تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 22-10-2016 العديد من الملفات المحلية والاقليمية كان أبرزها الاستحقاق الرئاسي اللبناني وما قاله وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي “شكك” بنتائج خطوة رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري بدعم رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النيابي النائب العماد ميشال عون، بالاضافة الى الملف الأمني اللبناني مع اكتشاف المزيد من الخلايا الارهابية.
السفير:
كيري: لستُ واثقاً من نتيجة دعم الحريري!
10 «شبكات» في 10 أيام: الضاحية وصور و..
تحت هذا العنوان كتبت صحيفة “السفير” اللبنانية “«كل المؤسسات الأمنية مستنفَرة من الآن وحتى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية». هذا الاستنفار يستوجب، بحسب مرجع أمني لبناني، «تضافر جهود جميع الأجهزة، من أجل توسيع مساحة الرصد أمنياً وجغرافياً ومن أجل استخدام أفضل للطاقة الأمنية القصوى في اتجاهات متعددة في هذه اللحظة المفصلية».
هي أيام سياسية ـ رئاسية بامتياز، سيكون أبرز الغائبين عن تفاصيلها المحلية، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يغادر اليوم على رأس وفد نيابي وإداري وإعلامي للمشاركة في المؤتمر البرلماني الدولي، في جنيف، على أن يعود الى بيروت يوم السبت في التاسع والعشرين من تشرين الحالي، فيترأس جلسة الحادي والثلاثين المخصّصة لتكريس انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في ظل تقديرات بأن ينال «الجنرال» ما بين 84 الى 87 صوتاً من أصل 127.
وفيما يواصل عون و «تكتل التغيير» حركة تشاورهم مع بعض الكتل والقيادات، على أن تشمل في الساعات المقبلة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، كان لافتاً للانتباه، أمس، صدور الموقف الأول من نوعه للإدارة الأميركية من الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
فقد أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري حذراً في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، وقال رداً على سؤال لدى استقباله نظيره الكويتي صباح الخالد الصباح في مقرّ الخارجية الأميركية: «نحن نأمل بالتأكيد أن (يحدث) تطور في لبنان، لكنني لست واثقاً من نتيجة دعم سعد الحريري (..) لا أدري». وأضاف كيري بحذر «نحن نأمل أن يتمّ تجاوز هذا المأزق الذي يؤثر على لبنان والمنطقة».
في هذه الأثناء، ينتظر أن تتوجّه السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد الى بلادها من أجل تزويدها بتوجيهات ديبلوماسية جديدة ربطاً بالاستحقاق الرئاسي، وهي أبلغت الرئيس سعد الحريري الذي طلب الاجتماع بها، في إطار استدعائه معظم سفراء الدول الكبرى في بيروت، أن بلادها لا تمانع أي خيار يتوصل إليه اللبنانيون من أجل ملء الفراغ الرئاسي، ونفت كل ما يُشاع عن تقليص المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، وقالت إن هذا البرنامج العسكري لن يتأثر وستواصل بلادها تزويد الجيش بالأسلحة والذخائر، وأكدت أن الأولوية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت إن بلادها مهتمة بالدرجة الأولى بالحفاظ على استقرار لبنان وإعادة تفعيل مؤسساته الدستورية.
عدم الممانعة الأميركية، قابلها موقف خليجي مماثل، إذ إن الرئيس الحريري ولدى تدقيقه في بعض التصريحات الخليجية في بيروت، تبين له أن مرجعاً رئاسياً لبنانياً سابقاً، بادر الى استدعاء عدد من السفراء الخليجيين وطلب إليهم أن ينقلوا الى بلادهم «مخاطر ومحاذير» يمكن أن تترتّب على انتخاب العماد عون، وخصوصاً ما يتصل بقيادة الجيش وهرميته والتأثير على قراره وبرامجه وعقيدته!
ولاحقاً، بادرت دوائر خليجية إلى الاتصال بمسؤولين رسميين لبنانيين وأبلغتهم حقيقة موقفها الذي يتقاطع الى حد كبير مع موقف الولايات المتحدة (عدم الممانعة). وقالت مصادر ديبلوماسية عربية إن عدم الحماسة لأحد الخيارات الرئاسية لا يعني الاعتراض عليه أو الوقوف ضده، كما يحاول البعض أن يصوّر موقفنا.
شبكات إرهابية.. «بالجملة»
في هذه الأثناء، كشفت مصادر أمنية لـ «السفير» أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمديرية العامة للأمن العام تمكّنتا من إلقاء القبض على شبكة إرهابية كانت تنوي تنفيذ تفجيرات خلال الأيام العشرة الأوائل من شهر محرم، وهي واحدة من بين عشر شبكات تم إلقاء القبض عليها في الفترة نفسها (6 شبكات لدى الأمن العام).
وقالت المصادر إن تقاطع معلومات أمنية جعل الأمن العام يلقي القبض على أحد الانتحاريين في منطقة الكولا، وقد اعترف بأنه كان ينوي تفجير نفسه بحزام ناسف بمستشفى الرسول الأعظم، ولاحقاً تم التعرف على إرهابيين ساعدا الانتحاري في قضايا لوجستية، وتم تسليم الثلاثة لمديرية المخابرات التي كانت على تنسيق يومي مع الأمن العام، حيث تمكنت من توقيف انتحاري قبل ساعات من تفجير نفسه بمسيرة عاشورائية في الضاحية الجنوبية.
ووفق المصادر نفسها، فإن الانتحاري الثاني (ع. ب) ألقي القبض عليه في محلة الطيونة، وتبين أنه كان يتواصل مع مشغِّليه في الرقة (هناك مشغِّلان الأول لبناني (من آل الصاطم) والثاني سوري يدعى «أبو ماريا»)، حيث طلبا منه انتظار «الدليفري» (الحزام الناسف)، وكان مطلوباً منه أن يتوجه سيرا على الأقدام باتجاه الضاحية وأن يفجّر نفسه في أول مجلس عاشورائي قيد الانعقاد.
وكرّت سبحة توقيفات هذه الشبكة، ليبلغ العدد الإجمالي 11 موقوفاً، أحدهم أوقف قرب الرسول الأعظم (طريق المطار القديم)، وتبين أن أعضاء الشبكة، ممن كانوا سينفذون أعمالاً إرهابية، لا يعرفون بعضهم بعضاً، ويسري ذلك على من كانوا يتولون أمورهم اللوجستية، فضلاً عن تأمين الأحزمة الناسفة لهم.
وفي هذه الأثناء، أحال الأمن العام الى القضاء العسكري المختص شبكة صور التي كان ألقي القبض على ثلاثة من أفرادها في حي بربور في المزرعة في بيروت، وتبين أنها تسعى إلى تنفيذ ثلاثة أهداف:
أولا، استطلاع طرق عبور وتنقل قوافل «اليونيفيل» في الجنوب وصولاً الى الناقورة، وقد تبين أن الشبكة كانت ترسل صوراً وإحداثيات ومعلومات بطريقة شبه يومية الى المشغّلين في الرقة (تمّت مصادرة جهاز الكومبيوتر).
ثانياً، استهداف أحد المطاعم في مدينة صور.
ثالثا، استهداف أماكن تجمع الأجانب في مدينة صور (على الأرجح عائلات ضباط وجنود قوات «اليونيفيل»).
واعترفت هذه الشبكة بأنها كانت في انتظار وصول انتحاريين مجهَّزين بأحزمة ناسفة لتنفيذ المخطط المذكور”.
النهار:
ما الذي “أيقظ” كيري للتشكيك في خيار عون؟
بدورها، كتبت صحيفة “النهار” اللبنانية “اذا كانت “الالتفاتة” النادرة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الواقع اللبناني عموما والتطور المتصل بالاستحقاق الرئاسي فيه خصوصاً شكلت علامة فارقة في توقيتها ومضمونها أمس، فان هذا التطور الديبلوماسي دلل بوضوح على ان العد التنازلي ليوم 31 تشرين الاول اتخذ منحى بالغ الجدية ليس داخليا فحسب بل في بعض الخارج الدولي الذي ربما كان “فوجئ ” بسرعة التطورات اللبنانية. وليس خافيا ان مسار التطور الرئاسي دخل الحقبة المقررة لوجهة لبنان السياسي برمته في المرحلة المقبلة وباتت القوى السياسية على اختلافها سواء أكانت تماشي خيار انتخاب العماد ميشال عون أم تناهضه تتعامل مع الايام العشرة التي تفصل عن جلسة 31 تشرين الاول على انها ستكون “صانعة الحدث” قبيل الجلسة الحاسمة.
والحال ان التصريح الذي ادلى به الوزير كيري حول الاستحقاق الرئاسي بدا “حمّال أوجه” مع أرجحية لافتة للتشكيك في نتائج مبادرة الرئيس سعد الحريري الى دعم ترشيح العماد ميشال عون الامر الذي فسره بعض المطلعين بانه رسم لظلال التحفظات الاميركية عن انتخاب عون المرتبط بحلف وثيق مع “حزب الله” والتنبيه المبكر الى محاذير سبق للاميركيين ان أبدوها في فترات سابقة حيال هذا الخيار. ولم يخف هؤلاء ان موقف كيري وان كان لا يرقى الى مستوى موقف تصعيدي فانه قد يترك انعكاسات داخلية لجهة تحفيز الجهات الرافضة لخيار عون على تزخيم التحرك الكثيف الجاري من أجل مواجهة انتخابه، خصوصا ان اتخاذ كيري هذا الموقف يرسم شكوكاً موازية حول وجود ضغوط اقليمية وخلفيات قسرية لعبت دورا في دفع الحريري الى هذا الخيار.
وكان الموقف الحذر لكيري كما اوردته “وكالة الصحافة الفرنسية” جاء في معرض اجابته عن سؤال في وزارة الخارجية الاميركية لدى استقباله نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح اذ قال: “نحن نأمل بالتأكيد ان (يحصل) تطور في لبنان لكنني لست واثقا من نتيجة دعم سعد الحريري (…) لا أدري”. وأضاف الوزير الذي نادراً ما يعلق على الشأن اللبناني، بحذر: “نحن نأمل ان يتم تجاوز هذا المأزق الذي يؤثر على لبنان والمنطقة”.
اما على الصعيد الداخلي، فان التطور الذي تمثل باندفاع رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع نحو الجزم بان العماد عون سيكون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الاول كما سيكون الرئيس الحريري رئيس حكومة العهد لم يحجب التعقيدات المتنامية على مقلب المعارضة لخيار عون والتي تتوزع على الاعتراض السني الواسع من جهة والعقدة الشيعية من جهة مقابلة. وتتبدى هذه التعقيدات في سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الى جنيف والازمة بينه وبين كل من العماد عون والرئيس الحريري “على زغل ” بما يعزز الاحتمال الذي كثر الحديث عنه في الساعات الاخيرة حول امكان ان يسقط بري ونواب كتلته الاصوات السلبية ضد عون سواء لمصلحة النائب سليمان فرنجية أو أوراقاً بيضاء ومن ثم تنشأ العقبة الكبرى في تسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة لاحقاً. وتفيد معلومات انه على رغم المودٰة التي حاول رئيس المجلس إظهارها للعماد عون في لقائهما أول من أمس أمام عدسات المصوٰرين، الا انه أكد له ما ان بدأت خلوتهما:”أنا ضدك وسأذهب للتصويت ضدك. وانت تعرف ان مسألة النصاب هي في جيبي، ولكنني لا ألعب هذه اللعبة وسأنزل الى المجلس وسأصوٰت ضدك”.
فأجاب العماد عون: “ما هو الحلّ؟ ما العمل الان”؟
قال الرئيس بري:” كنا في طاولة الحوار وكان بندها الاول رئيس الجمهورية، وعندما طرأ عامل إيجابي بتأييد الرئيس الحريري لك، كان بالإمكان أن تأتي بإجماع وطني من هيئة الحوار التي تتمثّل فيها كل الكتل النيابية. الا أن صهرك الوزير جبران باسيل الذي يريد تطيير الحكومة احتجاجاً على موضوع التعيينات الامنية جاء الى عين التينة وطيّر الحوار، وعاد بعد ذلك الى الحكومة”.
وقالت مصادر مطلعة إن اللقاء انتهى بنحو نصف ساعة، وكانت خلاصته بأن بري لن يطير النصاب لا بل سيؤمٌنه في جلسة الانتخاب في ٣١ تشرين الأول، “اما في الباقي فللبحث صلة”.
أما “حزب الله ” فتؤكد المعلومات انه حسم أمره الى جانب العماد عون بالانتخاب، حتى من دون الرئيس بري، الا انه لن يكون في السلطة من دون بري وهذه الشركة محسومة لاعتبارات كثيرة، لا تقتصر على وحدة الطائفة بقدر ما تقوم على اقتناع راسخ بأن لا مصلحة للبلد الا بذلك. ويقول المطلعون على خلفية موقف “حزب الله” إنه يرى من الواجب والضروري العمل على ان تكون هناك تفاهمات شاملة لا تقصي أحداً. لذلك سيتعامل مع التصعيد الذي أظهره الرئيس بري على انه رفع للسقف وليس قطعاً للطريق على انتخاب عون.
جعجع
في المقابل، استرعى الانتباه جعجع في زيارتيه للرابية و”بيت الوسط” أمس على التأكيد انه ” سيكون لنا رئيس صنع في لبنان فعلاً”. واذ وصف انتخاب عون بانه سيكون “الخطوة الاولى على طريق تطبيق فعلي لاتفاق الطائف”، أمل “ان نصل الى الاجماع حول الجنرال عون قبل 31 تشرين الاول”، كما اعتبر “ان 14 آذار باقية ولا أدري ان كان هناك 8 آذار بعد”.
ووصف لقاءا جعجع مع عون والحريري بانهما كانا ايجابيين لجهة تقويم المرحلة المتبقية لجلسة الانتخاب. وفي لقاء الرابية شدد عون وجعجع على ضرورة تكليف الرئيس الحريري وتشكيل الحكومة “في فترة قصيرة لانطلاقة قوية للعهد “، مع التشديد على “ضرورة استكمال المسار التوافقي الجامع من دون استثناء “.كما كان “تقدير لخطوة الرئيس الحريري وأكد عون دور “حزب الله” الإيجابي والداعم للمسار”.
الجمهورية:
الولايات المتحدة غير واثقة من نتيجة مبادرة الحريري
من جهتها، كتبت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية “بِسَفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جنيف اليوم لمدة اسبوع، يمكن الاستنتاج بأنّ الاتصالات والمشاورات في شأن الاستحقاق الرئاسي ستدخل في شيء من التباطؤ والجمود، في اعتبار انّ رئيس المجلس هو محورها، والانظار مسلّطة على ما سيكون عليه موقفه، خصوصاً انّ لقاءه القصير مساء امس الاول مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون قيل إنه كسر الجليد بينهما لكنه لم يذلّل الخلاف. لكنّ سفر بري لن يمنع من استمرار الاتصالات على جبهتي «بيت الوسط» والرابية، وبينهما وبين مختلف القوى السياسية والتي كان منها أمس زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرابية نهاراً و«بيت الوسط» مساء.
تبدو خطوة المرشِّحين والمرَّشحين حتى الآن حذرة، في اعتبار انّ الضبابية ما تزال تلفّ بعض المواقف المحلية فضلاً عن الصمت المطبق على المستويين الاقليمي والدولي.
الّا انّ موقفاً اميركياً يُعدّ الاول بعد اعلان الرئيس سعد الحريري تَبنّيه ترشيح عون خرق الصمت الدولي، وتمثّل بإعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري رداً على سؤال في وزارة الخارجية لدى استقباله نظيره الكويتي صباح الخالد الصباح: «نحن نأمل بالتأكيد ان يحدث تطوّر في لبنان، لكنني لست واثقاً من نتيجة دعم سعد الحريري (…) لا أدري». واضاف: «نحن نأمل ان يتمّ تجاوز هذا المأزق الذي يؤثّر على لبنان والمنطقة».
«القوات» تردّ
وفيما دعا جعجع كيري الى الانتظار ورؤية «نتائج خطوة الحريري»، قال نائبه جورج عدوان لـ»الجمهورية»: «إنّ تصريح كيري يؤكد مرة جديدة أنّ الإستحقاق الرئاسي لبناني مئة في المئة وليس هناك أيّ كلمة سرّ خارجية أو تَدخّل من دولة معينة». وأضاف: «نريد مُنجِّماً لنعرف توقيت هذا التصريح، فأنا صراحة لا أعرف لماذا استقصَد الخروج به في هذا التوقيت».
وعمّا إذا كان هذا الموقف الاميركي سيؤثر سلباً على الإستحقاق الرئاسي ومبادرة الحريري، أكّد عدوان انه «متفائل بعد هذا التصريح وبتُّ متأكداً انّ الإنتخاب سيتمّ قريباً جداً، فتصريحه يؤثّر إيجاباً لأنّ كل مرّة تحلّل الإدارة الأميركية الحالية شيئاً معيناً يحصل عكسه. وبالتالي، فإنّ قلق كيري من عدم نجاح مبادرة الحريري يعني انّ المبادرة تسلك طريقها الصحيح».
وفي السياق، قالت مصادر متابعة للاستحقاق الرئاسي انّ القوى الاقليمية والدولية لا تُبدي حماسة لمبادرة الحريري في ظل تطلّع الى أنّ ما سيصدر عن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله من مواقف غداً، ستؤشّر الى مصير الاستحقاق الرئاسي خصوصاً انّ هناك مشاورات مرتقبة سيجريها الحزب في غير اتجاه من دون ان يعني ذلك انه سيمارس ضغوطاً على هذا الفريق او ذاك. كذلك ما سيصدر عن اجتماع «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب وليد جنبلاط في المختارة اليوم.
ويتخوّف معنيون بالاستحقاق من احتمال بروز أفخاخ ما قد تغيّر مسار الاوضاع، خصوصاً انّ بعض المؤشرات السلبية بدأت تلوح في الشارع ومنها لافتات في طرابلس والطريق الجديدة تعبّر عن معارضة لخيار الحريري ويذهب بعضها الى اعتبار ما يجري يخالف التطلّعات، ما جعل البعض يستشعِر انّ خلف ما يجري هو محاولة لإضعاف مُرَشِحي عون في شارعهم، وعلى المستوى السياسي العام، خصوصاً انّ المعترضين ينطلقون من مسلّمة انّ ما ذهب اليه المُرَشِحون لا يحظى بتغطية حلفائهم الاقليميين.
لكنّ فريقاً آخر من السياسيين يعتبر انّ تفاهم الحريري ـ عون بما يمثّلان من مكونين اساسيين، يشكّل تطوراً ايجابياً يمكن البناء عليه للمستقبل حتى في حال لم تنجح المبادرة، خصوصاً اذا أدّت هذه المبادرة الى فتح صفحة جديدة بين «حزب الله» وتيار «المستقبل».
في اعتبار انّ الحريري، على رغم تصعيده المستمر ضد الحزب، قد رشّح حليف هذا الحزب، وقد كانت المفارقة اللافتة انه في الوقت الذي ضمّن الحريري كلمته الترشيحية موقفاً سلبياً ضد الحزب، كانت هناك جلسة حوار ثنائي بين «المستقبل» والحزب في عين التينة، في وقت كان عون يتجوّل بينها وبين «بيت الوسط».
بري ـ عون
وعلمت «الجمهورية» في هذا الصدد انّ اللقاء بين بري وعون لم يكن سلبياً، لكنّ رئيس مجلس النواب كان صريحاً جداً إذ ابلغ الى ضيفه المرشّح انه يعارض ترشيحه ولن يصوّت له، وتوجّه اليه قائلاً: «كان يمكنني أن اطيّر النصاب بالذريعة نفسها التي سبق واستخدمتموها لتطيير النصاب على مدى 45 جلسة، لكنني لن ادخل في هذه اللعبة وسأنزل الى مجلس النواب وسأشارك في جلسة 31 تشرين الجاري».
واضاف بري: «الحل كان ممكناً في طاولة الحوار التي يتصدّر جدول أعمالها انتخاب رئيس الجمهورية، وعندما طرأ موقف الرئيس الحريري شكّل هذا الامر عاملاً جديداً لمصلحتك، عندها كان يمكن ان تأتي بإجماع وطني لكنّ صهرك (الوزير جبران باسيل) طَيّر الحكومة بحجّة التمديد للاجهزة الامنية، ثم طيّر الحوار ثم عاد من بعدها الى الحكومة، وكل ما قام به صَعّب الحل».
فسأله عون: «إذاً، ما العمل؟». أجاب بري: «الحل في ان نعود جميعاً الى طاولة الحوار. امّا وقد حصل ما حصل فليس أمامنا سوى الذهاب الى جلسة الانتخاب في 31 الجاري، أنت معك الاكثرية فإذا لم تنتخب رئيساً في الدورة الاولى بنصاب الثلثين، (أي 86 نائباً) فإنك ستنتخب في الدورة الثانية بالأكثرية المطلقة (اي النصف +1).
وعلمت «الجمهورية» انّ عون كان صامتاً اكثر منه متكلّماً طوال اللقاء، وسأل اكثر من مرة عن سبل الحل.
جعجع عند عون
وكان جعجع قال بعد زيارته عون إنه «سيكون لنا اليوم رئيسٌ صُنع في لبنان بالفعل، وبات لنا كيان لبناني فِعلي»، وتمنى على الجميع انتخاب عون وقال: «في نهاية المطاف هذه إنتخابات، وهناك من هو مع ومن هو ضد، والرئيس سعد الحريري سيُكلّف ويؤلّف الحكومة العتيدة، ولا أتصوّر انّ وجهنا هو وجه تعيين ولا أتصور انّ وجه الرئيس الحريري هو وجه تعيين أيضاً».
وعن وجود مخاوف أمنية، قال جعجع: «كان لدينا إشكالية رئاسية كبيرة وذهبنا في الطريق الوحيد الذي يخرجنا منها، لا مؤشرات تدلّ الى وجود أيّ خطر أمني لكن علينا ان نبقى على يقظة».
وذكرت مصادر مطلعة انّ لقاء عون ـ جعجع الذي دام ساعتين تركز على موضوع الإستحقاق الرئاسي وتحديداً انّ الجلسة ستتم بموعدها اي 31 الجاري وستؤدي إلى انتخاب عون رئيساً. وأجريا نوعاً من التقويم لما أنتجته المصالحة بين «التيار» و«القوات» وما عكسته من ارتياح في الشارعين المسيحي والوطني، وما شَكّله التلاقي المسيحي من جسر عبور نحو الطوائف الأخرى لحلّ الأزمة الرئاسية».
واكّدت ارتياح عون وجعجع الى قرار الحريري ترشيح عون، وحرصهما على دوره وتيار «المستقبل» بما يمثّلانه من وجه سني معتدل في لبنان.
… وعند الحريري
ومساء زار جعجع الحريري وخرج جازماً بأنه «في 31 تشرين الأول سيكون لنا رئيس جمهوريّة ورئيس حكومة العهد هو سعد الحريري»، آملاً ان «نَصل إلى الاجماع حول الجنرال عون قبل 31 تشرين الأول، ولكن إن تعذّر هذا الاجماع يجب أن يتذكر الجميع أنّ هذه انتخابات ويجب التعامل مع الرئاسة بهذا الشكل».
ورداً على سؤال، أجاب: «من المؤكد أنّ «14 آذار» باقية ولكنني لا أدري إن كان هناك «8 آذار» بعد، فمشروع «14 آذار» مستمر وأنا متفائل به».
وأشار جعجع الى انّ «العماد عون يملك تأكيداً من نواب «حزب الله» بالتصويت لمصلحته في انتخابات الرئاسة».
جنبلاط
وقالت مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي لـ«الجمهورية» انّ جنبلاط دعا أعضاء «اللقاء الديموقراطي» الـ11 الى اجتماع يعقد ظهر اليوم في المختارة لمناقشة التطورات المتصلة بالإستحقاق الرئاسي واتخاذ الموقف المناسب منها في ضوء المواقف التي تسارَعت بعد تبنّي الحريري ترشيح عون وموقف بري من الإستحقاق.
واوضحت انه لن يكون على «اللقاء» اتخاذ موقف نهائي اليوم من الإستحقاق طالما انّ الأمور ما زالت ضبابية جداً، وانّ هناك توجهات رئيسية لم تحسم بعد وهو ما خَلصت اليه جولة وفود حزبية على بعض القيادات السياسية والحزبية وفي المشاورات التي يجريها جنبلاط بعيداً من الأضواء.
ولفتت المصادر الى انّ جنبلاط يرصد التطورات الداخلية والخارجية وهو على تشاور مستمر مع مختلف الأطراف وكل من بري والحريري، وانّ المعطيات المتوافرة حتى اللحظة لا تسمح بقراءة واضحة للمواقف النهائية وليس مضموناً إمكان تحديد الموقف النهائي طالما انّ المواجهة ما زالت مفتوحة، بالإضافة الى المعلومات المتداولة عن تفكّك بعض الكتل النيابية الى درجة غير مسبوقة وهو امر لم يكن مُحتسباً مسبقاً.
ولم تنف المصادر إمكان ان يترك جنبلاط لأعضاء «اللقاء» الحرية في انتخاب ايّ من المرشحين إذا بقيت المواجهة مفتوحة بين اكثر من مرشح، وهو الأمر المرجّح بالنسبة الى جلسة نهاية الشهر الجاري.
المشنوق
وفي المواقف، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بحضور الحريري: «نحن لا نساوم على شهدائنا، ولا نساوم على تضحياتهم ولا نقفز فوق دمائهم. لكننا لا نفقدُ البوصلة أيضاً ونمضي في تدمير ما استشهدوا من أجله». واضاف: «نعم، قد تكون هذه آخر التسويات الممكنة في لبنان.
وقد تكون آخر أغصان الزيتون، إذا ما ثبتَ أنّ من نصنعُ معهم التسوية يريدون تحويلَها معادلة نصرٍ وهزيمةٍ للدولة وقدرتها على تمثيل كل اللبنانيين. ما سمعتموه في الأمس كان واضحاً.
هي محاولة لتسوية مبنية على اتفاق سياسي يلخّص الثوابتَ التي استشهدَ من أجلها وسام الحسن وبقية الشهداء: حماية الدولة وإحياء المؤسسات وتحييد الدولة اللبنانية عن الأزمة السورية، والأهمّ الالتزام باتفاق الطائف وعروبة لبنان وهي مسألة في غاية الحساسية في ظل الاختراقات الحاصلة في المنطقة والساعية لأخذ الدول والمجتمعات الى خيارات واتجاهات أخرى لن نسمح بها في لبنان».
البناء:
ارتباك التهدئة في حلب واليمن… وموسكو غير واثقة من المساعي الأممية
جون كيري يفخّخ حركة الحريري بعدم الثقة… والسنيورة يستعدّ للانشقاق
عون وحزب الله: مشاورات مع بري وفرنجية لتوسيع تفاهمات العهد
اما صحيفة “البناء” اللبنانية فكتبت “تتأرجح الهدنة في حلب واليمن بين التهدئة والتصعيد، تحت إيقاع التناوب بين التقدم والتراجع في المساعي السياسية. ففيما تسجل محادثات جنيف الخاصة بفصل جبهة النصرة عن الجماعات المسلحة تقدّماً، سجلت موسكو تحفظات أوصلتها لإعلان عدم الثقة بالطريقة التي تخضع فيها الأمم المتحدة وممثليها المعنيين بهدنة حلب لشروط المسلحين وعلى رأسهم جبهة النصرة، لكن ذلك لم يمنع تمديد موسكو للهدنة لأربع وعشرين ساعة أخرى، بينما في اليمن ترنّحت الهدنة فيما أعلنت الرياض سقوطها باتهام الجيش اليمني واللجان الشعبية بالتوغل داخل الحدود السعودية، اتهم الجيش اليمني السعوديين بمواصلة غاراتهم الجوية رغم وقف النار، لكن مصادر يمنية مطلعة قالت إنّ تأرجح الهدنة عائد لعدم إرفاقها بمشروع التفاوض السياسي الذي وعد المبعوث الأممي بتسليمه لأطراف النزاع مع سريان الهدنة، بينما حملت جبهة الموصل عراقياً فتح داعش لجبهة كركوك بعمليات انتحارية بالتزامن مع ارتكاب الأميركيين مجزرة فيها عبر قصف أحد الأعراس في كركوك، من دون أن ينجح الإعلان الأميركي على لسان وزير الدفاع أشتون كارتر عن التوصل لتفاهم عراقي تركي يُنهي النزاع حول التوغل التركي في الأراضي العراقية، في طيّ صفحة الخلاف الذي أكدت بغداد أنه لن ينتهي دون الانسحاب التركي من الأراضي العراقية وأنّ الموقف العراقي لا يزال على حاله، رغم إعلان كارتر.
الإعلانات الأميركية التلفيقية تكرّرت مع كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول لبنان وتمنياته بنجاح مساعي الرئيس سعد الحريري بتبني ترشيح العماد ميشال عون بإنهاء الفراغ الرئاسي، وتفخيخ هذا المسعى بقوله إنه غير واثق من نجاح هذا المسعى، ليقع الكلام الأميركي في بيروت كصبّ ماء بارد على رؤوس اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون مجرد مباركة المسعى السياسي التوافقي، ويخشون أن تُخفي عمليات التشكيك مساعي للإفشال وزرع الشقاق، خصوصاً أنّ بعض الأطراف التي تحتفظ بالعلاقات الخاصة بواشنطن، وعلى رأسها الرئيس فؤاد السنيورة تملك أسبابها المباشرة للتعطيل، وقد تجد في التشجيع الأميركي ما يدفعها لقيادة تحركات اعتراضية أشدّ تأثيراً تحاول الحدّ من نتائج خطوة الحريري، في ظلّ معلومات عن تحضير السنيورة لما وصفه بـ «الحركة التصحيحية» في تيار المستقبل، وما قالت مصادر مقرّبة من الحريري أنه إذا صحّ فسيكون بمثابة انشقاق يُلاقي ما بدأه وزير العدل أشرف ريفي، وما سيواجهه الحريري بقوة عبر حركة تغييرات في قيادات الصفين الأول والثاني في تياره، ويرفقه بتقييم لمواقف النواب من مبادرته كشرط لضمّهم إلى اللوائح التي سيتبنّاها في الانتخابات النيابية المقبلة.
على خط الرابية حارة حريك تنشط الاتصالات والمساعي لبلورة خارطة طريق نحو جلسة نهاية الشهر، بتبريد المناخات بين الرابية وكلّ من بنشعي وعين التينة، بدءاً من قرار وقف الحملات الإعلامية، وشمول ذلك ما تحفل به صفحات التواصل الاجتماعي، والبدء بمناقشة مبادرات تتخطى المجاملات وتتيح التوجّه نحو رئيس المجلس النيابي والنائب سليمان فرنجية بعروض سياسية تبدّد الهواجس والمخاوف من تفاهمات ثنائية وثلاثية وتؤكد عدم تخطي التفاهم بين عون والحريري الخطوط العريضة، كما أكد العماد عون مراراً وصولاً لجعل الشراكة السياسية بين الحلفاء مرتكزاً للشراكة في الحكم.
جعجع في الرابية وبيت الوسط
لا تزال خطوة إعلان الرئيس سعد الحريري دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية الحدث الطاغي على المشهد الداخلي ومحور الحركة السياسية والتي فرزت أمس، القوى السياسية بين مؤيد ومعارض لانتخاب عون بانتظار أن تؤدّي المساعي التي بدأت أمس، لمحاولة بلوغ الإجماع في جلسة 31 الشهر الحالي. ويبدو أنّ قاعدة الرفض المستقبلي لترشيح عون تتوسّع حيث بدأ أنصار الوزير أشرف ريفي بتعليق اليافطات الرافضة للترشيح في طرابلس.
وفي إطار لقاءاته مع الأقطاب السياسية، التقى عون رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في الرابية، وأكد جعحع أنه «سيكون لنا رئيسٌ صُنع في لبنان بالفعل، وبات لنا كيان لبناني فعلي»، جازماً بأنّ «الرئيس الحريري سيُكلّف ويؤلف الحكومة العتيدة». وأشار الى «أنّ كلّ نائب لديه حرية التصرف في الشكل المناسب، ونحن اقتربنا من نهاية النفق الرئاسي الطويل بعد أن بات كلّ الوضع اللبناني غير واضح المعالم منذ 25 سنة إلى اليوم ولا سيما الآن في ظلّ ما يحدث في المنطقة، مشدّداً على أنّ هذه الخطوة هي الأولى على طريق تطبيق اتفاق الطائفـ«.
وانتقل جعجع الى بيت الوسط للقاء الحريري، وأشار بعد اللقاء الى أنّ «العلاقات مع المستقبل عادت إلى سابق عهدها بمعنى الى 14 آذار، ولن نستكين قبل تحقيق مشروع 14 آذار». ولفت الى أننا في 31 من الحالي سيكون لنا رئيس، مشيراً الى أنّ مرشح القوات لرئاسة الحكومة كما مرشح العماد عون، هو الرئيس سعد الحريري».
وبري إلى جنيف.. و«ملائكته حاضرة» في بيروت
وفي وقت يغادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، الى جنيف للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، أكدت مصادر في كتلة التحرير والتنمية لـ «لبناء» أنّ «الأمور لا زالت على حالها ولم يطرأ أيّ جديد ليغيّر في موقف رئيس المجلس والكتلة من مسألة دعم الحريري لترشيح عون، واللقاء مع عون لم يكن أكثر من لقاء بروتوكولي وتبادل للمواقف بين الطرفين»، ونفت المصادر أيّ نية لدى رئيس المجلس لتأجيل جلسة 31 إلا في حال طرأت مستجدات أو مفاجآت خلال الأيام العشرة الفاصلة عن موعد الجلسة، وخصوصاً في ظلّ التطورات المتسارعة التي يعيشها الملف الرئاسي». وأكدت المصادر أنّ «كتلة التحرير والتنمية ستنزل الى الجلسة وستصوّت لمرشحها النائب سليمان فرنجية، أما موقفها من المشاركة في الحكومة فلم يتخذ القرار النهائي بعد، لكن تصويتنا ضدّ عون لا يعني حسمنا عدم المشاركة في الحكومة التي قد نشارك فيها وفقاً للقواعد التي نراها مناسبة».
ورفضت المصادر ما يسوّق عن أنّ عون والحريري لم يتوصلا الى اتفاق شامل، متسائلة: «ما جدوى الاجتماعات بين المستقبل والتيار الوطني الحر طوال شهرين إذن؟ فلا أحد يقنعنا بأنهما لم يتحدثا في عمق المسائل والمواضيع من رئاسة الجمهورية والحكومة الى توزيع الوزارات».
ونقلت المصادر عن بري عتبه الشديد على الحريري لعدم إطلاعه على حيثيات الاتفاق مع عون، وهو الذي لم يتركه في أصعب الظروفـ«. وعن استمرار المشاورات في ظلّ سفر الرئيس بري، قالت المصادر: «ملائكته حاضرة» في بيروت.
.. ونصرالله يطلّ الأحد
وتتجه الأنظار الى الإطلالة المرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم غد الأحد في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد القيادي في «حزب الله» حاتم حمادي. وأوضحت مصادر مطلعة لـ «البناء» أنّ «الموضوع الرئيسي الذي سيتحدّث عنه السيد نصرالله هو الشهيد حمادي والمستجدّات على الساحة السورية وفي المنطقة، لكنه قد يتطرّق الى الملف الرئاسي لبعض الوقت، لأنّ الأمر مرتبط بما قد يطرأ من مستجدات في الشأن الرئاسي خلال اليومين المقبلين».
كيري: لست متأكداً من نتائج الخطوة
وفي أول موقف دولي على خطوة الحريري، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله في «أن يسير لبنان باتجاه الانتخابات الرئاسية»، قائلاً: «لست متأكداً من نتائج الدعم الذي يقدّمه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لرئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، لكننا نأمل أن يحلّ المأزق الرئاسي الذي يؤذي لبنان».
وقالت أوساط مطلعة في 8 آذار لـ «البناء» إنّ «ردّ الفعل الأميركي على خطوة الحريري موقف موارب بمعنى أنهم يقولون لسنا مسؤولين عن خيار الحريري الرئاسي، وبالتالي يعبّر هذا الكلام عن الضبابية التي تسود المشهد عند البعض، لكن الواضح بقوة عند البعض الآخر وخاصة بالنسبة لحزب الله والحلف الإقليمي الذي يمثله، وهو الذي يعتبر خياره الرئاسي نجح، والمرشح الذي دعمه قد وصل أخيراً الى ما قبل اللحظة المفصلية التي قد تكون مسألة وقت لتظهيرها في الجلسة المقبلة، لكن هذا لا ينفي أنّ مسألة اسم الرئيس التي أصبحت شبه محسومة تحتاج الى إنضاج الظروف السياسية المساعدة للعهد الجديد، والتي قد تكون بدأت بتفاهمات بين عون والحريري وقبلها مع القوات، لكنها يجب أن تشمل قوى أساسية في البلد على رأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزير سليمان فرنجية والنائب وليد جنبلاط».
ولفتت الأوساط الى أنّ «الرئيس بري حسم خياره في الجلسة التشريعية الأخيرة وكرّره في لقائه مع عون اول أمس، لكن هذا لا ينفي إمكان التوصل الى تفاهمات سياسية لاحقاً تبدّل من موقفه». وأوضحت أنّ «اتفاق الحريري وعون لم ينضج بشكلٍ نهائي ولا مانع من إدخال تعديلات عندما يشمل الآخرين، خصوصاً أنّ عون والحريري معنيان باستقطاب قوى أساسية لها وزنها وثقلها السياسي في المعادلة الداخلية لتسهيل مهمة العهد الجديد».
10 أيامٍ حافلة بالمشاورات
وفي وقتٍ عكست خطوة الحريري الارتياح والطمأنينة في الرابية التي تجاوزت قطوع إعلان «الشيخ سعد» دعمه لعون، إلا أنّ طريق بعبدا ما زالت مليئة بالألغام السياسية التي على الجنرال أن يزيل صواعقها كي يصل بسلام. ويشير مصدر في التيار الوطني الحر لـ «البناء» إلى أنّ «العماد عون أبلغ حلفاءه والخصوم في وقت سابق أنه فور إعلان الحريري موقفه النهائي من ترشيحه للرئاسة سينطلق شخصياً الى توسيع مروحة اتصالاته مع الحلفاء والخصوم معاً. وبالفعل بدأ بجولة زيارات ولقاءات من عين التينة وسيستكملها لتوسيع شبكة التفاهمات إن أمكن بهدف تأمين أكبر تأييد وإجماع حول ترشيحه ولتفادي الانقسامات الداخلية، فهناك عشرة أيام فاصلة وحاسمة قبل الجلسة المقبلة ستكون حافلة باللقاءات والاتصالات والمشاورات، وإنْ أدّت الى نتيجة فهذا أمر إيجابي وإنْ لم تؤدّ، فسيذهب عون الى جلسة الانتخاب في 31 وإنْ استمرّ فرنجية بترشيحه بدعم من بري، فعون متأكد بأنه يحظى بأكثرية الأصوات».
واذ أكد المصدر أنّ «عون مستعدّ لطمأنة جميع القوى وإزالة هواجسها، نفى أيّ اتفاقات بين الحريري وعون على حصص وزارية ومناصب في الدولة بل كان الاتفاق على عناوين سياسية عريضة كسيادة الوطن وعدم المسّ بالدستور والقانون وعدم تغيير النظام والطائف، أما مسألة الحقائب فهي من صلاحيات رئيس الحكومة وليس رئيس الجمهورية وعندما يكلف رئيس الحكومة ستوزع الحقائب على الكتل النيابية، بحسب توازنات المجلس النيابي وحتى التي ستنتقل الى ضفة المعارضة».
وكشف المصدر أنّ «سعاة الخير بدأوا محركاتهم باتجاه عين التينة والرابية وفي مقدمتهم حزب الله لتقريب وجهات النظر وللتوصل الى تفاهم بين الطرفين»، موضحة أنّ «الامل لم ينقطع بإمكان التوصل الى تفاهم مع بري بل المشاورات لا زالت في بدايتها وتستمرّ الى ما قبل جلسة الانتخاب تتخللها لقاءات بين عون وبري أو من يمثلهما ومع جنبلاط الاسبوع المقبل، كما يعمل وسطاء على ترتيب لقاء بين عون وفرنجية».
..و«التيار» استكمل جولته
في غضون ذلك، استكملت الوفود النيابية العونية زياراتها على السياسيين، فزار وفد ضمّ النائبين أمل أبو زيد وزياد أسود النائب بهية الحريري في دارتها في مجدليون وأمين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد في صيدا، وتمّ البحث في المستجدات الرئاسية، وضرورة وضع حدّ للشغور. كما زار النائبان ألان عون وسيمون أبي رميا النائب نايلة تويني في مكاتب جريدة «النهار».
إلى ذلك يزور وفد من التيار الوطني الحرّ اليوم رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد في منزله في تلة الخياط”.
المصدر: الصحف اللبنانية