أكد الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات، في تصريح اليوم، أن “الوضع في البلد ما قبل تشكيل الحكومة ليس كما بعد تشكيلها، فإن تشكيل الحكومة يعتبر إنجازا من بعد التعثر”. ولفت إلى أن “الرئيس ميقاتي منخرط في العمل السياسي والاقتصادي في البلد، ولديه تجربة عميقة وخبرة كافية ليقود البلد في هذه المرحلة،” وطالب الحكومة بعقد الاجتماعات المكثفة لمعالجة الأمور الحياتية”، مشيرا إلى أن “الوضع لا يتحمل المناكفات والكيديات ويتطلب اتخاذ القرارات ومعالجة المسائل بسرعة قصوى”.
ولفت الى أن “الحصار المفروض على لبنان من الخارج، نتيجة الدور الذي يلعبه لبنان في مواجهة السياسة الأميركية والاسرائيلية، هو ما أوصل البلد إلى ما وصل إليه”، مشيرا إلى أن “لازمة لبنان سببين اساسيين: الأول، داخلي يتعلق بالنظام السياسي الذي حكم البلد منذ الاستقلال وفاقم أزماته، المبني على الطائفية والمحاصصة والاحتكار والسرقة والذي نتج عنه هذا النظام الاقتصادي المدمر. والحل يتمثل في الإجماع الوطني العام لتغيير هذا النظام السياسي، ووضع نظام انتخابي قائم على النسبية الفعلية وقانون جديد للأحزاب”.
وأضاف:” على القوى التغييرية الحقيقية إلى جانب الأحزاب التي لم تشارك في منظومة الفساد، أن تساهم في التغيير في الواقع السياسي إلى جانب من يرفع شعارات بناء دولة المؤسسات والقانون، إضافة إلى مسؤولية الشعب بتقرير مصيره وبرفضه للذل، من خلال رفع منسوب الوعي لديه ليقود هذا التغيير”.
وتابع: “والسبب الثاني هو انتصارنا على إسرائيل الذي ندفع ثمنه، نتيجة رفضنا للتطبيع ولأي اتفاقية تضمن أمن إسرائيل، وتمسكنا في المقابل بسيادتنا واستقلالنا”.
وأكد أن “المنطومة الحاكمة التي تملك المصارف هي من تكرس الاحتكار وتمنع الاستيراد الحر، لحماية مصالحها الاقتصادية، وتمنع العروض التنموية للصين وروسيا وإيران”. وأشار إلى أنه “علينا الاتعاظ بالمؤشرات الإيجابية الأميركية التي سمحت بدخول الغاز من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، وسمحت للنفط الإيراني بالوصول إلى لبنان دون اعتراضه، فعلى اللبنانيون المباشرة باتخاذ القرارات المناسبة التي تعود بالمصلحة الوطنية العامة دون الخوف من اعتراض أحد، فلا مفر من اتخاذ القرارات المصيرية الإنقاذية دون استثناء ومن تعزيز العلاقات مع سوريا، فمن الواضح العودة العربية الجدية إلى كنف سوريا”.
وقال: “المشكلة الأساسية لدينا افتقارنا إلى نظام قائم على الوطنية والمطلوب تغليب المصلحة الوطنية في اتخاذ القرارات المناسبة والمصيرية في العلاقات الخارجية ، ومن الضروري التحصن بموقف موحد وصلب للحكومة اللبنانية في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بما لا يعمق أزمتنا الداخلية، بل التأكيد على التمسك بالسيادة والعدالة الوطنية. ولفت إلى أن نموذج الBOT هو بمثابة حل للأزمة اللبناني، وسيحمينا من العمولات والسمسرة والقرارات العبثية الت بددت 14 مليار دولارعلى الدعم العشوائي”.
اضاف: “للأسف هناك أزمة أخلاقية في لبنان تتجاوز أزمته الاقتصادية بل تفاقمها، بحيث تفتقر بنية المجتمع اللبناني إلى الوطنية بالدرجة الأولى والعديد من اللبنانيين يشبهون الطبقة الفاسدة، وساهموا بشكل أساسي في تدهور الوضع، فالخيانة وجهة نظر والسرقة ايضا وجهة نظر”.
ولفت بركات إلى “الخطة التي يعمل عليها الوزير عصام شرف الدين في تطوير وزارة المهجرين وتحويلها إلى مديرية تنمية ريفية تهتم بالضيع والأرياف”، وأمل “ألا تتلهى الحكومة في التحضير للانتخابات وأن تضع معالجة الأزمات في أساس أولوياتها”، وأشار إلى أن “الرئيس ميقاتي حريص على إنجاح هذه الحكومة ، في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة وفي حال نجاح هذه الحكومة يسجل للرئيس ميقاتي إنجاز وطني كبير”، لافتا إلى “وجود أطراف لا تريد نجاح الحكومة، الذي يتطلب إجماعا وطنيا حقيقيا ولا يتوقف على الرئيس ميقاتي بمفرده”.
وأمل أن “تكون التطورات الاقليمية والدولية لجهة المفاوضات الإيرانية – الأميركية على الملف النووي والتي ستبدأ قريبا في فيينا خصوصا وان إيران لديها رغبة في التوصل الى اتفاق، كما ان اميركا لديها نفس الرغبة. اضافة الى المفاوضات الإيرانية-السعودية بشقيها الأمني والسياسي والتي حققت تقدما ملموسا في هذا الاتجاه، ومن المهم الإشارة الى ان التفاهم السعودي – الايراني هو ضرورة اسلامية وضرورة عربية في هذه المرحلة وفي كل المراحل، لأن ايران هي دولة عظمى في المنطقة والمملكة العربية السعودية دورها اساسي ومحوري على المستوى الاقليمي والتفاهم السعودي-الايراني امر مهم جدا، وسيترك انعكاسات ايجابية كبيرة على الواقع اللبناني الداخلي”.
وختم: “اعتقد ان الامور تتجه الى احراز تفاهم نهائي من خلال تبادل السفراء ومن خلال تبادل الزيارات ما بين الطرفين، اضافة الى الدور السوري، فسوريا ستعود الى الواقع العربي والدولي، من خلال دور محوري اساسي في المنطقة على الصعيد الاقليمي، ومما لا شك فيه ان هذه التطورات الاقليمية والدولية ستترك انعكاسات مهمة على الواقع اللبناني اضافة الى المساعدة التي تأتي من العراق والغاز المصري، كل هذه المؤشرات تؤكد ان المرحلة المقبلة تحمل شيئا من الأمل للبنانيين الذي يتوقف عليهم جميعا نجاح هذه الحكومة والخروج من الأزمة، وتوقف الانهيار مسؤولية الجميع وليست مسؤولية طرف دون آخر”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام