“نقطة نيمو”: أبعد بقعة عن اليابسة على كوكب الأرض – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

“نقطة نيمو”: أبعد بقعة عن اليابسة على كوكب الأرض

"نقطة نيمو": أبعد بقعة عن اليابسة على كوكب الأرض
"نقطة نيمو": أبعد بقعة عن اليابسة على كوكب الأرض
محيطات

ثمة بقعة في المحيط الهادئ تبعد أكثر من غيرها عن اليابسة، وهي على نحو ما ذات طابع غريب وخاص، قد تفاجئ بأن تعلم أبعد مكان عن اليابسة في العالم يُطلق عليها اسم “قطب المحيط المتعذر الوصول إليه”.
ونظراً لأن هذا الاسم الرسمي عسير على النطق بشكل ما، لُقِبَتْ هذه البقعة باسم “بوينت نيمو” (نقطة نيمو).
وتقع “نقطة نيمو” في قلب مثلث متساوي الأضلاع تماما، تشكله سواحل ثلاث جزر نائية، تبعد عن كل منها أكثر من ألف ميل (نحو 1600 كيلومتر)، وتبدو النقطة بقعة غريبة ومميزة بشكلٍ ما. فلطالما تجادل الخبراء حول تلك الأحجية الجغرافية المتعلقة بإيجاد النقطة التي تتوسط المحيط، لكن الأمر لم يُحل بشكل كامل سوى باستخدام التقنيات الحديثة، لتُكتشف منطقة “قطب المحيط المتعذر الوصول إليه” رسمياً في عام 1992 على يد مهندس مساحة يُدعى فرفاي لوكاتيلا.

وتفيد المعطيات بأنه من غير المرجح أن يكتشف الباحثون أن هذه النقطة تقع في مكان آخر يبعد كثيراً عن ذاك المُحدد حالياً، على الأقل في المستقبل القريب، ومن فرط بعد هذه النقطة للغاية عن أي يابسة، يشكل رواد الفضاء في الغالب أقرب تجمع بشري لها. فالمحطة الفضائية الدولية تدور حول الأرض على ارتفاع لا يزيد على 258 ميلاً (416 كيلومتراً)، بينما يقع أقرب موقع مأهولٍ على البر لها على بعد يفوق 1670 ميلاً (قرابة 2700 كيلومتر). ولا عجب في ذلك، فكامل المنطقة المحيطة بـ”نقطة نيمو” معروفة جيداً للعديد من الوكالات الفضائية.

وتطلق هذه الوكالات على تلك البقعة رسمياً اسم “المنطقة غير المأهولة في جنوب المحيط الهادئ”. ولطالما استخدمتها وكالات الفضاء الروسية والأوروبية واليابانية – بشكل خاص – كـ”مكبٍ للنفايات” الخاصة بها، نظراً لأنها النقطة الأقل سكاناً على سطح الأرض، والخالية أكثر من غيرها من طرق الملاحة البحرية. ويُعتقد أن أكثر من مئة من المركبات الفضائية التي خرجت من الخدمة، تقبع حالياً في “مقبرة المركبات الفضائية” تلك، بدءاً من أقمارٍ صناعية وسفن شحن فضائية وصولاً إلى المحطة الفضائية “مير” التي انتهت مدة خدمتها.

من جهة أخرى، فقد ثارت – ولفترة طويلة – الشائعات حول ماهية الكائنات الحية، التي ربما تكون موجودة في “نقطة نيمو”.

ففي عام 1997، سجّل علماء المحيطات ضوضاء غامضة على بعد أقل من 1240 ميلاً (نحو ألفيّ كيلومتر) إلى الشرق من “نقطة نيمو”، مما أحدث قدراً كبيراً من الإثارة وبعض الفزع والخوف كذلك، وكانت هذه الضوضاء، التي أُطلق عليها اسم “بلوب”، أعلى دوياً حتى من الأصوات التي يصدرها الحوت الأزرق، مما أثار تكهنات بأنها قد تكون صادرة عن وحش بحري غير معروف.

رغم ذلك، فقد أكدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة أن تلك الضوضاء لم تكن سوى صوت تصدع الجليد. فعندما تتصدع الجبال الجليدية الكبيرة وتتفتت، ينتج عن ذلك موجات فوق صوتية قوية ذات نطاق منخفض التردد.

في هذا الشأن، يتبنى خبير المحيطات ستيفن دونَت من جامعة رود آيلاند بمدينة ناراغانسيت الأمريكية رؤيةً متشائمة، مفادها بأنه ربما لا يوجد الكثير من هذه المخلوقات هناك.

ويرجع ذلك إلى أن “نقطة نيمو” تقع وسط ما يُعرف بـ”دوامة جنوب المحيط الهادئ”، وهي عبارة عن تيار محيطي هائل دوامي الشكل، تتجاذبه قارتا أمريكا الجنوبية وأستراليا شرقاً وغرباً، بينما يتجاذبه من الشمال خط الاستواء ومن الجنوب التيار القطبي القوي الخاص بالقارة القطبية الجنوبية.

المصدر: بي بي سي