افتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن ورئيسة الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتورة دينا المولى، ظهر اليوم، مركز العلاج المستدام عيادات تخصصية في العلاج الفيزيائي وتقويم النطق والمستوصف الخاص للجامعة الاسلامية في لبنان في مقر الجامعة بخلدة.
حضر الافتتاح أمين عام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نزيه جمول، مستشار الوزير حمد الدكتور حسين محيدلي وعمداء الجامعة ومديروها وأساتذتها.
وجال الحضور في اقسام المستوصف والمركز.
وكانت المولى استقبلت حسن ومستشاره محيدلي في مكتبها بحضور جمول، ومدير العلاقات العامة في الجامعة الدكتور هشام الحسيني، وتم البحث في القضايا والشؤون الصحية والاكاديمية وسبل ومجالات تعزيز التعاون المشترك من خلال الكليات والاختصاصات التي تعنى بها.
وعقدت المولى وحسن اجتماعا موسعا في قاعة مجلس الأمناء، حضره عميد كلية الهندسة الدكتور محمد عياش وعميد كلية إدارة الأعمال الدكتور علي حايك ورؤساء الأقسام في الكليتين.
المولى
ورحبت المولى ب”وزير الصحة في بيته وجامعته”، شاكرة “رعايته حفل الافتتاح ومبادرته بتجهيز مستوصف الجامعة”، معلنة أن “الجامعة بكلياتها ال9 واختصاصاتها التي تناهز ال75 اختصاصا تضع إمكاناتها وقدراتها في خدمة وزارة الصحة لما فيه خدمة الناس ورعايتهم، لا سيما أن لبنان يعاني من ظروف اقتصادية واجتماعية ومعيشية صعبة، تجهد الجامعة للقيام بدورها في خدمة المجتمع والمساهمة في التخفيف عن المواطنين. ولذلك، ستكون المعاينات في المركز تشجيعية”.
وشددت المولى على “ضرورة أن يؤدي الخريجون دورهم في خدمة المجتمع، لا سيما أن طلاب وخريجي الجامعة مبادرون في العمل التطوعي في الأوقات الحرجة والأزمات، وأثبتوا ذلك منذ بداية جائحة كورونا وفي تداعيات انفجار المرفأ”، مؤكدة أن “رسالة الجامعة هي توفير فرص عمل للخريجين والإسهام في الوقوف بجانبهم”.
حسن
وشكر وزير الصحة ل”المولى مبادرتها وجهودها التي واكبها وما زال، منذ أن كان رئيسا لبلدية بعلبك، ثم رئيسا لاتحاد بلديات بعلبك”، مشيرا إلى “رسالة الجامعة الاسلامية الوطنية المستمدة من مؤسسها الإمام المغيب السيد موسى الصدر والإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين ورعاية الإمام الشيخ عبد الامير قبلان أطال الله بعمره”، وقال: “نحن نفتخر بهذه المسيرة ونسعد بالتعاون مع الجامعة الاسلامية وادارتها الرشيدة وعمدائها الذين يلحظون الهم الوطني، رغم الآلام فتعالج التحديات بحكمة، انطلاقا من مدرسة الامام الصدر التي اعطتنا العزيمة لمواجهة التحديات والعمل لصالح المحروم وخدمة الوطن، خصوصا أننا نعيش هذه الأيام الصعبة المتزامنة مع إخفائه ورفيقيه وما زلنا نعتبر أنها جريمة العصر”.
أضاف: “إن افتتاح المركز والمستوصف يحمل انجازا مهما ببعده الاجتماعي والمعيشي لانه يحاكي آلام المرضى ومعاناة الإنسان النفسية والجسدية، لا سيما أصحاب الحاجات الخاصة، ويندرج اللقاء اليوم في خدمة الإنسان والوطن”.
حوار
ودار الحوار بين حسن والحضور حول “إمكانات التعاون مع كل الكليات في المجالات كافة التي تهتم بها الوزارة”.
وأشاد حسن ب”الإنجاز الذي قامت به كلية الهندسة في اختراع جهاز التنفس، الذي حاز على جائزة أفضل اختراع”، مشيدا في “مساهمات الفريق التقني في إصلاح الأجهزة الطبية من جراء انفجار المرفأ”.
وردا على سؤال عن “دور وزارة الصحة في مكافحة احتكار الدواء”، قال حسن: “نحن مستمرون في رسالتنا، ونعمل من ضمن ضوابط ومعايير أهمها القضائية، ونسلم للسلطة القضائية مهام التوسع والتحقيق في احتكار الدواء. ولذلك، فإن مهمة التتبع والتوسع هي من مهام السلطة القضائية التي لنا ملء الثقة بها، ومن الصعب أن يتم ربط دور الوزارة بشخص الوزير أو المدير أو أي شخص. وعلى الأجهزة الرقابية والوزارية أن تعمل بشكل روتيني يومي، ولكن مع بعض التغييرات والمناقلات التي أحدثتها في الوزارة بتبديل أجهزة التفتيش في كل المحافظات تقريبا، وهذه المناقلات أعطت نتيجة بفعل التبديل في فرق التفتيش حتى لا نتعود على الوجوه نفسها. وكذلك، يجب أن تكون الأجهزة الأمنية والقضائية والتفتيش والجمارك بجانبنا لمساعدتنا”.
