رأى “تجمع العلماء المسلمين”، في بيان، أنه “في وسط الظلام الحالك الذي يخيم على الأمة، ينبلج من فلسطين نور يضيء سماء أمتنا ويعيد لها تألقها ويجعلها تشعر مرة أخرى بالعزة والكرامة. شباب ستة استطاعوا بجهادهم وصبرهم وقوة إرادتهم أن يكسروا قيد المحتل وينطلقوا إلى الحرية، مثبتين أن الحواجز والأسوار لا تقف حائلا أمام عزيمة شباب قرروا ألا يذعنوا للمحتل ويستسلموا لأسره، فأظهروا للعالم كم هو ضعيف بائس هذا العدو الصهيوني وجعلوه أضحوكة أمام العالم، وسيتحول هذا العمل الجبار إلى قصة تروى للأجيال القادمة عن إرادة شعب الجبارين الذين سيكتب الله على أيديهم تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر. لقد أظهرت عملية نفق الحرية أن العقل والإرادة والوعي جزء أساسي من معركتنا مع العدو الصهيوني وهو يتخبط اليوم ويتساءل من أين جاؤوا بأدوات الحفر وأين ذهبت الرمال المستخرجة ولماذا خفي على السجانين أصوات الحفر؟!! أسئلة كثيرة ستبقى عالقة إلى اليوم الذي يعلن فيه هؤلاء الأبطال عن قصتهم ويكشفوا أسرار عمليتهم”.
وتابع التجمع: “أما في لبنان فما زلنا نغرق في تفاصيل النقاط العالقة بين الرئيسين عون وميقاتي، فساعة يعلن عن قرب التوصل لاتفاق وأخرى يعلن عن تعثر المفاوضات، ووسط هذه المهزلة يعاني المواطن من فقد كل المواد الأساسية وغلاء الأسعار والموت على أبواب المستشفيات وفقدان الأدوية وطوابير الذل أمام محطات الوقود، ولا يحرك ذلك عند المسؤولين أي شعور بالأسى ولا يدفعهم ذلك للتنازل عن بعض النقاط العالقة لصالح الوطن والمواطنين. وأمام الوقائع المستجدة، نعلن ما يلي:
أولا: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بتحية إكبار وإجلال للأبطال الستة الذين كسروا قيد المحتل في عملية نفق الحرية البطولية، ويأمل ألا تتحرك السلطة الفلسطينية بداعي التنسيق الأمني لمساعدة الأجهزة الصهيونية على إعادة اعتقالهم، ويدعو الله عز وجل أن يوصلهم إلى مأمنهم، ويعتبر أن كل مواطن فلسطيني يساعدهم على التخفي عن العدو ويوفر لهم الملاذ الآمن هو شريك لهم بالأجر، وإذا ما تعرض للأذى فهو وسام يوضع على صدره، وإذا ما قتل في هذا الطريق فهو شهيد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
ثانيا: يدعو التجمع الرئيسين عون وميقاتي للإسراع اليوم قبل الغد بالإعلان عن تشكيل الحكومة، ويعتبر أنهما معا مسؤولان عن التعثر، ويجب عليهما التنازل لا لمصلحة أحدهما بل لمصلحة الوطن الذي بات موضوع تشكيل الحكومة يشكل خشبة خلاص له من معاناته التي وصلت حدا لا يطاق.
ثالثا: يستنكر التجمع قيام العدو الصهيوني بإطلاق النار في الهواء أمام السياج الحدودي في بلدة بليدا لترهيب مزارعين لبنانيين كانوا يعملون في أرضهم، ويطالب التجمع الدولة اللبنانية باتخاذ الإجراءات الكفيلة حماية المواطنين للوصول إلى أرزاقهم وزراعتها وجني محاصيلها بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية.
رابعا: يستنكر التجمع قيام العدو الصهيوني بشن غارات على قطاع غزة والتي يحاول من خلالها التغطية على عجزه وفشله والإهانة التي وجهت له بعد عملية نفق الحرية، ويدعو الفصائل الفلسطينية إلى رد عنيف ومزلزل على هذه الاعتداءات لردع العدو الصهيوني عن تكرارها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام