وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة بمناسبة أربعين الامام الحسين عليه السلام جاء فيها: “مع أربعين الامام الحسين عليه السلام تتظهر ملحمة الحق، مذبحا وأشلاء ودماء بحجم قداسة الانسان وعظمة وجوده وطبيعة حقوقه العميقة، ومعها تتحول قبة الامام الحسين مطافا للحق وملاذا للخلائق ومقصدا للأباة الأحرار، وهو بالسياسة يعني عتق الانسان من العبودية والذل وتأكيد قيمته كأساس لشرعية السلطة ووظيفتها، وهو عليه السلام بالممارسة والسلوك والجماعات يعني إدانة أنواع الفساد كافة، سواء كان على شكل مرفق عام أو مؤسسة عامة أو قرار سياسي أو مستنقع إعلامي أو إطار مرتزق أو برامج فاسدة أو عقلية إقطاعية أو صفقات وكيانات مال تعتاش على الاحتكار والنهب والسلب والقرصنات المختلفة، بتعبير آخر الامام الحسين كلمة حق، وميزان عدل، ورحمة وجود، وقداسة عهود، وضمانة إنسان، وأولويات شاملة لكل ما يحتاجه المواطن على مستوى حقوقه الفردية والعامة، خاصة حقوقه المالية والسياسية، لأن الكابوس المالي السياسي يمثل أرضية كل الكوابيس التي تطال البلد وإنسانه، وتأسيسا عليه لا يمكننا إلا أن نكون في صف المظلومين والمحرومين والمنهوبين، مسلمين أو مسيحيين، في بلد تم نهب مرافقه ومؤسساته وموارده، وتم دفعه نحو تفليسة لا سابق لها في تاريخ المنطقة، والمطلوب دولة مواطن لا دولة مزارع، دولة برامج لا دولة صفقات، على أن مشكلة النظام السياسي كارثية، لذلك يجب تطوير النظام السياسي منعا لدولة المزرعة الطائفية والاقطاعية”.
أما على المستوى الإقليمي، فقال: “إسرائيل شر مطلق، ولا محل لها في خريطة المنطقة، وسوريا رئة لبنان، والقدس وفلسطين حجر زاوية الحقوق الإقليمية، وأي حلف إقليمي فيه تل أبيب هو كارثة، ولن يكون بمأمن عن الكوارث والأزمات”.
وخاطب “الاخوة العرب وبخاصة الإخوة الخليجيين”، قائلا: “إن عزل لبنان ليس لصالح العرب ولا الخليج ولا قضايا المنطقة، وأي عزل إضافي هو فشل عكسي، ولذلك نصيحتي أن تتعاملوا مع لبنان بعين الإخوة لا بعين واشنطن وتل أبيب، فلبنان منكم وفيكم، وواشنطن عينها دائما على مصالحها لا مصالحكم، فلا تتحولوا جزءا من خنق لبنان وترك إغاثته، ومن يربح لبنان يربح أكبر مفاصل المنطقة، وإغاثة لبنان في هذه الظروف التاريخية المريرة أكبر جائزة لمن يريد خير لبنان”.
ودان سماحته بشدة “مؤتمر التطبيع الفاشل في أربيل”، وطالب “القوى العراقية باستئصاله من عقل ووعي الشعب العراقي الحر والأبي، ومعاقبة من يجرؤ على خيانة فلسطين والقدس وشعوب المنطقة”.
وختم: “أراد الإمام الحسين عبر ملحمة الطف المتفردة والعظيمة والمباركة أن يقدم للبشرية رسالة شديدة التأثير فقال: “كونوا أحرارا في دنياكم”. ثم عبر نحو الأبدية، وبين شفتيه أن تكون حرا لا بد أن تكون خصما للظالم والفاسد ولا بد أن تكون عونا للمظلوم والمحروم والتاريخ يبدأ وينتهي بشهامة الأباة الأحرار”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام