الامام الخامنئي يطلق على العام الجديد عنوان “الانتاج، الاسناد، ازالة العراقيل” – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الامام الخامنئي يطلق على العام الجديد عنوان “الانتاج، الاسناد، ازالة العراقيل”

اعتبر الامام الخامنئي  عام 1399 بانه”إظهار قدرات الشعب الإيراني” في مواجهة “كورونا”، ومواجهة ضغط العدو بالحد الأقصى، مطلقا على العام الجديد عنوان عام “الانتاج، الاسناد، ازالة العراقيل”.

وفي نداء بمناسبة بداية العام الجديد، قدم سماحته أحر التهاني والتبريكات الى الشعب الايراني لاسيما عوائل الشهداء والمعوقين والمضحين وعوائلهم، فضلا عن تهنئته لجميع الشعوب التي تحتفل بعيد النوروز، مستعرضا العقبات التي اعترضت تحقيق شعار العام السابق بشكل كامل مقدما توضيحات بشان الحلول التي ينبغي اعتمادها لتحقيق ما فات وترجمة شعار العام الجاري على ارض الواقع.

واعتبر الإمام الخامنئي عام 1399 الشمسي عام “إظهار قدرات الشعب الإيراني” في مواجهة “كورونا”، ومواجهة ضغط العدو بالحد الأقصى، وقال إن “الأعداء أنفسهم يقولون اليوم صراحة إن الضغط بالحد الأقصى قد مني بالفشل”.

وفيما يلي النص الكامل لخطاب الامام الخامنئي:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

يا مقلّب القلوب والابصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا الى أحسن الحال.

أبارك بعيد النوروز وحلول العام الجديد لأبناء وطننا الأعزاء جميعا، ولا سيما عوائل الشهداء، وعائلات الجرحى، والجرحى انفسهم، والمضحين جميعا، كما أبارك بهذا العيد للشعوب جميعا التي تحتفل بعيد النوروز.

يصادف عيدنا هذا العام الأعياد الشعبانية، فنتمنى أن يكون لهذا بركات مادية وروحية كثيرة على عامنا الجديد و(سنة) 1400 مباركة بأنها تحتوي على يومي النصف من شعبان، وسوف يحتفل الناس مرتين في هذا العام بولادة ولي الله الأعظم، أرواحنا فداه.

وانتهى عام 99 (1399 ه.ش.) بأحداث مختلفة وأحيانا غير مسبوقة. من تلك الأحداث التي لم يسبق لها مثيل حقا وكانت غير مألوفة لشعبنا ظاهرة “كورونا” التي أثرت بطريقة ما في حياة الشعب كافة تقريبا، سواء الأعمال التجارية والبيئات المدرسية والاجتماعات الدينية ومسألة السفر والرياضة، كما أثرت في القضايا الأخرى في البلاد، ووجهت ضربة قاسية إلى العمل في البلاد.

بالطبع، الأكثر مرارة من هذا موت عشرات الالاف من أبناء شعبنا الأعزاء، ما يعني أن عشرات الآلاف من العائلات فقدوا اعزاءهم. من هنا، أغتنم هذه الفرصة لأقدم التعازي إلى تلك العائلات العزيزة جميعا، وأعبر عن مواساتي لهم. نرجو أن يمن الله عليهم بالصبر والأجر، وأن يشمل المتوفين برحمته ومغفرته.

وكان 1399 عاما لظهور قدرات الشعب الإيراني أيضا، مثلما في مواجهة هذا الاختبار العظيم، أي “كورونا”. وللإنصاف، أظهر شعبنا العزيز، من المجاميع الطبية والصحية إلى الباحثين والعلماء، إلى الأفراد والجماعات الجهادية والخدمية، أظهروا قدرات كبيرة في إدارة هذه الأزمة المريرة، وذلك تحت الضغط من العدو بالحد الأقصى في زمن الحظر. فرغم الحظر، وقطع الطرق المختلفة على استخدام الإمكانات في الخارج، … كان شعبنا وعلماؤنا وأطباؤنا وممرضونا ومسعفونا والعاملون في مختبراتنا وفي أقسام الأشعة، هؤلاء الذين شاركوا في علاج الناس، إنصافا كانوا قادرين على ترك ذكرى لتجربة عظيمة، وإظهار قدراتهم العظيمة.

وكذلك أظهر الشعب الإيراني قدرته على مواجهة الضغط من العدو بالحد الأقصى. كانوا ينوون (أقصد) أعداؤنا وفي مقدمتهم أمريكا – أن يركعوا الشعب الإيراني على ركبتيه بهذا الضغط بالحد الأقصى. واليوم هم أنفسهم يقولون ورفاقهم الأوروبيون بصراحة إن الضغط بالحد الأقصى قد أخفق. نحن كنا نعلم أنه سيخفق، وأننا عازمون على هزم العدو في هذا الصدد. كنا نعلم أن الشعب الإيراني سيصمد. لكنهم اليوم يعترفون بأن هذا الضغط بالحد الأقصى قد مني بالفشل.

حسنا، كان الشعار العام 99 هو “الطفرة في الإنتاج”. إذا رغبت في إجراء تقييم، بناء على التقارير المتعددة الشعبية والحكومية، ومن الأجهزة المختلفة، إذ تصلنا تقارير من جهات مختلفة، إذا كنت أرغب في إجراء تقييم بناء على هذه التقارير، لا بد لي من القول إن هذا الشعار إلى حد ما، تحقق بمستوى مقبول.

أي تحققت الطفرة في الإنتاج في أجزاء من البلاد، وفي أجزاء متنوعة من قضايا البلاد، مع أنها لم تكن بالمستوى المطلوب. أي في الأماكن التي تحقق فيها هذا الشعار، وقد كان في أحيان كثيرة في البنية التحتية والإعمار وماشابه، لم تكن النتيجة محسوسة في الاقتصاد العام للبلاد ومعيشة الناس. أي لم تكن هذه الحركة محسوسة. لقد كنا ننتظر أن تخلق الطفرة في الإنتاج انفراجا في وضع الناس.

طبعا “الطفرة في الإنتاج” شعار ثوري بالمعنى الحقيقي للكلمة. إنه شعار مهم. إذا حدثت الطفرة في الإنتاج بطريقة صحيحة في البلاد، وهي ستحدث، إن شاء الله، سيكون لها تأثيرات اقتصادية عميقة في البلاد وقيمة العملة وسائر القضايا الاقتصادية الرئيسية. إضافة إلى ذلك، ستوجب الثقة بالنفس الوطنية والرضا العام للناس، وضمان الأمن الوطني. أي الإنتاج ذو الطفرة في البلاد، إذا حدث، إن شاء الله، ونأمل أن يحدث، سوف تتحقق به هذه المضاعفات المهمة والفوائد العظيمة.

حسنا، لماذا لم يحدث هذا بالكامل عام 99؟ بسبب العراقيل من جهة، وفقدان الدعم للإنتاج في القطاعات جميعا من جهة اخرى. أي يحتاج الإنتاج إلى الدعم القانوني والحكومي اللازمين، وأيضا إلى إزالة العراقيل من طريق الإنتاج.

الآن، على سبيل المثال، عندما تفترضون أن مصنعا يعمل بنصف قدرته، يعمل بـ30-40% مثلا من قدرته، أو أنه معطل بالكامل، ثم بهمة عدد من الشباب، مثلا، يبدأ هذا المصنع العمل، بالتشجيع وما إلى ذلك، فيبدأ هذا المصنع الحركة، وبعد وصوله إلى الإنتاج يرى المرء فجأة أن المنافس لهذا المنتج يدخل البلاد من الخارج بطريقة ما، إما على أيدي المهرب الخائن، وإما –للأسف- بالطرق القانونية وبسبب ضعف الضوابط القانونية.

وبالطبع لايتم هكذا تشجيع الانتاج ، هذا عائق امام الانتاج ، اي ما يجري فعله في الواقع يخفق ، او ايضا غياب الحوافز ، مثل حوافز الاستثمار ، الاستثمار في الانتاج يحتاج لحوافز ، يجب تشجيع اولئك الذين يمكنهم الاستثمار على ذلك . وان يكون وضع الاعمال في البلاد على نحو يشجعهم على دخول هذه الاعمال ، او الا تزيد تكلفة الانتاج عليهم ، وهو ما لم يحدث للاسف ، اي لم تؤخذ التوجيهات اللازمة ، لم تكن هناك مثل هذه الحوافز ، ولم يفكر في تكاليف الانتاج .

في احدى السنوات، ربما لم تكن 99 ، ربما قبل 98 كانت التكلفة للمنتج اعلى من التكلفة للمستهلك ، حسنا ، هذه بعض الاشياء التي تعيق الانتاج . حسنا لذلك بدانا في 99 هذه الحركة الثورية بطريقة عام 1400، الذي يبدا من لحظة بدء السنة ، هو في الواقع وبحساب ما دخول الى القرن الجديد ، في الواقع ، سيبدا قرن جديد لذلك يجب النظر الى قضايا البلاد من منظور بعيد المدى ، ولابد من احتسابها بمنظور بعيد المدى .

ان عام ، 1400 ، عام حساس ومهم ، بسبب الانتخابات التي ستجري في بدايته ، في خرداد 1400 ( يونيو حزيران 2021) ، امامنا انتخابات مهمة ، ويمكن ان يكون لها تاثير كبير في اوضاع البلاد واحداثها ومستقبلها ، ستأتي ادارات جديدة الى راس العمل ، وربما مفعمة بالحيوية ، فتدخل البلاد بدوافع متنوعة وقوية ، ان شاء الله ، وتدخل في الادارة التنفيذية لها .

لذا حدث الانتخابات هذا العام مهما وحساسا للغاية من جهة ، وساتحدث عن الانتخابات في خطاب لاحق بالطبع ، ساكتفي هنا بهذا القدر . من جهة اخرى ، ايضا الانتاج عام 99 قد تحرك الى حد ما ، انتجت الطفرة في الانتاج حركة ما ، هذا العام 1400 ، فيه ارضية جيدة للازدهار الطفرة في الانتاج ، يجب الاستفادة من هذا الى اقصى حد . لابد من متابعة هذه الحركة بجدية ، ويجب تقديم كل الدعم القانوني والحكومي من الجهات جميعا الى “الطفرة في الانتاج” ولابد من فعل ذلك سواء الى حين بقاء هذه الحكومة في الحكم ، او مع الحكومة المستقبلية وبداية تسلمها ، اذ يجب ان تضع جهدها لازالة العراقيل وتقديم الدعم اللازم ، وان شاء الله ستكون “الطفرة في الانتاج “بالمعنى الحقيقي للكلمة في هذا العام . لذلك نظمت شعار هذا العام على هذا النحو “الانتاج ، الاسناد ، ازالة العراقيل ” . هذا الشعار هو: “الانتاج، الاسناد، ازالة العراقيل” يجب ان نجعل الانتاج محور عملنا ، وان نقدم الدعم اللازم له، وان نزيل العراقيل من طريق الانتاج ، نرجو ان يتحقق هذا الشعار على النحو المطلوب بعون الله . وسوف اتحدث في خطاب لاحق في هذا الشان ، ان شاء الله ، وبشان الانتخابات ايضا.

اتمنى ان تكون الروح المطهرة لامامنا “الخميني” العظيم (قدس سره) والارواح الطيبة لشهدائنا العظماء راضية عنّا ومسرورة ، وان يكون هذا العام عاما مباركا للشعب الايراني ، وان يدعو ولي العصر – ارواحنا له الفداء – للشعب الايراني ومسؤولي البلاد وافراد الناس ، وان يمنّ على الشعب الايراني بفضله ، وان شاء الله ان يستمر بلطفه واهتمامه بالشعب الايراني كما في السابق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: موقع المنار

البث المباشر