عزى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي العاملي بوفاة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم.
وقال في بيان: ورد في الحديث الشريف: “إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمةً لا يسدها شيء” بمناسبة ارتحال العالم الرباني والمرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم” قدس سره”، نُعزي مولانا صاحب العصر والزمان( عج )، والمراجع العظام، والأمة الإسلامية بهذه الخسارة التي لا تعوّض كما تقدّم في الحديث الشريف؛ فالعلم يمكن تعويضه من خلال كتبه وتلامذته وعلماء آخرين، بينما حيثياته وبركاته ودعاؤه لايستطيع عالم آخر تعويضه.
اضاف لقد جمع هذا العالم الرباني إلى الفقه والأصول العلوم المختلفة، وترك لنا عشرات المجلدات في الفقه والأصول والعقائد وغيرها، ومسلكاً في الزهد والصبر والجهاد في سبيل الله تعالى، فكان يملك من رحابة الصدر وطمئنينة النفس وحسن اليقين ماجعله في مصاف الأولياء.
وتابع سماحته لقد قضى ( رضوان الله عليه) عمره الشريف بالعلم والجهاد، وكانت المرحلة الأقصى في عهد النظام البائد، فقد قضى مدة ثمان سنوات عجاف مع ثُلة من إخوانه وأبنائه من أسرة آل الحكيم في زنزانة لا يتسع معها أن يجلسوا سوياً فضلاً عن أن يناموا فيها. ومع هذا تحمّل كلّ أنواع العذاب الجسدي والنفسي، ولم تصدر منه حتى كلمة (آخ)، كان صابراً محتسباً راضياً، حتّى جلادوه اندهشوا من قدرته على التحمّل والصبر مع هذا الجسد النحيل! وعندما كانوا يرجعونه من غرفة التعذيب، كان يُضفي حناناً على من معه ويُلهمهم الصبر والتحمل بما يمتلك من رحابة الصدر والرضا بما قدّر الله تعالى، ثُمّ يشرع في تدريسهم البحث الخارج من الفقه والأصول كي لا تضييع عليهم سنوات عمرهم.
وقال: لقد تبدّلت المعايير عند السيد الحكيم فأصبح لا يرى في السجن عذاباً، ،فلم يعد يشعر بألم ولا ضجر ولاضيق مسكن، مادام هذا فيه مرضات لله تعالى، فلو كان يعيش مرارة السجن لما تمكّن من تدريسهم درساً واحداً.
لله دره من عالم رباني، وحسبنا في هذه الخسارة الرضا بما قدّر الله، وبتلامذته وأبنائه والحوزة العلمية الشريفة.
المصدر: بريد الموقع