ركزت افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 7 آب 2021، على رد المقاومة الاسلامية على الاعتداء الصهيوني بقصف صاروخي ثبت معادلة الردع رافقته المفاجأة التي فضحت الهزال الاستخباري لجيش الاحتلال، وفقاً لما قاله المحللون العسكريون على قنوات تلفزة الكيان… داخليا هبة القادة الروحيين والسياسين من مشايخ البياضة والمير طلال ارسلان والوزير وئام وهاب لمحاصرة واخماد الخطأ الذي حصل في بلدة شويا في حاصبيا مع المجموعة المقاومة لإطلاق مواقف تلتقي على دعم المقاومة والتحذير من الفتنة، اما حكوميا لم يحمل لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي جديداً يؤشر للتقدّم في المسار الحكومي، وتحدثت مصادر مواكبة لملف الحكومة الجديدة عن ارتفاع منسوب التشاؤم، بغياب الإيجابيات…
البناء
المقاومة توقّع بصواريخ الخط الأحمر تثبيت معادلة الردع… والاحتلال يرضخ
مشايخ البياضة وجبل العرب و«القومي» وأرسلان ووهاب: نعم للمقاومة لا للفتنة
لقاء عون وميقاتي: منسوب التشاؤم يتغلب على الإيجابيات… ولا موعد محدّداً
كتب المحرر السياسي
فاجأت المقاومة جيش الاحتلال ومخابراته، وكلّ حلفائه، وحتى حلفاءها، فظهرت الساهر الوحيد على منع التمادي في العدوان، والتذكير بمعادلات الردع وتثبيت قواعد الاشتباك، فجاءت وصواريخها المحسوبة لتقول إنّ تجاوز المعادلات سيرتب رداً، وإنّ حكومة الاحتلال لن تجد متنفساً من أزماتها بتصعيد موهوم على الحدود مع لبنان، وخلال ساعات قليلة كان قد صار واضحاً أنّ قيادة الكيان السياسية والعسكرية، قد فهمت الرسالة ورضخت لمضمونها، فتجنّبت العودة لغارات طيرانها على المناطق الحدودية، واكتفت بالقذائف المدفعية التقليدية في مناطق مفتوحة قرب الحدود.
ما حملته العملية من تثبيت لقواعد الاشتباك ومعادلات الردع رافقته المفاجأة التي فضحت الهزال الاستخباري لجيش الاحتلال، وفقاً لما قاله المحللون العسكريون على قنوات تلفزة الكيان، لم يكن إنجازها الوحيد فقد كانت اختباراً مناسباً للمقاومة لتثبيت فشل القبة الحدودية أمام الصواريخ العادية التي كان مقصوداً تضمين بيان المقاومة نوعها، أنها من عيار 122 ملم، وفوق هاتين النتيجتين أثبتت المقاومة أنّ التهويل الدائم من قيادة الكيان وما يكرّره بعض اللبنانيين وراءها، بقدرة جيش الاحتلال على التهديد بشنّ حرب، هو هراء وأوهام ونتاج عقد نقص عند من يصدّقه، وهكذا خاب رهان الذين خرجوا مع إعلان بيان المقاومة عن عمليتها الرادعة، يحذرون من خطورة ما تقوم به المقاومة وما سينتج عنه من تداعيات، ليظهر في نهاية اليوم أنّ كيان الاحتلال يدرك قوة هذه المقاومة وأهليتها لحماية لبنان بعكس بعض اللبنانيين.
الحادث الذي تعرّضت له المجموعة المقاوِمة العائدة من تنفيذ العملية في بلدة شويا، ما لبث ان تحوّل إلى مصدر لردود أفعال، كشفت محاولات إشعال فتنة طائفية، وجروح خلدة لم تندمل بعد محاولة أخرى سابقة لفتنة أخرى، ما استدعى استنفاراً للمرجعيات الدينية والسياسية وفي طليعتها مشايخ العقل في طائفة الموحدين الدروز، ومشايخ البياضة وجبل العرب، والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب، لإطلاق مواقف تلتقي على دعم المقاومة والتحذير من الفتنة.
في الشأن السياسي لم يحمل لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي جديداً يؤشر للتقدّم في المسار الحكومي، وتحدثت مصادر مواكبة لملف الحكومة الجديدة عن ارتفاع منسوب التشاؤم، بغياب الإيجابيات، وقالت المصادر إنّ عدم تحديد موعد للقاء المقبل هو التعبير الأدق عن هذه الحالة، فالذي يجري يشبه الدوران في حلقة مفرغة، فبعدما استعصى إنجاز توزيع الحقائب على الطوائف، تمّت محاولة للالتفاف على العقد والانتقال للتفاهم على الأسماء في الحقائب المفترض انها خارج النزاع حيث ظهرت مشاكل جديدة، فتمّت العودة لمناقشة مبدأ المداورة وتعقيداته سعياً للتفاهم، ليبدو ذلك مستعصياً أيضاً، وأمام هذا الدوران والعجز عن التقدم تم رفع الجلسة وإفساح المجال لأفكار جديدة تبرّر العودة إلى اجتماع جديد، فيما قالت المصادر إنها لا تستبعد أن يكون وراء التريّث استشعار بمناخات خارجية لا تحبذ تسريع تشكيل الحكومة، برعاية فرنسية حصرية، خصوصا انّ ايّ موقف أميركي أو سعودي ترحيبي بتكليف الرئيس ميقاتي لم يصدر، فيما اكتفت واشنطن والرياض بالحديث العام عن الحاجة لتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات المطلوبة.
وخطف التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة الأضواء، إثر القصف «الإسرائيلي» المتمادي لقرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ حرب تموز 2006، ما استدعى ردّاً حازماً من المقاومة الإسلامية فرض نفسه على العدو «الإسرائيلي» وأعاد الأمور إلى طبيعتها. وتشير مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أنّ «الردّ «الإسرائيلي» الموسّع على الجنوب لم يكن مجرد ردّة فعل طبيعية على إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات في فلسطين المحتلة، بل لتحقيق أهداف عدة تتعلق بتوازن القوى بين العدو وحزب الله وفحص مدى تغير المعادلات في الداخل اللبناني وعلى الحدود بعد عامين من الضغوط الهائلة والأحداث القاسية التي تعرض لها لبنان». والدليل بحسب المصادر أنّ العدو لم يقصف مصدر إطلاق الصاروخين كما أكد بيان حزب الله، بل قرى بعيدة جداً عن مكان إطلاق الصاروخين.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أنه «عند الساعة 11,15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة (أمس) وردّاً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليل الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم».
وعلق خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية على ردّ المقاومة بالقول لـ»البناء» إنّ «توسع إسرائيل بالرد على إطلاق صاروخين، لا سيما استخدامها للطائرات في مناطق تقع في عمق الأراضي اللبنانية هدف إلى أمرين: خرق قواعد الاشتباك القائمة التي أرستها المقاومة في انتصار تموز 2006 وفرض قواعد جديدة وتغيير خريطة التعامل مع لبنان، الأمر الثاني اختبار جهوزية المقاومة لتُبنى عليه مفاعيل وخطوات كبرى في وقت لاحق. فإن ردت المقاومة فتفهم إسرائيل أنّ هذه المقاومة جاهزة للحرب ولم تتأثر بالأوضاع الداخلية. أما إذا لم ترد فتعتبر إسرائيل أنّ الأحداث الكبيرة في لبنان منذ عامين شغلت الحزب عن دوره في الحدود، وبالتالي تنتقل إسرائيل إلى تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها، أي استكمال العبث الأمني في الداخل وعدوانها على الحدود».
ويشدّد الخبراء على أن «ردّ المقاومة بالغ الأهمية على المستوى الاستراتيجي والعسكري والسياسي وقد منع الحرب على لبنان وحفظ قواعد الاشتباك وثبتها وأسقط نظرية ضرب المقاومة من بيئتها بسياسة التجويع والحصار والعقوبات».
وفي أول تعليق لحزب الله على التطورات في الجنوب، أكّد نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أنّ «على الاحتلال «الإسرائيلي» أن يفهم أنّ لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات فيها»، مشيراً إلى أنّ على «إسرائيل أن تبقى مردوعة».
وأضاف الشيخ قاسم في حديث تلفزيوني: «التزم حزب الله علناً بأنّ الاعتداء على لبنان يعني أن يُقابل بالردّ المناسب»، وشدّد على أنه «يجب أن تفهم «إسرائيل» أنّ لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفي حساباتها فيها، وليس محلاً لتختبر قدراتها وتستفز أو تقوم بإجراءات تدريبية أو عملية لمشروع تفكر فيه»، مؤكداً أنّ «لبنان ساحة مصانة ومحفوظة». وكان قاسم زار طهران والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي أكد أنّ «حزب الله أصبح نموذجاً ناجحاً وشاملاً لمقاومة الاستكبار».
في غضون ذلك، يطل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله اليوم في ذكرى انتصار تموز 2006 ويتحدث في بداية كلمته عن المناسبة وأهميتها، بحسب ما علمت «البناء»، ثم يتطرق إلى التطورات العسكرية والأمنية الأخيرة في الجنوب وأسباب ردّ المقاومة، كما يتناول الشأن الداخلي من أحداث خلدة وموضوع مرفأ بيروت وما رافقه من أحداث، ربطاً بمحاولات تفجير الوضع الأمني الداخلي وترابطه مع الدخول «الإسرائيلي» العسكري على الخط، إضافة إلى الملف الحكومي، وقد يعرج في ما تبقى من وقت على بعض الملفات الإقليمية، لا سيما الانتخابات الإيرانية مع تسلم الرئيس الجديد مقاليد الحكم».
من جهتها، أوضحت قيادة الجيش مديرية التوجيه أنّه «حوالى الساعة 11.30 أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية سقط منها عشر قذائف في خراج بلدة السدانة وثلاثون قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدّى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلّة. وقد أوقفت وحدة من الجيش في بلدة شويّا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العمليّة.»
وعكس الموقف «الإسرائيلي» خشية العدو من توسع دائرة الاشتباك مع حزب الله ولذلك اكتفى ببعض القصف قبل أن تعود الجبهة الى هدوئها المعتاد، وعقد اجتماع أمني مصغّر للحكومة «الإسرائيلية» للبحث في «التصعيد» على الحدود مع لبنان خرج بعده جيش الاحتلال لطمأنة مستوطنيه إنّ «حزب الله أطلق الصواريخ متعمداً باتجاه مناطق مفتوحة وغير مأهولة ما يدلّ إلى أنه لا يريد الحرب». وتابع: «ندرس الردّ على القصف من جنوب لبنان لكن لن نذهب إلى تصعيد». وسارع وزير الدفاع «الإسرائيلي» بيني غانتس، إلى الاتصال هاتفياً بنظيره الأميركي لويد أوستن وبحث معه التوتر على الحدود مع لبنان، مطالباً «بتدخل أميركي لوقف إطلاق النار من الجانب اللبناني»، ناصحاً «حزب الله» والجيش والحكومة اللبنانية بعدم اختبارنا».
وفي المواكبة الرسمية اللبنانية للتطورات، أعطى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توجيهاته للاهتمام بالسكان الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في القرى والبلدات التي تعرضت للقصف «الإسرائيلي» تحسباً لأي تصعيد، وتوفير الحاجات الضرورية لهم. في الموازاة، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان عبر الالتزام التام بالقرار الدولي 1701.
وكان الرئيس بري قد تابع الاعتداءات «الإسرائيلية» على لبنان وجنوبه خلال استقباله وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، وقال بري: «ما حصل من عدوان صهيوني على مناطق عدة في الجنوب يعبر عن طبيعة هذا الكيان القائم على العدوان والذي لا يرتدع بلغة الإدانة فهو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة «الوحدة والمقاومة»، وشدد على أن «الموقف البديهي والرد الوطني السريع على ما حصل ويحصل يجب أن يكون بمسارعة المعنيين بالشأن الحكومي القيام بفعل وطني صادق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقة والحصص الطائفية البغيضة يقفل من خلاله كل الأبواب المشرعة على التعطيل والفراغ في مؤسسات الدولة، لا سيما في السلطة التنفيذية والتي وإن بقيت كذلك على النحو المستمر منذ سنة ونيف فهي ستفتح شهية الكيان الإسرائيلي على شن مزيد من الاعتداءات ضدّ لبنان وجنوبه».
بدوره، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية حقّ ومشروعية الردّ على كل اعتداء «إسرائيلي»، داعياً إلى تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة وتحصينها، لتفويت الفرصة على القوى التي تتربص شراً وغدراً بعناصر قوة لبنان.
وقال الحسنية في تصريح: «إنّ تمادي العدو في اعتداءاته، لن يلقى منّا إلاّ مزيداً من الصمود والثبات، وصلابة الإرادة والموقف تمسكاً بحقنا المشروع في التصدي للعدو والردّ على عدوانيته. وواهم عدونا إذ اعتقد بأنه يستطيع كسر معادلة الردع التي تكرست في حرب تموز ـ آب 2006. ففي عشية الذكرى الخامسة عشرة للانتصار، نؤكد أنّ ما من قوة في العالم، مهما بلغت من الغطرسة والعتو والإرهاب، تستطيع أن تهزم شعباً آمن بخيار المقاومة سبيلا وحيداً لتحرير أرضه من الاحتلال. واعتبر الحسنية أنّ ردّ المقاومة على الاعتداءات الصهيونية، شكّل رسالة قوية على أكثر من صعيد، والعدو فهم فحواها وبأن المقاومة على أتم الجهوزية، وأن ثلاثية الانتصار المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، هي معادلة راسخة ثابتة متماسكة».
الى ذلك أوضح الإعلام الحربي في المقاومة حقيقة حادثة شويا موضحاً أنه «عند الساعة 11:15 من ظهر اليوم الجمعة)أمس)، ردت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية على لبنان باستهداف محيط مواقع العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية، حفاظًا على أمن المواطنين. ولدى عودة المقاومين من عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم. إن المقاومة الإسلامية، كانت ولا تزال وستبقى، من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأي أذى خلال عملها المقاوم، وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه».
ورغم الطابع الفردي لهذه الحالة الشاذة والغموض الذي لفها، لا سيما أنّ معترضي الشاحنة بحسب شهود عيان ظنوا أنها تعود لطابور خامس أو لجهة مجهولة مسؤولة عن إطلاق الصاروخين الأربعاء الماضي، إلا أنها لاقت حملة استنكار واسعة من أهالي المنطقة وأحزابها ومكوناتها ومشايخها، إذ أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب في بيان، أنّ «ما يحصل الآن في الجنوب خطة ممنهجة لتوتير الأجواء عبر قصف أماكن في هذه المنطقة الحساسة، ورد المقاومة على العدوان أمر طبيعي، ونقف جميعاً إلى جانب المقاومة وحقّنا في الدفاع عن الأرض والوطن».
وأسفت بلدية شويا والمخاتير وفعاليات البلدة، في بيان، «للحادث غير المقصود الذي حصل في بلدتنا شويا»، مؤكدة «وحدة الصف وسياسة التعايش التي نؤمن بها، كما ونؤكد انتماءنا الوطني ودعمنا للجيش والمقاومة».
