يواصل أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء لليوم الثامن على التوالي، معركتهم البطولية بالإضراب عن الطعام لمواجهة إجراءات إدارة سجون الاحتلال التنكيلية المضاعفة بحقّهم. فيما صعدَ الأسيران محمد العامودي، وحسني عيسى إضرابهما في سجن ريمون، وذلك بالامتناع عن شرب الماء، لافتا إلى تدهور وضعهما الصحيّ، وإلى أنهما نُقلا إلى عيادة السجن.
وجاءت خطوة الإضراب عن الطعام، بدعم من كافة الفصائل، التي واصلت على مدار الفترة الماضية حواراتها وبرنامجها النضالي في محاولة لوقف الهجمة التي تشنها إدارة سجون الاحتلال، حيث سينضمون للإضراب تباعاً.
يُشار إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال ومنذ السادس من أيلول/ سبتمبر الماضي، وهو تاريخ عملية “نفق الحرّيّة”، شرعت بفرض جملة من الإجراءات التنكيلية، وسياسات التضييق المضاعفة على الأسرى، واستهدفت بشكل خاص أسرى الجهاد الإسلامي من خلال عمليات نقلهم وعزلهم واحتجازهم في زنازين لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، عدا عن نقل مجموعة من القيادات إلى التحقيق.
وقالت حركتا المقاومة الإسلامية “حماس”، والجهاد الإسلامي، إن مساس إسرائيل بالأسرى داخل سجونها “يقود المنطقة نحو انفجار واسع”.
ويخوض 250 أسيراً من أسرى “الجهاد الإسلامي” في سجون العدو، لليوم السابع على التوالي، وسط استعدادات لخطوات تصعيدية جديدة بمواجهة الإجراءات التنكيلية المضاعفة بحقَّ المعتقَلين، منذ محاولة 6 أسرى التحرّر من سجون جلبوع مطلع الشهر الماضي.
في غضون ذلك، وفي إطار استمرار التضييق على الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، منعت سلطات العدو الأسيرة نسرين أبو كميل (46 عاماً) التي كان أُفرج عنها أوّل من أمس، من العبور إلى قطاع غزة عبر معبر «بيت حانون – إيريز»، لملاقاة عائلتها التي كانت تنتظرها، بعد 6 سنوات من الاعتقال.
وقالت عائلة أبو كميل إن قوات الاحتلال تعمّدت تنغيص الفرحة عليها، عبر منع نسرين من المرور إلى القطاع حيث ينتظرها زوجها وأطفالها السبعة، الذين لم يتمكّنوا من زيارتها منذ لحظة اعتقالها.
وبالأمس، أحيت المقاومة ذكرى صفقة وفاء الأحرار حيث وجّهت الحركة الوطنية الأسيرة رسالة عاجلة إلى المقاومة الفلسطينية، قالت فيها إنه «حان الوقت لكسر القيود، وقد كانت ثقتنا بكم كبيرة وبلا حدود، والآن بعد معركة سيف القدس أصبحت هذه الثقة يقيناً بإذن الله»، مضيفةً «أنّنا، وبعد عشر سنوات من الانتظار بعد وفاء الأحرار، لا يزال أملنا – بعد الله – هو في المقاومة». وتابعت «عشر سنواتٍ مرّت، وبعضنا مرّت عليه أربعون عاماً من الأسر ولا يزال صابراً محتسباً منتظراً، ونقولها وبصوتٍ عالٍ، إنه بعد معركة سيف القدس، وما رأيناه من بطولةٍ منقطعة النظير في ظروف معقّدة حرجة ليس لها مثيل في أيّ مكان في العالم، فإننا نحن الأسرى في سجون الاحتلال نقول لكم يا إخوة السلاح والدم، إنه حان الوقت لكسر القيود، وقد كانت ثقتنا بكم كبيرة وبلا حدود، والآن بعد معركة سيف القدس، أصبحت هذه الثقة يقيناً بإذن الله».
ودعت الحركة الأسيرة، المقاوَمة، إلى أن تقاتل على كلّ أسير، مؤكدة أن «كلّ الأسرى وبلا استثناء يستحقّون الحرية، وهي واجبكم، ونحن الأسرى لكم منّا الصبر والصمود، وإن لم تحملنا أجسامنا ستحملنا نفوسنا».
المصدر: فلسطين اليوم