قالت صحيفة The Guardian البريطانية إنه من المرتقب أن يحترق جزء كبير من صاروخ Long March 5B الصيني خلال أيام، وذلك أثناء اصطدامه بالغلاف الجوي لكوكب الأرض، فيما يتخوف علماء من أثر ذلك على مخلفات الفضاء المحيط بالكوكب.
إذ يتوقع الخبراء العسكريون في الولايات المتحدة أن يهبط المعزز الصاروخي يوم السبت أو الأحد 15 و16 مايو/أيار 2021، لكن المصير المدمر للمعزز الصاروخي، أينما ينزل، يبرز القضية الأكبر وهي الحطام الفضائي واستدامة الفضاء، خاصةً أن الفضاء يصبح أكثر فأكثر هدفاً ليس فقط لبرامج الفضاء الوطنية ولكن أيضاً للقطاع الخاص.
محاولة لتهدئة الأمور
في هذا الوقت، ربما تحاول الحكومة الصينية تهدئة الأمور. فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ ون بين، إن احتمال إلحاق الضرر بأنشطة الطيران أو الأشخاص والأنشطة على الأرض منخفض للغاية.
كذلك وبموجب المعاهدة الدولية، فإن الجهات الخاصة الفاعلة في الفضاء، والتي من المتوقع أن تضع 45 ألف قمر صناعي في مدار أرضي منخفض خلال السنوات العديدة القادمة، تخضع للمسؤولية القانونية للدول المضيفة.
أضف إلى ذلك، ما يقدر بنحو 93 ألف طن من النفايات الفضائية التي تدور بالفعل حول الكوكب، ومسألة الاصطدامات الفضائية وتلوث الحطام مسألة مثيرة للقلق.
في المقابل وفي شهر أبريل/نيسان 2021، حث مراقبو البعثات بمقر SpaceX في كاليفورنيا رواد الفضاء الذين يدورون حول العالم على ارتداء بدلاتهم الفضائية والعودة إلى مقاعدهم، لأن قطعة من الحطام الفضائي يمكن أن تصطدم بالكبسولة. ففي السابق، اصطدمت قطعة من الطلاء بحجم ظفر بالزجاج الأمامي لمكوك فضائي، وهو ما أدى إلى ثقب طبقتين من ثلاث طبقات من الزجاج.
قلق من خطر الاصطدام
في حين أعرب الخبراء، مراراً وتكراراً، عن قلقهم بشأن مخاطر الاصطدام منذ عام 2009، عندما اصطدم قمران صناعيان -إيريديوم 33 وكوزموس 2251 وهو قمر عسكري روسي مهجور- بالصدفة بسرعة 26 ألف ميل في الساعة فوق سيبيريا، وهو ما أدى إلى تحطم كليهما إلى آلاف القطع. وقد استضافت وكالة الفضاء الأوروبية مؤتمراً كبيراً بشأن هذا الموضوع في الشهر الماضي.
فوفقاً لجوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، كان لدى الصين كل الأسباب لتعرف أن “لونغ مارش 5 بي” سيدخل في حركة غير متوقعة وسيصبح خارج نطاق السيطرة. “في تقديري أن الصينيين مهملون. تقول الصين إنه سيسقط على الأرجح في المحيط. ولكن ربما تحدث كثير من الأمور”.
من ناحية أخرى فقد يعيد مصير “لونغ مارش 5 بي” تركيز الحكومات والهيئات الدولية على مسألة استدامة الفضاء، ويمكن أن يوفر ذلك مزيداً من الفرص لشركات مثل Astroscale ومقرها المملكة المتحدة، التي تستعد لمعالجة مشكلة الحطام من خلال خدمات جمع النفايات التجارية.
دوران آلاف الأقمار في مدار الأرض
وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية، لا يزال نحو 59 ألف قمر صناعي من أصل 11370 قمراً صناعياً في مدار الأرض يدورون، ويعمل نحو 4 آلاف منهم.
لكن عدد الأجسام الحطامية التي تتبعها شبكات المراقبة الفضائية بانتظام يبلغ 28160. ويُعزى التباين إلى أكثر من 560 “تفككاً أو انفجاراً أو تصادماً أو أحداثاً شاذة تؤدي إلى التفتت”.
في حين تستعرض Astroscale حالياً مركبة تُدعى “ELSA-d” بمدار أرضي سفلي، لإظهار أن تنظيف الحطام الفضائي ممكن بالفعل. وقد أجروا اختباراً التقطوا من خلاله طائرة اختبار بدون طيار بواسطة مغناطيس مثبت على قمر صناعي.
المدير الإداري للشركة، جون أوبورن، قال إن المشكلة الكبرى في الفضاء ليست الحطام الكبير، ولكن عندما يتفكك الحطام الكبير ويتحول إلى حطام صغير يمكن أن يدمر المركبة الفضائية وهي تتحرك بسرعة كبيرة، وفق قوله.
المصدر: ذا غارديان