الدولار بخمسةَ عشر ألف ليرةٍ لبنانية، اي عشرةُ اضعاف السعرِ الرسمي الذي حدَّدَه البنك المركزي.. وعلى هذا المشهد يقاس الفرق بين واقع الناسِ وأزمتِهم، وأوهامِ الرسميين المعنيين واولوياتِهم ..
أَلهَبَ الدولار كلَّ شيء، أُقفلت المحال العاجزة عن مجاراةِ جنونِه، وحارت الناس بمشهدٍ هو ضربٌ من الجنونِ او الخيال، وخَلَت الشوارعُ الا من قاطعيها، والساحةُ السياسيةُ من كلِّ مبادريها..
وزير المالِ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ بَشَّرَ اللبنانيينَ بتقليصِ الدعمِ التدريجي عن الموادِّ الغذائيةِ والرفعِ التدريجيِّ عن المحروقاتِ المفقودةِ اصلاً، والمتسببةِ بطوابير من الناسِ امامَ المحطات. فيما المحطةُ الحكومية خاليةٌ من شاغلِيها لانشغالِهم بمطالبَ ومزايداتٍ لن تَزيدَ البلدَ الا خراباً..
وان كانت الحكومةُ العتيدةُ لن تأتي بالترياق للسمِّ المستشري في عروقِ البلد الاقتصادية والماليةِ والاجتماعية، لكنها بلا ادنى شك توقفُ الانهيار وتعيدُ الجميعَ الى ترتيبِ الاولوياتِ والبحثِ عن مخارجَ للنفقِ العالقينَ فيه. لكنْ اِن بقيَ المعنيونَ عالقينَ عندَ مطالبِهم فانَ النفقَ المظلمَ طويلٌ ولن تكونَ نهايتُه سعيدة .
ومنعاً للظلمةِ الدامسةِ بفعلِ اختفاءِ الفيول، كانَ اقرار السُلفةِ الماليةِ لوزارةِ الطاقةِ في اللجانِ النيابيةِ بقيمةِ ثلاثِمئةِ مليارِ ليرةٍ من اصلِ ألفٍ وخمسِمئةِ مليارٍ كانت طلبتها الوزارة ، فيما بقيَ السؤال عن النفطِ العراقي الذي عُرِضَ على لبنانَ ولم يُعرف اين هو إلى الآن ، فيما اقتراح القانونِ المتعلقِ باستردادِ الاموالِ المنهوبةِ جرى التوافقُ على نقلِ البحثِ فيه الى الثلاثاءِ المقبل .
اما الخميسُ المُقبلُ فعلى موعدٍ معَ الامينِ العامّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله، الذي سيُطِلُّ عندَ الثامنةِ والنصفِ مساءً عبرَ شاشةِ المنارِ احياءً ليومِ الجريح، متناولاً مختلفَ التطوراتِ في لبنانَ والمنطقة.
تطوراتُ لبنانَ والمنطقةِ بحثَها وفدُ حزبِ الله الى موسكو اليومَ معَ مجلسِ الدوما الروسي، بعدَ لقاءاتِ الامسِ في الخارجية ، وأكدَ عضوُ الوفدِ ومسؤولُ العلاقاتِ الدوليةِ في حزب الله السيد عمار الموسوي في حديثٍ صحفي من موسكو انَ حزبَ الله وروسيا متفقانِ بالنسبةِ الى تثبيتِ دعائمِ الاستقرارِ في سوريا وعدمِ عودةِ الارهاب، وفي الشانِ اللبناني ابدى الروسُ اهتماماً كبيراً في موضوعِ ارساءِ الاستقرارِ في لبنان، وجددَ حزبُ الله استعدادَه لمسألةِ تسهيلِ تأليفِ الحكومة، ودعا السيد الموسوي الجميعَ لان يقتربوا من بعضِهم البعض ، لايجادِ الحلولِ السياسية..