بدأت طالبان الأربعاء إحياء الذكرى الثالثة لرحيل القوات الأمريكية عن البلاد بعد غزو عسكري واحتلال دام 20 عاماً (2001 – 2021). وقال رئيس الوزراء حسن أخوند الأربعاء في كلمة ألقاها رئيس مكتبه إن على البلاد “الإبقاء على حكم الشريعة الإسلامية”.
وتجمّع مئات الأشخاص، بينهم دبلوماسيون صينيون وإيرانيون، في القاعدة الواقعة على مسافة 40 كيلومترا خارج كابول، لإحياء الذكرى الثالثة لعودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، في مراسم تتضمن إلقاء كلمات وعرضا عسكريا. وشارك في العرض العسكري دبابات ومركبات ومعدات حربية أخرى تابعة لوزارة الدفاع الأفغانية.
وشارك في المراسم نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية، المولوي عبد الكبير، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الملا عبد الغني برادر آخوند وعدد كبير من أعضاء مجلس الوزراء.
وجاء في بيان أخوند الذي لم يكن موجودا، أن سلطات طالبان “تتحمل مسؤولية الإبقاء على حكم الشريعة الإسلامية وحماية الممتلكات وأرواح الناس واحترام أمتنا”. ودعا البيان “جميع الأفغان أن يقوموا بدعم وحفاظ على نظامهم الإسلامي، حيث يُعتبر حكم الدين وتطبيق الشريعة من أولويات الإمارة الإسلامية”.
ونقلت مروحيات مسؤولي طالبان إلى هذا الحدث الذي أقيم في أكبر قاعدة جوية في أفغانستان والتي كانت بمثابة محور العمليات التي قادتها الولايات المتحدة في البلاد على مدى عقدين.
وأكد نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية، المولوي عبد الكبير خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة لرحيل القوات الأمريكية والتحالف الغربي عن البلاد، ان إمارة أفغانستان الإسلامية تطلب التعامل الإيجابي مع جميع دول العالم.
ومن جانبه، أعلن وزير الداخلية الأفغاني خليفة سراج الدين حقاني، إنه تم استعادة “حريتنا واستقلالنا قسرا لكنا استعادناها بالتضحيات”.
وأضاف بأن هذا العرض العسكري جاء للشكر عن النعم حتى لا ننسى استقلالنا بأنه نتيجة شجاعتكم وتضحياتكم، كما إننا بعد الحصول على الحرية نريد أن نتعاون لتقدم بلادنا.
وسيطر مقاتلو طالبان على العاصمة كابول في 15 آب/أغسطس 2021 بعد انهيار الحكومة المدعومة من واشنطن وفرار قادتها إلى المنفى. وقال أخوند في بيان الثلاثاء “في هذا التاريخ، منح الله الأمة الأفغانية المجاهدة نصرا حاسما على قوة دولية محتلة ومتغطرسة”.
وعزّزت الإجراءات الأمنية في العاصمة وفي قندهار، المعقل الروحي لطالبان، قبيل “يوم النصر”، فيما يتواصل تهديد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.
وخلال السنوات الثلاث التي أعقبت عودتها إلى السلطة بعد خوضها تمردا استمر 20 عاما، عزّزت حكومة طالبان قبضتها على البلاد، وفرضت قوانين تستند إلى تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية.
ولم تعترف أي دولة بحكومة طالبان، مع بقاء القيود المفروضة على النساء بموجب سياسات أطلقت عليها الأمم المتحدة “الفصل العنصري بين الجنسين”، نقطة شائكة رئيسية.
وفي الأيام التي سبقت يوم الذكرى، انشغل عمّال في تعليق لافتات ولوحات إعلانية كتب عليها “تهانينا” مع تاريخ الذكرى السنوية في كل أنحاء كابول. كذلك، ينتشر في المدينة باعة يحملون أعلام “إمارة أفغانستان الإسلامية” التي رفعت أيضا في الشوارع. ومن المقرر أن تنظم فعاليات يشارك فيها رياضيون وقراءات شعرية في استاد في العاصمة.
وعُزّزت الإجراءات الأمنية في مدينة قندهار (جنوب)، مسقط رأس حركة طالبان وموطن الزعيم هبة الله أخونزاده الذي يعيش في عزلة ويحكم عبر الفتاوى الدينية.
وكان الأمن أولوية بالنسبة إلى سلطات طالبان، وفي حين يعرب العديد من الأفغان عن ارتياحهم بعد 40 عاما من الصراعات المتعاقبة، ما زال الاقتصاد يعاني والسكان غارقين في أزمة إنسانية متفاقمة.
وتم تزيين عاصمة وجميع ولايات أفغانستان بالأشعار الحماسية والأعلام للاحتفال بالذكرى الثالثة لانهاء الاحتلال.
وبحسب رؤساء اللجان الثقافية في ولايات البلاد، إنه بالإضافة إلى التلويح بآلاف الأعلام البيضاء وتركيب لوحات تحمل شعارات ملحمية ووطنية ودينية، إنهم قاموا بتزيين البرنامج الجداري على الطرق المزدحمة.
ومن جهة أخرى، انتشرت القوات الأمنية في الطرق السريعة، والمنتزهات وغيرها من الأماكن المزدحمة.
المصدر: مواقع