ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 29-09-2021 في بيروت على أولى جلسات العمل الحكومية التي تعقد اليوم في قصر بعبدا، بعدما نالت الحكومة الثقة النيابية وتسنى للوزراء الإطلاع على ملفات وزاراتهم، ووصفت مصادر وزارية الاجتماع بأنه إطار لبرمجة أولويات الحكومة التي تضمنها البيان الوزاري..
الأخبار
فنيّون سوريّون يعالجون وصلة خطّ الغاز العربي في لبنان على نفقة دمشق
سلامة «يتجاوب»: سلفة جديدة للكهرباء؟
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “بعد التحذير الذي أطلقته مؤسسة كهرباء لبنان، الأسبوع الماضي، من الانقطاع الشامل للكهرباء بدءاً من أواخر الشهر الجاري مع نفاد كمية الفيول لديها، بدأت الاتصالات بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتأمين سلفة جديدة للمؤسسة تقرّ بموجب مرسوم في مجلس الوزراء.
وبحسب المتداول، فإن سلامة «يبدي استعداداً لتمويل سلفة بحدود 200 إلى 300 مليون دولار، على أن يتابع وزيرا الطاقة والمالية الأمر مع رئيس الحكومة». وقال مطّلعون على الاتصالات إن سلامة يدرس تأمين المبالغ من خارج الاحتياط الإلزامي، أي من المبالغ التي كانت تستخدم لفتح اعتمادات بواخر المازوت، على أن يتوقف عن فتح اعتمادات الفواتير المدعومة.
وفي حال الاتفاق على مبدأ السلفة، بعد الاتفاق بين ميقاتي وسلامة، سيكون على مؤسسة كهرباء لبنان إرسال طلب سلفة إلى وزارة الطاقة لتحوّله الى مصرف لبنان. وبحسب المصادر، فإن سلامة لا يتصرّف مع الحكومة الحالية كما كان يتصرف مع حكومة الرئيس حسان دياب، ويظهر ميلاً للتعاون مع ميقاتي، «ما يرجح سير ملف السلفة».
وفيما ينتظر أن يتخذ مجلس الوزراء قراره بإمكانية استخدام جزء من وحدات السحب الخاصة بصندوق النقد (مليار و350 مليون دولار) لدعم مشروع الطاقة، أشارت المصادر الى أن وزير الطاقة وليد فياض طالب باستخدام جزء من هذه الأموال لدعم مشروع إقامة معامل جديدة، والبحث في وسائل أخرى لتأمين تمويل حاجة المعامل من الفيول أو الغاز وعمليات الصيانة وإصلاح وتوسيع شبكات النقل والتوزيع في كل المناطق.
وبحسب مصادر في وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان، فإن النفط العراقي بعد استبداله بالفيول المناسب يمكن أن ينتج نحو 440 ميغاواط شهرياً، تضاف إليها نحو 40 ميغاواط من الإنتاج المائي، وهي كمية غير كافية لتحميل الشبكة التي تحتاج الى 600 ميغاواط كحد أدنى. وبالتالي فإن الخيارات المطروحة تتوزع بين:
أولاً، أن يوافق مصرف لبنان على طلب مؤسسة كهرباء تحويل موجودات المؤسسة لديه (نحو 200 مليار ليرة) الى دولارات بحسب سعر الصرف الرسمي، وهو ما يرفضه سلامة، علماً بأن قانون النقد والتسليف يعتبر مصرف لبنان معنياً بتمويل حاجات مؤسسات الدولة والمؤسسات العامة. كما أن هيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل أقرّت بأن على مصرف لبنان بيع الدولارات الى المؤسسات العامة بالسعر الرسمي. وفي حال الموافقة، يمكن لمؤسسة كهرباء لبنان شراء كمية من الفيول الذي يسمح بزيادة الإنتاج الى 800 ميغاواط، من دون الحاجة إلى سلفة قد يتطلب إقرارها المرور بقانون تعارضه كتل نيابية كبيرة، علماً بأن مجلس إدارة المؤسسة نفسها ليس موافقاً بجميع أعضائه على فكرة السلفة.
ثانياً، أن تلجأ الحكومة الى قرار استثنائي على شكل مرسوم يلزم حاكم مصرف لبنان بمنح المؤسسة سلفة بقيمة تتراوح بين 250 و300 مليون دولار لشراء فيول ينتج طاقة في فصول الخريف والشتاء والربيع حين يكون الاستهلاك أقل، وهو أمر قيد النقاش بين ميقاتي وسلامة الذي أبدى تجاوباً أولياً باعتبار أنه يمكنه توفير هذه الأموال من الفائض الناجم عن وقف الدعم للمشتقات النفطية وخصوصاً المازوت، أضف الى ذلك أن زيادة التغذية تؤدي الى تخفيف الطلب على المازوت، وبالتالي على الدولارات سواء من مصرف لبنان أو من السوق.
ثالثاً، أن ينجح لبنان في إقناع مصر بزيادة كمية الغاز المفترض استجرارها إلى لبنان عبر الخطّ العربي، على أن يجد وسائل مختلفة لتصريفها، سواء من خلال تشغيل معمل دير عمار بطريقة مختلفة بعد صيانة أحد المولدات الكبيرة، أو من خلال استئجار باخرة تعمل على الغاز، بتمويل من البنك الدولي، توضع مقابل معمل دير عمار لتوفير طاقة إضافية.
على أن دون ذلك عقبات كثيرة، أبرزها أن القاهرة حددت سقفاً للكمية المفترض بيعها للبنان، ما يعني أن قرار رفعها يحتاج الى مفاوضات جديدة، وثانيها شكل مساهمة البنك الدولي الذي يبدي استعداداً لدفع نصف كلفة الغاز، على أن يكفل الدولة اللبنانية التي يفترض أن تدفع النصف الثاني. لكن للبنك الدولي شروطه التي تتعلق بإجراء إصلاحات في قطاع الكهرباء وقد عرضت على المسؤولين اللبنانيين.
صيانة الخط العربي
في غضون ذلك، أنهى الوفد الفني السوري معاينة الوصلة الخاصة بخط الغاز العربي والتي تمتد على طول 36 كلم بين نقطة الدبوسية الحدودية ومعمل دير عمار. وقد أظهر الكشف الأولي عدم وجود أيّ ضرر يعيق مرور الغاز، وأن عملية الصيانة تحتاج الى أيام قليلة وستتولاها فرق فنية سورية من دون مقابل. وبعد التفاهم مع اللجنة الفنية اللبنانية، غادر الوفد السوري مساء أمس عائداً الى سوريا.
وبحسب التفاهمات التي جرت سابقاً بين الوزراء المعنيين في لبنان وسوريا والأردن ومصر، فإن إعادة تأهيل الخط كانت منوطة بشركة مصرية، لكنّ تأخر إصدار الولايات المتحدة قرارات عبر وزارة الخزانة لإعفاء هذه الشركات من عقوبات «قانون قيصر»، فرض اللجوء الى سوريا. وقد أبلغ وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة نظيره اللبناني أن دمشق ستساعد في معالجة الخلل الفني من دون مقابل.
وتؤكد مصادر وزارة الطاقة أن تجهيز الخطّ يتطلّب أسبوعاً كحدّ أقصى، وأن الباقي رهن بسفر فياض إلى مصر لوضع إطار زمني للمرحلة المقبلة وإطار عملي لاستجرار الغاز المصري، ما يسمح بتشغيل معمل دير عمار سريعاً.
من جهة أخرى، يتوقع أن ينجز لبنان اتفاقية تعاون مع مصر لشراء كمية من الفيول المخصص لإنتاج الطاقة وفق الآلية نفسها التي اعتمدت في الاتفاق مع العراق، ما يسمح للبنان باستبدال الفيول المصري بفيول يناسب مولدات الطاقة في لبنان. وأشارت المصادر الى أن فياض يجهّز ملفاً بانتظار قرار سفره الى القاهرة لإتمام الأمر، وخصوصاً الجانب المالي منه.
اللواء
«لغم بعبدا» في التفاوض مع الصندوق باكورة الخلافات
ماكرون يتصل بولي العهد السعودي.. وكهرباء الأردن علی جدول محادثات الخصاونة غداً
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “سؤال عشية انطلاق حكومة «معاً للانقاذ» في أوّل اجتماعات مجلس الوزراء: هل سيحكم لبنان بمجلس أعلى للدفاع يترأسه الرئيس ميشال عون، ويدعو إليه، ومجلس وزراء، يدعو إليه الرئيس نجيب ميقاتي، ويترأسه رئيس الجمهورية إذا حضر الجلسة؟
سؤال فرضته المصادفة بين اجتماع مجلس الدفاع الأعلى عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم، للبحث في وضع الصحة، وتمديد إعلان التعبئة العامة التي تنتهي غداً، وبعد نصف ساعة ينعقد مجلس الوزراء، لاتخاذ جملة قرارات من بينها إنهاء مجلس الدفاع حول التعبئة العامة.
وبالانتظار، قالت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا تعد الانطلاقة الاولى لحكومة «معا للأنقاذ» بعد نيلها الثقة. وقالت المصادر إن المجلس قد يناقش مواضيع من خارج جدول الأعمال إذا كان هناك ما يدعو إلى ذلك على أن نتائج زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى فرنسا تحضر في كلمته أمام الوزراء.
وقال وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين لـ«اللواء» أن هناك توقعا بأن يقدم الرئيس ميقاتي شرحاً وافيا حول هذه الزيارة وتشكيل لجنة مالية اقتصادية للمتابعة. وأعربت مصادر مطلعة عن اعتقادها ان أهمية الجلسة اليوم تكمن في النقاش حول المشروع الانقاذي.
اما بنود جدول الأعمال والبالغ عددها ١١ فتضم موافقات استثنائية لحكومة تصريف الأعمال وعددها ٥٦١ موافقة وإعادة النظر بقرار الحكومة السابقة لجهة تشكيل لجان وزارية وإحالة تفجير خزانات الوقود في منطقة التليل إلى المجلس العدلي ونقل اعتماد بقيمة ١٦ مليار ليرة من احتياطي الموازنة إلى موازنة وزارة الدفاع لدفع رواتب العسكريين حتى نهاية العام 2021.
وفهم من هذه المصادر أن تاليف الوفد الرسمي للتفاوض مع صندوق النقد الدولي قد يطرح أيضا مع العلم أن هناك شبه اتفاق على تسمية الوفد. وكشفت مصادر سياسية متابعة للجنة الوزارية والحكومية، التي ستتولى التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ان بداية التباينات الحكومية، بدات بالظهور بعدما طلب رئيس الجمهورية ميشال عون بايعاز ملحوظ من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ضم المستشارين الرئاسيين شربل قرداحي ورفيق حداد الى هذه اللجنة لتمثيله فيها، ما يؤشر إلى عدم ثقة العهد باعضاء اللجنة، والاصرار على تمثيل مستقل فيها، برغم وجود وزير محسوب على رئيس الجمهورية شخصيا فيها، وخبرته محدودة في هذا المجال.
واشارت المصادر إلى ان حداد يعمل مستشارا ماليا واقتصاديا خاصا لباسيل وللتيار الوطني الحر، ايضا، وهو الذي طلب ضمه للجنة التفاوض. وعلمت «اللواء» ان الرئيس ميقاتي يعترض على ضمهما إلى اللجنة ما دام فيها أكثر من وزير يمثل رئيس الجمهورية، لا سيما وزير الشؤون الاجتماعية.
وعشية جلسة مجلس الوزراء الاولى التي ستُظهر طبيعة إنطلاقة الحكومة وتوجهاتها الفعلية من خلال المناقشات التي ستتناول بند إحالة حادثة انفجار خزان المحروقات في بلدة التليل العكارية الى المجلس العدلي، لوجود رأيين بين الوزراء مؤيد ومعارض، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون الى اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم الاربعاء، لعرض الوضع الصحي في البلاد ، والنظر في إمكانية تمديد إعلان التعبئة العامة التي تنتهي بتاريخ 30/9/2021، على ان تلي اجتماع المجلس الاعلى للدفاع جلسة مجلس الوزراء في الساعة الرابعة.
وفي الحراك الرسمي، زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في التنسيق المجلسي – الحكومي في مقاربة الملفات المطلوبة لتحقيق الاصلاحات ومساندة الحكومة تشريعياً في معالجة الازمات القائمة اقتصادياً ومالياً ومعيشياً. ومواكبة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وقال ميقاتي بعد اللقاء: اطلعت الرئيس بري على اجواء زيارتي لفرنسا وتناقشنا في بعض المسائل المحددة التي حصلت في باريس. كما تطرقنا الى موضوع الجلسات التشريعية المقبلة، ومشاريع القوانين التي سترسلها الحكومة، اضافة الى اقتراحات القوانين الموجودة في المجلس وهي من ضمن الاصلاحات المطلوبة، واهمها الكابيتال كونترول، والمهل المرتبطة بقانون الانتخاب التي يتوجب على مجلس النواب النظر بها وبتها لاجراء الانتخابات في الوقت المطلوب قبل شهر رمضان المبارك.
أضاف: كما تحدثت مع الرئيس في موضوع المراسيم التنظيمية للقوانين الصادرة عن مجلس النواب، وهناك اكثر من 20 مرسوما تنظيميا جاهزة لإرسالها الى مجلس الوزراء لإقرارها في أسرع وقت ممكن، اما المراسيم التنظيمية الاخرى التي لا تزال في الوزارات المختصة فسنحض الوزراء على الاسراع في ارسالها. وسئل عن تأجيل الانتخابات البلدية والمخاوف من ارجاء الانتخابات النيابية لتعديل المهل وإلغاء مقاعد المغتربين؟
أجاب: لا أحد تحدث عن الغاء الانتخابات البلدية ابداً حتى الآن ليست هناك اي اشارة، ونحن في السلطة التنفيذية نتابع المهل والقوانين السارية. لقد سألت الرئيس بري عن الانتخابات البلدية، لأن هناك رغبة في اجرائها ضمن المهل المحددة ولا نية حتى الآن لتأجيلها، اما في ما يتعلق بقانون الانتخاب، فنحن سلطة تنفيذية ومن واجبنا اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووفق القوانين النافذة، لدينا نية صادقة واكيدة لاجراء الانتخابات النيابية، ولا اعتقد ان هناك اي نية لتأجيل هذه الانتخابات.
سئل: هل ستقوم بزيارات الى دول الخليج وتحديدا الى المملكة العربية السعودية؟ أجاب: «في الوقت الحاضر لا مواعيد سفر لدي، لقد تلقيت عدة دعوات من بعض الدول العربية، ولكن انا في انتظار ان أنهي بعض الامور الداخلية ومن ثم التوجه الى الدول العربية».
سئل: بالأمس تحدثت انك لن تزور سوريا الا بغطاء دولي؟ أجاب: «حتى لا يفسر ما قلته بالأمس خطأ من اننا نطلب غطاء دوليا لزيارة سوريا، اقول انه تحكم علاقتنا بسوريا عدة عوامل تاريخية وجغرافية وعلاقات جوار وكل شيء. انا اقول انه لا يمكن ان اعرض لبنان لأي عقوبات جراء اي علاقة مع اي شخص كان، همي لبنان، واذا كانت الزيارات لا تنطبق عليها اي عقوبات فلا مانع بتاتا من زيارة سوريا والتعاون معها، اما اذا كان الأمر سيعرض لبنان لأية مخاطر فلا يمكن ان اسمح بتعرضه في وجودي للمخاطر بإذن الله».
وحول ما تردد عن خلاف بينه وبين الرئيس ميشال عون حول التفاوض مع صندوق النقد الدولي، قال ميقاتي: لا خلاف بيني وبين الريئس عون حول المفاوضات. طريقة عملي تتحدد دائما وفق الهدف المرجو، وهدفنا انجاح المفاوضات وانقاذ لبنان، بغض النظر عمن سيقوم بهذه المفاوضات، وفي النهاية انا رئيس الحكومة، والمسائل ستصب عندي ولا شيء سيقر الا بموافقتي، وانا سأتابع الموضوع، والعبرة في خواتيم الامور.
وتابع ردا على سؤال: ستكون هناك ورشة كاملة لانهاء كل القوانين الموجودة لا سيما القوانين الإصلاحية. وفي موضوع التعيينات اؤكد انني لست من هواة صنع الخلافات لأظهر انني أحلها وليست لدينا غاية لا لتعيين ازلام او غيرهم. وقال عن زيارته لدول الخليج: وصلني عدد من الدعوات من دول عربية ولكنني بصدد الإنتهاء من بعض الأمور الداخلية قبل تلبية هذه الدعوات.
وردا على سؤال قال في موضوع الكهرباء: ستجرى مناقصة شفافة تدعى اليها الشركات المؤهلة، ومن يقدم افضل سعر بأفضل شروط ضمن المواصفات الموضوعة، سيفوز بالمناقصة. وعما اذا كان الامر سيتم على قاعدة الخصخصة، قال: في الوقت الحاضر ليس هناك اي بحث في الخصخصة، لأن الاوضاع لدينا متعبة، واذا دخلنا باب الخصخصة فالسعر سيكون هزيلاً، لذلك لن نسمح بالخصخصة الا بعدما يستعيد الوطن عافيته. وان شاء الله نتكلم بالخصخصة بحكومات أخرى.
الى ذلك، شهدت السرايا الحكومية أمس سلسلة لقاءات ديبلوماسية لميقاتي، الذي اجتمع مع سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، الذي قال بعد الاجتماع: كان لقائي الأول مع الرئيس ميقاتي جيداً وبناءً، وقد ناقشنا جملة مسائل يجب معالجتها وتشاركنا منحى التوجه للاهتمام بالأولويات الملحة المتصلة بالأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان وما يجب القيام به من أجل إخراجه منها. وقد تم التوافق على أن العنصر الأكثر أهمية لتحقيق ذلك هو الدخول في مفاوضات جدية مع صندوق النقد الدولي لمعالجة هذه المسائل. أضاف: تناقشنا أيضا في أهمية إجراء الإستحقاقات الإنتخابية في موعدها المحدد في العام المقبل، وكذلك ما يمكن القيام به لمعالجة المشكلات المتعلقة بقطاع الكهرباء» .
واستقبل ميقاتي سفير روسيا في لبنان الكسندر روداكوف الذي أوضح انه «نقل رسالة تهنئة بتشكيل الحكومة من رئيس وزراء روسيا ميخائيل ميشوستين، مشيرا الى أنه جرت مناقشة العلاقات الثنائية في المجالات كافة. أضاف: نحن نعرف ان الأوضاع في لبنان وروسيا جاهزة لتطوير التعاون القائم وتقديم المساعدات اللازمة للبنان.
وستكون عملية استجرار الكهرباء من الأردن على جدول محادثات رئيس وزراء الأردن بشير الخصاونة الذي يصل مساء اليوم إلى بيروت في زيارة رسمية على رأس وفد وزاري، وسيجري محادثات رسمية مع الرئيس ميقاتي، كما يلتقي الخصاونة الرئيسين عون وبري.
وفي إطار الدعم الفرنسي للبنان، واجراء ما يلزم من اتصالات لمساعدة لبنان، أفاد قصر الاليزيه انه «سيحصل تواصل بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية محمّد بن سلمان قريباً، للتباحث في قضايا المنطقة والوضع في لبنان».
في المواقف، رأى تكتل لبنان القوي ان الانتخابات النيابية استحقاق دستوري لا يجوز بأي ذريعة تعطيله أو الانتقاص منه، فالقانون ينص على حق غير المقيمين بالاقتراع، والترشح.
الشحنة العراقية
كهربائياً، تصل الشحنة الثانية من الفيول العراقي (30 ألف طن) إلى المياه اللبنانية اليوم، وتُفض عروض المناقصة لشهر تشرين الثاني، من أجل استقدام 35 ألف طن من الغاز اويل.
وقالت مصادر «كهرباء لبنان»:جرى تشغيل مولدات إضافية في العديد من المعامل الحرارية، الأمر الذي أدى إلى رفع طاقة الإنتاج إلى 570 ميغاواط، وغداً تنتهي عقود البواخر التركية الموجودة في الذوق والجية، على ان تُطفئ مولداتها قبل المغادرة خلال أيام.
وفي خطوة إيجابية على الصعيد التربوي، أعلن رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه جباوي عن عقد اجتماعات متتالية مع وزير التربية عباس الحلبي ورئيس الحكومة، على خلفية حصول زيادات، من دون كشف الأرقام، الأمر الذي يفتح الباب امام العودة إلى تسجيل التلامذة، ويقتصر الحضور على المديريين والاداريين، ولكن العودة إلى الصفوف لن تكون قبل تحقيق المطالب.
ناشطون امام منزل ايليا
قضائياً، تجمع ناشطون وأهالي ضحايا انفجار المرفأ امام منزل رئيس محكمة الاستئناف المدنية في بيروت القاضي نسيب إيليا في مزرعة يشوع، والذي ينظر في طلب الرد المقدم من النائب نهاد المشنوق ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في قضية انفجار المرفأ. واعتبر المتظاهرون ان طلب الرد غير قانوني، وان محكمة الاستئناف غير مختصة، وطالبوا بإسقاط كل الحصانات.
وعشية تحرك دعا اليه الاهالي والمجتمع المدني امام قصر العدل اليوم رفضا لكف يد المحقق العدلي طارق بيطار، استمع وزير العدل القاضي هنري خوري الى مطالب لجان عوائل ضحايا وشهداء المرفأ خلال لقاء وفد منهم، وأكد تضامنه الكامل معهم في قضيتهم المحقة، وشدد على أن القضاء يقوم بعمله القانوني على أكمل وجه، على الرغم من الضجة الكبيرة والدعايات الكثيرة، مشددا على ضرورة وقف التهشيم والتشهير بالقضاء لأن الامر يُضعف وضع الجهتين، اي الاهالي والقضاء.
