي انا لاأتدخل فيها، قابلة للنقاش، انت أيضاً لاتتدخل في شؤوننا الداخلية كلبنانيين، هل يقبل ام لايقبل؟ نحن لايجب ان نکون جهة فقط يملی علينا، مثلاً هذا واحد. اثنين الأذی اللفظي، الأذی الذي يلحق بالدولة اللبنانية وبالشعب اللبناني وبالمسؤولين اللبنانيين من رئيس الجمهورية اللبنانية وانزل، من قبل وسائل الاعلام الخليجية والصحافة الخليجية والجيوش الالکترونية الخليجية، لم نراها بالورقة، رأينا انه ممنوع أن يتنفس أحد في لبنان، ممنوع أن يفتح أحد فمه في لبنان، ممنوع أن يتکلم أو يکتب أحد في لبنان أي کلمة، ولکنهم ماذا يعملون، لا هذا کذلك يحتاج الی نقاش.
وصولاً الی موضوع المقاومة والقرارات الدولية، انا اذا جلست مع العرب اقول لهم طيب لنقول ان موضوع سلاح المقاومة و1559، طيب اليس لبنان في دائرة تهديد، أليس لبنان في دائرة الخطر، وهذا موضوع الحدود البحرية والنفط والغاز وغيره والتهديدات الاسرائيلية ما هو البديل الذي تقدمونه؟ يعني انتم کدول خليجية أو عرب ما هو بديلکم؟ نحن نحمي بلدنا، قدموا لنا بديلاً، في الحقيقة لأنهم هم ليس لديهم منطق وليس لديهم بدائل وليس لديهم خيارات، هم کل الذي يريدونه تحقيق المطلب الامريكي الذي تكلمت عنه بداية الحوار، كل المطلوب في هذه العملية كلها، هو انه بعد ان جربوا الحرب العسكرية على المقاومة في لبنان لم تؤد الى نتيجة، وجربوها في 2006، العمل الامني لم يقف ولا يوماً من الايام، ولم يتمكنوا من وقف تطور المقاومة، ولم يحصلوا على نتيجة من خلال الضغط السياسي، فذهبوا الى الموضوع الاقتصادي، والموضوع المعيشي، يحملون حزب الله المسؤولية ومن ثم يقولون للبنانيين، هل تريدون خبزاً ، عليكم تسليم سلاح المقاومة، الأمر يأتي في هذا السياق. نحن كحزب الله ليس لدينا مانعاً ان تكون الحكومة اللبنانية في اطار حوار لبناني خليجي، حوار لبناني عربي، نتكلم معهم بالمنطق ونناقشهم بمصالحنا ومصالح لبنان الوطنية.
* العالم: برأيكم هل عرضت هذه الورقة للنقاش، أم للفرض؟ بمعنى ان لم تنفذوها فسيكون هناك عقوبات؟
السيد نصرالله: ان العقوبات موجودة ولم يبق شي يفرضوا عليه عقوبات، اي شيء بامكانهم العمل عليه، فعلوه، انا الذي اعرفه انه قيل لنا هذه الورقة ردوا عليها، ولم يقولوا تعالوا إلى طاولة المفاوضات والنقاش.
* العالم: فيما يتعلق بقرار الرئيس سعد الحريري، العزوف عن الترشح للانتخابات، وتعليق العمل السياسي مع تيار المستقبل، هل ترى بهذه الخطوة تأثير ما على الواقع الانتخابي وعلى المشهد السياسي في لبنان؟ وهل هذا سيترك فراغاً وسيضرب الاعتدال السني في لبنان لصالح التطرف؟
السيد نصرالله: اولا نحن لن نصدر بياناً ولا موقفاً، حيث اصبح الجو اشبه بالمزايدات بعد اعلان الرئيس سعد الحريري موقفه، لكن نحن من خلال بعض الاصدقاء المشتركين كان هناك تواصلاً معه خلال الايام التي كان متوجداً هنا، وانا بعثت مع صديق مشترك قبل ان يعلن عن قراره باعتبار نحن عرفنا بقراره، باننا نتمنى ان تعيد النظر، واذا كنت مصراً على ذلك، فهذا امر مؤسف، لأن فرص التعاون كانت قائمة وتبقى قائمة مع تيار المستقبل، وفي الحكومات التي كنا معاً سوية قد تعاونا بشكل جيد وكبير، كما رشحناه لرئاسة الحكومة. ولم نتكلم شيئاً في الاعلام، كي لا يقال بان حزب الله يجامل او ينافق، مع ان الحزب لا ينافق احداً، او ان حزب الله يريد ان يستغل او يقطف او يأخذ مساحة من الساحة السنية، كما قيل، تعقيباً على بعض المواقف. ونقول ان هذا قرار مؤسف، وكنا نتمنى أن لا يحصل، ولكنه حصل، فهل له تأثير على الانتخابات، نعم بطبيعة الحال غياب تيار كبير كتيار المستقبل له تأثير كبير على الانتخابات وليس محدوداً. وحتى الان فان المشهد غير واضح، ونحن علينا ان ننتظر بعض الوقت كي يتبين المشهد، الى اين ستذهب الامور في لبنان مع انسحاب تيار المستقبل من الانتخابات النيابية.
حول موضوع الاعتدال، والقول بان هذا سيفتح باب التطرف، انا ارى فيه مبالغة كبيرة، عموماً اخواننا اهل السنة في لبنان طابعهم العام له طابع اعتدال، لهم ثقافتهم وتركيبتهم، حالات التطرف التي جاءت، كانت محدودة وحتى يمكن القول انها معزولة، ولذلك فان الخوف ليس هنا، بان السنة في لبنان ينتقلون من الاعتدال الى التطرف، لا ليس هكذا، بل الخوف هو عندما يحدث انسحاب بهذه الطريقة وبتيار كبير بهذا المستوى، فانه يترك مستوى من الاحباط، ومستوى من الانكفاء عن الفعالية السياسية العامة في البلد، ويترك تأثيرات على التحالف وعلى الصيغة السياسية تركيبية جديدة، نعم لها تأثيرات، ولكن ان يأتي احد ويتهم اهل السنة في لبنان بان هناك قائدا سياسيا او تيارا سياسيا قد أنكفأ عن الانتخابات، ربما يعود الى العمل السياسي، ان هذا سيحول الساحة الاسلامية السنية في لبنان الى سيطرة الجماعات المتطرفة أو التكفيرية وما شاكلها، فان هذا غير صحيح، وحتى اذا كان له محل فهو مبالغ فيه. لدى اهل السنة قيادات وعلماء وأطر وجهات وقامات، ولهذا من هذه الناحية نحن لسنا قلقين.
