كلما خرج صاروخ من غزة المقاومة، متوجهاً نحو عمق الكيان، نزل مقابله عشرات الآلاف من الصهاينة إلى الملاجئ، فهذه المرة كانت عصيبة على الصهاينة بصواريخ نوعية وضربات محكمة التوجيه الى المدن والمواقع والقواعد دون تراجع للوتيرة.. هكذا رست ابرز معالم هذه المعادلة الجديدة التي وضعتها المقاومة الفلسطينية في الصراع مع الصهيونية لتلخص المشهد .
فمن غزة بدأت الطلقة الاولى في هذه الجولة من الحرب مع الاحتلال، بعد خروح أول صرخة من حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، أذِنت للمقاوم الفلسطيني في غزة أن يضغط على زناد الكورنيت مفجراً معركة سيف القدس المنتشرة انتفاضتها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المشهد بعد النصر لم يبق على مساحة 27 ألف كيلو متر مربع، أنما تجاوز الحدود فوق إرادة العالم أجمع، فاحتفالات الانتصار بدأت بعد حسم الجولة هذه لصالح المقاومة الفلسطينية، مع استمرار الانتفاضة الشعبية على الأرض ، ليكون المشهد مسيرات عارمة تعم كافة المدن والعواصم.
سوريا من الأبرز في المشهد، وصوت ابناء سوريا ارتفع مع صوت اللاجئ الفلسطيني في دمشق مجدداً في شوارعها مرفرفاً مع الاعلام الوطنية هاتفاً باسم فلسطين المقاومة، مشيداً بالانتصار داعياً إلى التحرير الذي تنامى الامل بقربه.
من دمشق ارتفع الصوت مع بداية الاحداث الأخيرة في حي الشيخ جراح، أحداث نتج عنها اعتداءات صهيونية على الأهالي، تمخضت عن رد فعل مقاوم. اما في سوريا فلم يبقَ الفلسطينيون داخل منازلهم، انما هبوا الى الشوارع، واليوم ما زالوا في الشوارع يقيمون مسيرات الاحتفال بالنصر المؤزر، بعد أن كانت مظاهرات غاضبة أثناء العدوان، حملت طابع الوقوف إلى جانب إخوانهم في الأراضي المحتلة.
الدعم السوري لهذه الاحتفالات فتح المجال أمام كافة الفعاليات، في جميع المناطق وكانت يوم أمس الجمعة أول مظاهرة في ساحة عرنوس وسط العاصمة، منطقة من أكثر بقاع سوريا حيوية سكانية، فامتلأت الساحة وحديقتها بالفلسطينيين رافعين أعلام الوحدة الوطنية، ورايات فصائل المقاومة هاتفين لزنود المقاومة التي حققت الانتصار وما زالت أصابعها على الزناد في تحضير لأي جولة جديدة في صد العدوان عن الشعب الفلسطيني.
قياديون فلسطينيون لعدد من فصائل العمل الوطني وحركات التحرر الشعبي الفلسطيني إلى جانب عدد من الاحزاب في سوريا نزلت أمس جنباً إلى جنب مع الشباب الفلسطيني المحمل بالانتماء لفلسطين، في مشهد سيتكرر في كل احتفال أو صمود أو عمل وطني يدعو للتحرير.
المصدر: موقع المنار