مع اتساع حركة النمو العمراني في المدن في مختلف أنحاء العالم، تتزايد الحاجة للاستفادة على أكمل وجه من المساحات المتاحة في أنشطة صديقة للبيئة، ومن بين هذه المساحات أسطح البنايات التي يمكن أن تسهم في مجالات حماية المناخ وتوليد الطاقة وتوفير الغذاء.
ومن أجل قياس مساحات الأسطح المستخدمة في الأنشطة المستدامة، قام فريق من الباحثين في جامعة سنغافورة الوطنية بابتكار منظومة إلكترونية تستخدم صور الأقمار الصناعية لقياس مدى «اخضرار» أسطح المباني في المدن أو استغلالها في نشاطات صديقة للبيئة مثل توليد الطاقة الشمسية على سبيل المثال.
ونشرت نتيجة هذه الدراسة في الدورية العلمية «لاندسكيب أند أيربان بلانينغ» المتخصصة في مجال التخطيط العمراني.
وجمع فريق الدراسة، تحت قيادة البروفيسير فيليك بيلجيكي في قسم الهندسة في كلية التصميمات والبيئة في جامعة سنغافورة الوطنية، قاعدة بيانات اطلقوا عليها اسم «روفبيديا» وتتضمن تسجيل لقرابة مليون سطح بناية من 17 مدينة حول العالم، من بينها برلين وكوبنهاغن ونيويورك وباريس وسنغافورة وفانكوفر وزيوريخ.
ومن خلال هذه البيانات، يستطيع فريق الدراسة قياس معدل الاستفادة البيئية من أسطح المباني من خلال نسبة هذه المباني إلى المساحة الكلية لكل مدينة.
وقال البروفيسير بيلجيكي، في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني «تيك إكسبلور» المتخصص في التكنولوجيا، أنه «من خلال جمع هذه البيانات، تستطيع منظومة روفبيديا قياس مدى حاجة بعض المدن لتعزيز الاستفادة من الأسطح من أجل تخفيف آثار الانبعاثات الكربونية وغيرها من الاسهامات البيئية».
وأضاف أن دقة هذه المنظومة تتوقف على مدى وضوح صور الأقمار الصناعية التي يتم جمعها، فضلاً عن قدرة المنظومة على التمييز بين المنشآت المختلفة الموجودة على الأسطح، مشيراً إلى أن فريق الدراسة يسعى إلى إضافة وظائف أخرى في المستقبل للمنظومة، مثل قياس مدى تقدم سبل الاستفادة من الأسطح في مدينة ما خلال فترة زمنية معينة.
وأعرب عن أمله في إضافة مدن أخرى إلى المنظومة وتسجيل المزيد من المؤشرات البيئية التي يمكن قياسها.
المصدر: dpa