ورأى أن “مشكلة الدواء تبدأ من مراحل عدة متدرجة، بدءا من مصرف لبنان والتحاويل المالية”، وقال: “طالما أن هناك ترددا في إعطاء الاذونات لشحن الدواء وقيمة التحويلات أقل من الاذونات للشركات المستوردة فيظل استيراد الدواء متوقفا. لقد اجتمعت مع حاكم المصرف الذي حدد قيمة الدعم بخمسين مليون دولار. وبناء على طلب المصرف المركزي، تم وضع لائحتين: الأولى مدعومة والأخرى غير مدعومة، ولكن في التحويلات المالية لا يعطي حاكم مصرف لبنان موافقات على استيراد الدواء، رغم أن هناك شركات تحملت مخاطر الشحن قبل مصادقة المصرف المركزي على الاذونات”.
وقال: “أوجه دعوة من منبر الجامعة الاسلامية، التي تعنى بمواطنيتها كل شرائح الشعب اللبناني، إلى حاكم مصرف لبنان وأعضاء المجلس المركزي من أجل أن يبتوا بطلب الاذونات لاستيراد الدواء”.
وأشار إلى أن “كل دواء لدى الشركات المستوردة يخضع للاشراف والمراقبة من قبل فريق عمل برئاستي مع مصلحة الصيدلة ودائرة التفتيش”، وقال: “نحن لم نذهب إلى مستودعات الوكلاء لأن هناك دواء مدعوما وآخر غير مدعوم. لقد أعطانا، منذ أيام، مصرف لبنان لوائح الأذونات التي أعطاها للشركات، وفريق عملنا بدأ بتحديد كميات الأصناف المدعومة وغير المدعومة. وبناء عليه، يقوم فريق العمل بالمداهمة لمكافحة أي ارتكاب، مع العلم أنه يتم في بعض الأحيان تهريب للدواء المدعوم في الليل وتحايل على تحديد الدواء المدعوم وغير المدعوم”.
أضاف: “ما دهمناه في المستودعات العامة وخرج من الوكيل العام سواء أكان مدعوما أم غير مدعوم، فأنا أتخذ إجراءات مباشرة. أما إذا كان الدواء بعدد مقبول ويصرف بشكل منتظم وفق تعليمات الوزارة فلا شأن لنا به، لكن إذا كان محتكرا فإننا نلزمه وفق إشارة القضاء بفتح المستودع، ويواكبنا في عملنا ممثل من مكتب الجرائم المالية وممثل من التفتيش الصيدلي، ونبقي المؤسسة مفتوحة ضمن اشارة القضاء ليبيع صاحبها الدواء للمستهلك. لا مصلحة لدينا في إقفال المؤسسة، إنما إلزامه بعدم الاحتكار وبيع الدواء للجمهور. لقد ألزمت المستودعات في جدرا والعاقبية أن يبيعوا للعموم والجمهور لان بعض الصيادلة يحتكر الدواء. ولذلك، لضمان وصول الدواء إلى المواطن ألزمنا اصحاب المستودعات فتح أبوابها بمواكبة مشكورة من الأجهزة القضائية والأمنية والعسكرية حتى يتأمن الدواء للجمهور”.
وتابع: “عندما نجد أدوية في شقق سكنية غير مرخصة، كما جرى في تول، فنصادر الدواء لمصلحة الوزارة ليوزع وفق اتفاق في مستوصفات وزارة الصحة العامة مجانا على المواطنين. وكل من نجد عنده احتكارا للدواء، نوقفه. لم نتراجع عن توقيف أي محتكر يتلاعب بالاسعار. ولم أتراجع عن موقفي، وأترك الأمر للقضاء في محاكمة أي مرتكب”.
اجتماع موسع
كما عقدت المولى وحسن اجتماعا موسعا في قاعة مجلس الأمناء، حضره عميد كلية العلوم التمريضية والصحية الدكتور عدنان مراد ورؤساء الأقسام في الكلية.
وعرض مراد “تطور الكلية التي تخرج مئات الطلاب سنويا”.
ونوه حسن ب”جهود الجامعة وكلياتها ومساهماتها التطويعية في مكافحة جائحة كورونا”، مشيرا إلى أن “الاختصاصات الطبية تحتاج إلى القدرة التحديثية للاجهزة الطبية، في ظل انهيار سعر النقد الوطني”، وقال: “إن المطلوب تعزيز التعاون المشترك مع الجامعات في لبنان بما يؤدي إلى تأسيس شبكة أمان وطنية تواجه التحديات بناء على حاجات مجتمعنا”.
وأكد أن “وزارة الصحة ماضية ومستمرة في مواجهة التحديات لمكافحة الاحتكار في الدواء”، وقال: “نحن لن نتخلى عن دورنا في احتضان خريجي الجامعات والطلاب المتطوعين لخدمة المجتمع، وخصوصا الجامعة الاسلامية”.
ثم قدم رؤساء الأقسام في اختصاصات التمريض والعلاج الفيزيائي وتقويم النطق والمختبر عرضا مفصلا للبرامج والمناهج الحديثة التي تتبعها الجامعة، وفقا للمعايير الدولية والمختبرات الحديثة التي تواكب الإختصاصات.
ثم انتقل حسن والمولى والعمداء والأساتذة، حيث تم افتتاح المستوصف والمركز، وجال في أرجائهما مشيدا ب”هذا الإنجاز العصري”.
واختتمت الزيارة بغداء على شرف حسن.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام