أُضيئت زحلة بالمازوتِ الايراني، فاختنقت اصواتُ النكدِ السياسي، ومن كانَ يخنقُ زحلة ولبنانَ محتكراً ومخزّناً المازوتَ والبنزين، وفارضاً العتمةَ والطوابيرَ لتفجيرِ غضبِ كلِّ اللبنانيين، فغَرِقوا بالمازوتِ الايراني كما سيدِهم الاميركي، وكانت عبارةُ اسعد نكد باسمِ كهرباءِ زحلة واهالي المدينة: خوش آماديد ..
عبارةٌ ممتدةٌ من عكارَ الى الشحارِ الغربي ومن البقاعِ الغربي الى صيدا وكلِّ المناطقِ والاتجاهات، معَ بدءِ انارةِ المدنِ والقرى بما امكنَ بالمازوتِ الايراني، وسقايةِ العَطاشى من جَورِ الحصارِ الاميركي، فكانت شموعُ الخيرِ التي اَضاءتها المقاومةُ فوقَ كلِّ ظلمِهم وظلامِهم ..
واِن طالَ الحصارُ او الاحتكارُ فانَ قوافلَ النفطِ هذه ستطول، لسدِّ بعضِ حاجاتِ اللبنانيين وتخفيفِ معاناتِهم، كما اكد نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديثِ الساعة على قناة المنار ..
وحديثُ الساعة، كيفَ انَ هذه البواخرَ قد أردَت الحصارَ الاميركي، وكيفَ انَّ ثانيةَ بواخرِها التي وَصَلت الى بانياس وفي طريقِها الى لبنانَ قد أوقعت المتلاعبينَ على حبالِ التشكيك، واَحرجت بفعاليةِ مازوتِها المكابرينَ والمتكبرين السياسيين، الذين غَرِقوا بشرِّ اقوالِهم ونواياهُم وارتهانِهم للاميركي واتباعِه في المنطقة ..
اما الاسرائيليُ – المتابعُ الدقيقُ لمسارِ المازوتِ الايراني ومفاعيلِه، فكانَ يواسي الاميركيين وبعضَ اللبنانيينَ بالنحيب، حتى انفرجت سرائرُه بعضَ الشيء، بجعجعةٍ في اربيلَ العراقية، تأملَ منها خطوةً تطبيعية، قبلَ ان تَخيبَ سريعاً كلُّ آمالِه.
حاولَ بعضُ اتباعِ المطبعينَ بالمنطقةِ مستفيدينَ من العقالِ والكوفيةِ العراقية، أن يَطْبَعُوا العراقَ بصورةٍ مختلفةٍ عن اهلِه وتاريخِه وعقيدتِه وهويتِه، فنادَوا للتطبيعِ معَ العدوِ الصهيوني من اقليمِ كردستانَ العراقي، حتى كفاهُم العراقيونَ شرَّ افعالِهم، ورجمُوهم والاسرائيليَ باعلى عباراتِ الشجبِ والتنديد، بل بالدعوةِ لمحاكمةِ هؤلاءِ الذين تبرأت منهم كلُّ بلادِ الرافدين ..
هي محاولةُ اختراقٍ بغايةِ الخطورة، افشَلَها العراقيون شعباً ومؤسسات، وأسست لتعاطٍ رسميٍّ مختلفٍ معَ هذه الظواهرِ الخطرةِ التي تتربصُ بالعراقِ وأهلِه، ولا يمكنُ السكوتُ عنها كما نادت مختلفُ الجهاتِ السياسيةِ العراقية…
المصدر: قناة المنار