* العالم: في موضوع الانتخابات، مشروع حزب الله والعنوان الانتخابي الذي سيخوض على اساسه الانتخابات خاصة ان هناك حملة شرسة من قبل الخصوم والاعداء يحملون مشروعاً انتخابياً تحت عنوان ضرب حزب الله ونزع سلاح المقاومة، كيف ترون المشهد الانتخابي يا سماحة السيد؟
السيد نصرالله: نحنا كما في الانتخابات الماضية وقبلها، حتى الشعار الذي يعدوه اخواننا يعلن عنه بشكل رسمي، مثلا “معاً نبني” و”سنبقى نحمي ونبني” و”معاً، او دائماً”، وشي من هذا القبيل، باعتبار انه نص اساسي كي يعتمد عليه، نحن اصل عنوان حضورنا في المجلس النيابي وفي الانتخابات النيابية كان دائماً ينطلق من اسس واضح وثابتة. العنوان الاول والاساس الاول، كنا نقول “حماية مشروع المقاومة” و”حماية مجتمع المقاومة” وهذا الامر قائم الان، بل بالعكس اليوم الشعار المرفوع من قبل العديد من الجهات التي تعمل على الانتخابات والدول الممولة لها هو الحرب على المقاومة، يمكن هذا العنوان لم يكن واضحاً كثيراً في 2018، او في 2009، أو أو، لكن في هذه الانتخابات واضح جداً، هناك اناس علناً تقول ان مشروعها الانتخابي تنفيذ القرار 1550، انا مشروعي الانتخابي نزع سلاح المقاومة، انا مشروعي الانتخابي كذا، هذا معناه ان القاعدة القديمة هي اليوم نحتاج اليها اكثر، وبالتالي نرى في الانتخابات النيابية هجمة عنوانها “العدوان على المقاومة ونزع سلاح المقاومة ومحاصرة المقاومة”، بالمقابل يجب ان تقول “حماية المقاومة”، لكن هنا في الحقيقة هي حماية المقاومة التي تحمي البلد، لاننا لسنا غرباء عن البلد ونقول تعال يا شعب لبنان او الناخبين في لبنان واحمونا، هذه المقاومة التي تحميكم انتم محتاجون ان تحصنوها سياسياً داخل البرلمان والحكومة والدولة والرأي العام. هنا يأتي عنوان اساسي، نحن دائماً بمعزل عن الاغلبية والاقلية، دعنا نذهب على عنوان اخر، يهمنا كثيراً ان يكون هناك اصدقاء للمقاومة كثر في المجلس النيابي، بان هذا يشكل تحصيناً، في المجلس النيابي اليوم لايوجد في 8 آذار او 14 آذار، فقد انتهى منذ وقت طويل، وحتى الذهاب الى موضوع المقاومة، هناك اصدقاء للمقاومة وهناك خصوم للمقاومة، وهناك ناس حياديين، يعني في موضوع المقاومة ليس لديه مشكلة، لا معها ولا ضدها، فلذلك من الخطأ العمل والمحاولة الان بان هناك معسكرين، وان الانتخابات ذاهبة اما مع المقاومة او ضد المقاومة، لا هناك اناس مع المقاومة ويجب ان يدافعوا عنها، وهناك اناس ضد المقاومة معلنين هذا الموضوع علناً، فيما هناك اناس حياديين يقولون ان كانت المقاومة موجودة نتعايش معها او غير موجودة لا يهم، هؤلاء نحن لا نصنفهم خصوم، ولا نعتبرهم خطراً على المقاومة. هذا صنف غير اصطفاف 8 أو 14 آذار مع حزب الله او ليس مع حزب الله، او غالبية واقلية واكثرية وتشكيل حكومة، اذا كان هذا العنوان الاول، فان العنوان الثاني هو ما نقوله دائماً ان حضورنا في المجلس النيابي حتى نستطيع من خلال القوانين والتشريعات نخدم مصالح الناس وكيف نرفع الاذى عنهم ونخفف الضرر عنهم، ودفع مفسدة، وهذا ما نعمل عليه في البرلمان منذ سنين مضت، وبالتالي حضورنا في البرلمان له تأثير على انتخاب الرئيس وله تأثير على تكليف رئيس الحكومة وله تأثير على تشكيل الحكومة. وان كل هذا يخدم هدفين، الهدف الاول: حماية المقاومة والتي هي ضمانة البلد في مواجهة التهديد الاسرائيلي والاطماع الاسرائيلية، والهدف الثاني: هو الموضوع الداخلي الذي يرتبط ببناء الدولة وبالوضع الاقتصادي والمعالجات وبالقوانين التي هي تحقق مصالح الناس ولذلك عنواننا هو “نحمي ونبني” وهذا بالخلفية.
* العالم: طيب فيما يتعلق بالمراهنة على خسارة حزب الله الأكثرية مع حلفائه في البرلمان و بأن هذا سينتج تتغيرا سياسيا في البلد وأنه سيكون هناك رئيس جمهورية و برلمان وحكومة معادية للمقاومة، وعندها سيكون هناك إنقاذ للبنان كما يقول الخصوم.
السيد حسن نصرالله: هذا فيه الكثير من المبالغات، أولا في تقدير المشهد أنا لا أوافق أن يتعجل أحد ويتكهن بنتيجة الانتخابات من الآن أنه ماذا ممكن أن تكون، لأن أمام هذا الموضوع زمان، ولو كانت أشهر قليلة، يجب أن نرى انسحاب تيار المستقبل ماذا ستكون تأثيراته على الساحة السنية، أن نرى طبيعة تحالفات كيف ستتركب اليوم، مثلا السفارات عوّلت كثيرا على الـ”NGO”، وبدأوا يصلوا إلى نتائج جزء كبير منها وهم، وأنا مرة نقلت “نكتة” -ولا بأس أن نلطف الجو- أنا الإخوان يأتون لي بجزء من تفاعلات مواقع التواصل الاجتماعي، أنا رأيت دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا أتذكر الآن ماذا كان الموضوع ولكن كان أحدهم قد أتى من الخارج-أي وفد أجنبي- وهم كانوا ينوون أن يطالبوه بتنفيذ القرار 1559.. نزلت عشرين “NGO” أو جمعية دعوة للاعتصام بالمكان الفلاني، -لم أحفظ تلك الأسماء- أنا رايت الدعوات وعناوين تلك الـ”NGO”.. ولكن كان عشرين عنوانا لتلك الجمعيات، عشرين لوحة، قلنا طيب.. لنرى كم سيحضر؟ العشرات؟ المئات؟ الآلاف؟ يعطون فلوس للـ”NGO”، وهناك حكي أن مئات ملايين الدولارات خلال سنتين أو ثلاثه أنفقت على هذه الـ”NGO” على هذه الجمعيات، في اليوم التالي أتى الإخوان لي بالصورة لذلك الاعتصام، عشرين شخصا كانوا فقط.. رجال ونساء.. وكلبهم معهم.. أي عشرين شخصا برفقة كلب. عفوا.. لم يكونوا عشرين شخصا.. عشرين جهة داعية.. والأشخاص كانوا 16 أو 15 شخصا.. وكلب. أنا ضحكت وقلت يبدو أن جمعيتين أو ثلاثة يملكهم شخص واحد، والأقل كان من المفترض أن يأتي عشرون شخصا على الأقل ليمثلوا تلك الجمعيات، نحن لدينا معلومات أن الكثير من الجلسات عقدت في السفارة الأميركية بالآونة الأخيرة، وكانت هناك “بهذلة” من السفير الأميركي لهذه الجمعيات أننا أعطيناكم أموال و فلوس وما طلع منكم شيء ولم تعملوا شيئا.. بكل الأحوال هناك مبالغات في موضوع “NGO” وتأثيرها على المجتمع المدني، ومن ثم الذين أتوا اليوم ويريدون تمثيل المجتمع المدني هم كانوا سياسيين و أولاد سياسيين وخط سياسي، واتهامات عليهم إلى ما شاء الله، هؤلاء يريدون أن يحدثوا تغييرا؟ فيجب ألا نسبق، أنا مع أن نكون واقعيين حتى تطلع الصورة بشكل أوضح، ولكن.. أغلبية وأقلية وما شاكل.. فكل واحد لديه هدف، وليس في ذلك أي مشكلة.
في كل الأحوال بمعزل عن الأغلبية والأكثرية فإن موضوع المقاومة و سلاح المقاومة وموضوع القضايا الأساسية بالبلد أنه نحن أغلبية بأربع أو خمس نواب أو أقلية بأربع أو خمس نواب أو عشر نواب أو أكثر .. أحكي كجماعات وائتلافات.. هذه لا تحدث تغييرا جوهريا، مثلا في انتخاب الرئيس هات بثلثين وانتخب الرئيس الذي ترغب فيه، صحيح أم لا؟ فموضوع سلاح المقاومة أكبر بكثير من قصة أغلبية أو أكثرية بـ4 أو 5 نواب، لذلك الرهان على هذا الموضوع غير مجد.
* العالم: نشهد اليوم تصعيدا في الاعتداءات الصهيونية على فلسطين والشعب الفلسطيني، في النقب وحي الشيخ جراح، وهناك خطط الهدم والاستيطان والاعتداء والاعتقال.. واليوم كان هناك حدث وهو شهادة ثلاثه من كتائب شهداء الأقصى في مدينة نابلس برصاص الاحتلال الإسرائيلي، كيف يمكن إجمال الموقف فيما يتعلق بهذه الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني؟
السيد حسن نصرالله: أولا أود أن أتوجه إلى عوائل الشهداء والقيادة في كتائب شهداء الأقصى بالعزاء، عادة في الشهداء نحن نعزي بفقد الأعزاء ونبارك لوسام الشهادة، نعزيهم ونبارك لهم، لكن الحادثة مؤلمة جدا.. طريقة القتل.. أنا شاهدت الفيلم اليوم.. هو اعتداء واضح من قبل الإسرائيليين، هذا يأتي في السياق العام القائم منذ مدة، اليوم حكومة العدو هذا رئيس الحكومة الحالي هو يريد حتى أن يزايد على نتنياهو أيضا، فكل كلام عن مفاوضات جديدة إسرائيلية فلسطينية.. مفاوضات سياسية ليس لديه من محل.. كل الكلام حتى عن حل الدولتين ليس له محل.. فـ بينيت يقول أنا إذا كنتم تريدون إجراء مفاوضات أو أن أحدا إن أراد أن يفرض علينا مفاوضات عن حل الدولتين أنا سوف أسقط الحكومة، فهو يقول ليس وارداً أن أكون أنا رئيس الحكومة وتكون هناك خطوة واحدة في هذا الاتجاه، طبعا الأميركي هذا ليس جزءاً من أولوياته، فالأميركي مشغول في أوكرانيا والصين وأماكن أخرى.. في فيينا.. فليست فلسطين موجودة على اللائحة، وإذا كانت موجودة فهي في آخرها، قصة الملف الفلسطيني والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.. نعم كل ما تريده حكومة العدو من السلطة الفلسطينية انه تعطيها اموالا مقابل التنسيق الامني، وليس هناك اكثر من ذلك، الملف السياسي السلطة ومسؤوليها وقياداتها كلهم يعلنون بشكل واضح، انه ليس هناك افق مسدود بالكامل. عندما يكون الافق مسدودا بالكامل، هذا سوف يعزز ولا يؤسس، بالعكس هذا الخيار موجود، يريد ان يعزز خيار المقاومة وباتجاه الضغط على الاسرائيليين ومواجهة الاسرائيليين، خصوصا انه يستمر بمصادرة الاراضي والمستعمرات وتهويد القدس والاف المباني السكنية في القدس وفي البلدات المحيطة بالقدس، ومستمر بالظلم واعتقال المزيد من الفلسطينيين، وملف الاسرى (العامل الضاغط على الشعب الفلسطيني) مستمر بهدم البيوت، وفي كل الاحوال هذه المعطيات الميدانية تجعل امام الشعب الفلسطيني ايا كانت خياراته وخلفياته الفكرية السياسية ليس له خيار سوى موضوع المقاومة والمواجهة. أ
ان المواجهة الفلسطينية اصبحت تاخذ اشكالا متعددة، خصوصا، من معركة سيف القدس الى اليوم واضح في الضفة الغربية، هناك حراك متقدم اكثر من السنوات الماضية وهذا ما يقلق العدو الاسرائيلي، ولذلك هو يزداد قسوة، لكنه في كل الاحوال هو قاسي جدًا في التعاطي مع اهل الضفة.
* العالم: معادلة الاعتداء على القدس هو اعتداء على محور المقاومة او رد محور المقاومة مازالت موجود سماحة السيد؟
السيد نصرالله: طبعا مازالت موجودة المعادلة لم تعلن ونحن قمنا بمحادثات مع قوى اساسية بالمنطقة حولها، وهذا موضوع نحن نعمل له بشكل جدي ويومي.
* العالم: الى جانب فلسطين هناك تطبيع سماحة السيد، هرتزوغ وبيني غانتس، يزوران الامارات والبحرين وهناك مسار تطبيع، ترى بان هذا الاندفاع في مسار التطبيع الى ماذا يخدم وماهي النتائج التي يتوخاها المطبعون في هذا الموضوع؟
السيد نصرالله: ماذا يريد الاسرائيلي من عملية التطبيع، يريد فلسطين ان تكون له ودولته، هذا مايفكر به القادة الاسرائيليون، يريدون ان يقنعوا به المجتمع الدولي لانه في المجتمع الدولي في مكان ما هناك موضوع حل الدولتين بمعزل عن حدود الدولة الفلسطينية وحقيقة الدولة الفسطينية، دولة لها مساحتها متصلة جغرافيا لها سيادة لها سماء وميناء ومطار ولها جيش هذا بحث ثاني، لكن مبدأ الدولتين، الاسرائيلي اذا استطاع ان يعبر عن مبدأ الدولتين ويقول خلص الحل هو في “اسرائيل” على كامل فلسطين التاريخية، غزة مسامحين فيها يا اهل غزة اعملوا فيها دولتكم هناك، والضفة الغربية ليس هناك وحدة جغرافية بالضفة الغربية في سلطة حكم اداري ذاتي، يعني بلدية موسعة وليس اكثر من ذلك، وغير متصلة جغرافيا والسلام هذا الحل في ذهن الاسرائيليين، طيب الشتات يتوطنوا في الخارج يعطونهم جنسيات، غير ان بحث التوطين بالبلدان المتواجدين فيها، نرى ان هناك كثيرا من دول العالم تقدم ترغيبا للفلسطينيين حتى يهاجروا اليها ويعطونهم جنسيات وبيوتا وفرص عمل والى ماشبه ذلك، حتى بالتدريج اولادهم واحفادهم خلص يصبحوا من اهل البلد، وينسوا فلسطين. وهذا الموضوع حتى الان لم يحصل لان احد اسبابه الرئيسية، هو تمسك الشعب الفلسطيني الموجود في الشتات والموجود في الداخل الفلسطيني، وليس فقط في داخل الضفة والقطاع، حتى الداخل في 48 الذي كان البعض يراهن بان هؤلاء طبعوا واتت اجيال بالنسبة لهم فلسطين انتهى، تجربة سيف القدس اثبتت العكس تماما.
الاسرائيلي مشروعه ان الامور تسير بهذا الاتجاه وبالتالي انا عندما اذهب للتطبيع مع الدول العربية واشكل علاقات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية ، الشعب الفلسطيني ليس معه احد وليس قادرا على فعل شيء وانا لم افتح له ابواب ، يجب ان يرضى مثلما قال لهم ترامب في صفقة القرن ، يجب ان يرضوا بالفتات الذي يقدمه لهم الاسرائيلي ، ولا يوجد فلسطيني يمكن ان يرضى بالفتات الذي يقدمه الاسرائيلي له. الاسرائيليون يلعبون لعبة الوقت، لعبة اليأس والاحباط لذلك هنا هم يريدون ان يستفيدوا من التطبيع، طبعا اذا يراهنون بان التطبيع يستطيع ان يشكل حلفا يستطيع ان يواجه محور المقاومة، فانه غلطان كما قلت في بداية المقابلة، بالعكس هذه الدول تشكل عبئا عسكريا على ” اسرائيل” واميركا، هي لاتشكل عونا لانها هي تريد من يحميها ويدافع عنها ويساعدها، لذلك انا برأي التهديد الحقيقي من خلال التطبيع هذا ان يوصل الشعب الفلسطيني الى اليأس والاحباط وبالتالي اما التخلي او القبول بالفتات وهنا يستخدم التطبيع، لذلك هم يخاطبون الشعب الفلسطيني.
انا ارى حتى في المظاهرات التي تحصل احيانا بالقدس او الخليل ياتي بعض المستوطنين ويبداون يخطبون بمكبرات الصوت ويقولون للمعتصمين العرب باعوكم ، نحن الان بدبي وبالمنامة وسوف نذهب الى الرياض وهذا
كله في سياق هذه المعركة، الهدف الرئيسي من التطبيع هو ان يصل الشعب الفلسطيني الى اليأس الى الاحباط الى الاكتآب الى الاحساس الكامل بالهزيمة الى التخلي.
بالمقابل الشعب الفلسطيني مصر ومصمم ويتحمل التضحيات وهو شعب جبار، وبالمقابل الشعوب العربية حتى الان مازالت في نقاش، وترى على مواقع التواصل هناك تغريدات مؤيدة للتطبيع، هذا يحتاج الى تدقيق لان هناك جيوش الكترونية، ونرى افلام وثائقية عن قاعات واسعة في السعودية وفي الامارات لالاف الطلاب الجامعيين امامهم الحاسوب، يعطونهم تعليمات بانه مئة الالف مئتا الف مليوني الف ايدوا وهي توجيه من السلطة، حتى الان ليست هناك مؤشرات للتطبيع الشعبي مثلا في البحرين هناك تظاهرات شعبية ولو السلطة تسمح للشعب البحريني كله حتى الذي ليس ضد السلطة بالمعنى السياسي الداخلي، لو يتاح له ان يعبر عن رأيه لرأيت فيه مظاهرات بالشوارع بالبحرين، في الامارات ان فلانة تريد ان تدرس بالجامعة الاسرائيلية وفلان وفلان هذه حالات محدودة حتى في الامارات ليس هناك احد قدم دليلا على ان الشعب الاماراتي منسجم مع التطبيع او مؤيد له، لكن حتى لو افترضنا ان بالامارات انسجموا لكن في البحرين لا ينسجمون حتى داخل المجتمع السعودي بمعزل عن الاختلاف السياسي معاهم، هؤلاء الذين يريديون ان يرجعوا لهم خيبر، طيب هذه مصر والاردن وشمال افريقيا والعالم الاسلامي اندونيسيا وماليزيا وافغانستان وايران والعراق باكستان والهند ماذا يعني ان العالم الاسلامي هو الامارات والبحرين؟ ، كلا كل واحد له حجمه.
وايضا في المقابل يجب ان نقف امام ظاهرة مهمة جدا التي عبر عنها الرياضيون والفنانيون والاقتصاديون ورفضوا لذلك رأينا شبابا وبنات كبار السن وصغار السن عرب ومسلمين على مستوى العالم الاسلامي كله، ان الشاب اغلى امنيته ان يحصل على الميدالية الذهبية في المسابقة العالمية الفلانية وعندما يصل الى الطريق ويجب ان يتنافس مع الاسرائيلي ينسحب من اجل فلسطين، هذا الحقيقي، اما ماتراه على مواقع التواصل هذا خداع، الحقيقي هو هذا قبل ايام عمل لهم تكريم وتقدير بلبنان، ونحن دائما نوجه لهم ولامثالهم كل تحيات الاجلال والاكرام وهذا موقف شريف ومقاوم.
* العالم: ايضا هناك موقف لافت للجزائر فيما يتعلق برفض الكيان الاسرائيلي كمراقب في الاتحاد الافريقي هذا الموقف ايضا كان له صدى على مستوى المعادي للتطبيع وضد التطبيع؟
السيد نصرالله: طبعا هذا موقف مشكور جدا وهذا هو المتوقع من دولة الجزائر التي تحاول ان ترجع بان تحضر بشكل جيد بالقضية الفلسطينية، عنوان القمة التي اختارته وبالتالي هي تحرج باقي الدول العربية بإعطاء عنوان القمة لفلسطين، الجهد الذي تبذله لجمع الفصائل الفلسطينية والوفود التي ذهبت للجزائر وعقدت لقاءات حول هذا الامر ، نحن نشهد عودة ما لدولة مهمة ومؤثرة في العالم العربي وهي الجزائر على الملف الفلسطيني وموقفها بموضوع الاتحاد الافريقي موقف عظيم ويبنى عليه، والجهد الذي تبذله الجزائر فيما يخص موضوع سوريا وترتيب العلاقات وعودة سوريا للجامعة العربية ايضا موقف مهم وكبير ، وهذا يعني ان هناك امل لما بالنسبة للشعوب فاستطيع ان اقول لك هذا التطبيع لن يحدث.
* العالم : مرفوض والدليل مصر والاردن
السيد نصر الله : هذا التطبيع فقط بالاذاعات والتلفزيونات والجيوش الالكترونية اما عند الناس الحقيقيين والشعوب الحقيقية على امتداد العالم العربي والاسلامي هذا وهم وخيال ولن يحصل منه على شيء . وقد قلت ان نتيجته الوحيدة هي محاولة بث اليأس عند الشعب الفلسطيني وهذا لن يحدث ان شاء الله.
* العالم : في موضوع اليمن هناك تطور باستهداف العمق الاماراتي من قبل الجيش اليمني واللجان وحركة انصار الله ، وهذا التطور لافت لانه كان هناك نوع من الضجيج الدولي واستنكار دولي واقليمي وعربي وما شابه ذلك، الى ماذا تردون هذا التطور ؟ وهل سيؤثر على مسار العدوان على اليمن؟
السيد نصر الله : نحن نقول ما يعرفه العالم اجمع ان حركة انصار الله لم تلجأ الى هذا الامر منذ سنوات طويلة فمنذ 7 سنوات وبعد فترة وجيزة سيكمل عامه الثامن ، انصار الله اعلنت من خلال الناطق الرسمي لها والناطق الرسمي للجيش اليمني انه نتيجة عودة الامارت ودخولها ودعمها ومشاركتها في الحرب على اليمن فسيكون هناك رد فعل ورد الفعل هذا سيستمر ووفق ما قاله انصار الله طالما ان هناك فعل فهم مصممون على مواصلة رد الفعل . بالتالي حل الموضوع مع الامارت سهل ، والحل هو ما كان بالسنوات الماضية ان يخرجوا من الحرب وان لا يتدخلوا فيها وهو ما يقوله السيد عبد الملك الحوثي وليس انا فهم اصحاب القرار وانا انقل ما اسمعه منهم عبر وسائل الاعلام ، فلتخرج الامارات من الحرب و الجيش اليمني وانصار الله لن يكون لهم مشكلة معهم الامر بغاية البساطة .
* العالم : من ادخل الامارات مجددا الى الحرب فهي كانت منسحبة ؟ برأيكم ما المراد من دخولها مجددا ؟ هل هو قرار ذاتي ام مدفوع ربما؟
السيد نصرالله : بالتاكيد هو مدفوع، اذا اردنا ان نحلل الموضوع بايجاز فان موضوع مأرب عمليا سواء المدينة او محيطها فقد اصبحت تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية وتبقت المدينة ، واعلن الامريكان بشكل واضح سواء باحثين او رسميين انه اذا سقطت مأرب فان السعودية والامريكان خسروا الحرب هذه هي المعادلة، اذا ممنوع ان تسقط مدينة مأرب بمعنى ممنوع ان تتحرر مدينة مأرب ، ومن هنا بدأ الضغط كل الضغط العسكري والقصف الجوي اليومي لم يستطع ان يغير بالمعادلة الميدانية .
هناك الوية اسمها الوية العمالقة كانت موجودة بالساحل منطقة الحديدة وهي ولائها وامرتها وتمويلها ومرجعيتها من الامارات، يبدو انه طلب من الامارات ان تتدخل وان لا تبقى تشاهد، السعودية ومن يدعمها في اليمن لن تستطيع ان تنهي ما تواجهه مأرب يجب ان يتدخل عضو جديد بالمعادلة ، تم سحب الوية العمالقة من الساحل وارسالها لمحافظة شبوة وفتحت جبهة هناك مع انصار الله من اجل التخفيف عن مأرب ويمكن التقدم ايضا باتجاه مأرب لاحقا .
بالاضافة الى ذلك الاماراتيون لم يحضروا الجماعات المسلحة التي يدعموها ومدوها بالسلاح والامكانات والتمويل فحسب، بل تدخلوا في المعركة ايضا ، المسيرات التابعة للامارات او سلاح الجو التابع للامارات ايضا تدخل في المعركة بشبوة وهذا الذي ادى الى رد الفعل .
اذا الحاجة الامريكية والسعودية الميدانية والفشل الميداني في مارب لعله دفعهم للتفكير في من يملك حضورا اخر في اليمن ويمكن ان يساعد في ايجاد توازن وان يمنع هذا الانتصار النوعي الكبير الذي سيحققه انصار الله ففضلوا الامارات. من الممكن ايضا ان الامارات ايضا اعتقدت انه حتى اذا قامت بهذه الافعال التي قامت بها فان انصار الله لن يكون لها رد فعل من هذا النوع ، نتيجة حسابات وقرأءة خاطئة لها علاقة بالقضايا والعلاقات الاقليمية .
وسبق ان اشرت الى ان القراءة الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة ، ويكونوا خاطئين اذا اعتقدوا ان انصار الله عندما تاخذ قرارا بفتح جبهة او القيام برد فعل او تقوم باتفاق او تنسحب انه تقوم بذلك وفق املاءات او طلبات او تستأذن ايران فهذا غير صحيح ، هذا قرار اخذته قيادة انصار الله، واؤكد ان كل الحلفاء والاصدقاء والداعمون معنويا وسياسيا وفي مقدمتهم ايران لانصار الله علمت بالاعلان كما علم الاماراتيون عندما تم القصف.
* العالم : النتيجة ان اليوم هناك حماية امريكية قالوا انه سيتم ارسال تعزيزات، المدمرة كول و الطائرة اف 22 وما شابه ذلك لحماية الامارات ، هل ترون ان هذا الموقف الامريكي مؤثر ربما على المسار؟
السيد نصر الله : هذا يؤشر على حجم الهلع والخوف والارتباك الذي حدث في الامارات ، فهم منذ عقود الامريكان يعطونهم سفنا وسلاحا جويا وتقنية وغيره وكل شيء وهم يأخدون سلاحا من الامريكان والانجليز والفرنسيين والالمان وهم يحصلون على السلاح من كل بلاد العالم وامام اول مواجهة يستغيثون بالعالم وهو دليل على الوهن والضعف ، لذلك هناك مثال شعبي يقول (من كان منزله من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر) وهو مثل يضرب وسبق ان قلت وهو الامر الذي اغضب الامارات ان الامارات مدن زجاجية دولة زجاجية وطالما انها دولة زجاجية لماذا تتورط في حرب من هذا النوع ، انصار الله منذ اليوم الاول وحتى يصرحون انه لا مشكلة لديهم مع دولة الامارات، الامارتيون هم من اعتدوا علينا وقمنا برد الفعل اوقف عدوانك وانسحب ولن تكون هناك مشكلة بيننا . ان الشيء الذي يحمي الامارات في الواقع هو انسحابها من اليمن ، وعدم التدخل في الشؤون العربية الاخرى.
* العالم: وحول سوريا ، فقد دخل حزب الله الى سوريا لمحاربة الارهاب وحماية لبنان ونجح في ذلك ، الى متى سيبقى حزب الله في سوريا ؟ وهل هناك مدة معينة للانسحاب؟
السيد نصر الله : في سوريا نحن نستطيع القول ان الحرب الكبرى والحرب الكونية والاقليمية انتهت ولم تستطع ان تؤتي ثمارها ، لكن الامور في سوريا مازالت تحتاج الى بعض العناية والحظر، لانه في شمال سوريا يوجد عشرات الالاف من المسلحين والجماعات المسلحة ومن جملتها جماعات متطرفة وبعضها جماعات تكفيرية ومازالت تشكل تهديد ، هناك الجبهة هادئة بسبب وجود الجيش السوري وحلفائه وعلى الجانب الاخر هناك تركيا وفي معادلة الروسي والتركي تحقق نوع من الهدوء او الهدنة غير المكتوبة لكن الساحة هناك مفتوحة لم ينتهي موضوع الشمال فقط والتهديد لازال قائما في الشمال، كل موضوع شرق الفرات مازال قائما والحضور الامريكي الحضور الناهب فماذا يفعل الامريكيان بشرق الفرات الجميع يعلم يقومون بسرقة النفط والغاز وهذه جشع فامريكا “العظمى” تطمع في شرق الفرات اتركوها للسوريين، امريكا تنهب النفط والغاز الموجود بشرق الفرات، ومجددا منذ عدة اشهر والان ما يحدث في الحسكة هناك مشروع لاحياء داعش في سوريا والعراق من جديد، ففي العراق وقعت حوادث وفي سوريا وقعت مجموعة من الحوادث وما حدث بسجن الصناعة هذا ليس امر عادي حتى الان مئات من الدواعش وبعضهم قادة كبار لم يتم اعادة القبض عليهم ومن الممكن ان يكونوا هربوا الى خارج المنطقة ومن الممكن انهم قاموا بنقلهم لانه توجد سوابق من هذا النوع. اذا المخاطر لازالت قائمة .
* العالم : حزب الله يرى نفسه شريكا في المعركة ضد هذه الجماعات؟
السيد نصر الله : اليوم مثلا المخابرات الروسية قالت في وسائل الاعلام ان لديها معلومات ان امريكا تريد اعادة الاتصال مع مجموعات متطرفة في دمشق واللاذقية وهذا ليس بشيء بعيد ان يعيد الامريكان العمل على هذا الموضوع .
* العالم: هل يحرك الامريكان داعش لتبرير وجودهم في سوريا ام لا؟ ام لاعادة قلب الوضع ؟
السيد نصر الله : امريكا تريد استسلام الدولة والقيادة السورية وهذا لم يحدث، اذا الوضع في سوريا لازال يتطلب ان نبقى الى جانب بعضنا البعض ونحن موجودون على حسب الحاجة فهناك جزء كبير من الاخوة رجعوا عندما اقفلت جبهات كاملة ولم يعد هناك حاجة لتواجدهم.
* العالم : اذا ستبقون في سوريا؟
السيد نصرالله : موجودون ضمن حدود الحاجة
* العالم: هناك الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على سوريا ، هل تطال حزب الله ؟ والسؤال الذي يتردد دائما لماذا لا يكون هناك رد على هذه الاعتداءت من جانب الجيش السوري وربما حلفاء الجيش السوري؟
السيد نصر الله : الشق الاول هم يقولوا انهم يقوموا بقصف سوريا في بعض الاحيان الاهداف التي تقصف في سوريا تابعة لنا ، نحن قمنا بعمل معادلة اذا اردنا التطرق الى موضوع الرد ، لكن بالنسبة للشق الاول نعم بعض الاحيان التي تقصف في سوريا هي اهداف تابعة الى حزب الله سواء معسكر او مركز او نقطة تموضع لحزب الله هذا موجود في سوريا .
بالنسبة للرد نحن فيما يتعلق بالجانب اللبناني وحزب الله قمنا بمعادلة اسمها (اذا قتلتم لنا يعني اذا سقط لنا شهداء بالقصف الاسرائيلي نحن نرد بلبنان ) للاننا نعتبرها جبهة واحدة وهذا ما قمنا بها ونستمر بها ، ونحن لنا في ذمتهم شهيد .
* العالم : وهناك رجل ونصف
السيد نصرالله : لنا في ذمتهم شهيد وظلوا على رجل ونصف لمدة شهرين او ثلاثة نتيجة لاعتبارات ميدانية معنية اجلنا الموضوع للتوقيت المناسب، فمن سوريا لنا في ذمتهم شهيد وطبعا على الحدود لنا في ذمتهم شهيد وبهذا يكون لدينا في ذمتهم شهيدين.
لكننا قمنا بهذه المعادلة، ما فائدة هذه المعادلة ان خلال كل اعمال القصر التي تحدث كان يحرص خوفا من رد الفعل اللبناني يحرص الا يقتل وبدون الدخول بالتفاصيل وترجمة هذا الوضوع . فعندما يقوم بالقصف كان حريص الا يقتل حتى يكون هناك رد فعل من لبنان ، واتذكر قبل ان يسقط الشهيد الاخير الذي لنا بذمتهم وقت ما وقعت محلقات الضاحية سقط لنا شهيدين في سوريا يوقتها كان بومبيو وزير خارجية امريكا واتصل باحد المسؤولين اللبنانيين الرسميين وبلغه ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني انذاك نتنياهو تحدث معه وطلب منه ابلاغ المسؤولين اللبنانيين والمقصود حزب الله انه لم يكونوا يعلموا انه هناك لبنانيين في هذا المركز عندما قاموا بقصفه ، تصور هذه هي “اسرائيل ” يعني ويقصد ان لا نقوم باي رد فعل ……
حتى يقول لا تعملوا رد فعل نحن لم نقصدكم، طبعا نحن في وقتها عملنا رد فعل، فإذن في الشق الذي لما تصل النوبة للقتل نحن الى الان ملتزمين في هذه المعادلة، ويبقى بالشق العام الذي له علاقة بسوريا سوريا، الدفاع الجوي يواجه ونرى واغلب الشهداء الذين يسقطون هم ليسوا نتيجة القصف المباشر هو نتيجة تصدى دفاعات الجوية السورية عندما تتصدى الدفاعات الجوية مرات ياتي طيران يقصفها ويسقط شهداء، وهذا التصدي مفيد، مفيد بمعنى انه صح هو لا يسقط كل الصواريخ، ولكن جديًا هو يسقط الكثير من الصواريخ وبالتالي عمليات القصف لا تحقق كامل اهدافها هذا ما حقق.
دائما ياتي السؤال لماذا سوريا لا ترد، موضوع مختلف لانه له علاقة بالوضع الاقليمي والانجرار الى الحرب له علاقة بالاولويات الدولة السورية في المرحلة الحالية سواء بمحاربة ماتسميه المنظمات الارهابية التكفرية او اولوية الانكباب بدرجة كبيرة على معالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي الضاغط بسبب الحصار والعقوبات الاميركية في مجموعة تعقيدات منعت حتى الان اتخاذ قرار في سورية حتى هذه اللحظة بكرة ماذا يحص وبعد بكرة ماذا يحصل هذا كله له علاقة بان الدولة السورية الى اى مدى لديها قدرة تحمل لهذا النوع من الاعتداء.
* العالم: سماحة السيد لم تخرج القوات الاميركية من الاراضي العراقية بحسب مايطالب العراقيون بقيت، برأيكم السيناريوهات المطروحة الان لخروج القوات الاميركية وهل انتم معنيون فيه في محور المقاومة لانكم اعلنتم انه يجب ان تخرج القوات الاميركية جميعها من المنطقة؟ السيد نصرالله: هذا الموقف يتخذه العراقيون هم ياخذون الموقف وهم يمارسونه بعد ستشهاد القائدين الكبيرين الحاج قاسم والحاج ابومهدي رحمة الله عليهما، خرجت تظاهرة مليونية في بغداد طالبت بخروج القوات الاجنبية ومجلس النواب العراقي اخذ قراره، والحكومة العراقية كانت معنية بان تتابع هذا القرار، وهذا يريد متابعة، مجلس النواب العراقي الحالي الحكومة الجديدة الحكومة الحالية الشعب العراقي فصائل المقاومة هم معنيين هذا قرارهم وهم معنيين بمتابعة هذا القرار وانهم لم يتركوا هذا الامر.
قرار خروج القوات الاميركية من العراق هو قرار حاسم بالنسبة للعراقيين والشعب العراقي، وباي طريقة يريدون ان يمارسوه، مجلس نواب حكومة، ضغط سياسي مظاهرات ضغط شعبي فصائل مقاومة هذا اصبح شأنهم هم.
* العالم: في مايتعلق بدور حزب الله في حل الخلافات بين الاطراف العراقية وخاصة العقبات الموجودة الان بتشكيل الحكومة العراقية، هل لديكم مساعدة لهم؟
السيد نصرالله: نحن عادة الان وفي الماضي نتيجة صداقاتنا وعلاقاتنا القديمة يعني قبل العام 2000 وبعد عام الـ2000 وبعد سقوط النظام بالعراق وفي الوضع الحالي نحن لدينا علاقات واسعة وصداقات قوية مع الكثير من القوى السياسية والشخصيات والمرجعيات،حيث يطلب منا احيانا حيث نستطيع ان نساعد في تقريب وجهات النظر في جمع الكلمة في معالجة الازمات نحن نعلب دور بهذه الحدود فقط.
* العالم: كيف تنظرون الى مايجري في البحرين من انتهاكات وهل ترى ان الشعب البحريني قادر على تحقيق مطالبه في ظل هذه الانتهاكات الموجودة؟
السيد نصر الله : فيما يخص البحرين بالطبع لو اتيح للشعب البحريني ان يعبر عن رأيه فقد عبر عنه في بداية الثورة او الانتفاضة او القيام سميه ما شئت التي حدثت في البحرين من يوم 14 فبراير والمظاهرات الضخمة التي نزلت ، لكن الذي حدث في البحرين هو القمع الشديد وقتل المتظاهرين واعتقال العلماء والقيادات والرموز والاف الشباب والنساء وتعذيب الذي حدث في السجون والذي ينعكس على خارج السجون واسقاط الجنسيات وطرد العديد من نفس اهل شعب البحرين والاستقواء بالخارج وصولا الى درع الجزيرة وفلم يكفي جيش البحرين وشرطة البحرين والاجهزة الامنية التي يديرها الانجليز بالبحرين في مواجهة المدنيين العزل كانوا قلقين وخائفين لحد انهم جاؤوا بدرع الجزيرة وهو جيش نظامي ومشهد الدبابات والاليات التي تحمل الجنود على الجسر الواصل بين السعودية والبحرين مازال ماثلا فاذا هم حسموا الموضوع معتقدين ان من خلال العمل العسكري والقمع في الوقت الذي كان الطرف المقابل لم يكون هناك هجوم بالسلاح بل كانت مظاهرات وتحرك سلمي وظلوا مصريين على السلمية فخلال 10سنين او اكثر او اقل اذا قام احد بالقاء ملوتوف او اطلق رصاصة فهذه حالة فردية اما الطابع لحراك في البحرين فكان الحراك الشعبي لکن لم يتح له أي فرصة للتعبير عن الرأي، قُمع بشکل شديد لان قادة المعارضة اما في الخارج او في السجون. طيب، هل هذا يدعو الی اليأس؟ لا. بالنهاية الشعب البحريني لازال متمسك بحقوقه وبقضاياه وبالشعارات التي رفعها ويعبر أحياناً بمناسبات متعددة وأحياناً تری انهم ينزلون الی الشارع رغم القمع والبوليس والقتل والسجن والتعذيب، الذي اذا اتکلم لک عنه لايطاق، مع ذلك، تأتي مناسبات مثل التضامن مع الشعب الفلسطيني مثل التضامن مع اليمن مثل بعض المواقع ينزلوا علی الشارع ويتحدوا ويعرضوا نفسهم للمخاطر مثل موضوع رفض التطبيع لما اتی الصهاينة لزيارة المنامة حيث نزلوا الجماعة الی الشارع وعبروا عن هذا الموقف. انا اعتقد ان الشعب البحريني باغلبيته مصر ان يواصل هذا الطريق لکن اشکال التعبير، الحراک، الوسائل الاساليب هذه خاضعة للظروف السياسية والامنية والتطورات الموجودة لکن الاهم، العزم والارادة والقرار مازال موجوداً.
* العالم: علی کل حال انا اشکركم جداً سماحة السيد علی اتاحة الفرصة لنا لهذا الحوار الذي کان شاملاً فعلاً واتعبناكم يا سماحة السيد. شکراً جزيلاً لكم، وأشکر متابعتکم مشاهدينا الکرام والی اللقاء.
المصدر: العلاقات الإعلامية