كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن أكبر الوكالات الاستخباراتية الأمريكية فشلت في التنبؤ باستيلاء حركة “طالبان” على الحكم في أفغانستان بسرعة قبل إتمام انسحاب قوات الناتو من البلاد. وأكدت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته أمس الخميس أنها “اطلعت على حزم واسعة من الوثائق السرية أعطت فيها أكبر أربع أجهزة استخباراتية أمريكية تقييمات متضاربة بشأن مدى صمود الحكومة الأفغانية المنهارة”.
وأوضحت الصحيفة أن” الحديث يدور عن نحو 20 تقييما مختلفا صدرت عن وكالة المخابرات المركزية (CIA) ووكالة استخبارات الدفاع (DIA) التابعة للبنتاغون ومجلس الاستخبارات الوطني (NIC) الذي يقدم تقاريره إلى مكتب مدير الاستخبارات اليومية ومكتب الاستخبارات والبحوث التابع لوزارة الخارجية (INR)”.
ووفقا لتقرير الصحيفة، أشارت كل هذه الوكالات إلى المكاسب التي حققتها “طالبان” خلال فترة ما بين ربيع 2020 وتموز/يوليو الماضي، وتنبأت أن “الحركة ستواصل تعزيز مواقعه على الأرض ومن غير المرجح أن تصمد حكومة الرئيس أشرف غني أمام هذا التقدم دون الدعم الأمريكي، لكن لم يتنبأ أحد بإمكانية سقوط كابل في قبضة “طالبان” بحلول منتصف آب/أغسطس، قبل إتمام انسحاب القوات الأمريكية من البلاد”.
وكشفت الصحيفة أن CIA خلال اليوم الأخير من ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب “تنبأت بثلاثة سيناريوهات محتملة في أفغانستان، وهي تحول كابل وضواحيها إلى قلعة خاضعة لسيطرة القوات الحكومية بينما ستسيطر “طالبان” على باقي البلاد، وتقسيم البلاد بين الحكومة و”طالبان”، واستيلاء الحركة على عمومها”.
وكشفت الصحيفة أن وكالة المخابرات المركزية أصدرت في 17 أيار/مايو، بعد شهر من إعلان الرئيس جو بايدن قراره سحب كافة القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر، تقريرا يحمل عنوان “الحكومة تواجه خطر الانهيار بعد الانسحاب الأمريكي”، وهو تنبأ بسقوط إدارة غني بحلول نهاية العام الجاري.
وبعد أقل من شهر، أصدرت الوكالة تقريراً تحليلياً آخر قدر فرص استيلاء “طالبان” على أفغانستان بالكامل في غضون عامين.
من جانبها، أصدرت وكالة استخبارات الدفاع في الرابع من حزيران/يونيو تقريرا رجح أن “طالبان” ستنتهج خلال العام القادم استراتيجية متمثلة بعزل المناطق الريفية عن كابل تدريجيا، فيما ستحتفظ القوات الحكومية بسيطرتها على العاصمة. وفي السابع من تموز/يوليو، أصدرت هذه الوكالة تقريرا آخر خلصت فيه إلى أن كابل ستظل على الأرجح تحت سيطرة الحكومة الأفغانية، رغم خطر سقوط الولايات الرئيسية في قبضة “طالبان”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية قوله إن سبب أخطاء DIA في تقييماتها قد يعود إلى تعويلها على “بعض الأساطير عن قدرات القوات الأفغانية المدربة من قبل الولايات المتحدة”.
من جانبه، تنبأ مجلس الاستخبارات الوطني في تقرير أصدره في 14 كانون الأول/ديسمبر بتقدم “طالبان” على وجه السرعة، محذرا من أن وتيرة زحف الحركة قد تتصاعد بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وكشف التقرير أن “مسؤولين كبارا في حكومة غني تنبؤوا أيضا بانهيارها على وجه السرع”ة، موضحا أن “نائب الرئيس أمر الله صالح رجح أن إدارة غني ستنهار في تشرين الأول/أكتوبر، فيما اعتقد وزير الخارجية محمد حنيف أتمر أن ذلك سيحث في أيلول/سبتمبر”.
وخلصت “وول ستريت جورنال” إلى أن “نقص البيانات الاستخباراتية تسبب في الإخفاقات السياسية التي أدت إلى حالة الفوضى التي سادت عمليات الإجلاء الغربية من كابل في الأسابيع الأخيرة من آب/أغسطس الماضي، بعد استيلاء “طالبان” على العاصمة والأغلبية الساحقة من أراضي البلاد خلال فترة وجيزة”.
المصدر: روسيا اليوم