واذ اعرب خوري عن ثقته بقضاة لبنان، دعا الى ترك القضية لمسارها القانوني، والثقة بالقضاة المولجين متابعة ملف المرفأ. واوضح عدم احقيته كوزير عدل في التدخل بعمل القاضي او الاطلاع على تفاصيل الملف. وقال المتحدث بإسم الوفد ابراهيم حطيط: طلبنا من الوزير حماية العدل والعدالة في لبنان، وجئنا لنرى ما هي امكانية حماية القانون والعدالة في لبنان.
واضاف: سنقوم في الاولى من بعد ظهر غد الأربعاء (اليوم) بتحرك اعتراضي قد تنبثق منه مجموعة من التحركات لنحمي قضيتنا ومسارها، وستكون كل الخيارات مفتوحة، وسنضغط وسنقوم بتحركات عدة، ولدينا امل بأن ترد الرئيسة رندة كفوري الطلب، ونحن لا نطلب منها الا ان تحكم بالعدل، ونتمنى على الرئيس نسيب ايليا ان يرد هذا الطلب ايضا لنصل ولمرة واحدة في لبنان الى الحقيقة والعدالة. واكرر دمنا لن يذهب هدرا وهذه المرة ليست ككل مرة.
بالتوازي، أصدر وكلاء الدفاع عن المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم المحامون وسام المذبوح وأحمد شوقي المستراح وقاسم كريم بياناً قوياً اللهجة بحق القاضي بيطار مماجاء فيه:
«من المؤسف ان يتجرع القاضي (طارق ) البيطار خيبات المخالفات القانونية التي حصدها خلال إدارته الشعبوية لملف انفجار المرفأ، مما زاد الامر تعقيدا لديه ومعاناة استباقية هي حصاد مخالفاته القانونية التي يتخبط بها عند كل مفصل قانوني لغاية في نفس البيطار، إما على سبيل كسب الوقت ولتمييع الحقيقة وتسطيره بطولات وهمية تمهيدا لإيجاد المخرج القانوني لرحيله عن الملف بالطرق القانونية وذلك بناء على عنصرين:
اولا: التعاطي غير القانوني في ما يتعلق بالإجراءات القانونية والمتعلقة ببعض الوزراء المدعى عليهم في الملف المذكور، الامر الذي يعيق استمرارية التحقيق وجديته.
ثانيا: لجهة القرار بعدم الالتفات الى مطالب النيابة العامة التمييزية بما يتعلق بإصدار المطالعة بالدفوع الشكلية المتعلق بالإختصاص والصلاحية.
في السياق، أكدت منسقة الأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي عبر حسابها على «تويتر»، «أن هناك حاجة ماسة لتحقيق مستقل وحيادي في تفجير مرفأ بيروت»، مضيفة «لا بد من تحقيق العدالة، ولعائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت الحق في معرفة الحقيقة».
622983
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 543 إصابة جديدة بفايروس كورونا، كما تمّ تسجيل 10 حالات وفاة. وبذلك يكون العدد التراكمي للحالات المثبتة قد ارتفع ليصل إلى 622983 منذ شباط 2020.
البناء
ميقاتي عند بري لأولوية إجراء الانتخابات … وزيارة سورية رهن بالعقوبات
الحكومة اليوم تقر بدل غلاء للمعلمين لبدء العام الدراسي … وتشكيل لجان للملفات
تحقيق المرفأ الى الجمود … ومخابرات الجيش: نيترات البقاع لأغراض غير زراعية
صحيفة البناء كتبت تقول “في إعلان يمثل استجابة فرنسية لطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال قصر الرئاسة الفرنسية أن الرئيس أمانويل ماكرون سيتحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتباحث حول الوضع في المنطقة ولبنان خصوصا، بينما أطلق ميقاتي بعد لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري التزاماً تأكيدياً على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها كأولوية للحكومة، مجيباً على سؤال بخصوص العلاقة مع سورية بجاهزيته لزيارة سورية عندما يتحقق من أن الزيارة لن تترتب عليها عقوبات، بينما قالت مصادر نيابية أن اللقاء بين بري وميقاتي تركز على تنسيق الورشة التشريعية التي ستواكب عمل الحكومة لإنجاز الإصلاحات المطلوبة لتفعيل الدعم الدولي الذي تقوده فرنسا والذي سيكون صندوق النقد الدولي أبرز روافده، وأن البحث تطرق الى مشاركة المغتربين في الانتخابات والتعقيدات التي تعرقل هذه المشاركة، بالإضافة الى طلب بري من ميقاتي معالجة إهمال الحكومات المتعاقبة لعشرات القوانين الصادرة عن مجلس النواب.
على المستوى الحكومي تعقد اليوم أولى جلسات العمل الحكومية في قصر بعبدا، بعدما نالت الحكومة الثقة النيابية وتسنى للوزراء الإطلاع على ملفات وزارارتهم، ووصفت مصادر وزارية الاجتماع بأنه إطار لبرمجة أولويات الحكومة التي تضمنها البيان الوزاري، عبر تشكيل لجان وزارية للملفات التي تحتل الأولوية كالتفاوض مع صندوق النقد الدولي وملف الكهرباء، وأشارت المصادر أن جلسة اليوم ستقر سلفة تعويض عن غلاء المعيشة للمعلمين لضمان انطلاق العام الدراسي، الذي ينتظر فك اضراب المعلمين في القطاعين الرمسي والخاص.
في الشأن القضائي سجلت مواقف جديدة للمعترضين على مسار التحقيق الذي قاده المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، مثلتها المواقف الطاعنة بنزاهة المسار الذي اعتمده القاضي بيطار، والتي أضيف اليها ما صدر عن وكلاء الدفاع عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بعدما كان النائب نهاد المشنوق قد تقدم بدعوى رد أدت الى وقف القاضي بيطار لمهامه بإنتظار البت من محكمة الإستئناف بمصير الدعوى المقامة ضده، وبإنتظار ما ستقوله محكمة التمييز بصدد دعوى الإرتاب التي تقدم بها وكلاء الوزير السابق يوسف فنيانوس بحق بيطار.