كما تداعى عدد من كبار مشايخ الطائفة الدرزية ومراجعها الروحية في حاصبيا لا سيّما مشايخ خلوات البياضة إلى لقاء للتداول بما جرى في البلدة وأبدوا استنكارهم وشديد إدانتهم لما حصل مؤكدين أنّ «الطائفة الدرزية في موقعها الطبيعي ولن تسمح لأحد بأخذها إلى مواقع تناقض تاريخها القومي العروبي المدافع عن قضايا الأمة وبين إسرائيل والمقاومة الدروز حتماً إلى جانب المقاومة البطلة ضد الاحتلال الصهيوني». وأكّدوا أنّ «المقاومة هي القوة القادرة على مجابهة هذا العدو الغاشم».
من جهته، رأى النائب طلال أرسلان في تصريح أن «العدوان على الجنوب والذي لم يحصل مثله منذ تمّوز 2006 يظهر نيّة لدى العدو بتغيير قواعد الاشتباك ويعطي الحق للبنان وجيشه ومقاومته بالدفاع عن أرضه وسيادته وبالرد على كل ضربة بمثلها وأكثر لا يعتقدن أحد أنّ بإمكانه ليّ ذراع المقاومة بعد اليوم». وأكد حزب التوحيد العربي في بيان «الوقوف إلى جانب المقاومة في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا واضعين جميع إمكاناتنا بتصرف المقاومين في هذه الظروف الصعبة التي تتطلب من جميع اللّبنانيين رص الصفوف لصد العدوان الإسرائيلي الغاشم.» وأشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الى أن «بعد الذي حدث في الجنوب وفي شويا بالتحديد نتمنى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي وأن نُحكِّم العقل ونعتمد الموضعية في التخاطب بعيداً عن التشنج».
على الصعيد الحكومي، عقد اللقاء السادس في بعبدا بين الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي قال بعد لقاء استمر 45 دقيقة: «الأحداث تتسارع ونحن ملتزمون بالقرار 1701 وأُحيّي الجيش، والرئيس عون يتابع التطورات جنوباً وتطرق جزء من اجتماعنا إليها». وأضاف: «حكومياً الأمور في خواتيمها وأفضّل عدم الكلام، هناك اتصال غداً (اليوم) بيني والرئيس عون لنتفق على موعد جديد».
وردّاً على سؤال حول ما يحكى عن موضوع المداورة في الحقائب الوزارية، أجاب ميقاتي: «كل ما يقال معلومات صحافية، وإذا اتخذنا قراراً بالمداورة في الوزارات، فستكون في أغلب الحقائب».
ولفتت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ»البناء» إلى أنّ «الرئيس عون متمسك بصلاحياته الدستورية ويعتبر أنه يحمي هذه الصلاحيات وأن هذه الحكومة مفصلية وسيترتب عليها توازنات ولذلك يريد حفظ هذه التوازنات والشراكة المسيحية في الحكم بوزارات أساسية كالداخلية والمالية، لكنه منفتح، في الوقت عينه، على صيغ الحل على قاعدة عدم تخصيص أي حقيبة لطائفة معينة ومداورة الحقائب بين جميع القوى». ووفق معلومات «البناء»، قد يجري الاتفاق على المداورة في الحقائب باستثناء وزارة المالية التي تبقى مع من تطرحه حركة أمل.
وأشارت مصادر الرئيس بري لقناة «NBN» إلى أنّ «تأليف الحكومة يقتصر على الرئيسين عون وميقاتي، وكلّ ما يقال أو ينشر لا علاقة للرئيس بري به، وهو لم يقدم مبادرة جديدة بعد تكليف ميقاتي».
وتستبعد مصادر مطلعة على الوضع الداخلي والتطورات في الإقليم لـ»البناء» ولادة حكومة في لبنان في المدى المنظور لأسباب متعدّدة، إلا إذا أعاد الأميركيون النظر في خطة وزير الخارجية السابق مايك بومبيو التي تضمّنت تعميم الفراغ السياسي والحكومي في لبنان أملاً بأخذه إلى الانفجار الاقتصادي والأمني وصولاً إلى استدراج عدوان إسرائيلي ينتهي بوصاية خارجية على لبنان، وتضيف المصادر أنه طالما القرار الأميركي حائلاً دون تسهيل تأليف الحكومة فلن نرى حكومة قريباً».
ورأى عضو كتلة الوسط المستقل التي يرأسها ميقاتي النائب نقولا نحاس في اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف «إيجابية تدعو إلى التفاؤل». وأشار في حديث إذاعي إلى أنّ «التعاطي في ملف التأليف إيجابي من الطرفين»، مؤكداً أنّ «الطريق معبّدة نحو التفاهمات من أجل تأليف حكومة فاعلة». ورأى أنّ «ميقاتي ينطلق من التوازنات القائمة، لأن لا وقت لتثبيت معطيات دستورية جديدة والدخول في سجالات».
اللواء
احتواء التصعيد جنوباً.. والتأليف في مربع الحقائب!
الاجتماع السابع على همَّة الاتصالات.. واحتقان أهلي بعد مصادرة راجمة في شويّا
يمكن وصف الأسبوع الأوّل من آب الجاري، بأسبوع الآلام الداخلية، إذ انتقل الوضع من استحقاق ناري إلى استحقاق عنفي، فإلى الاستحقاق صاروخي، مع ردّ حزب الله بالصواريخ من عيار 122 ملم، على ما وصفه بقصف «اراض مفتوحة» في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من العيار المذكور.. في محاولة لإعادة الاعتبار لقواعد الاشتباك الناجمة عن وقف العمليات الحربية في 14 آب عام 2006، بعد حرب الأيام الـ33؟
المهم ان الأحداث الخطيرة من اشتباك خلدة إلى اشتباك الجميزة، إلى واقعة الصواريخ، كان يتم احتواء تداعياتها الأهلية والسياسية، بالتزامن مع العودة إلى «عدّاد» الاجتماعات في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التي بدأ اللبنانيون يعتادون على قاموسه الخاص في الكشف عمّا يدور في اللقاءات المتكررة في بعبدا للتوصل إلى صيغة تسمح بصدور مراسيم الحكومة المنتظرة كخشبة خلاص، أو محطة لوقف التدهور والانهيار في الأسعار والدولار والرواتب، وصولا إلى الاهتزازات الأمنية.
اللقاء السادس
وهذا الجو الضاغط، والتداعيات التي ترتبت أو يمكن ان تترتب عليه، حضرت في اللقاء السادس، من زاوية ثبات الموقف الرسمي اللبناني من التزام القرار 1701 بكل مندرجاته، والسعي للتهدئة من خلال دور الجيش اللبناني بالتنسيق مع اليونيفيل.
امّا الملف الحكومي لجهة التأليف، فعاد في الاجتماع السادس إلى مربع الغائب بين سيادية وغير سيادية، فإذا «اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب فإن عدم المداورة سيشمل اغلب الحقائب» على حدّ تعبير الرئيس المكلف، وهو يغادر قصر بعبدا.
ومن هذه الزاوية، يتضح ان الأمور عادت إلى الاختلاط، وان لا قرار حتى تاريخه بشأن المداورة في الغالب.. الأمر الذي جعل الرئيس ميقاتي لا يتحدث عن موعد اجتماع جديد، بل عن اتصالات ستجري اليوم بين الرئيسين للاتفاق على موعد لقاء..
وكان لافتا للاهتمام كلام الرئيس ميقاتي ان قراره قبل اللقاء مع الرئيس عون: «الصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور بخواتيمها بإذن الله».
في إطار العموميات
ولاحظت مصادر مطلعة، ان المشاورات حول تشكيل الحكومة بقيت في إطار العموميات، في ظل تكتم كامل حول مجريات النقاش في اللقاءات المتتالية بينهما.واستنادا الى مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، فان تركيز الرئيس المكلف بعد كل لقاء على مجريات الأوضاع العامة، ان كان بخصوص تفاعلات الاستياء الشعبي من تفجير مرفأ بيروت تارة، والوضع بالجنوب بعد عمليات القصف المتبادل، بدلا من تظهير ما تحقق على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، يعطي انطباعا عاما بمراوحة المشاورات الجارية في مكانها، وعدم تحقيق اي اختراق ملموس باتجاه التشكيل، فيما يؤشر الحديث عن مواضيع ومسائل اخرى الى محاولة كسب مزيد من الوقت والتهرب من الاعلان عن الفشل تفاديا لمزيد من الانعكاسات والتداعيات السلبية على الوضع العام.
ومن وجهة نظر المصادر نفسها، فإن تبني حزب الله لاطلاق الصواريخ امس، يؤكد ماكان يتردد، مواربة وبشكل غير مباشر،بان الحزب لا يرغب تشكيل حكومة جديدة برغم كل ادعاءاته ومواقفه المعلنة، وهو يتلطى ويستفيد من امعان رئيس الجمهورية. بخرق الدستور، وما يمارسه من عراقيل لضمان مصالح وريثه السياسي، فيما تبقى البلاد بلا حكومة والوضع يزداد سوءا.
لكن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لفتت أن الرئيسين عون وميقاتي استكملا البحث في موضوع توزيع الحقائب وأشارت إلى ان هناك حقائب لم يحصل التفاهم النهائي بشأنها بعد وحقائب أخرى لا مشكلة حيالها.
اما موضوع الحقائب السيادية فقالت المصادر ان البحث حولها يستكمل الأسبوع المقبل بعد عطلة رأس السنة الهجرية واصفة الجو بالجيد.
ولفتت إلى أن هناك تفاصيل لا تزال عالقة وأخرى تم حلها لكن في الإجمال فإن عملية التأليف سائرة في طريقها مشيرة إلى أن هناك مقاربات تحصل بالنسبة إلى الوزارات لجهة التصنيف في ما بينها وإبراز أهميتها .واوضحت أن موضوع الحقائب السيادية لم يبت نهائيا وإن هناك شبه تفاهم على ابقاء القديم على قدمه بما أن توزيع الحقائب الأساسية والمقصود بذلك الخدماتية قد ينعكس على حصص بعض الأطراف وبالتالي الأمر الذي ينعكس على الحقائب السيادية.
واكدت المصادر إنه من المرتقب أن تصبح الصيغة مكتملة الأسبوع المقبل مشيرة أنه ما لم تحصل اعتراضات يتم إسقاط الأسماء.
واوضحت أن بقاء القديم على قدمه هو خيار وإن هناك تفاهما حول حقيبتي الداخلية والعدل على أن تكون الأسماء مقبولة من الطرفين.
وكررت القول أنه نتيجة للتعديلات أو التبديلات التي طرأت فإن التركيبة بغالبيتها ستشهد تغييرا.
وعلمت «اللواء» انه خلال اللقاء الذي استمر 45 دقيقة جرى تناول توزيع بعض الحقائب التي ما زال هناك خلاف حولها بين القوى السياسية التي تطالب بحقائب معينة، كالزراعة والثقافة (حركة امل) والشؤون الاجتماعية (الاشتراكي الذي رفض حقيبة الطاقة) عدا رفض عون إسناد حقيبة المال ليوسف خليل باعتباره موظفاً كبيراً في مصرف لبنان وهناك ملاحقات بحقه في التدقيق الجنائي نتيجة مخالفات كثيرة حسب اوساط بعبدا، وغيرها من مطالب للقوى السياسية ما يدفع ميقاتي الى إجراء جوجلة جديدة للحقائب ووضع صيغةجديدة بالتوزيع حتى اذا حصل توافق عليها يتم إسقاط الاسماء.
واعتبرت المصادر المتابعة ان وصول الامور الى هذا الحد من الجوجلة يعني ان هناك تقدماً يحصل وبحاجة الى بعض الوقت لينضج بصورة نهائية، فطلبات الحقائب ليس امرا جديدا وهو يحصل دائماً نتيجة «دلع» البعض لكن يتم إيجاد حلول له في النهاية.
وفي السياق، قال مصدر مقرب من الرئيس سعد الحريري: ان المرونة التي يبديها رئيس الحكومة المكلف تستحق كل الدعم والثناء، لأن لا شيء يجب ان يتقدم على تأليف الحكومة، ولأن ضياع هذه الفرصة سيؤدي ببلدنا الى ضياع كامل في المجهول، واقفال الابواب امام مبادرات الاصدقاء، وآخرها المؤتمر الذي انعقد برعاية الرئيس الفرنسي والامانة العامة للأمم المتحدة.
ونقل المصدر عن الرئيس الحريري لموقع «مستقبل ويب»: ان لبنان يحتاج لهذه الفرصة كحاجة المصاب بوباء كورونا الى اوكسجين عاجل.
وقال: لبنان في قلب عاصفة اقتصادية ومالية ومعيشية. وقبل يومين مرت الذكرى السنوية على تفجير مرفأ بيروت، ومعها ارتفع منسوب الغضب الوطني من انقطاع الكهرباء، وتهريب المازوت، وارتفاع سعر الدولار والبنزين والمواد التموينية، ناهيك عن فقدان الدواء والامان وكل مقومات العيش الكريم. فماذا ينتظر حملة اختام الجمهورية لتحرير تأليف الحكومة، واعطاء اللبنانيين فرصة لتنشق هواء الحلول ونصائح الاشقاء والاصدقاء؟.
وحسب أوساط عين التينة، فإن لا مبادرة جديدة للرئيس نبيه برّي، وان أمر التأليف مقتصر على الرئيسين المعنيين، عون وميقاتي.
وقالت الـOTV ان هناك تداخلاً في النقاش بين موضوعي الحقائب السيادية وغير السيادية. وإذا كانت النية قائمة للتوصل إلى تفاهم على المجموعة الأوّلى، فالاتفاق على المجموعة الثانية ممر إلزامي، في ضوء المطالب غير المفهومة التي يتمسك بها بعض الأفرقاء لغايات مفهومة.
واضافت: اما أسماء الوزراء فيتطلع الجميع إليها، على أمل اختيار أشخاص يوحون بالثقة، ولا يشكلون استمراراً لسياسة المسايرة لهذه الجهة أو تلك.
والموقف بشأن المسار التصعيدي الذي تراجع بعد ظهر أمس في الجنوب، فضلا عن المسار الحكومي، سيحضران في إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم السبت، في الذكرى الـ15 لحرب تموز 2006.
معادلة الاشتباك في الجنوب
على أرض الجنوب، حاول حزب الله حسب اعلامه تثبيت معادلة الرد على العدوان، ضمن معادلة لا تغير في قواعد الاشتباك.
واعتبرت المقاومة الإسلامية في بيان لها ان صواريخ المقاومة وصلت إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.
وقالت المقاومة الإسلامية في بيان لها: «ان حزب الله أثبت معادلة إطلاق النار مقابل إطلاق النار، والمناطق المفتوحة مقابل المناطق المفتوحة».
وجاء في بيان لقيادة الجيش اللبناني، انه بتاريخ 6/8/2021، حوالى الساعة 11،30 أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية سقط منها عشر قذائف في خراج بلدة السدانة وثلاثون قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلة.
وقد أوقفت وحدة من الجيش في بلدة شويا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العملية.
ولاحقا، جرى إطلاق الأشخاص الذي اطلقوا الصواريخ، وتم تسليمهم لحزب الله.
واستهدف قصف المقاومة حسب إعلام العدو محيط قاعدة «دوف» العسكرية وبعض المواقع العسكرية الاخرى. وتم الطلب من المستوطنين في «المنطقة الشمالية» عدم الخروج إلا للضرورة.
وقد رد جيش العدو بإستهداف مرتفعات مزارع شبعا والهبارية بقذائف من عيار 155 ملم ولمدة ساعتين ونصف الساعة تقريباً قبل ان يتوقف القصف بشكل نهائي.وقد نفت المقاومة ان يكون العدو قد نفذ غارات جوية على المنطقة.
