يعد الكفاح من أجل النوم خلال فترات اكتمال القمر أمرا شائعا بشكل مدهش، حيث يشار إلى هذه الحالة باسم “الأرق القمري” من قبل العلماء.
وفي حين أنه قد يكون من قبيل المصادفة أن تحدث فترات من القلق أثناء اكتمال القمر، إلا أنه يعتقد أنه قد يكون هناك بالفعل رابط بين الدورة القمرية وساعة الجسم.
وهذا ليس مفاجئا بالنظر إلى أن القمر معروف منذ فترة طويلة بأنه يؤثر على العديد من العمليات على الأرض، من التحكم في المد والجزر إلى التأثير على أنماط السلوك الحيواني، وبالتالي يمكن أن يكون للقمر ارتباط أعمق بكثير في حياتنا هنا على هذا الكوكب مما نعتقد عادة.
وقالت الدكتورة إليزابيث فيليبس، خبيرة التغذية والطب الحيوي من “فور فايف”، إنه من المعروف أن القمر الكامل يقلل من وقت النوم، ويؤثر على ساعات النوم العميق في دورة النوم، كما أنه يزيد من الوقت الذي يستغرقه النوم.
وتشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) إلى أن البالغين يحتاجون إلى ما بين ست إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة.
ويقول عدد من الخبراء إن هناك ثلاث طرق رئيسية يمكن أن تعني أن “الأرق القمري” يؤثر على نومنا.
ونقلا عن صحيفة “ذي صن” البريطانية، فإن المنجم إنبال هونيغمان يقول إن القمر له صلة أعمق بكوكب الأرض مما يعتقده كثير من الناس وأن هذا الارتباط يعني أننا سنشعر بعدم الاستقرار.
وقال إنبال الذي يعمل مع MattressNextDay إن الطريقة الأولى التي يؤثر بها البدر على نومك هي أنك قد تستغرق خمس دقائق أطول لتغفو.
ووجدت دراسة سويسرية نُشرت في مجلة Journal of Sleep Research أنه في ليلة اكتمال القمر يستغرق الناس في المتوسط خمس دقائق إضافية للنوم.
وأوضح إنبال: “يتحكم القمر في المد والجزر، ويسحب المياه باتجاه الشاطئ ويعيدها مرة أخرى”. وتابع: “يتكون الجسم المتوسط من 70% من الماء. وإذا كان القمر قادرا على تحريك المحيطات بأكملها، فتخيل تأثير ذلك على أجسامنا عند محاولة الاسترخاء “.
وأشار إنبال إلى أن الطريقة الثانية التي يمكن أن تؤثر على نومك هي أنه يمكنك في الواقع أن تفقد 20 دقيقة ثمينة من النوم.
ووجدت الدراسة السويسرية نفسها أن الشخص العادي ينام 20 دقيقة أقل في ليلة اكتمال القمر.
وبالإضافة إلى ذلك، في الأيام التي تسبق اكتمال القمر، وبعد ذلك، كان لدى كل من الرجال والنساء مستويات منخفضة من هرمون النوم الأساسي، الميلاتونين، في المساء.
وأضاف إنبال: “هذا جزء أساسي من دورة النوم والاستيقاظ في الجسم لأنه يساعد جسمك على المزامنة مع الليل والنهار”.
وأخيرا، قال إنبال إن “الأرق القمري” يمكن أن يؤثر أيضا على نومك لأنه يمكن أن يقلل الوقت الذي تقضيه في النوم العميق بنسبة 30%.
وأضاف إنبال: “وجدت دراسة أخرى امتدت أربع سنوات أنه خلال وقت اكتمال القمر، انخفض نشاط الدماغ المرتبط بالنوم العميق بنسبة 30%، على الرغم من عدم تغيير أي جوانب أخرى من روتين نومهم. وهذا يمكن أن يفسر سبب استيقاظك في الصباح الذي يلي اكتمال القمر مترنحا بدلا من أن تكون أكثر نشاطا”.
ويقول الخبراء إن هناك أشياء يمكنك القيام بها لمنع الشعور بالتعب في اليوم التالي من اكتمال القمر.
وأوضح كل من الدكتورة فيليبس وإنبال أن أخذ حمام ساخن وزيادة الاسترخاء يمكن أن يساعد.
كما أوصى الخبراء بتقليل وقت الشاشة قبل النوم بثلاث ساعات، وذلك لأن الأضواء الساطعة المنبعثة من الشاشات يمكن أن تحفز الدماغ على الشعور باليقظة.
وأوصت الدكتورة فيليبس بارتداء الجوارب أثناء النوم في الأيام الباردة، قائلة: “دفء اليدين والقدمين يمكن أن يساعدك على النوم بشكل أسرع”.
المصدر: نيويورك بوست