أكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان أن “ايران ستستأنف مفاوضات فيينا ليس لإهدار الوقت ولا تقبل بسلوك اميركا غير البناء ولا تعطل البلاد لوعود فارغة اطلق مثيلها سابقاً ايضاً”. جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الايراني مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء، إذ جرى البحث حول مختلف القضايا من ضمنها الاتفاق النووي والتطورات في افغانستان، وذلك على هامش اجتماع الدورة الـ 76 للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة.
واكد امير عبداللهيان أن “حكومة السيد ابراهيم رئيسي عملانية في اطار المبادئ، لذا فإنها تسعى للوصول الى نتيجة عملية من وراء المفاوضات”، قائلاً “مثلما قيل سابقاً فإننا نقوم حالياً بدراسة خلفية المفاوضات بدقة وستستأنف الحكومة الجديدة المفاوضات”. واضاف أن “معيارنا هو افعال الاطراف الاخرى وليس اقوالها. الحكومة الايرانية الجديدة تدرس الآن ملف المفاوضات النووية المنجزة، فلا تقبل سلوك اميركا غير البنَاء ولن تعطل البلاد بانتظار الوعود الفارغة التي سبق ان اطلق مثيلها سابقا”.
وقال عبداللهيان “للأسف إن سلوك وسياسات ادارة بايدن تجاه ايران والاتفاق النووي غير بناءة لغاية الآن، رغم أن بايدن ينتقد سياسات ترامب بالكلام لكنه ينتهج ذات السياسات تجاه ايران”. واشاد بجهود بوريل لاستئناف المفاوضات، مؤكداً أنه “لو تصور الاميركيون انهم سيحصلون على نتيجة من خلال فرض الضغوط على ايران فإنهم مخطئون مائة بالمائة، فالشعب الايراني اثبت أنه يرد بحزم على الضغوط والتهديدات”.
ولفت وزير الخارجية الايراني إلى أن “الدول الاوروبية تدعو ايران دوماً للاسراع باستئناف المفاوضات، بدلاً عن الضغط على اميركا المنتهكة للاتفاق النووي للعودة الى التزاماتها”، معلناً أنه “على جميع الاطراف ان يعلموا ان المطلوب هو ان تكون للاتفاق النووي نتائج ملموسة لايران، وان ترى عمليا رفع الحظر غير القانوني عنها”.
وقال وزير الخارجية الايراني “لو عاد الآخرون الى التزاماتهم وتم التحقق من ذلك فإننا على استعداد ايضا لوقف اجراءاتنا التعويضية”، مشيراً إلى أنه “ليس من الصعوبة أن يقوم الاميركيون بتنفيذ التزاماتهم على اساس الاتفاق النووي وان تنهي الدول الاوروبية الثلاث تقاعسها في هذا المجال”.
بوريل: فشل الاتفاق النووي والمفاوضات ليس امراً جيداً لأي طرف
من جانبه، استعرض مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي اجراءات الاتحاد لاحياء الاتفاق النووي، قائلاً “باعتقادي إن نجاح الاتفاق النووي ليس مهما جداً لايران ومجموعة “4+1″ فقط بل ايضاً للمنطقة والعالم، وإن فشل الاتفاق ليس امراً جيداً لأي طرف”. واضاف أن “الاتحاد الاوروبي انتقد على الدوام اجراءات ترامب الهدامة وخروجه من الاتفاق النووي وكان موقفه شفافا في هذا الصدد، لكن قرار الادارة الاميركية الجديدة فتح صفحة جديدة لحفظ واحياء الاتفاق”.
وقدم بوريل عرضا للتقدم الحاصل وكذلك التحديات في مسيرة مفاوضات فيينا، قائلاً “إن مسؤولية اميركا تجاه ايجاد الوضاع الراهن واضحة ولكن في الوقت ذاته ينبغي على جميع الاطراف المساعدة لنصل الى النتيجة المرضية للطرفين. الخطوة الاولى في هذا السياق هي تحديد موعد لمفاوضات فيينا”.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي الى اتخاذ اجراءات بانية للثقة من قبل جميع الاطراف. كما تباحث الطرفان خلال اللقاء حول احدث التطورات الجارية في افغانستان والتعاون بين الجانبين خاصة فيما يتعلق باللاجئين وضرورة تشكيل حكومة شاملة في هذا البلد.
المصدر: فارس