تعجز شبكة النقل العام المتنوعة في الهند، وخاصة في العاصمة نيودلهي عن تلبية احتياجاتها، حيث تدل على ذلك طوابير الانتظار الطويلة أمام محطات المترو، والحافلات المكتظّة، وسط زحمات السير الخانقة في أوقات الذروة.
ويسكن نيودلهي نحو 20 مليون شخص، وهي تتصدّر قائمة العواصم الأكثر تلوثاً في العالم، وبات الجميع يملك مركبة خاصة، بحسب ما يقول أحد المواطنينوازداد عدد السيارات الخاصة 3 مرّات في السنوات الـ15 الأخيرة في العاصمة الهندية، التي تعجّ بأكثر من 13 مليون مركبة، بحسب أرقام الحكومة. وتظهر نتائج ذلك طيلة العام.
ففي نيودلهي، يقضي الشخص ساعة ونصف الساعة، في زحمة السير أكثر من الوقت الذي يقضيه الناس في مدن آسيوية كبيرة أخرى، بحسب “مجموعة بوسطن” الاستشارية.
ويتحول الوضع إلى أزمة صحة عامة في فصل الشتاء، عندما تخفّ قوة الرياح ويتشكّل ضباب كثيف وسامّ، ويتدفّق مرضى الفشل التنفسي إلى المستشفيات.
وتراجعت جودة الهواء في نيودلهي مرة أخرى، حيث خيّمت منتصف الشهر الجاري، غيمة كثيفة من الضباب الدخاني السام فوق العاصمة بسبب انخفاض درجة الحرارة، وسرعة الرياح، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة حرق مخلفات المحاصيل في الأراضي الزراعية المحيطة بالمدينة.
وبحسب مركز العلوم والبيئة في نيودلهي، ساهمت غازات عوادم محركات المركبات في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بأكثر من نصف انبعاثات جسيمات “بي أم 2,5” المضرة جداص.
وفي مطلع القرن، افتتحت نيودلهي نظام مترو تحت الأرضـ استمرت شبكته في التوسع إلى المدن الصغيرة المجاورة، مع أكثر من 250 محطة اليوم، غير أن المترو مزدحم جداً لدرجة يُفضّل سكان المدن التنقل في السيارة.
وأدّى ازدياد عدد السيارات الخاصة إلى تقليص شبكة الحافلات في نيودلهي، فأُلغي نحو مئة خطّ منذ العام 2009. فيما تقلّص عدد باصات شركة نيودلهي للنقل التي تملكها الدولة بنحو 50% في غضون عشر سنوات.
ويشير المحلّل في “مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف” سونيل داهيا إلى وجود ارتباط مباشر بين قلة الاستثمار في وسائل النقل العام، وتفاقم تلوث الهواء في العاصمة.
وتحاول السلطات العامة بانتظام اعتماد نظام بالمداورة (بحسب أرقام لوحات السيارات) لاستخدام السيارات، أو تكليف شباب مقابل مبالغ مالية الطلب من السائقين عند إشارات المرور وقف تشغيل محرّكات سياراتهم.
وتضمّ المدينة 145 محطة لإعادة شحن السيارات الكهربائية كحدّ أقصى، الأمر الذي لا يشجّع غالباً على استخدامها.
المصدر: الميادين