في ظل جمود التحقيق القضائي واصلت مخابرات الجيش تحقيقاتها في قضية نيترات البقاع وكشفت عن توقيفات على صلة بالقضية، التي صار عنوانها المتاجرة بمواد ممنوعة، بعد التحقق من أن المواد المصادرة ليست لأغراض زراعية، وبعدما ثبت أنها لم تدخل الى مستودعات الأخوين ابراهيم ومارون الصقر، بصورة شرعية، في ظل تساؤلات عن سبب عدم إيلاء المحقق العدلي للتشابه بين هذه المواد والنترات التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت الإهتمام اللازم، وامكانية ان تكون من ضمن الكميات المفقودة قبل الإنفجار الذي قدرته التحقيقات الفنية بثلث الكمية متحدثة عن تهريب قرابة 1500 طن منها، يرجح انها كانت تعبر منطقة البقاع نحو عرسال وصولا الى الجماعات المسلحة التي كانت تقاتل ضد الدولة في سورية، والتي كانت تسيطر على منطقة القلمون وصولا الى تدمر فمنطقتي حلب ودير الزور.
وتنطلق اليوم عجلة الحكومة الجديدة إلى ميادين العمل وينتظرها الكثير من التحديات والصعوبات والعقبات في ظل كومة الأزمات التي يواجهها لبنان على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والنقدية والأمنية.
ويعقد مجلس الوزراء أولى جلساته اليوم في قصر بعبدا وعلى جدول أعماله 11 بنداً، إضافة إلى جدول يحتوي على 561 موافقة استثنائية صدرت خلال فترة تصريف الأعمال، ومن بين البنود إحالة جريمة انفجار خزان الوقود الذي وقع في منطقة التليل إلى المجلس العدلي، نقل اعتماد بقيمة 16 مليار ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الدفاع على أساس القاعدة الاثني عشرية لتأمين الفارق بين الاعتماد الملحوظ في مشروع الموازنة والاعتماد المُتاح من أجل دفع رواتب العسكريين حتى نهاية العام، إضافة إلى بنود تضمن احتفاظ وزراء العمل والثقافة والداخلية والتنمية الإدارية بوظائفهم.
ولم يعرف ما إذا كان ملف ترسيم الحدود الجنوبية من ضمن البنود أم سيحضر من خارج الجدول وكذلك ملف التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت، إلا أن مصادر مطلعة لفتت لـ»البناء» إلى «جدول الأعمال يتضمن الملفات الاقتصادية والمالية وهذا سيكون محور عمل الحكومة على أن يضع الملفات السياسية والخلافية جانباً لكي لا يتعرقل عمل الحكومة»، مشيرة إلى أن الأهم لدى الحكومة الحد من الأزمات الحياتية كالمحروقات والدواء والقدرة الشرائية وتسهيل انطلاق العام الدراسي واستئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي»، ولفتت إلى أن «مختلف مكونات الحكومة متفقة على سلوك طريق التفاوض مع صندوق النقد لكن مع دراسة الشروط التي يطلبها الصندوق»، وموضحة أن الوزراء المحسوبين على حزب الله وحلفائه سيرفضون أي شروط أو إصلاحات تمس بالأمن الاجتماعي والاقتصادي وتستهدف الطبقات الفقيرة لا سيما فرض ضرائب جديدة. فيما أشارت مصادر الرئيس ميقاتي لـ»البناء» إلى أنه سيحافظ على أجواء التوافق الحكومي ولن تكون هناك قرارات من دون نقاش ودراسة الجدوى الاقتصادية ولا فرض في الاصلاحات إلا ما تقتضيه المصلحة الوطنية».
وتسبق الجلسة الوزارية اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لعرض الوضع الصحي في البلاد، والنظر في إمكانية تمديد إعلان التعبئة العامة التي تنتهي بتاريخ 30/9/2021.
وتترقب الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية ما سيخرج به مجلس الوزراء من مقررات، لا سيما استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي، على أن تشكل جلسة اليوم الاختبار الأول للتوجه العام للحكومة وطبيعة النقاش والانسجام بين الوزراء والوتيرة التي ستعمل خلالها والسرعة في إنجاز الملفات وترتيب الأولويات وبالتالي القدرة على الانتاجية.
أما في جدوى المواقف الدولية وعقب زيارة ميقاتي الأوروبية، كشفت معلومات «البناء» عن جهود فرنسية وإماراتية مع السعودية لإقناعها بالعودة إلى فتح العلاقات مع لبنان والدعم المالي انطلاقاً من السعي الفرنسي لتفعيل مؤتمر سيدر لدعم لبنان والذي يحتاج إلى المال الخليجي بطبيعة الحال، إلا أن المعلومات تشير إلى أن السعودية لا تزال على موقفها برفض دعم لبنان بمعزل عن رئيس الحكومة ونوعها لأسباب تتعلق بتبديد كل المليارات التي أنفقتها المملكة في لبنان وموقف حزب الله منها. ولفتت المعلومات إلى أن الموقف السعودي أزاء لبنان مرتبط بالمفاوضات الدائرة في المنطقة، لا سيما الحوار السعودي الايراني وأي انفراج إقليمي – دولي سينعكس حكماً إيجاباً على لبنان. وفي سياق ذلك أفاد قصر الرئاسة الفرنسية «الإليزيه»، في بيان، أنه «سيحصل تواصل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، قريباً، للتباحث في قضايا المنطقة والوضع في لبنان».
