دشن وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى بدء العمل بمشروع انشاء بحيرة جبلية في بلدة السفيرة – الضنية، خلال جولة له في المنطقة، في حضور النائبين جهاد الصمد وسامي فتفت، النائب السابق اسعد هرموش، رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، رئيس مصلحة الزراعة في الشمال اقبال زيادة، رئيس مركز الارشاد الزراعي في مركز بخعون ـ الضنية لؤي جيدة، رئيس اتحاد بلديات جرد الضنية غازي عواد ورؤساء بلديات، رئيس رابطة مخاتير الضنية عمار صبرا، ومصدرين زراعيين ومزارعين وفاعليات.
عند الصمد
أولى محطات الزيارة للضنية كانت في منزل النائب الصمد في بلدة بخعون، في حضور حشد من رؤساء البلديات والمخاتير والمصدرين الزراعيين وفاعليات.
الصمد رحب بمرتضى وقال إن “زيارته لمنطقة الضنية موضع تقدير، وكنا نتمنى أن تحصل من قبل، لكن الظروف السياسية التي يمر بها البلد حالت دون ذلك، ونأمل في ظل عدم تأليف حكومة جديدة أن تقوم حكومة تصريف الأعمال بما هو مطلوب منها، ومع أن بعض الوزراء ومنهم الوزير مرتضى يقومون بجهد غير مسبوق، لكن هناك قسما كبيرا من الوزراء مستقيل من كل الأعمال بما فيها تصريف الأعمال، وهذا الوضع يدفع البلد كله ثمنا له، فرئيس حكومة تصريف الأعمال عليه مسؤوليات يجب أن يتحملها، لأن رجل الدولة لا يستطيع أن يقول أنا غير مسؤول، لأن هناك مواضيع كثيرة مهمة تعني كل المواطنيين اللبنانيين، ويجب ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء لدراسة مواضيع أساسية كالموازنة والدعم وترشيد الانفاق وغيرها، لأن هناك قاعدة شرعية تقول إن الضرورات تبيح المحظورات”.
وأضاف: “المطلوب من رئيس الحكومة أن يتحمل مسؤولياته ويعقد جلسة لمجلس الوزراء للبت في هذه المواضيع التي تمس حياة كل الناس، الذين لا يريدون أن يسمعوا كلاما وصفا، فكلنا شخصنا المرض ونعرفه، لكن المشكلة اليوم باتت أن البلد واقف على اتفاق بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وهذا أمر غير مقبول وغير محتمل، وإذا كانت المشكلة تتعلق بوزيرين مسيحيين ومن سيسميهما فإنه يوجد حل لهذه المشكلة، لكن القصة ليست قصة وزيرين بل قصة من منهما سيلغي الآخر، ونحن في لبنان جربنا وعرفنا أن أحد قادر أن يلغي الآخر، فليتنازلوا ويتواضعوا رحمة بالناس وأنفسهم، لأن الناس لن يسمحوا وسيحاسبون وسياخذون حقهم وأكثر”.
وقال الوزير مرتضى: “تداولنا في اجتماع اليوم مع مصدرين زراعيين وفاعليات ومزارعي الضنية كل المشاكل، وتداركنا بعض الحلول، والإمكانات التي يمكن ان نضعها في تصرفهم، ووضعنا المزارعين في اجواء المشاريع التي ستطلق الاسبوع المقبل، والتي ستكون في خدمتهم على مساحة الاراضي اللبنانية، وخصوصا منطقة الضنية التي هي منطقة زراعية بامتياز، ولها باع طويل في العمل الزراعي، ويجب ان نكون الى جانب اهلها. ونحن بتوجيهات من دولة الرئيس نبيه بري نعمل لكي نكون الى جانب المزارعين وخصوصا في مناطق الاطراف، والضنية سيكون لها نصيب من هذا الدعم، وسنعمل على تنمية القطاع الزراعي”.
في إتحاد بلديات الضنية
المحطة الثانية في زيارة وزير الزراعة كانت في مقر إتحاد بلديات الضنية بحيث استقبله رئيس الإتحاد محمد سعدية الذي قال: “تشرفنا اليوم بزيارة وزراة الزراعة الصديق لهذه المنطقة عباس مرتضى، الذي جعل من وزارة الزراعة، على رغم عدم وجود موازنة فيها، وعلى رغم من الحالة التي تعيشها البلاد من أزمات إقتصادية ومالية وعلى كل الصعد، فقد استطاع أن يتقرب من منطقة يعتاش 70 في المئة من أهلها من قطاع الزراعة. نحن نعتبر هذه الزيارة في ذاتها ولو أتت ضمن الإمكانات المعقولة والقليلة جدا، مفيدة، فقد استطاع أن يقول إن الضنية هي من لبنان، لأن كثيرين لم يعترفوا بنا، وخصوصا وقت الخدمات”.
وأضاف: “المشروع الذي سيضع الوزير حجر الأساس له، وهو إنشاء بحيرة جبلية في بلدة السفيرة، هو من الأهمية بمكان حيث سيحول أهالي المنطقة الجبال إلى أراض زراعية، وإلى أرض يعتاش منها آلاف من أهالي المنطقة. فشكرا معالي الوزير لأنك تعيدنا إلى الدولة، والإعتراف أن لنا حقوقا في هذا البلد، وأنه لا يزال هناك من يهتم بالمزارعين في بلد يعيش 86 في المئة من سكانه تحت خط الفقر، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي، وهي حقيقة يجب أن يعرفها العالم كله، وأشكر كذلك الرفيق الدائم لنا الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير وزملاءنا رؤساء البلديات”.
وألقى خير كلمة قال فيها: “نشكر الإتحاد على استقباله لنا، وهيئة الإغاثة بتوجيهات من رئاسة الحكومة بالتنسيق مع وزراة الزراعة، هي من الداعمين الكبار بعد وزارة المال، وفي حال وجود أي تقصير نحن إلى جانبهم، ونحن مجبورون على دعم مثلث الحرمان المعروف في بعلبك والهرمل وعكار والضنية والمنية وطرابلس، وإن شاء الله نستطيع كإدارات رسمية، من خلال ما نقوم به من جهد إلى جانب بقية الوزارات، بأن نعالج الحرمان وننهي الأزمات”.
في السفيرة
المحطة الثالثة والاخيرة للوزير مرتضى كانت في موقع البحيرة الجبلية في بلدة السفيرة، حيث اقيم احتفال حضره حشد من الفاعليات، تحدث فيه عريف الاتفال رهيف حسون، ورئيس بلدية السفيرة علي خضر حسون الذي شكر “الجهات المانحة، ووزير الزراعة “على ما قدموه من دعم مشروع حيوي يعتبر جرد الضنية في أمس الحاجة اليه”.
ودعا “نواب المنطقة والمسؤولين الى النظر الينا بعين الرعاية لأن منطقتنا محرومة، ونعاني عدم وجود بنى تحتية وخصوصا على صعيد مشاريع مياه الشفة والري والصرف الصحي والكهرباء والطرقات”.
ثم القى هرموش كلمة اشار فيها الى ان الضنية “منطقة محرومة منذ ما قبل عهد الانتداب والاستقلال وحتى اليوم، وان بعض المشاريع التي اطلقت في المنطقة منذ اوائل التسعينات مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعضها انتهى وبعضها لم ينته العمل به بعد، مثل مشروع سد بريصا وشبكات مياه الري، وعلى رغم ان الضنية يوجد فيها 360 نبع ماء فانها منطقة عطشى، على رغم انها منطقة تعتمد على الزراعة، وهذا المشروع الذي نضع حجر الاساس له اليوم يضع الاصبع على الجرح”.
وطالب هرموش بـ”تصحيح العلاقة بين لبنان ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية”، مشيرا الى اننا “كنا ننتظر ممن يعرقلون مبادرة الرئيس نبيه بري ان يتجاوبوا معها ويساعدوا في ولادة الحكومة، لكن للاسف فان مشاريع الباسيلية السياسية تراهن على وزير بالزائد او وزير بالناقص، على رغم ان الشعب جائع وفقير ومحتاج”.
وزير الزراعة: نحتاج الى استصلاح الاراضي
ثم القى وزير الزراعة كلمة قال فيها: “هو شرف كبير لي ان اكون في الضنية، حيث تربينا على حب هذه المناطق عبر الامام السيد موسى الصدر، الذي خط طريقا من هذه المناطق لرفع الحرمان. وهو شرف كبير ان نكون في الضنية ونمر في عكار الى بعلبك – الهرمل، حيث هذه المناطق التي حرمت على مدار عشرات السنين، وحرم اهلها أبسط حقوقهم وخصوصا في الشق الزراعي”.
واضاف: “لهذه المنطقة تحية من القلب، وقد اوصى بها منذ اليوم الاول لتعيينيا في هذه الحكومة دولة الرئيس نبيه بري، بان نعطيها حقها وان نكون الى جانب اهلها وناسها وانسانها المحروم، وان نكون الى جانب كل مزارع فيها يعاني هموم الحياة والمشاكل اليومية”.
وتابع: “اريد التوقف عند نقطة مهمة. في وزارة الزراعة لم نر يوما اي نشاط او عمل الا ويبذل له جهد سواء مع الوزراء السابقين او حاليا. بدأنا نشهد ماذا يوجد في وزارة الزراعة، وكيف يمكن ان نكون الى جانب المزارع، فوجدنا ان هناك ضعفا كبيرا، وعدم اهتمام الدولة بهذه الوزارة، على رغم ان الزراعة في لبنان هي اقتصاد اساسي بات اليوم العمود الفقري الوحيد للاقتصاد اللبناني، الذي يؤدي الى الصناعات الغذائية التي تمثل 40 في المئة من المصانع اللبنانية، لذا صممنا ونحن كنا مواكبين كل العملية، ورأينا المشاكل التي تعترضنا، وكنا متيقظين اننا امام ازمات، وكل يوم سنشهد ازمة في البلد، وسنشهد ازمة امن غذائي، لذلك كنا من اليوم الاول نعمل مع فريق عمل الوزارة، لأنني لا اؤمن بان الوزير لوحده يستطيع ان يعمل ابدا، ولان وزارة الزراعة اليوم بكل مديرياتها من المديرية العامة للزراعة الى مديرية المشروع الاخضر، ومديرية التعاونيات، ومصلحة الابحاث الزراعية، جميعنا فريق عمل وخلايا نحل نشتغل ليل نهار لنكون الى جانب المزارعين”.
وقال: “لقد اشتغلنا على استراتيجية خمسية مع المنظمات الدولية، من 2021 حتى 2025، وجدنا انه لا نستطيع ان نمول هذه الاستراتيجة حتى نتمكن من تحقيق نهضة وقيام للقطاع الزراعي في لبنان عبر الموازنة الموجودة في وزارة الزراعة. لقد انبثق من هذه الاستراتيجية 70 مشروعا بهمة الشباب والصبايا في وزارة الزراعة في كل المديريات، فتوجهنا الى المنظمات الدولية، واستطعنا توفير تمويل لمشاريع عديدة، والاسبوع المقبل سيكون هناك اطلاق عدة مشاريع نكون فيها الى جانب المزارعين على كل مساحة الاراضي اللبنانية”.
وأضاف: “نحن نعرف انه حتى ننهض بالزراعة يوجد واقع معين، فنحن لا نستطيع في ظل المساحات الجغرافية التي نحن فيها ان نطور قطاع الزراعة، نحن في حاجة الى استصلاح الاراضي، وزيادة مساحة الاراضي الزراعية في لبنان. في عام 2020 كان عندنا زيادة 6 الاف دونم في مساحة الاراضي الزراعية، ونطمح في عام 2021 ان تزيد المساحة الى 10 الاف دونم، لاننا نعرف انه لم نعد قادرين على الاستيراد من الخارج لانه بات مكلفا كونه بالعملة الصعبة، لذلك نحن بحاجة ان نكون كلنا مزارعين. اعرف انه يوجد 40 في المئة يعملون في لبنان في القطاع الزراعي، وفي الضنية التي هي منطقة زراعية 70 في المئة من سكانها يعملون في الزراعة، لكننا اليوم كلنا بحاجة الى ان نكون مزارعين، وان لا نترك مترا في اراضينا الا ونزرعه، لان امننا الغذائي اذا لم نعمل يدا بيد سيكون مهددا”.
وتابع: “من ضمن الاستراتيجية التي اشتغلنا عليها في وزارة الزراعة الاستطلاح، واستطعنا توفير اموال، ودعونا كل المواطنين في لبنان التوجه الى مراكز المشروع الاخضر وتقديم طلبات كي يحصلوا على اموال نقدا وبالدولار، للمزارعين الصغار تحديدا، لاستصلاح اراضيهم وبناء خزانات مياه وبساتين عبر هذا الدعم، وقد تقدم الاف الطلبات، ووجدنا ان هناك حاجة الى تمويل جديد، فتواصلنا مع بعض الجهات المانحة وتم تأمين مبالغ مالية سنعلن عنها الثلاثاء المقبل، حتى تكون كل الطلبات التي قدمت قد قبلت، وبذلك ندعم كل المزارعين الذين اتوا الى وزارة الزراعة”.
وقال: “نعرف اننا اذا استطعنا استصلاح الارض لا بد من الري، وهذا اكبر دليل على اننا نعمل على هذه المشاريع حتى نوفر الري، خصوصا في هذه المناطق. اليوم في معظم الاراضي اللبنانية وخصوصا هذه المناطق، لا يمكن ان تقوم زراعة من دون ري، ولكن تقصير الدولة مدى عشرات الأعوام اوصل الى الا تكون هناك سدود وبحيرات وجمع لمياه الامطار حتى نفيد منها في فصل الصيف، للاسف كان هناك اهمال لهذا الامر، وادى الى تراجع قطاع الزراعة، وعدم دعم المزارع وتركه في هذا الوطن لمصيره، ولكننا اليوم نعمل بكل ما اوتينا من قوة، ايمانا منا بمسؤولياتنا. اليوم نحن حكومة تصريف اعمال، استطيع كوزير زراعة ان أوقع البريد واذهب، ولكن لم تكن هكذا ثقافتنا، ولم نترب ان نكون بلا مسؤولية، وخصوصا في ظل المحن والازمات التي يمر بها لبنان، هناك شعب يعاني ومواطنون في حاجة الى ان نكون الى جانبهم بمشاكلهم وهمومهم. نحن اليوم امام واجب وطني وانساني يجب ان نتحمله امام اللبنانيين والا نعتذر ونقول نحن لسنا مسؤولين، فلتأت حكومة ولتقم بواجباتها”.
وختم: “نحن في حاجة الى تأليف حكومة على رغم كل الاعمال التي نقوم بها والجهد الذي نبذله، فنحن لا يمكننا التعويض لأننا حكومة تصريف اعمال. هناك مشاريع وقوانين وامور عدة لا نستطيع القيام بها، لان الدستور أعطى هامشا لحكومة تصريف الاعمال، نحن في حاجة في اسرع وقت حتى تكون هناك حكومة في لبنان تحاكي وجدان الناس وهمومهم ومشاكلهم، وتحل المشاكل على الارض، لان هناك ازمات كبيرة في هذا الوطن، لذلك من اجل كل ذلك نشد على ايدي دولة الرئيس نبيه بري، في مسعاه الاخير، على امل ان يبصر النور وان يجتمع اللبنانيون على كلمة سواء ننقذ فيها لبنان وشعبه من المشاكل التي نعانيها والتي آتية إلينا”.
وبعدما قدمت بلدية السفيرة الى مرتضى درعا تذكارية، أزاح وزير الزراعة والنواب والفاعليات العلم اللبناني عن اللوحة التذكارية للمشروع.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام