كلما كادت ان تختفيَ الطوابيرُ اختلقتها الاشاعاتُ والتعاميم، وكلما حاولَ اللبنانيونَ ان يُصدّقوا تعاميمَ المتحكمينَ بامرِ المالِ فضحتهم تداعياتُ قراراتِهم المذلةِ لشعبٍ سرقوهُ ثُم اهانوه ..
موظفون وعسكريون اوصلهم المعنيون الى الزحفِ للوصولِ الى رواتبِهم التي باتت بفعلِ السياساتِ الاقتصاديةِ المقصودةِ لعقودٍ لا تساوي بضعةَ دولارات، لكنَ الحصولَ عليها بالعملةِ الصعبةِ من البنوكِ مهمةٌ صعبةٌ في ظلِّ التعاميمِ التي سَقّفت السحوباتِ بالدولارِ حتى نهايةِ الشهر، فاَزهقت ما تبقى من ماءِ وجهِ المعذبينَ والمسروقِ جنى عمرِهم من تلكَ المصارفِ وراعيها مصرفِ لبنان.
مشهدٌ غيرُ مقبولٍ يختصرُ ما وصلت اليه البلادُ من فوقيةٍ وشوفينيةٍ بالتعاطي معَ المواطنين . وبكبسةِ زرٍّ تَم تمديدُ الدفعِ بالدولارِ للموظفينَ وتخفيفُ طوابيرِ الذلِّ والاهانةِ على ابوابِ المصارف .
وعلى ابوابِ مصرفِ لبنانَ عُلّقَ رغيفُ الفقراءِ لساعات، تلاعبت خلالَها الاشاعاتُ بلقمةِ عيشِ الفقير، حتى عادَ المصرفُ المركزيُ وأكدَ انَ الدعمَ على الطحينِ مستمرٌ الى الآن.
سياسياً المشهدُ القاطمُ ما زالَ سائداً الى الآن، ولم تَفتح ابوابُ الميلادِ المجيدِ قلوبَ السياسيينَ وعقولَهم الى حلٍّ قريب. ووسطَ الترنحِ الذي يشي بالتعطيلِ الكاملِ للبلادِ علمت المنارُ انَ اتصالاً هاتفياً اجرتهُ احدى المرجعياتِ السياسيةِ مع رئيسِ مجلسِ القضاءِ الاعلى سهيل عبود، من أجلِ إنهاءِ التوترِ الحاصلِ على خطِ ملفِ المحققِ العدلي طارق البيطار، لكنه طرقٌ مكررٌ لا يعني ان نتيجتَه ستكونُ ايجابيةً على ما قالت المصادرُ المتابعةُ للقضية..
والحلُ بحسبِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة هو بالاحتكامِ الى الدستورِ والابتعادِ عن المزايداتِ السياسية، والتزامِ كلٍّ من القضاءِ والسلطاتِ السياسيةِ بممارسةِ صلاحياتِهما الدستوريةِ دونَ تشاطرٍ لتوسيعِ صلاحيةِ ايٍّ منهما على حسابِ الاخرى..
كهربائياً ورغمَ تشاطرِ السفيرةِ الاميركيةِ ولَعِبِها على خطوطِ التوترِ العالي اللبنانية، اعلنَ وزيرُ الطاقةِ المصريةِ عن عدمِ حصولِ القاهرةِ على اذنٍ اميركيٍ واضحٍ بعدُ لايصالِ الغازِ والكهرباءِ الى لبنان..
وفي السعودية التي وصلت الى مفترقِ طرقٍ ثقافيةٍ واجتماعية، حالٌ من ادمانِ المخدراتِ تسيطرُ على شريحةِ الشبابِ في مملكةٍ باتت عاصمةَ المخدراتِ في الشرقِ الاوسطِ كما سمتها مجلةُ الفورن بوليسي الاميركية.
انها مجلةٌ اميركية، لا صحيفةٌ لبنانيةٌ او يمنية، ولا موقفَ لمسؤولٍ او وزيرٍ لبناني ..
المصدر: قناة المنار