فوائد العسل ليست خافية على أحد، فقد تم استخدامه منذ العصور القديمة في علاج العديد من الأمراض، ولم يكتشف الباحثون حتى أواخر القرن 19 أن العسل له خصائص طبيعية مضادة للبكتيريا.
لكن أنواع العسل ليست واحدة، ولا تحمل الفوائد نفسها؛ فعسل المانوكا يحمل سرا آخر من أسرار العسل، فهو الأغلى في العالم، وله مزايا علاجية مذهلة.
يُصنع عسل المانوكا في أستراليا ونيوزيلندا من النحل الذي يقوم بتلقيح شجرة معروفة باسم شجرة الشاي (Leptospermum scoparium) أو أزهار المانوكا، ويزعم خبراء العسل والمستخدمون أيضا أنه يعالج التهابات الجروح وغيرها من الحالات.
وتعتمد جودة العسل المضادة للبكتيريا على نوعه، وكذلك وقت حصاده وكيفيته، وقد تكون بعض الأنواع أقوى مئات المرات من غيرها.
هناك العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على سعر عسل المانوكا، وتشمل بعض هذه العوامل ندرته وخصائصه الفريدة وكيفية حصاده واختباره، مركب بيروكسيد الهيدروجين يمنح معظم أنواع العسل خاصية المضادات الحيوية، لكن بعض الأنواع -ومنها عسل المانوكا- لها خصائص فريدة مضادة للبكتيريا.
أحد المكونات الرئيسية المضادة للبكتيريا في عسل المانوكا هو مركب يسمى “ميثيل غليوكسال” (MGO)، وكلما زاد تركيزه كان التأثير المضاد للبكتيريا أقوى.
ويعتمد خبراء عسل المانوكا على تصنيف “يو إم إف” (UMF) العالمي، وهو نظام تصنيف مرخص من الحكومة النيوزيلندية وعلامة تجارية تمنحك الثقة لشراء المنتج، ولا ينبغي أن تقل قوة عسل المانوكا عن 10 في تصنيف “يو إم إف”، وكلما تجاوز 20 زادت قوته وقدرته على مقاومة البكتيريا، كما أن المانوكا الأعلى من 24 هو الأكثر ندرة على مستوى العالم، ومن ثم يمنح فوائد صحية فريدة. أما إذا كان تصنيف المانوكا أقل من 10 فهو يصلح للاستخدام اليومي في الطعام ونضارة البشرة.
لا يقتصر الأمر على طريقة جمع العسل فحسب، بل طريقة استخراجه، إذ توجد نافذة ضيقة عندما تتفتح أزهار المانوكا، فقط بين أسبوعين و8 أسابيع في السنة، ومن ثم فإن إنتاج العالم من المانوكا يعتمد على هذه الفترة المحدودة جدا سنويا.
ونظرا لأن شجرة المانوكا مزاجية للغاية، يمكن أن تؤثر الظروف الجوية بشكل كبير، وتحد من الوقت الذي تتفتح فيه زهرة المانوكا، مما يجعل الموسم والحصاد الإجمالي محدودا للغاية في السنوات التي تسوء فيها الأحوال الجوية؛ وهذا يقلل بشكل أكبر حصاد الإنتاج، ويجعله سلعة نادرة جدا.
وتؤثر المستويات الهيدروجينية والمعادن في التربة بشكل كبير على جودة وصحة شجرة المانوكا، وتؤثر في النهاية على جودة رحيق المانوكا، كما تصبح مهمة مربي العسل شاقة في الحفاظ على صحة نحل العسل، وضرورة عدم إجهاده لاستخراج عسل المانوكا عالي الجودة.
الاستخدام الرئيسي لعسل المانوكا هو التئام الجروح والحروق الطفيفة. وتظهر الأبحاث أن عسل المانوكا فعال في علاج الحالات الأخرى، بما في ذلك العناية بالبشرة والأكزيما والتهاب الجلد وتهدئة السعال أو التهاب الحلق.
لكن الأطباء يحذرون من استخدام عسل المانوكا في علاج الجروح والحروق من دون إشراف طبي، إذ إن العسل المستخدم في علاج الجروح هو عسل طبي يتم تعقيمه وتحضيره بشكل خاص بوصفه ضمادة؛ لذا لا ينبغي أن تكون جرة عسل المانوكا جزءا من مجموعة الإسعافات الأولية الخاصة بك، ويجب فحص الجروح والالتهابات ومعالجتها من قبل الطبيب أولا.
المصدر: مواقع