نظم حزب الله وجمعية “مراكز الإمام الخميني الثقافية” في لبنان لقاء علمائيا موسعا في قاعة الإمام موسى الصدر داخل مجمع السيدة الزهراء في صيدا، في حضور جمع من العلماء وشارك فيه رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رؤساء: المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ غازي حنينة ، الهيئة الإسلامية الفلسطينية للرعاية والإرشاد الشيخ سعيد القاسم ، مجلس علماء فلسطين الشيخ الدكتور حسين قاسم، وجمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية في لبنان الشيخ نزار سعيد، في حضور مسؤولي الجنوب في جمعية “المشاريع الخيرية الإسلامية” الشيخ رويد عماش، والثقافي لحزب الله الشيخ محمد جمعة ، والتبليغ الشيخ مصطفى مغنية.
دعموش
افتتح الحفل بآي من الذكر الحكيم تلاه المقرئ مهدي خليفة ، فكلمة دعموش شدد في مستهلها على “ان المقاومة كانت دائما قوية في مواقع الفتن وعصية على الانجرار نحو أهداف خبيثة، واهلها كانوا دائما أهل الصبر والثبات والتضحية، ولولا أصحاب الصبر والبصيرة لكان لبنان اليوم يلتهب ويشتعل بنار الحاقدين والموتورين وأمراء الحرب الأهلية”.
ورأى أن “قدرات المقاومة وقوتها كانت دائما ومنذ الانطلاقة مسخرة لحماية لبنان والدفاع عن اللبنانيين، ولم تكن يوما أداة لترهيب اللبنانيين أو تخريب عيشهم المشترك أو سلمهم الاهلي”، معتبرا ان “قدرات المقاومة انجزت التحرير وصنعت معادلة الردع مع العدو ومنعت اجتياح واستباحة التكفيريين الارهابيين للبنان وابعدت عنه الاخطار، وهي اليوم تحمي الاستقرار والسلم الأهلي وتمنع الاقتتال الداخلي وتبعد شبح الحرب الأهلية عن لبنان”.
وقال الشيخ دعموش إن “المقاومة ليست مصدر قلق او خوف لأحد بل هي بإيمانها وثقافتها وحكمتها وعقلانيتها ووعيها وبصيرتها عامل اطمئنان واستقرار، ومصدر لحل المشاكلات وهي تساهم في التخفيف من تداعيات الأزمات التي يمر بها الناس على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي”.
أضاف: “هذا ما تؤكده كل الوقائع والاحداث القريبة والبعيدة، ففي خلدة حاولوا استدراجنا للفتنة وسقط شهداء غدرا، وسكتنا، لأننا لا نريد الفتنة. ثم تعرض إخواننا لكمين في بلدة شويا وسكتنا، لأن لدينا أهدافا كبيرة تتعلق بحماية وطننا ولا نريد ان نضيعها في صراعات داخلية. حاولوا من خلال مجزرة الطيونة جرنا الى حرب أهلية وسقط لنا شهداء، ولملمنا شهداءنا وجرحانا، لأننا نريد تفويت الفرصة على المجرمين والقتلة الذين يجرون البلد الى حرب أهلية”.
وأكد أن “حزب الله لا يريد الانجرار الى حرب أهلية وسيعمل كل ما بوسعه وبكل الوسائل لمنع حرب قذرة من هذا النوع، وهو انما كشف عن عدد مقاتليه لمنع الحرب التي يريد حزب القوات أخذ اللبنانيين إليها وليس للتهديد بالحرب وترهيب اللبنانيين، فحزب الله لم يكن يوما مصدر تهديد او تخويف او ترهيب للبنانيين والآمنين، كان ولا يزال وسيبقى قوة تردع العدو وتخيف الصهاينة وتحمي لبنان واللبنانيين”.
وقال: “أمام ما حصل في الطيونة ولتلافي تكراره في المستقبل ومن أجل تعطيل مشروع جر لبنان الى حرب أهلية، هناك مسؤوليتان تقعان على عاتق اللبنانين: الاولى: مسؤولية مجتمعية وطنية، وهي ان على الجميع في لبنان وخاصة المسيحيين الوقوف بوجه حزب القوات ورئيسه القاتل والمجرم من أجل منع الحرب الاهلية، وتثبيت السلم الاهلي، وتعزيز الأمن والاستقرار في البلد، خصوصا بعدما اعترف مسؤولو القوات اللبنانية بأنهم مليشيا مسلحة. والثانية: مسؤولية حقوقية، وهي مسؤولية الدولة والاجهزة الامنية والقضائية بمحاسبة القتلة ومن يقف وراءهم. محاسبتهم باعتبارهم عصابة مسلحة ارتكبت أعمالا إجرامية وتسببت بقتل وجرح الأبرياء وترويع المواطنين وعرضت الأمن والسلم الأهلي للخطر”.
أضاف: “نحن سننتظر التحقيق ولن نتجاوز ما حصل ولن نهمل دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا في هذه المجزرة، وسنتابع هذه القضية حتى كشف المجرمين والقتلة ومحاسبتهم في إطار القانون، ولن نسكت إذا شعرنا أن هناك تمييعا أو تسييسا لهذه القضية”.
وطالب ” الدولة واجهزتها بالتعاطي مع هذا الملف بمنتهى الجدية وعدم الخضوع للتدخلات الخارجية او الغرائز والضغوطات الطائفية، لأن ذلك سيشجع المرتكبين على ارتكاب المزيد من الجرائم، وسيساهم في انزلاق لبنان الى ما هو أسوأ من المخاطر التي يتعرض لها”.
حمود
وقال حمود من جهته: “انتم علماء السنة القلة في العالم الاسلامي التي تسير مع إيران ومع المقاومة. انتم على الحق وهذا المكان الوحيد الذي يمكن ان تنفذ فيه رسالة الاسلام. قد يكون أقرب من أي موقع. فرسالة الاسلام تمثلها المقاومة ويمثلها السيد حسن نصر الله ويمثلها الامام الخامنئي”.
وقال: “هناك طيبون في كل مكان ولكن مسلوبو الارادة. والذي قدمته لنا ايران لم يقدمه أحد، ونحن مع الموقف السياسي الذي عبر عنه نصر الله وأكده دعموش”.
حنينة
وأيد حنينة خطاب حمود حول “الساحة السنية”. وشكر دعموش على الدعوة للقاء العلماء وقال: “حقيقة، بات هذا الموعد ذكرى سنوية مناسبة للقاء بالوحدة الكريمة. وبكل صدق وثقة الموقف الذي اطلقه الامين العام (لحزب الله) في إطلالته بعد حادثة الطيونة كموقف جده رسول الله ، أثلج صدورنا وكان البلد على الصفيح الساخن وكانت الفتن تموج كموج البحار ليأتي موقف الامين ليثبت الحقائق أمام الجميع”.
القاسم
وتحدث القاسم عن “أسبوع الوحدة بين 12 و 17 ربيع الأول وهو بين السنة والشيعة”، وقال: “ما فعلناه كعلماء في ذكرى أربعين الإمام الحسين في كربلاء كانت له قيمة كبيرة جدا”.
قاسم
أما قاسم فقال: “علينا ان نتعلم من رسول الله درس توحيد الامة وجمعها تحت لواء الاسلام حيث وحد الرسول كل الامة وهذا هو طريق الوحدة الذي يجب ان نسير عليه والذي يقف الى جانب القدس والاقصى هو الذي سينتصر”.
سعيد
وشكر سعيد باسم جمعية مراكز الامام الخميني الثقافية في لبنان الجميع فردا فردا وخصوصا قيادة حزب الله في صيدا والجنوب الممثلة بالمسؤول الثقافي للحزب جنوبا الشيخ محمد جمعة، والفريق الذي نظم اللقاء وعلى رأسهم الشيخ غالب حلال.
وختاما، اقيمت مأدبة غداء على شرف الحضور.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام