تعتبر عملية الكشف عن الأشخاص الأذكياء أو الأكفاء من أولى المهمات التي توكل إلى الأقسام الخاصة بجذب الموظفين أو أقسام الموارد البشرية، حيث يحاول المدراء رصد العاملين الأكفاء من خلال تتبع بعض الإشارات والأسرار التي لا يعلمها البعض.
يعمل مدراء المؤسسات والشركات الكبرى على استقطاب الأشخاص الأذكياء والأكفاء لأنهم أكثر قدرة على تتبع سير العمل والنهوض بمؤسساتهم من الناحية المالية من جهة، ومن ناحية الكفاءة والأداء من جهة أخرى، بالإضافة إلى قدرة هؤلاء على توفير النفقات من خلال الطرق الجديدة والمبتكرة التي يقدمونها.
ونشرت مجلة “medium” مجموعة معايير نقلا عن بعض الخبراء والمدراء التي تشير إلى وجود أشخاص أذكياء، يمكن رصدهم خلال المقابلات أو الحياة العملية.
التواضع الفكري
يتمتع الأشخاص الأذكياء بالتواضع الفكري، أي أنهم لا يدّعون المعرفة في أغلب الأمور، وهم أشخاص متصارحون مع ذواتهم ولا يتدخلون بالاختصاصات الأخرى التي لا تنسجم مع اختصاصهم ومعرفتهم.
وقدمت المجلة طريقة لاكتشاف هؤلاء في المقابلة، حيث يقدم المدير سؤلا تكون إجابته مستحيلة بالنسبة للشخص الممتحن، وينتظر طريقة الإجابة، حيث إن الاعتراف بعدم المعرفة هو مؤشر على الذكاء وعلى التواضع الفكري وذكاء الشخص وليس العكس، حيث تعتبر عملية التواضع الفكري من المؤشرات الجيدة في عمليات اتخاذ القرار.
أوقات الفراغ و”ذكاء الشارع”
نوه المقال إلى أن الأشخاص الأذكياء وبغض النظر عن مستويات عملهم ومستوياتهم الاقتصادية والعلمية، يستغلون أوقات فراغهم بالقراءة أو متابعة الشأن الذي يعملن به، على سبيل المثال يستغل الأذكياء أوقات فراغهم بالقراءة، بالإضافة إلى أنهم يتمتعون بـ”ذكاء الشارع” وهو ذكاء يكتسب من الخبرة العملية والاحتكاك بالمجتمع وليس فقط من الدراسة الأكاديمية.
المراجعة الذاتية
يتمتع الأشخاص الأذكياء بالقدرة على مراجعة افكارهم وتحليلها، أي أنهم لا يعتبرونها صحيحة لمجرد معرفتهم بها، بل يشككون بالأفكار وينتقدون أنفسهم ويراجعون تصرفاتهم الفردية أو المجتمعية، حيث يستثمرون وعيهم الذاتي لصالحهم بكفاءة عالية.
شراهة الفضول
يتمتع الأشخاص الأذكياء بفضول كبير، ربما يزعج البعض أحيانا، حيث يميلون لطرح الكثير من الأسئلة ويحاولون الانغماس بالتفاصيل فقط من أجل المعرفة.
التبسيط… المؤشر الأقوى
اعتبر المقال أن المؤشر الأقوى الذي يتمتع به الأشخاص الأكفاء والأذكياء هو التبسيط، أي تبسيط أي مشكلة وتجنب التعقيدات، حيث تساهم هذه الميزة بحل المشكلات بسرعة وتحليلها من دون تعقيدها أو إعطائها أكثر من حجمها، ونوه المقال إلى أن هذه الميزة هي ميزة وراثية لأن الناس لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، لذلك تأتي هذه الملكة بالوراثة في أغلب الأحيان ولا تكتسب، أي أن أي مشكلة مهما كانت كبيرة، يتعامل معها الأذكياء على أنها “مجموعة مشكلات صغيرة” فقط.
أكد المقال أن هذه الميزات لا تعني أن بعض الأفراد الذين لا يتمتعون بها ليسوا أذكياء، لأن الذكاء لا يقتصر على هذه المؤشرات، فالأفراد يتمتعون باختلافات كبيرة وكل فرد يتميز بمعدلات مختلفة من الذكاء عن الآخرين من بعض النواحي الفكرية أو الإبداعية، لذلك لا يجب اعتبار هذه المؤشرات فريدة لأن الذكاء البشري لا يمكن حصره بدائرة محددة.
المصدر: سبوتنيك