وفي إطار التنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وقال ميقاتي بعد اللقاء: «تحدثت مع بري عن بعض ما حصل معي في باريس، اليوم لدينا مشاريع قوانين سترسل إلى مجلس النواب، وبعضها موجود أساساً كالكابيتال كونترول». أضاف: «لا مانع لديّ بتاتاً من زيارة سورية أو أيّ دولة أخرى شرط عدم تعريض لبنان لأيّ عقوبات ولا خلاف بيني وعون حول المفاوضات مع صندوق النقد». وتابع: «ستكون هناك ورشة كاملة لانهاء كل القوانين الموجودة لا سيما القوانين الإصلاحية وفي موضوع التعيينات وأؤكد أنني لست من هواة صنع الخلافات لأظهر أنني أحلها وليست لدينا غاية لا لتعيين أزلام أو غيرهم». وفي موضوع تحقيقات المرفأ قال: «لا يجوز أن يتغير القاضي مرة أخرى لأنه سيفقد التحقيق مصداقيته وأتمنى أن تتم إعادة النظر بالقانون وأن يلتزم القاضي بيطار بالقانون». وأعلن ميقاتي الالتزام بـ «إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وعدم إرجائها وهناك لجنة تتابع موضوع اقتراع المغتربين». وقال: «وصلني عدد من الدعوات من دول عربية ولكنني بصدد الانتهاء من بعض الأمور الداخلية قبل تلبية هذه الدعوات». وأشار إلى أن «لن نقوم بالخصخصة اليوم قبل أن نستعيد عافيتنا أو «منروح ببلاش»، وإن شاء الله نتكلم بالخصخصة بحكومات أخرى».
وشهدت السرايا الحكومية سلسلة لقاءات ديبلوماسية لميقاتي الذي اجتمع مع سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف الذي شدد على أهمية «الدخول في مفاوضات جدية مع صندوق النقد الدولي لمعالجة الأزمات». أضاف: «تناقشنا أيضاً في أهمية إجراء الاستحقاقات الانتخابية في موعدها المحدد في العام المقبل، وكذلك ما يمكن القيام به لمعالجة المشكلات المتعلقة بقطاع الكهرباء». كما استقبل ميقاتي سفير روسيا في لبنان ألكسندر روداكوف الذي أوضح أنه «نقل رسالة تهنئة بتشكيل الحكومة من رئيس وزراء روسيا ميخائيل ميشوستين»، مشيراً إلى أنه «جرت مناقشة العلاقات الثنائية في المجالات كافة». أضاف: «نحن نعرف أن الأوضاع في لبنان وروسيا جاهزة لتطوير التعاون القائم وتقديم المساعدات اللازمة للبنان».
في المواقف الداخلية دعا تكتل لبنان القوي في اجتماعه الدوري إلكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل، «الحكومة إلى تحديد أولويات مجلس الوزراء بما يتناسب مع أولويات الناس بدءاً من استعجال إصدار البطاقة التمويلية وتوزيعها بالتوازي مع رفع الدعم، وكذلك اتخاذ الإجراءات التي تسمح لمؤسسة كهرباء لبنان بإنتاج أكبر قدر ممكن من الطاقة لا تقل عن 16 ساعة يومياً». وشدّد على «الإسراع ببدء تحديث خطّة التعافي المالي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي». كما دعا «المجلس النيابي إلى الإسراع بإقرار القوانين الإصلاحية الضرورية كالكابيتال كونترول، واستعادة الأموال المحوّلة للخارج، وكشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة، واستقلالية القضاء وقانون حماية المستهلك، وغيرها من القوانين الملحة».
كما عبّر التكتل عن «رفضه المطلق لأي محاولة لإجهاض التحقيق في جريمة المرفأ من خلال التدخل في عمل القضاء أو عرقلته عبر الدفع لاستبدال القاضي العدلي مرة جديدة، بما يؤدي تلقائياً إلى تأخير متعمّد للتحقيق ولخلاصاته وإلى تعثّر مسار العدالة، في الوقت نفسه يرى التكتل ضرورة أن يشمل التحقيق كل الجوانب، بدءاً من معرفة مصدر النيترات ومستورديه ووجهة إدخاله واستعماله، وليس الاكتفاء فقط بالتركيز على الإهمال الوظيفي. كما يرى ضرورة ألاّ يهمل التحقيق المعطى الجديد المتمثل باكتشاف النيترات في البقاع الذي تبيّن أن هناك ارتباطاً ما وتشابهاً بينه وبين نيترات المرفأ».
وبقيت ترددات دعوى الرد المقدمة من الوزير السابق النائب نهاد المشنوق ضد المحقق العدلي في قضية المرفأ القاضي طارق البيطار تطغى على المشهد الداخلي، بالتالي تعليق بيطار تحقيقاته وكل الإجراءات المتعلقة بالملف حتى تبت محكمة الاستئناف برئاسة القاضي نسيب إيليا بقبول الدعوى أو رفضها.
وأشارت مصادر قانونية لـ»البناء» إلى أن «المحكمة ستنظر في الدعوى ما اذا كانت هي صاحبة اختصاص في النظر بها قبل دراسة المضمون وبالتالي تحتاج إلى وقت لاتخاذ القرار وحتى ذلك الحين ستجمد التحقيقات والاستدعاءات في هذا الملف». ما يطرح تساؤلات ماذا لو رفضت محكمة الاستئناف النظر بطلب رد الدعوى لعدم الاختصاص؟ فلمن الصلاحية إذاً؟ وما سيكون موقف المحكمة في حال قبولها النظر بالدعوى؟ هل ستعتبر الدعوى باطلة وتبقي على القاضي بيطار في موقعه أم ستطلب استبداله بقاضٍ آخر؟».
ولفتت المصادر إلى أن «هناك الكثير من الأخطاء والمخالفات القانونية التي ترتكب خلال التحقيقات لا سيما الانتقائية والاستنسابية في الاستدعاءات إضافة إلى تجاوز الأصول الدستورية والقانونية لا سيما صلاحيات المجلس النيابي في الادعاء على الوزراء والرؤساء والإحالة إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وفق ما ينص عليه الدستور، ما يخفي في طياته أهدافاً سياسية يجري العمل لتحقيقها من خلال حرف مسار التحقيق واستهداف أطراف معينة من دون أخرى، إضافة إلى التدخلال والضغوط الخارجية». متسائلة لماذا التركيز على مسألة الإهمال الوظيفي على أهميتها وتجاهل المسبب والسبب الحقيقي للتفجير، إضافة إلى مسار دخول باخرة النيترات إلى لبنان منذ لحظة الدخول حتى انفجار العنبر رقم 12». ودعت المصادر قاضي التحقيق للربط ما بين شاحنة نيترات البقاع وبين باخرة نتيرات المرفأ وما إذا كان هناك طرف خيط في الأولى تقود إلى كشف الحقيقة في الثانية لا سيما وأن نوعية النيترات مشابهة في الحالتين.
وفي سياق متصل أصدر وكلاء الدفاع عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المحامون وسام المذبوح وأحمد شوقي المستراح وقاسم كريم بياناً أسفوا فيه «أن يتجرع القاضي (طارق) البيطار خيبات المخالفات القانونية التي حصدها خلال إدارته الشعبوية لملف انفجار المرفأ، مما زاد الأمر تعقيداً لديه ومعاناة استباقية هي حصاد مخالفاته القانونية التي يتخبط بها عند كل مفصل قانوني لغاية في نفس البيطار، إما على سبيل كسب الوقت ولتمييع الحقيقة وتسطيره بطولات وهمية تمهيداً لإيجاد المخرج القانوني لرحيله عن الملف بالطرق القانونية». ورأت مصادر سياسية لـ»البناء» أن «الاستهداف الانتقائي لبعض الشخصيات الرئاسية والوزارية والأمنية يخفي خلفه الاستهداف السياسي والنيل من بعض القوى السياسية الوطنية الداخلية في إطار تصفية الحسابات والصراع مع قوى خارجية».
في المقابل دعا عدد من أهالي شهداء تفجير المرفأ إلى وقفة احتجاجية أمام قصر العدل اليوم رفضاً لكف يد المحقق العدلي طارق بيطار. وبرز التدخل الدولي في تحقيقات المرفأ من خلال تصريح نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية لين معلوف التي اعتبرت أن هذا القرار هو دليل جديد على أن القيادة السياسية كان لها هدف واحد منذ اليوم الأول من هذا التحقيق وهو إيقافه.
في غضون ذلك، بعد توقيف ستة أشخاص من بينهم اللبنانيان مارون الصقر وأحمد الزين، إثر ضبط شاحنة محملة بنيترات الأمونيوم عند مفرق بلدة إيعات بتاريخ 17 / 9 /2021 أحال القضاء المختص الموقوفين إلى مديرية المخابرات وكلّفها استكمال التحقيق. وكانت المديرية أوقفت تسعة أشخاص آخرين اشتُبِهَ بتورطهم، أبرزهم اللبناني سعد الله الصلح مالك الشاحنة وصاحب «مؤسسة صلح للأعلاف والحبوب»، والسوري خالد الحسن وهو سائق لدى الموقوف الصقر. وتبين أن المدعو الصلح اشترى خلال آذار من العام الجاري كمية من نيترات الأمونيوم من المدعو الصقر، وأن السوريَّين عبيدة العبد الرحمن وخالد الحسن قاما بنقل تلك المواد. وأحيل السوريان المذكوران مع المدعوين الصقر والصلح إلى القضاء المختص لتورطهم ببيع مواد ممنوعة وشرائها وتخزينها ونقلها، فيما أخلي سبيل بقية الأشخاص.
وأكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أنه ومنذ تسلّمه مهامه في الوزارة قطع على نفسه وعداً بالحفاظ على الأمن وتطبيق القانون. وقال بعد لقائه اللواء عباس إبراهيم: «أقدّر كثيراً صعوبة الأوضاع المعيشية والاقتصادية وأكرّر وعدي لكلّ عنصر في الأمن العام أن أقوم بكلّ جهد لتأمين الحدّ الأدنى من حاجاته وسأطبّق القانون ولن أقبل بالتجنّي على أحد». أضاف: «مديرية الأمن العام تُعدّ نموذجاً عن الإدارة السلميّة التي لطالما حقّقت الإنجازات لا سيما في الأمن الاستباقي والتجسس».
بدوره، أكد اللواء إبراهيم، أن «الأمن العام يؤكّد جاهزيته القصوى لإسقاط أي عمل يستهدف لبنان واستقراره من أيّ فوضى تُدبّر له وللبنانيين ضمن حدود صلاحياته القانونية، لا سيما أننا نواجه أزمة وجودية لم يسبق للبلد أن شهدها في تاريخه». وقال: «المواطن هنا في المديرية هو صاحب حقّ وليس طالب خدمة، والعسكريون خاضوا أشدّ الحروب مع الإرهاب وصولاً إلى تقديم الشهداء والجرحى وثبّتوا بدمائهم نظرية الأمن الاستباقي في قاموس التصدي للإرهابين التكفيري والإسرائيلي».
المصدر: صحف