يعمل الطعام الذي نرميه بالنفايات على إصدار الغازات المضرة بالبيئة، إليكم هذه الحقيقة: إن تخيلنا بأن الطعام المهدور حول العالم بلداً فإنه سيكون ثالث أكبر دولة منتجة للغازات الضارة في العالم.
يقوم الأمريكيون بإرسال حوالي 30 مليون طن من الطعام إلى مكبات النفايات كل عام.. ولكن وكما يقال نفايات أحدهم قد يكون كنزاً ثميناً للآخرين.. وفي هذه الحالة فهو كنز ذو رائحة لا يمكن تجاهلها..
شركة “Hartland Biogas” في ولاية كولورادو الأمريكية تقوم بتحويل النفايات العضوية إلى كهرباء.
يقول بوب يوست، نائب رئيس شركة “A1 Organics”: نحن لسنا محلاً للعطور.. فهذه هي الروائح التي توفرها الطبيعة، نحصل على النفايات من متاجر المواد التموينية ومن المطاعم ومن المنازل، شركات صنع أطعمة الحيوانات الأليفة، يضيف :”يتم فصل الطعام القادم إلى الشركة وتفريقه من أي تغليف بلاستيكي ويتم هرسه كالمعجون ويخلط بنوع من البكتيريا، ويتم الاحتفاظ به بأحد الحاويات الضخمة في “هارت لاند”.. ولكن وعلى عكس أجسادنا البشرية التي تتخلص من الغازات الناتجة عن عملية الأيض، ففي هذه الحالة الغاز هو ما ترغب الشركة بالحصول عليه، إنه غاز الميثان وهو مصدر رائع للطاقة المتجددة:.
العملية التي توظفها الشركة هنا تدعى “Anaerobic digestion” أي “التآكل الهوائي” وهي العملية ذاتها التي تتم في أجسامنا عندما تقوم المعدة بتفكيك الطعام واستخلاص الطاقة منه، وفي هذه الحالة الطاقة تتمثل بالكهرباء.
يعد الميثان من أحد أكثر الغازات ضرراً بالبيئة، لذا عندما يتعفن الطعام في مكبات النفايات يبدأ بإطلاق هذا الغاز إلى الجو، وبالواقع إن تخيلنا بأن كمية الطعام المهدور في العالم بلداً فإنه سيكون ثالث أكبر دولة منتجة للغازات الضارة بالبيئة، ولكن هنا يمكن احتواء هذا الغاز بأنابيب يمكنها أن تمد من يحتاج إلى مصدر متجدد للطاقة، وفي الوقت ذاته الحد من الغازات المضرة بالبيئة.