شكّل خروج الحكومة اللبنانية الجديدة الى النور بعد طول تأزّم، وانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة عدة آلاف، بموازاة الحديث عن احتمال رفع الدعم قريبا عن المحروقات، والحدث الذي يمكن وصفه بالتاريخي بكسر الحصار عبر وصول صهاريج المازوت الايراني، عدة ملفات متلاحقة في الآونة الاخيرة .
في نظرة على هذه التطورات من جانب اقتصادي يعتبر الباحث الإقتصادي والمالي د. محمود جباعي في حديث لموقع المنار ان “مادة اساسية حيوية دخلت اليوم الى البلد وهي المازوت والتي تشهد شحا فيها منذ اشهر طويلة، مما سيساعد الشعب اللبناني عبر تفعيل دورة عمل المؤسسات الإقتصادية والطبية والخدماتية وغيرها، الى ان يحين ايضا دور وصول البنزين الذي يعاني من شحه الشعب منذ سنة ونصف”.
ويرى ان “هذه المادة ستفعّل العملية الإنتاجية بالإضافة لإراحة الوضع المعيشي ، خاصة ان كلفة توزيع المادة مقبولة جدا وهي متدنية بالنسبة لسعر السوق وهذا يساهم بالتوازن والاستقرار كما انه سيساهم في ايجاد حلول للمستشفيات والافران ودور العجزة واشتراكات المولدات”.
واعتبر جباعي أن “مفتاح الحل لكسر الإحتكار وإلغاء الوكالات الحصرية هو القانون الذي تقدمت به كتلة التنمية والتحرير للمرة الثالثة في مجلس النواب حول هذا الموضوع والذي نأمل ان يأخذ مجراه لكسر الاحتكار، وكذلك يشكل وصول البواخر النفطية الإيرانية مفتاح الحد من سيطرة الوكالات الحصرية ومنع الاحتكار وتحسين العملية الانتاجية”.
وحول انخفاض سعر صرف الدولار قال جباعي :”مع تشكيل حكومة في لبنان، انخفض سعر صرف الدولار “نفسيا وسياسيا” ، ووفقا للنظرة الإقتصادية والمالية والنقدية علينا أن نبني مستقبلا على الاجراءات الحقيقية والواقعية التي ستقوم بها الحكومة بالتعاون مع مصرف لبنان”.
وتساءل “هل سنستمر بنفس النهج المبني على “الهيركات” وإغراق السوق بالليرات مع مرحلة رفع الدعم ايضا ام سنشهد تغييرات بنيوية وتعاطيا مختلفا من الساسة والمسؤولين النقديين من اجل اعادة اموال المودعين للمصارف؟”، معتبراً ان “هذا ما سيحدد مسار الدولار للمرحلة المقبلة .
المصدر: موقع المنار