يشكل الموت المفاجئ لشاب في مقتبل العمر صدمة عند أسرته والمحيطين حوله، إذا كان لا يشكو من أي مرض صحي. وغالبا ما يتساءل الجميع عن سبب موته المفاجئ بهذه الطريقة دون أن يكون قد عانى من مرض ما سابقا.
في أكثر من نصف الحالات التي يتعرض فيها الشباب للموت المفاجئ، يكشف تشريح الجثث عن أمراض في القلب وجهاز الأوعية الدموية، وغالبًا ما تكون وراثية.
كيف نمنع هذه المأساة
قبل عامين، نشر علماء روس من قسم الطب الشرعي في جامعة سيتشينوف، برئاسة البروفيسور الروسي يوري بيغولكين، دراسة حول الوفاة المفاجئة للشباب بسبب السكتة القلبية.
وبعد تلخيص نتائج الدراسة التي استمرت لمدة خمس سنوات، وجد الخبراء أن “غالبية الذين ماتوا لم يشتكوا من صحتهم، وفي الوقت نفسه، 85% من حالات تشريح الجثث، لوحظت أمراض مختلفة في الأعضاء الداخلية والأوعية الدموية”.
ويعتقد الخبراء القائمين على البحث أن “السبب في ذلك هو خلل التنسج الجهازية من النسيج الضام (أمراض تصيب الدم) وهو انتهاك لتطور الخلايا”.
ويقول الخبراء: إننا “نتحدث عن الأمراض الخلقية التي تسببها الوراثة، غالبا ما تظهر في شكل مجموعة من المتلازمات. وأحيانًا يتجلى ذلك في بعض السمات الخارجية للشكل والنفسية، على سبيل المثال، التطور غير الطبيعي للصدر، وانحناء العمود الفقري، والقدم المسطحة، والاضطرابات العصبية”.
يُعتقد أنه يمكن إصلاح ذلك أو أن كل شيء سيختفي من تلقاء نفسه بمرور الوقت، لكن لا أحد يتوقع سكتة قلبية مفاجئة، حيث يمكن أن يكون وراء السكتة القلبية هو ممارسة التمارين الرياضية الشديدة والتوتر.
الموت وقت النوم
ووفقًا لعلماء من الدنمارك، فإن السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب (المشار إليه فيما يلي باسم الموت المفاجئ غير العنيف) هو النوبات القلبية. ففي غضون عشر سنوات فقط، تم تسجيل 1698 حالة في البلاد. وأكدّت نتائج تشريح الجثث حدوث 753 نوبة قلبية، و44 سكتة دماغية.
ولاحظ جميع الباحثين تقريبا أن “الرجال أكثر عرضة للموت المفاجئ في سن مبكرة”، لذلك، ووفقًا لتقرير عيادة فطومة بورقيبة الجامعية في مدينة المنستير في تونس، وعلى مدار 28 عامًا منذ عام 1990، توفي 137 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاما، من بينهم 107 رجال”.
ولاحظ العلماء ذروتين في معدل الوفيات، عند سنّ 22 و35 عاما، حيث يموت الناس أثناء الراحة أو النوم، في كثير من الأحيان في الصيف، ونصف المتوفين من المدخنين، لأن السبب الرئيسي هو اضطرابات القلب والأوعية الدموية، وتليها أمراض الرئة.
وقد أوصى الباحثون بإجراء اختبارات تشريح الجثة لأكثر الطفرات شيوعا، خاصةً إذا لم يكن من الواضح سبب توقف القلب، لأن العديد من الأمراض التي تزيد من خطر الموت المفاجئ هي وراثية.
المصدر: سبوتنيك