وقال الجيش الاسرائيلي: لا نرغب بالتصعيد على الحدود مع لبنان لكنّنا مستعدّون لذلك. وحان الوقت لينهي لبنان مرحلة احتلال حزب الله للقرارات ولن نقبل الاعتداء على سيادتنا.
وافاد اعلام اسرائيلي ان القبة الحديدية الاسرائيلية اعترضت 10 صواريخ من اصل 20 أطلقت من جنوب لبنان.
وأعلن إعلام العدو «ان حزب الله يثبت معادلة إطلاق النار مقابل إطلاق النار والمناطق المفتوحة مقابل المناطق المفتوحة. وان ردّ الحزب جاء إلى حد كبير بمثابة مفاجأة كبيرة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية».واوضح ان المشاورات جرت في إسرائيل حول كيفية الرد من دون الانجرار إلى التصعيد مقابل حزب الله. وجهة إسرائيل ليس التصعيد في الشمال بل إغلاق الحدث».
اضاف إعلام العدو: حقيقة أنَّ حزب الله تمكَّن من إطلاق الصواريخ من دون معرفة الاستخبارات الإسرائيلية يجب أن يقلق الجيش الإسرائيلي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بعد انتهاء العمليات: لن نسمح لحزب الله بالعبث معنا وهو يعلم ذلك، وننصح الحزب والجيش والحكومة اللبنانية بعدم اختبارنا. ان وضعكم مريع ويمكننا أن نجعله أسوأ. (الخبر في مكان آخر).
ووصف الرئيس الحريري الوضع على الحدود مع العدو الإسرائيلي بالخطير جداً جداً، ويشكل تهديدا غير مسبوق للقرار ١٧٠١.
وفي تغريدة له على تويتر، حذّر بأن استخدام الجنوب منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات، خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على أرضه.
ومن طهران، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان «حزب الله التزم علنا بأن أي اعتداء على لبنان، لا بدّ ان يُقابل بالرد المناسب. ولا بدّ ان تفهم إسرائيل ان لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفي حساباتها وتختبر قدراتها، لذلك لا بدّ ان تبقىمردوعة، ونحن جاهزون للرد عليها».
تداعيات شويا
وكان لتبادل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله تداعيات خطرة في الداخل، بدأت من بلدة شويا، لتصل إلى تل النحاس على مفترق دير ميماس، وصولا إلى طريق الرويسات صوفر، حيث بلغ الاحتقان حدا أدى إلى تكسير فانات في الرويسات كانت متجهة بقاعا.
مصادرة راجمة
وبعد توقف القصف، حصل ما لم يكن في الحسبان حيث اوقف بعض أهالي بلدة شويّا في منطقة حاصبيا نتيجة خطأ أو حادث ما، شاحنة كانت تمر في البلدة تبيّن انها تحمل راجمة صواريخ بقي فيها نحو 11 صاروخا من اصل 30 تم إطلاقها كانت عائدة من منطقة جبل الشيخ.
وأعربت المقاومة الإسلامية عن حرصها على عدم تعريض الأهالي لأي أذى وعُلم ان الحزب التقدمي الاشتراكي دخل على خط تهدئة الموقف في شويا، وهو يبحث عن الأسباب حول الحادث وكيف تم اعتراض السيارة وهل من خلفيات اخرى له كأن يكون مقصوداً بهدف شن حملة على المقاومة؟ وقد اجرى الحزب الاشتراكي اتصالات بمسؤولي حزب الله في المنطقة بهدف تطويق الذيول. وقال رئيس الحزب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: نتمنّى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي، وأن نحكّم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيداً عن التشنّج .
وقال رئيس «حزب التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب عبر «تويتر»: كل المناطق متداخلة والمصالح مشتركة، ما نتمناه من الجميع الهدوء ووقف التصعيد والتحريض، ونحن نقف وراء موقف مشايخ البياضة. وأدعو الجميع إلى إلتزام موقف البياضه. لا ننسى طربية العنز أوّل شهيد هو إبن حاصبيا».
وأجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز اتصالا بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلي الشيخ علي الخطيب للتداول في التهدئة وتوحيد الموقف.
دبلوماسياً، طلبت وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، من بعثة لبنان تقديم شكوى إلى مجلس الأمن حول الاعتداء الإسرائيلي وخرق القرار 1701.
معيشيا، وقد دفع شح المازوت والغلاء والتقنين الكهربائي القاسي، عددا من المواطنين الى قطع الطرق في اكثر من منطقة. ليس بعيدا، قال رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض: من ناحية البنزين الوضع أفضل من أزمة المازوت ولا أزمة كبيرة للبنزين والعملية هي عملية استمرارية.
568505 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1461 اصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة إلى تسجيل 6 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 568505 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.
الأخبار:
عون يرفع الفيتو في وجه يوسف خليل
الحكومة غير جاهزة: «إيجابية» تُغطّي فشل المفاوضات
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار “المشاورات لتأليف حكومة جديدة تُراوح في دائرة مُفرغة من الأخذ والردّ، والشروط المتبادلة حول توزيع الحقائب والأسماء التي ستتسلّمها. إعلان نجيب ميقاتي من قصر بعبدا أنّ «الأمور في خواتيمها بإذن الله» لا يعني أنّ الملفّ اقترب من «النهاية السعيدة»، فالنقاشات عادت إلى مستوى الوزارات الخدماتية أيضاً، ولم تعد محصورة بالوزارات السيادية.
نتيجة الاجتماع الخامس بين الرئيس ميشال عون والرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي، تُظهر «كأنّه لم تُعقد أربعة لقاءات سابقة». يقول مسؤولون مُتابعون لعملية التأليف ذلك، مؤكّدين أنّه «رغم كلّ الروايات عن تطورات ومعطيات إيجابية يُبنى عليها، لا نزال ندور في حلقة مُفرغة». العودة إلى النقطة الصفر هي الخلاصة التي يخرج بها المسؤولون المُتابعون «بعدما تبيّن عدم تغيّر الشروط الموضوعة منذ أيام تكليف سعد الحريري، ولكنّ ميقاتي لن ينتظر تسعة أشهر، بل هي مسألة أسابيع قليلة على أبعد تقدير، قبل أن يُعلن اعتذاره عن التكليف». لغة الحسم المُستخدمة من قبل هؤلاء المسؤولين، تُعارضها معطيات أخرى. ولكنّهم يجزمون بأنّ فريق رئاسة الجمهورية «لا يزال مُتمسّكاً بوزارتَي الداخلية والعدل اللتين يعتبرهما حقّاً له، فيما الرئيس ميقاتي مُصرّ أيضاً على أن تكون الداخلية من حصّته، مُتعهّداً بعدم تسمية شخصية استفزازية لأي فريق سياسي». يُضاف إلى ذلك، وضع عون «فيتو على تولّي مدير العمليات المالية في مصرف لبنان، يوسف خليل وزارة المالية، ومطالبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالحصول على حقيبة الشؤون الاجتماعية، وعدم الاتفاق على كيفية توزيع الحقائب الخدماتية… جمع هذه الشروط يقود إلى وجود تشاؤم كبير في عملية التأليف، وما يجري حالياً هو المساعي الأخيرة للتوصّل إلى اتفاق». ويؤكّد هؤلاء أنّ «رفض حركة أمل البحث ببديل ليوسف خليل، مردّه طرح عون التبديل بين المالية والداخلية»، علماً بأنّ السبب الرئيسي للإصرار على خليل هو الضغط الذي يُمارسه حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة لتعيين «رجُله» الموثوق، وضمان تطيير التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفرض قرارات سياسية تؤمّن ديمومة مصالح «حزب المصرف»، وهو السبب نفسه الذي يدفع بعون إلى رفض تعيين خليل في المالية. ولكنّ ميقاتي، بعد لقائه عون، نفى المعلومات عن التبديل بين وزارتَي المالية (تُحسب من حصّة رئيس الجمهورية) والداخلية (تُعطى لحركة أمل)، مُعتبراً أنّه «إذا اتُّخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب، فسيشمل ذلك أغلب الحقائب».
كلام ميقاتي بعد لقائه عون لمدة 45 دقيقة بعد ظهر أمس، وعلى النقيض من كلام المسؤولين المتابعين لسير التأليف، عكس أجواءً «مُريحة» نوعاً ما. قال الرئيس المُكلّف إنّ «الأحداث تتسارع. ما حصل في الجنوب أخذ حيّزاً من الحديث خلال الاجتماع مع فخامته، وهو يُتابع الاتصالات لتهدئة الأوضاع، ونحن نؤكّد أنّ لبنان يلتزم القرار 1701 بكلّ مندرجاته». أما في ما يتعلّق بالشأن الحكومي، «فبكلّ صراحة كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع، وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون، فالصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور في خواتيمها بإذن الله».
قبل يوم الثلاثاء، لن يُعقد أي لقاء بين عون وميقاتي. وما يتردّد في قصر بعبدا أنّ «التشكيلة بحاجةٍ إلى المزيد من الجهد. فبعدما تمّ التوصّل إلى صيغة شبه مكتملة يوم الخميس، طرأت تعديلات ليلاً قبل اجتماع أمس، خلطت الأمور». هذه التعديلات تتعلّق «بتوزيع الحقائب الخدماتية، وتمسّك حركة أمل بتعيين يوسف خليل، وهو ما لن يقبل به الرئيس عون. واحدة من مهام الحكومة الجديدة الأساسية هي إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. خليل مُدير في «المركزي» وقد يخضع لهذا التدقيق، فكيف يُمكن أن يُعيّن وزيراً للمالية ويُشرف على التدقيق في عمله السابق؟». أما بالنسبة إلى توزيع الحقائب «الأساسية»، وتحديداً الخلاف حول مثلّث الداخلية ــــ العدل ــــ المالية، فتقول مصادر بعبدا إنّه «في المبدأ سيبقى كلّ قديم على قِدمه. لم يُعطَ جواب حاسم بهذا الخصوص، لأنّ التركيبة تعثرت بسبب الحقائب الأخرى، وبات يجب إعادة النظر بتوزيع بعضها. إذا تمّ ذلك، يجري إسقاط الأسماء على الحقائب بغضون ساعات». في المقابل، تنفي مصادر الرئيس المُكلّف لـ«الأخبار» أن يكون الاتفاق قد تمّ على الحقائب «الأساسية»، أو أن يكون عون قد توقّف عن المطالبة بحقيبة الداخلية”.
المصدر: صحف